آراء ابن عرضون التربوية 3
صفحة 1 من اصل 1
آراء ابن عرضون التربوية 3
** الفصل الثاني : يتعلق بتعليم الولدان :
يناقش فيه ابن عرضون الصفات التي يجب أن تتوفر في المعلم والطـرق التربوية التي ينبغي اتباعها ، فيقول :" ينبغي أن يكون المعلم من أهـــــل الدين
والعفاف وغير ذلك من محاسن الأوصاف " ويدعم هذا الرأي بكثير مــن الآراء نسوق منها :
- قول يوسف بن عمر : " يجب على المعلم اصلاح حاله ظاهرا وباطنا باتباع السنة ليقتدي به الصبي " .
- قول ابن الحاج : " .. وينبغي على المعلم ألا يضحك مع الصبيان ولا يباسطهم ليلا يفضي ذلك الى الوقوع في عرضــه وعرضهم ، والى زوال
حرمته عندهم ، اذ أن من شأن المؤدب أن تكــــون حرمتـــه قائمــة على الصبيان، بذلك مضت عادة الناس الذين يقتدى بهم فليهتدي بهديهم .
وينبغي أن يكون وقت الألواح معلوما ، ووقت تصويــرها معلوما ، ووقت عراضتها معلوما ، وكذلك قراءة الأحزاب ، حتى ينضبط الحـال ولا يختل النظام ، ومن تخلف عن ذلك الوقت منهم لغير ضرورة شرعية قابلــة بما يليق به فرب صبي يكفيه عبوسة وجه عليه ، والاخر لا يرتدع الا بالكلام الغليظ والتهديد ، وآخر لا ينزجر الا بالضرب والاهانــة ، كل على قـــدر حاله ، وقد جاء أن الصلاة لا يضرب عليها الا لعشر فما سواها ، فينبغي له أن يأخذ معه بالرفق مهما أمكنه ، اذ انه لا يجب ضربه في هذا الســن المتقدم ، فان كان الصبي في سن من يضرب على تــرك الصلاة واضطر الى ضربه ضربا غير مبرح ، فلا يزيد على ثلاثة أسواط شيئا ، بــــذلك مضت عادة السلف ، فان اضطر الى زيادة على ذلك فله ما بين الثلاثـــة الى العشرة سوطة ، ولا بد أن تكون الآلــــة التي يضرب بها دون الآلــة الشرعية التي تقام بها الحدود .
وينبغي على المعلم أو يتعين عليه الا يترك أحـــــدا من الصبيان يأتي الى المكتب بغذائه أو بدراهم أو فلوس يشتري شيئا من المكتب فمن هـذا تتلف احوالهم ، وينكسر قلب الصغير الفقير ، فيرجع ولد الفقير منكســــر القلب غير راض بنفقة والديه ، كما يرى من نفقة له الاتسام في الدنيا ، ويترتب على ذلك مفاسد جملة قل أن تنحصر ، وينبغي له ألا يدع أحدا من الباعة يقف على المكتب للبيع .
وينبغي أن يكون موضع قضاء الحاجة معلوما ، اما أن يكون وفقا أو ملكا اباحه صاحبه ، ويؤمن على الصبي فيه ، ثم يعودهم اذا خرج أحـــــد من الصبيان لقضاء حاجته ، فلا يترك غيره يخرج حتى يرجــــــع الأول لما يخشى عليه من اللعب وغيره ، بسبب الاجتماع ، ولا يتركهم يقضـــــون الحاجة مع الجدرات والطرق لما في ذلك من الاذاية للجالس والمار .
ولا بأس بانصراف الصبيان يــــــومين في الجمعة ، يعني يــــوم الخميس والجمعة ، وكذلك انصرافهم قبل العيد بيومين أو ثلاثــــــة وكذلك بعـــده .
- طريقة التعلم : فان ماجرت به العادة والعـــــرف أن الصبي اذا دخـــل المكتب يكتب له ( بسم الله الرحمن الرحيم ) " وصلى الله على سيـــــدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما " .
ويأتي المؤلف في هذا الصدد بآراء كثيرة منها :
1 - رأي العلامة سحنون:
" فينبغي أن يعلمهم اعراب القرآن والشكــــــل والهجاء والخط الحســـن ، وحسن القراءة بالترتيل ، وأحكام الوضوء ، والصلاة وفرائضها وسننها ، وصلاة الجنائز .." .
2 - رأي محمد بن عبد الله الهبطي :
" أن يتحتم على المعلمين تقريـــــر قواعــد الايمان والاسلام والشهادتين ، وتقرير معنى ذلك كليا حتى ترسخ تلك المعاني في قلوب الولدان " .
3 - رأي ابن الحاج :
" ينبغي أن يعلمهم الخط والاستخراج كما يعلمهم حروف القرآن ، فانــهم يتسلطون بذلك على الحفظ والفهم وهو أكبر الأسباب المعينـة على مطالعة الكتب وفهم مسائلها ، ويشمل الذكور والاناث ، سيما في هذا الزمن الـــذي عم فيه الجهل حتى جهل فيه الله ورسوله . وبذلك يسهل عليه باذن اللــــه جميع ذلك ، فلعله يطالع عقائد السنة ، ويفهم ما يجب عليه من الفـــروض الضرورية ، ويختص بالأنثى مطالعة ما يختص بها من أحكــــــام الحيض وغير ذلك ، والغالب أنها تقدر ولا تسأل عن ذلك ، فاذا طالعت بعض ذلك يكون سببا لارشادها بعون الله "" .
يتبين من هذا العرض الموجز أن آراء العالم أحمد بن عرضون في التربية تمتاز بشمولية التربية والتوجيه من أجل طفولة سعيدة ومجتمه صالح ، كما يتضح أنه لا يصر على رأيه بل يدعمه بآراء غيره من العلماء حتى يتمكن القــــــارئ والمربي من الاحاطة التامة بقواعـــد التربية ان لم نقل التكويـن الشامل .
مصطفى المهماه - مجلة العربي عدد 249 ص 108 - 112 غشت 1979 م .
..........مع تحيات العتيق .
يناقش فيه ابن عرضون الصفات التي يجب أن تتوفر في المعلم والطـرق التربوية التي ينبغي اتباعها ، فيقول :" ينبغي أن يكون المعلم من أهـــــل الدين
والعفاف وغير ذلك من محاسن الأوصاف " ويدعم هذا الرأي بكثير مــن الآراء نسوق منها :
- قول يوسف بن عمر : " يجب على المعلم اصلاح حاله ظاهرا وباطنا باتباع السنة ليقتدي به الصبي " .
- قول ابن الحاج : " .. وينبغي على المعلم ألا يضحك مع الصبيان ولا يباسطهم ليلا يفضي ذلك الى الوقوع في عرضــه وعرضهم ، والى زوال
حرمته عندهم ، اذ أن من شأن المؤدب أن تكــــون حرمتـــه قائمــة على الصبيان، بذلك مضت عادة الناس الذين يقتدى بهم فليهتدي بهديهم .
وينبغي أن يكون وقت الألواح معلوما ، ووقت تصويــرها معلوما ، ووقت عراضتها معلوما ، وكذلك قراءة الأحزاب ، حتى ينضبط الحـال ولا يختل النظام ، ومن تخلف عن ذلك الوقت منهم لغير ضرورة شرعية قابلــة بما يليق به فرب صبي يكفيه عبوسة وجه عليه ، والاخر لا يرتدع الا بالكلام الغليظ والتهديد ، وآخر لا ينزجر الا بالضرب والاهانــة ، كل على قـــدر حاله ، وقد جاء أن الصلاة لا يضرب عليها الا لعشر فما سواها ، فينبغي له أن يأخذ معه بالرفق مهما أمكنه ، اذ انه لا يجب ضربه في هذا الســن المتقدم ، فان كان الصبي في سن من يضرب على تــرك الصلاة واضطر الى ضربه ضربا غير مبرح ، فلا يزيد على ثلاثة أسواط شيئا ، بــــذلك مضت عادة السلف ، فان اضطر الى زيادة على ذلك فله ما بين الثلاثـــة الى العشرة سوطة ، ولا بد أن تكون الآلــــة التي يضرب بها دون الآلــة الشرعية التي تقام بها الحدود .
وينبغي على المعلم أو يتعين عليه الا يترك أحـــــدا من الصبيان يأتي الى المكتب بغذائه أو بدراهم أو فلوس يشتري شيئا من المكتب فمن هـذا تتلف احوالهم ، وينكسر قلب الصغير الفقير ، فيرجع ولد الفقير منكســــر القلب غير راض بنفقة والديه ، كما يرى من نفقة له الاتسام في الدنيا ، ويترتب على ذلك مفاسد جملة قل أن تنحصر ، وينبغي له ألا يدع أحدا من الباعة يقف على المكتب للبيع .
وينبغي أن يكون موضع قضاء الحاجة معلوما ، اما أن يكون وفقا أو ملكا اباحه صاحبه ، ويؤمن على الصبي فيه ، ثم يعودهم اذا خرج أحـــــد من الصبيان لقضاء حاجته ، فلا يترك غيره يخرج حتى يرجــــــع الأول لما يخشى عليه من اللعب وغيره ، بسبب الاجتماع ، ولا يتركهم يقضـــــون الحاجة مع الجدرات والطرق لما في ذلك من الاذاية للجالس والمار .
ولا بأس بانصراف الصبيان يــــــومين في الجمعة ، يعني يــــوم الخميس والجمعة ، وكذلك انصرافهم قبل العيد بيومين أو ثلاثــــــة وكذلك بعـــده .
- طريقة التعلم : فان ماجرت به العادة والعـــــرف أن الصبي اذا دخـــل المكتب يكتب له ( بسم الله الرحمن الرحيم ) " وصلى الله على سيـــــدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما " .
ويأتي المؤلف في هذا الصدد بآراء كثيرة منها :
1 - رأي العلامة سحنون:
" فينبغي أن يعلمهم اعراب القرآن والشكــــــل والهجاء والخط الحســـن ، وحسن القراءة بالترتيل ، وأحكام الوضوء ، والصلاة وفرائضها وسننها ، وصلاة الجنائز .." .
2 - رأي محمد بن عبد الله الهبطي :
" أن يتحتم على المعلمين تقريـــــر قواعــد الايمان والاسلام والشهادتين ، وتقرير معنى ذلك كليا حتى ترسخ تلك المعاني في قلوب الولدان " .
3 - رأي ابن الحاج :
" ينبغي أن يعلمهم الخط والاستخراج كما يعلمهم حروف القرآن ، فانــهم يتسلطون بذلك على الحفظ والفهم وهو أكبر الأسباب المعينـة على مطالعة الكتب وفهم مسائلها ، ويشمل الذكور والاناث ، سيما في هذا الزمن الـــذي عم فيه الجهل حتى جهل فيه الله ورسوله . وبذلك يسهل عليه باذن اللــــه جميع ذلك ، فلعله يطالع عقائد السنة ، ويفهم ما يجب عليه من الفـــروض الضرورية ، ويختص بالأنثى مطالعة ما يختص بها من أحكــــــام الحيض وغير ذلك ، والغالب أنها تقدر ولا تسأل عن ذلك ، فاذا طالعت بعض ذلك يكون سببا لارشادها بعون الله "" .
يتبين من هذا العرض الموجز أن آراء العالم أحمد بن عرضون في التربية تمتاز بشمولية التربية والتوجيه من أجل طفولة سعيدة ومجتمه صالح ، كما يتضح أنه لا يصر على رأيه بل يدعمه بآراء غيره من العلماء حتى يتمكن القــــــارئ والمربي من الاحاطة التامة بقواعـــد التربية ان لم نقل التكويـن الشامل .
مصطفى المهماه - مجلة العربي عدد 249 ص 108 - 112 غشت 1979 م .
..........مع تحيات العتيق .
العتيق- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 1509
درجة التقدير : 6
تاريخ الميلاد : 01/01/1951
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
العمر : 73
الموقع : البريد أعلاه وكذا منتدى جبالة
مواضيع مماثلة
» آراء ابن عرضون التربوية 2
» آراء ابن عرضون التربوية من خلال مؤلفه : مقنع المحتاج في آداب الأزواج"
» الشيخ القاضي أبو عبد الله ابن عرضون
» من آراء مفكرينا في الحياة
» آراء مفكري الغرب في الحضارة الاسلامية
» آراء ابن عرضون التربوية من خلال مؤلفه : مقنع المحتاج في آداب الأزواج"
» الشيخ القاضي أبو عبد الله ابن عرضون
» من آراء مفكرينا في الحياة
» آراء مفكري الغرب في الحضارة الاسلامية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى