التصوير الساخر في شعر ابن الرومي 7
صفحة 1 من اصل 1
التصوير الساخر في شعر ابن الرومي 7
- 2 - السخر بالكون :
لو تتبعنا سخر ابن الرومي وتطيره لوجدناه يسخر بالكون قبل أن يسخر بالناس ، وان علامات التشويه التي كان يحملها على عاتقه جعلته قوي الملاحظة ، عميق الشعور بالتناقضات في نفسه أولا ، وفي زمانه ثانيا ، فهو يكره القبح ويبغضه ، فيحاول معاكسة القدر ولكن في هدوء وسكينة ، اذا لم نقل وفي تأدب ، لكن حين يكره القبح نجد سهمه يخطئ هدفه ، فتارة يصيب به نفسه كما في قوله :
فان وجهي بقبح صورته ** ما زال بي كالشيب والصلع
وتارة أخرى يصيب به الناس كما في قوله :
اقصر وصلع ** وعور في واحد
وكما يقول في آخر قصير أيضا :
على أنه جعد البنان دحيدح ** اذا ما مشى مستعجلا قيل يدحرج
فلو تصفخت هذا البيت مليا وقارنته بما يقوله في نفسه :
ان لي مشية أغربل فيها ** امنا الا أن أساقط الا سقاطا
لاستنتجت أنه يحاول جاهدا أن يبرز هذه العيوب ، يذكرها كثيرا حتى يتخفف من وطئتها عليه .
ومن الأمثلت التي يتجلى لنا فيه السخر الفني الهادئ المتأدب ، والتي ينطبق عليها تعريف تعريف الدكتور النويهي ، تعكس تلك الأبيات التي تتوج مجهود الشاعر الذي بدله ليقدم لنا تلك الصور الكاركتورية التي أغنت التراث العربي ، كما هذبت الهجاء في الشعر بصفة خاصة، فالشاعر حين يلجأ الى هذا الضرب من السخر يكون قد بلغت به المرارة مبلغها ، وأخذ منه اليأس مأخذه ، فيوجه سخره الدفين الى أولئك الذين يثرون تطيره ويعترضون سبيله فيقول لهم :
.. أبي وأبوك الشيخ آدم تلتقي ** مناسبنا في منسب منه واحد
فلا تهجني حسبي من الحزن أنني ** واياك ضمنا ولادة والــد
ان ابن الرومي كان يرى في زمانه العائق الأول الذي يحون دون حسنى الناس ، فلما كان يطلب لقمة عيش تتعذر عليه الى أن يقدم لها نفسه ضحية ، في حين كان غيره يتنعم بما ليس من حقه ، ولهذا لم يجد مهربا من أن يسخر من هذا الذي يبخل عليه قائلا :
جعلت فداك لم أسألـــــك الثـــوب للكفــــن
سألتكه لألبسه ** وروحي بعد في البدن
كما وجد نفسه مضطرا للسخر من من الذي وان لم يوفقلتقدير حرمة الشعر الممدوح به فان عليه أن يحترم مجهود مجهود الشاعر ويعتذر له اذ يقول :
من جهل حقي غير معتذر **أو كنت من رد مدحي غيــر مكتئب
فاعطني ثمن الطرس الذي كتبت ** فيه القصيدة أو كفارة الكذب
فيكفي هذا المهجو مذلة أن جعله لا يقدر لشدة بخله على دفع ثمن الطرس على تفاهته .
وهكذا هو شأن ابن الرومي ، يسخر بالناس تارة وبالكون تارة أخرى ، وهدفه هدف كل فنان يسعى الى الكمال الفني بشتى الطرق والوسائل .
لو تتبعنا سخر ابن الرومي وتطيره لوجدناه يسخر بالكون قبل أن يسخر بالناس ، وان علامات التشويه التي كان يحملها على عاتقه جعلته قوي الملاحظة ، عميق الشعور بالتناقضات في نفسه أولا ، وفي زمانه ثانيا ، فهو يكره القبح ويبغضه ، فيحاول معاكسة القدر ولكن في هدوء وسكينة ، اذا لم نقل وفي تأدب ، لكن حين يكره القبح نجد سهمه يخطئ هدفه ، فتارة يصيب به نفسه كما في قوله :
فان وجهي بقبح صورته ** ما زال بي كالشيب والصلع
وتارة أخرى يصيب به الناس كما في قوله :
اقصر وصلع ** وعور في واحد
وكما يقول في آخر قصير أيضا :
على أنه جعد البنان دحيدح ** اذا ما مشى مستعجلا قيل يدحرج
فلو تصفخت هذا البيت مليا وقارنته بما يقوله في نفسه :
ان لي مشية أغربل فيها ** امنا الا أن أساقط الا سقاطا
لاستنتجت أنه يحاول جاهدا أن يبرز هذه العيوب ، يذكرها كثيرا حتى يتخفف من وطئتها عليه .
ومن الأمثلت التي يتجلى لنا فيه السخر الفني الهادئ المتأدب ، والتي ينطبق عليها تعريف تعريف الدكتور النويهي ، تعكس تلك الأبيات التي تتوج مجهود الشاعر الذي بدله ليقدم لنا تلك الصور الكاركتورية التي أغنت التراث العربي ، كما هذبت الهجاء في الشعر بصفة خاصة، فالشاعر حين يلجأ الى هذا الضرب من السخر يكون قد بلغت به المرارة مبلغها ، وأخذ منه اليأس مأخذه ، فيوجه سخره الدفين الى أولئك الذين يثرون تطيره ويعترضون سبيله فيقول لهم :
.. أبي وأبوك الشيخ آدم تلتقي ** مناسبنا في منسب منه واحد
فلا تهجني حسبي من الحزن أنني ** واياك ضمنا ولادة والــد
ان ابن الرومي كان يرى في زمانه العائق الأول الذي يحون دون حسنى الناس ، فلما كان يطلب لقمة عيش تتعذر عليه الى أن يقدم لها نفسه ضحية ، في حين كان غيره يتنعم بما ليس من حقه ، ولهذا لم يجد مهربا من أن يسخر من هذا الذي يبخل عليه قائلا :
جعلت فداك لم أسألـــــك الثـــوب للكفــــن
سألتكه لألبسه ** وروحي بعد في البدن
كما وجد نفسه مضطرا للسخر من من الذي وان لم يوفقلتقدير حرمة الشعر الممدوح به فان عليه أن يحترم مجهود مجهود الشاعر ويعتذر له اذ يقول :
من جهل حقي غير معتذر **أو كنت من رد مدحي غيــر مكتئب
فاعطني ثمن الطرس الذي كتبت ** فيه القصيدة أو كفارة الكذب
فيكفي هذا المهجو مذلة أن جعله لا يقدر لشدة بخله على دفع ثمن الطرس على تفاهته .
وهكذا هو شأن ابن الرومي ، يسخر بالناس تارة وبالكون تارة أخرى ، وهدفه هدف كل فنان يسعى الى الكمال الفني بشتى الطرق والوسائل .
العتيق- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 1509
درجة التقدير : 6
تاريخ الميلاد : 01/01/1951
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
العمر : 73
الموقع : البريد أعلاه وكذا منتدى جبالة
مواضيع مماثلة
» التصوير الساخر في شعر ابن الرومي 4
» التصوير الساخر في شعر ابن الرومي 5
» التصوير الساخر في شعر ابن الرومي 6
» التصوير الساخر في شعر ابن الرومي 2
» التصوير الساخر في شعر ابن الرومي 3 3
» التصوير الساخر في شعر ابن الرومي 5
» التصوير الساخر في شعر ابن الرومي 6
» التصوير الساخر في شعر ابن الرومي 2
» التصوير الساخر في شعر ابن الرومي 3 3
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى