اكرام الضيف : آداب وفوائد من خلال كتاب الامام القرطبي : الجامع لأحكام القرآن

من هذه الآداب :
1 - قوله رحمه الله : " في هذه الآية من أدب الضيف : أن يعجل قراه فيقدم الموجود الميسر في الحال ، ثم يتبعه بغيره ان كان له جدة ، ولا يتكلف ما يضر به ، فالضيافة من مكارم الأخلاق ، ومن آداب الاسلام ، ومن خلق النبيين والصالحين .
2 - السنة اذا قدم للضيف الطعام أن يبادر المقدم (بفتح الدال) اليه بالأكل ، فان كرامة الضيف تعجيل التقديم ، وكرامة صاحب المنزل المبادرة بالقبول .
3 - من أدب الطعام أن لصاحب الضيف أن ينظر في ضيفه هل يأكل أم لا ؟ وذلك ينبغي أن يكون بتلفت ومسارقة لا بتحديد النظر .
روي ان اعرابيا اكل مع أحد الولاة ، فرآى الوالي في لقمة الأعرابي شعرة فقال له : أزل الشعرة عن لقمتك ، فقال له : اتنظر الي نظر من يرى الشعرة في لقمتي ؟ والله لا اكلت معك .
فخرج العرابي من عنده وهو يقول :
وللموت خير من زيارة باخل ** يلاحظ أطراف الأكيل على عمد
4 - ذكر الطبري أن ابراهيم - لما قدم العجل قالوا : لا نأكل الطعام الا بثمن . فقال لهم : ثمنه أن تذكروا الله في أوله ، وتحمدوه في آخره، فقال جبريل لصحابه : بحق اتخذ الله هذا خليلا ، ولم ياكلوا لأن الملائكة لا تأكل .
5 - ودل هذا على أن التسمية في أول الطعام والحمد في ىخره مشروع في المم قبلنا .
6 - جاء في الاسرائليات أن ابراهيم - كان لا يأكل وحده فاذا حضر طعامه ارسل يطلب من يأكل معه ، فلقي يوما رجلا ، فلما جلس معه على الطعام قال له ابراهيم : سم الله .فقال الرجل : لا ادري ما الله ؟ فقال له ابراهيم : فاخرج عن طعامي ، فلما خرج نزل اليه جبريل فقال له : يقول الله : انه يرزقه على كفره مدى عمره ، وانت بخلت عليه بلقمه ، فخرج ابراهيم فزعا يجر رداءه وقال : ارجع الى طعامك ، فقال ال رجل : لا ارجع حتى تخبرني لم تردني لغير معنى ؟ فاخبره بالمر ، فقال الرجل :
هذا رب كريم ، آمنت به ، ودخل وسمى الله ، واكل مؤمنا " / الجامع 9 - 94-98 باختصار .

............ مع تحيات العتيق