العلامة الجزائري بن باديس يكتب عن الخطابي والمقاومة الريفية
صفحة 1 من اصل 1
العلامة الجزائري بن باديس يكتب عن الخطابي والمقاومة الريفية
العلامة الجزائري بن باديس يكتب عن الخطابي والمقاومة الريفية
نبش الأستاذ إدريس كرم، الباحث المتخصص في علم الاجتماع الثقافي والديني، في بعض الكتابات التاريخية حول المقاومة الريفية بالمغرب، فوجد وثيقة تاريخية لها أهميتها، بالنظر إلى أن مُدبِّجها هو العلامة الجزائري عبد الحميد بن باديس، مؤسس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر، والذي أشاد بمقاومة الريف وأسدها الأمير محمد عبد الكريم الخطابي.
ووصف بن باديس الخطابي بأنه "رجل سياسي كبير، ومن المتأدبين العصريين"، مضيفا أن هذا القائد المحنك "يعتقد أن إسبانيا لا قيمة لها أمامه، وقد بطش بها بطشة كبرى بالأمس"، فهو "من أقدر الزعماء على استعمال كل سلاح تتيحه له الظروف".
وفيما يلي نص مقالة إدريس كرم كما توصلت بها هسبريس:
كتب العلامة الجزائري عبد الحميد بن باديس في جريدة "المنقذ" عدد:3 بتاريخ: 16 يوليوز 1925م ما يلي:
الحرب الريفية
من المعلوم أن الحرب لا تزال إلى اليوم، في منطقة التراب الفرنسوي (يقصد المنطقة التي تحتلها فرنسا بالمغرب جنوب سلسلة جبال الريف) وأن العساكر الفرنسوية لم تطأ شبرا من أرض الريف.
وتفيد الأنباء أن الريفيين يوالون هجومهم الحربي حتى قاربوا "تازا" و"تيسة"، ولا تبعد هذه عن "فاس" بعدا كثيرا، وهجومهم السياسي ببث الدعوة بين القبائل حتى أثاروا جملة منها.
وأن إسبانيا حاورت الأمير في شأن الصلح بواسطة: "أشفيرنا" مباشرة عن نفسها، وتوُسطا عن فرنسا، وأن الأمير صرح كما يصرح، أنه لا طمع له في غير استقلال بلاده في حدودها الطبيعية.
وأن الحكومة الفرنسوية تؤكد دائما أنها لا تريد الاستيلاء على شبر من الريف، وأنها تعمل على إنهاء الحرب بسرعة، وتعقد الصلح متى جاء أوانه.
وهل بعد هذا نقول إن الصلح قريب؟
كلا، إن استقلال الريف المجعول في الأوراق تحت النفوذ الإسباني لا تطيب به نفوس الماليين والعسكريين من الإسبان، فهم يراوغون ويخالفون، وخصوصا على حساب غيرهم، ويتمسكون بكل سبب، لإبقاء الريف تحت نفوذهم رسميا، ولو كان ملكه فعليا أبعد عنهم من العيوق.
على أن استقلال دولة شرقية إسلامية اليوم ليس مما تراه أوربا بعين الاستحسان، وفي مقابل هذا تجد الأمير بن عبد الكريم رجلا سياسيا كبيرا، وهو من المتأدبين العصريين، يفهم كل هذا كله وأكثر، ولكنه يعتقد أن إسبانيا لا قيمة لها أمامه، وقد بطش بها بطشة كبرى بالأمس.
ويعتقد أيضا أن التنافس الاستعماري، والبغضاء الأوربية بين أممها، سلاح عظيم لمن عرفوه، وكتبوا عنه، من الأوربيين والأمريكيين، من أقدر الزعماء على استعمال كل سلاح تتيحه له الظروف.
ثم هو وإن كان لا يجهل قوة فرنسا وبطشها، فإنه يعتقد أنها مرتبطة ببرلمانها الذي يرى أنه لا يرضى بإطالة مدة القتال في حرب إذا ربحتها فرنسا، لا تنال شبرا من أرض المغلوبين، فلهذا نراه لا يجازف برجاله، بل يستعمل التؤدة والتأني، يرجوا من وراء ذلك، أن ينفذ صبر الفرنسويين، فيعقدوا معه صلحا كما يريد.
هل هو مخطئ في ظنه أم مصيب؟ المستقبل وحده يجيب.
والذي نعلمه اليوم هو أن الأمة الفرنسوية على يقين تام بأن لها النصر الأخير (انتهى منه بنصه).
أنباء العالم
وجاء في نفس العدد من الجريدة المذكورة أعلاه، هذا الخبر، تحت عنوان: "أنباء العالم".
بن عبد الكريم ينظم قوة الطيارين
ابتدأ بن عبد الكريم ينظم قوة الطيارين، ليباشر الحرب الجوية.
اكتشاف بيع الأسلحة للريفيين
اكتشفت إدارة المحافظة بباريس جمعية تتعاطى بيع الأسلحة والذخائر الحرية للريفيين، وكان زعيم الجمعية أرمينيا اعتنق الجنسية الفرنسوية منذ 18 شهرا.
انتهاء المذاكرات مع أمير الريف
سيشعر أمير الريف بانتهاء المذاكرات الفرنسوية الإسبانية، وتفتح معه مذاكرات جديدة بواسطة "أشفارينا"طبق القواعد التي سيقررها المؤتمر.
في مجلس العموم البريطاني
صرح "شانبيرلان" في مجلس العموم، أنه لم يخطر بباله، إرسال الجنود البريطانية إلى طنجة، بعثت بريطانيا إلى إسبانيا، تعلمها بعدم تدخلها في مسائل الريف، تتباعد عن ذلك تباعدا كليا.
هسبريس من الرباط
السبت 21 شتنبر 2013 - 08:15 نبش الأستاذ إدريس كرم، الباحث المتخصص في علم الاجتماع الثقافي والديني، في بعض الكتابات التاريخية حول المقاومة الريفية بالمغرب، فوجد وثيقة تاريخية لها أهميتها، بالنظر إلى أن مُدبِّجها هو العلامة الجزائري عبد الحميد بن باديس، مؤسس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر، والذي أشاد بمقاومة الريف وأسدها الأمير محمد عبد الكريم الخطابي.
ووصف بن باديس الخطابي بأنه "رجل سياسي كبير، ومن المتأدبين العصريين"، مضيفا أن هذا القائد المحنك "يعتقد أن إسبانيا لا قيمة لها أمامه، وقد بطش بها بطشة كبرى بالأمس"، فهو "من أقدر الزعماء على استعمال كل سلاح تتيحه له الظروف".
وفيما يلي نص مقالة إدريس كرم كما توصلت بها هسبريس:
كتب العلامة الجزائري عبد الحميد بن باديس في جريدة "المنقذ" عدد:3 بتاريخ: 16 يوليوز 1925م ما يلي:
الحرب الريفية
من المعلوم أن الحرب لا تزال إلى اليوم، في منطقة التراب الفرنسوي (يقصد المنطقة التي تحتلها فرنسا بالمغرب جنوب سلسلة جبال الريف) وأن العساكر الفرنسوية لم تطأ شبرا من أرض الريف.
وتفيد الأنباء أن الريفيين يوالون هجومهم الحربي حتى قاربوا "تازا" و"تيسة"، ولا تبعد هذه عن "فاس" بعدا كثيرا، وهجومهم السياسي ببث الدعوة بين القبائل حتى أثاروا جملة منها.
وأن إسبانيا حاورت الأمير في شأن الصلح بواسطة: "أشفيرنا" مباشرة عن نفسها، وتوُسطا عن فرنسا، وأن الأمير صرح كما يصرح، أنه لا طمع له في غير استقلال بلاده في حدودها الطبيعية.
وأن الحكومة الفرنسوية تؤكد دائما أنها لا تريد الاستيلاء على شبر من الريف، وأنها تعمل على إنهاء الحرب بسرعة، وتعقد الصلح متى جاء أوانه.
وهل بعد هذا نقول إن الصلح قريب؟
كلا، إن استقلال الريف المجعول في الأوراق تحت النفوذ الإسباني لا تطيب به نفوس الماليين والعسكريين من الإسبان، فهم يراوغون ويخالفون، وخصوصا على حساب غيرهم، ويتمسكون بكل سبب، لإبقاء الريف تحت نفوذهم رسميا، ولو كان ملكه فعليا أبعد عنهم من العيوق.
على أن استقلال دولة شرقية إسلامية اليوم ليس مما تراه أوربا بعين الاستحسان، وفي مقابل هذا تجد الأمير بن عبد الكريم رجلا سياسيا كبيرا، وهو من المتأدبين العصريين، يفهم كل هذا كله وأكثر، ولكنه يعتقد أن إسبانيا لا قيمة لها أمامه، وقد بطش بها بطشة كبرى بالأمس.
ويعتقد أيضا أن التنافس الاستعماري، والبغضاء الأوربية بين أممها، سلاح عظيم لمن عرفوه، وكتبوا عنه، من الأوربيين والأمريكيين، من أقدر الزعماء على استعمال كل سلاح تتيحه له الظروف.
ثم هو وإن كان لا يجهل قوة فرنسا وبطشها، فإنه يعتقد أنها مرتبطة ببرلمانها الذي يرى أنه لا يرضى بإطالة مدة القتال في حرب إذا ربحتها فرنسا، لا تنال شبرا من أرض المغلوبين، فلهذا نراه لا يجازف برجاله، بل يستعمل التؤدة والتأني، يرجوا من وراء ذلك، أن ينفذ صبر الفرنسويين، فيعقدوا معه صلحا كما يريد.
هل هو مخطئ في ظنه أم مصيب؟ المستقبل وحده يجيب.
والذي نعلمه اليوم هو أن الأمة الفرنسوية على يقين تام بأن لها النصر الأخير (انتهى منه بنصه).
أنباء العالم
وجاء في نفس العدد من الجريدة المذكورة أعلاه، هذا الخبر، تحت عنوان: "أنباء العالم".
بن عبد الكريم ينظم قوة الطيارين
ابتدأ بن عبد الكريم ينظم قوة الطيارين، ليباشر الحرب الجوية.
اكتشاف بيع الأسلحة للريفيين
اكتشفت إدارة المحافظة بباريس جمعية تتعاطى بيع الأسلحة والذخائر الحرية للريفيين، وكان زعيم الجمعية أرمينيا اعتنق الجنسية الفرنسوية منذ 18 شهرا.
انتهاء المذاكرات مع أمير الريف
سيشعر أمير الريف بانتهاء المذاكرات الفرنسوية الإسبانية، وتفتح معه مذاكرات جديدة بواسطة "أشفارينا"طبق القواعد التي سيقررها المؤتمر.
في مجلس العموم البريطاني
صرح "شانبيرلان" في مجلس العموم، أنه لم يخطر بباله، إرسال الجنود البريطانية إلى طنجة، بعثت بريطانيا إلى إسبانيا، تعلمها بعدم تدخلها في مسائل الريف، تتباعد عن ذلك تباعدا كليا.
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
يجب أن تقال
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
مواضيع مماثلة
» المدرسة الريفية في عهد عبدالكريم
» التنظيمات المدنية في الحكومة الريفية
» مخاوف الاستعمار من قيام الحكومة الريفية
» وثيقة بيعة محمد بن عبد الكريم الخطابي
» نشيد الثورة الريفية تأليف الحاج محمد بنونة
» التنظيمات المدنية في الحكومة الريفية
» مخاوف الاستعمار من قيام الحكومة الريفية
» وثيقة بيعة محمد بن عبد الكريم الخطابي
» نشيد الثورة الريفية تأليف الحاج محمد بنونة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى