آراء ابن عرضون التربوية من خلال مؤلفه : مقنع المحتاج في آداب الأزواج"
صفحة 1 من اصل 1
آراء ابن عرضون التربوية من خلال مؤلفه : مقنع المحتاج في آداب الأزواج"
** المؤلف ( بكسر اللام ):
*حياته :
هو أحمد بن الحسن بن عرضون الزجلي المساوي ، عالم مشارك ، وفقيه موثق ، واسع الأفق ، اشتغــــل بالتدريس والقضاء بمدينـــة شفشاون ، كثر الآخذون عنه ، توفي رحمه الله سنة 992 هجرية الموافق 1584 م .
* عصره :
تميز عصره بكثير مــــــن الأحداث التاريخية يتقدمها طرد الأندلسيين من فردوسهم المفقود وذلك من قبـــل الصليبيين الاسبان سنة 1609 م ، الى جانب هيمنة الاستعمار البرتغالي على بعض الثغــــــور المغربية وأخيــرا ظهور قلاقل واضطرابات داخلية بسبب التكالب على حكم المغرب ، فهذه العوامل وغيرها تركت أثرها على الفرد والجماعة ومنهم الطفل الذي يعد أمل المستقبل ، ففي هذه الظروف ظهر العلامـــــة ابن عرضون بآرائـــه التربوية ذات البعد الشمولي .
**المؤلف ( بفتح اللام ):
يعد " مقنع المحتاج في آداب الزواج " من أنفس المخطوطات الملكية بالمغرب عمره أزيد من أربعة قرون ، ويشتمل على مقدمة وقسمين ، ويشتمل كل قسم على أربعة أبواب ، وخاتمة خاصة بالطفل ، قسمها المؤلف الى فصلين .
الفصل الأول :تدريب الآباء للصبيان ، أو من يقوم مقامهم :
ويستهل هذا الفصل بقول الامام أبي بكر بن العربي في ( مراقي الزلف )
" ان الصبي أمانة عند والديه ، وقلبه الظاهر جوهرة نفيســـــة ساذجـــة ، خالية من كل نقش وصور ، وهو قابل لكل نقش ، ومائل الى كل ما يمــال به اليه ، فان علم الخير وعـــــود نشأ عليــــه وسعـــد في الدنيا والآخرة ، وشاركه في ثوابه كل معلم ومؤدب له ، وان عــــــود الشر وأهمـــل اهمال البهائم ، شقي وهلك ، وكان الوزر في رقبة القيم به ، والموالي عليه ، وقد قال تعالى : " يابها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا " .
ومهما كان الب أن يصونه من نار الدنيا ، فلا بد أن يصونـــه من نــــــار الآخرة ، وصيانته بأن يؤدبه ، ويمهر به ، ويعلمه محاســـــن الأخـــلاق ، ويحفظه من قرناء السوء ، ولا يعوده التنعـــــم ، ولا يحبب اليه الزينـــة ، وأسباب الرفاهية فيضيع عمره في طلبها اذا كبر وهلك هلاك الأبد ، بــــل ينبغي أن يراقبه من أول نشأة ، فلا يستعمل في حضانته وارضاعــــــه الا امرأة صالحة متدينة ، تأكل الحلال ، فان اللبن الحاصل من الحـــــــرام لا بركة فيه ، فاذا وقع عليه نشأ الصبي وانتجت طينة من الخبث ، فيميــــــل طبعه الى ما يناسب الخبائث .
-التغذية :
ومما ينبغي مراعاته الآباء للصبيان أو أولياؤهم الاعتناء بصلاح أقواتـــهم
بحيث لا ينالون شيئا فيه أذاهم ، وينالون ما فيه صلاحهم ودواؤهم .
- آداب المائدة :
أول ما يغلب عليه من الصفات شدة الطعام ، فينبغي أن يؤدب فيه مثل :
ألا يأخذ الطعام الا بيمينه ، ويقول باسم الله ويأكل مما يليه ، ولا يبادر الى الطعام قبل غيره ، ولا يحدق الى الطعام والى من يأكل ، ، ولا يسرع في الأكل ، ويمضغ الطعام مضغا جيدا ، ولا يوالي بين اللقم ، ولا يلطخ ثوبه ، ولا يديه ، ويعود الخيار القفار في بعض الأوقات ، بحيث لا يدي الادام حتما ، ويقبح عنه كثرة الأكل ، بأن يشبه من يكثر الأكل بالبهائم ، وأن يذم بين يديه الصبي بكثرة الأكل ، ويمدح عنده الصبي المتادب القليل الأكل ، ويحبب اليه الايثار بالطعام وقلة المبالاة به ، والقناعة بالطعام الخشين .
- لبس الثياب :
يحبب للصبيان الثياب البيض دون الملون ، والأبرسيم ، ويقدر عنده ، أن ذلك شأن التساء والمخنثين ، وأن الرجال يستنكفون منه ، ويكرر عليهم ذلك .ومهما رؤي على صبي ثوب من أبرسيم أو ملون فينبغي أن يستنكر ويذم ذلك ، ويحفظ الصبي عن الصبيان الذين عودوا التنعم والترفه ولبس الثياب الفاخرة وعن مخالطة كل من يسمعه يرغبه .
ويقبح الى الصبيان حب الذهب والفضة والطمع فيهما ، ويحذرهـــم منهما أكثر من التحذير من الحيات والعقارب ، فان حب الذهب والفضة والطمع فيهما أكثر من آفات الهموم على الصبيان ، بل على الأكابر أيضا .
- المشي والحركة :
ينبغي أن يمنع على الصبي النوم نهارا ، فانه يورث الكسل ، ولا يمنــــع النوم ليلا ، ولا تكن الفرش الموطأة ، حتى تتصلب أعضاؤه ولا ينحــــف بدنه ، فلا يصبر على التنعم ، بل يعـــــــود الخشونة في الفــرش والملبس والمطعم .
ويعود في بعض النهار المشي والحركة والرياضة ، حتعى لا يغلب عليه الكسل ، ويعود ألا يكشف أطرافه ولا يسرع ، ولا يرخي يديه بل يضمهما الى صدره .
- تعليم القراءة والكتابة :
أن يشتغل في المكتب( الكتاب القرآني ) بتعليم القرآن ، وبأحاديث الأخيار ، وحكايات الأبرار ، ليغرس حــــب الصالحين في قلبــــه ، ويحفـــظ عن الأشعار التي فيها ذكر العشق وأهله ، ويحفــــظ عن مخالطة الأدباء الذين يزعمون أن ذلك من الظرف ورقة الطبع ، فان ذلك يغـــــرس في قلــوب الصبيان بذور الفساد .
وينبغي اذا ضربه المعلم أن لا يكثر الصراخ والشغب ولا يستشفع بأحد بل يصبر ، ويذكر له أن ذلك دأب الشجعان والرجال ، وأن كثــــرة الصراخ دأب المماليك والنسوان .
وينبغي أن يؤذن له بعض الفراغ من المكتب أن يلعب لعبا جميلا يستفرغ اليه تعب الكتاب ، بحيث لا يتعب في اللعب ، فان منع الصبي من اللعب وارهاقه بالتعلم دائما يميت القلب ويبطل ذكاءه وينغص العيش عليه حتى يطلب الحيلة في الخلاص منه رأسا .
وينبغي أن يعلم طاعة والديه ومعلمه ومؤدبهوكل من هو أكبر منه سنا من قريب وأجنبي ، وأن ينظر اليهم بعيني الجلالة والتعظيم .
............ يتبع .......... مع تحيات العتيق .
*حياته :
هو أحمد بن الحسن بن عرضون الزجلي المساوي ، عالم مشارك ، وفقيه موثق ، واسع الأفق ، اشتغــــل بالتدريس والقضاء بمدينـــة شفشاون ، كثر الآخذون عنه ، توفي رحمه الله سنة 992 هجرية الموافق 1584 م .
* عصره :
تميز عصره بكثير مــــــن الأحداث التاريخية يتقدمها طرد الأندلسيين من فردوسهم المفقود وذلك من قبـــل الصليبيين الاسبان سنة 1609 م ، الى جانب هيمنة الاستعمار البرتغالي على بعض الثغــــــور المغربية وأخيــرا ظهور قلاقل واضطرابات داخلية بسبب التكالب على حكم المغرب ، فهذه العوامل وغيرها تركت أثرها على الفرد والجماعة ومنهم الطفل الذي يعد أمل المستقبل ، ففي هذه الظروف ظهر العلامـــــة ابن عرضون بآرائـــه التربوية ذات البعد الشمولي .
**المؤلف ( بفتح اللام ):
يعد " مقنع المحتاج في آداب الزواج " من أنفس المخطوطات الملكية بالمغرب عمره أزيد من أربعة قرون ، ويشتمل على مقدمة وقسمين ، ويشتمل كل قسم على أربعة أبواب ، وخاتمة خاصة بالطفل ، قسمها المؤلف الى فصلين .
الفصل الأول :تدريب الآباء للصبيان ، أو من يقوم مقامهم :
ويستهل هذا الفصل بقول الامام أبي بكر بن العربي في ( مراقي الزلف )
" ان الصبي أمانة عند والديه ، وقلبه الظاهر جوهرة نفيســـــة ساذجـــة ، خالية من كل نقش وصور ، وهو قابل لكل نقش ، ومائل الى كل ما يمــال به اليه ، فان علم الخير وعـــــود نشأ عليــــه وسعـــد في الدنيا والآخرة ، وشاركه في ثوابه كل معلم ومؤدب له ، وان عــــــود الشر وأهمـــل اهمال البهائم ، شقي وهلك ، وكان الوزر في رقبة القيم به ، والموالي عليه ، وقد قال تعالى : " يابها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا " .
ومهما كان الب أن يصونه من نار الدنيا ، فلا بد أن يصونـــه من نــــــار الآخرة ، وصيانته بأن يؤدبه ، ويمهر به ، ويعلمه محاســـــن الأخـــلاق ، ويحفظه من قرناء السوء ، ولا يعوده التنعـــــم ، ولا يحبب اليه الزينـــة ، وأسباب الرفاهية فيضيع عمره في طلبها اذا كبر وهلك هلاك الأبد ، بــــل ينبغي أن يراقبه من أول نشأة ، فلا يستعمل في حضانته وارضاعــــــه الا امرأة صالحة متدينة ، تأكل الحلال ، فان اللبن الحاصل من الحـــــــرام لا بركة فيه ، فاذا وقع عليه نشأ الصبي وانتجت طينة من الخبث ، فيميــــــل طبعه الى ما يناسب الخبائث .
-التغذية :
ومما ينبغي مراعاته الآباء للصبيان أو أولياؤهم الاعتناء بصلاح أقواتـــهم
بحيث لا ينالون شيئا فيه أذاهم ، وينالون ما فيه صلاحهم ودواؤهم .
- آداب المائدة :
أول ما يغلب عليه من الصفات شدة الطعام ، فينبغي أن يؤدب فيه مثل :
ألا يأخذ الطعام الا بيمينه ، ويقول باسم الله ويأكل مما يليه ، ولا يبادر الى الطعام قبل غيره ، ولا يحدق الى الطعام والى من يأكل ، ، ولا يسرع في الأكل ، ويمضغ الطعام مضغا جيدا ، ولا يوالي بين اللقم ، ولا يلطخ ثوبه ، ولا يديه ، ويعود الخيار القفار في بعض الأوقات ، بحيث لا يدي الادام حتما ، ويقبح عنه كثرة الأكل ، بأن يشبه من يكثر الأكل بالبهائم ، وأن يذم بين يديه الصبي بكثرة الأكل ، ويمدح عنده الصبي المتادب القليل الأكل ، ويحبب اليه الايثار بالطعام وقلة المبالاة به ، والقناعة بالطعام الخشين .
- لبس الثياب :
يحبب للصبيان الثياب البيض دون الملون ، والأبرسيم ، ويقدر عنده ، أن ذلك شأن التساء والمخنثين ، وأن الرجال يستنكفون منه ، ويكرر عليهم ذلك .ومهما رؤي على صبي ثوب من أبرسيم أو ملون فينبغي أن يستنكر ويذم ذلك ، ويحفظ الصبي عن الصبيان الذين عودوا التنعم والترفه ولبس الثياب الفاخرة وعن مخالطة كل من يسمعه يرغبه .
ويقبح الى الصبيان حب الذهب والفضة والطمع فيهما ، ويحذرهـــم منهما أكثر من التحذير من الحيات والعقارب ، فان حب الذهب والفضة والطمع فيهما أكثر من آفات الهموم على الصبيان ، بل على الأكابر أيضا .
- المشي والحركة :
ينبغي أن يمنع على الصبي النوم نهارا ، فانه يورث الكسل ، ولا يمنــــع النوم ليلا ، ولا تكن الفرش الموطأة ، حتى تتصلب أعضاؤه ولا ينحــــف بدنه ، فلا يصبر على التنعم ، بل يعـــــــود الخشونة في الفــرش والملبس والمطعم .
ويعود في بعض النهار المشي والحركة والرياضة ، حتعى لا يغلب عليه الكسل ، ويعود ألا يكشف أطرافه ولا يسرع ، ولا يرخي يديه بل يضمهما الى صدره .
- تعليم القراءة والكتابة :
أن يشتغل في المكتب( الكتاب القرآني ) بتعليم القرآن ، وبأحاديث الأخيار ، وحكايات الأبرار ، ليغرس حــــب الصالحين في قلبــــه ، ويحفـــظ عن الأشعار التي فيها ذكر العشق وأهله ، ويحفــــظ عن مخالطة الأدباء الذين يزعمون أن ذلك من الظرف ورقة الطبع ، فان ذلك يغـــــرس في قلــوب الصبيان بذور الفساد .
وينبغي اذا ضربه المعلم أن لا يكثر الصراخ والشغب ولا يستشفع بأحد بل يصبر ، ويذكر له أن ذلك دأب الشجعان والرجال ، وأن كثــــرة الصراخ دأب المماليك والنسوان .
وينبغي أن يؤذن له بعض الفراغ من المكتب أن يلعب لعبا جميلا يستفرغ اليه تعب الكتاب ، بحيث لا يتعب في اللعب ، فان منع الصبي من اللعب وارهاقه بالتعلم دائما يميت القلب ويبطل ذكاءه وينغص العيش عليه حتى يطلب الحيلة في الخلاص منه رأسا .
وينبغي أن يعلم طاعة والديه ومعلمه ومؤدبهوكل من هو أكبر منه سنا من قريب وأجنبي ، وأن ينظر اليهم بعيني الجلالة والتعظيم .
............ يتبع .......... مع تحيات العتيق .
العتيق- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 1509
درجة التقدير : 6
تاريخ الميلاد : 01/01/1951
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
العمر : 73
الموقع : البريد أعلاه وكذا منتدى جبالة
مواضيع مماثلة
» آراء ابن عرضون التربوية 3
» آراء ابن عرضون التربوية 2
» آداب الضيافة من خلال آية قرآنية
» اكرام الضيف : آداب وفوائد من خلال كتاب الامام القرطبي : الجامع لأحكام القرآن
» ما اسم الكتاب ؟ وما اسم مؤلفه ؟
» آراء ابن عرضون التربوية 2
» آداب الضيافة من خلال آية قرآنية
» اكرام الضيف : آداب وفوائد من خلال كتاب الامام القرطبي : الجامع لأحكام القرآن
» ما اسم الكتاب ؟ وما اسم مؤلفه ؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى