حكاية شعبية من اليمن

وأنا بلمسجــــد الحــرام أثار انتباهي تلاوة أخ يمني لما يتخللها من

حركات تختلف باختلاف الآيات القرآنية ، مما جعلني أستدرجــــــه

الى الحديث ، الى أن وقفناعند ما يلي :

1 - ملكة بلقيس التي وردت قصتها مع النبي سليمــــــــــان عليه

السلام ، لقد حكى أخونا اليمني أن كان لبلقيس شعر يطال ساقيها

لفأبى النبي سليمان الا أن يراه عيانا ففكر في حيلــة جعلته يهتدي

الى تبليط أرضية مدخل القصر بالقــوارير ، ولما استدعيت بلقيس

الى قصر سليمان وهمت بالدخول ورأت صرحا ممردا من قوارير

- كما في الآية - كشفت عن ساقيها ، وهنا تمكـن سليمان مــــن

رؤية ساقي بلقيس وقد غطاه شعر رأســها المتدلى وافتتن بــــه .

لقد استنكرت عليه هذه القصة المرويـة في حـــــق النبي سليمان

وبلقيس التي أسلمت معه كما في القرآن الكريم ، متسائلا عـــن

كيفية تصديق ذلك كمسلم ، مثيـرا انتباهه أن ذلك يدخـــــــل في

نطاق الاسرائليات ليس الا ، فاعتذر الرجل وقــــال : لك كل

الحق فيما تقول ، لكن اليمنيين يتوارثون هــذه القصة وغيرها

كثير ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

2 - يدعي أخونا اليمني أن الله قد رزقهم جنتين لا جنة واحدة

لقوله تعالى : " جنتان عن يمين وشمال ، كلوا من رزق ربكم

واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ".

هذا صحيح ، لكن حين يتعدى الأمر الى كون الرجل منهم كان

يشتهي ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين من ثمار فتتدلى حتى تكاد

تصل الى فمه ، يحكي الرجل هذه الحكاية وهو متحمس لو لم

أقاطعه بما تلوته عليه من قرآن : " فكفروا فأرسلنا عليهم سيل

العرم ".

3 - وبذكر سد مأرب ، أكد أخونا اليمني أن محافظة سبأ تتوفر

على تربة خصبة كل ثمراتها متميزة عن نظيراتها في العالــــم 

وذلك بكبر حجمها . قاطعت صاحبنا قائلا : لا تقل لي ان حبة

القمح هي في حجم البطيخة عندنا بالمغرب ، لم يجد من اجابة

سوى ابتسامته العريضة التي تنم عن خجله مما يحكي / انتهى.

........ مع تحيات العتيق .