المعينات التربوية

عين معلم العربية ببادية جبال الأطلس ، في مدرسة جل تلامذتها لا يتكلمون الدارجــة
الا قليلا جدا ، بحيث تعذر عليه أن يلقنهم أبجدية العربية ، فاهدى الى طريقة في آخر
لحظة ، خاصة وأن لجنة مكونة من مدير المجموعة المدرسية ومن مفتش مـــــــادة
العربية ، ومن رئيس الجماعة القروية ستزور المؤسسة بعد يومين .
سأل المعلم تلامذته واحدا واحدا بقوله:
.. للتلميذ الأول : ماذا يعمل أبوك ؟
التلميذ : طبال
المعلم : أحضر الطبل بعد غد الأربعاء صباحا .
.. للتلميذ الثاني : وأنت ، ماذا يعمل أبوك ؟
التلميذ : معلم البندير
المعلم : احضر البندير بعد غد الأربعاء صباحا
.. للتلميذ الثالث : وأنت ماذا يعمل أبوك ؟
التلميذ : معلم الشبابة .
المعلم : احضر الشبابة بعد غد الأربعاء صباحا .
أحضر التلاميذ صباح الأربعاء ما طلب منهم ، وما أن دخل الحضور داخـــــل القسم
حتي شرع المعلم في انجاز درسه بتهجية التلاميذ الحروف الآتية : : با.. بو ..بي ..
تا .. تو .. تي ، دون أن يستجيب أحد ، فما كان من المعلم الا أن أخرج التلاميذ من
مقاعدهم وجعلهم صفوفا ، وبعدها مكن المدير من الطبل والمفتش من البنديـــر ورئيس الجماعة من الشبابة ، بينما اكتفى هو ببتلقين ما تقدم معتمدا على اللحن والايقاع بقوله :
أو هاك على با.. بو..بييييييييييييييييييييييييييييييي ** أو هاك على با .. بو .. بي
أو هاك على تا .. تو.. تيييييييييييييييييييييييييييي ** أو هاك على تا .. تو .. تــي
كرر ذلك مرات الى أن تفاعل التلاميذ مع الأحرف موضوع الدرس وكلـــــهم نشــاط
وحيوية ، خاصة وأن اللحن ذكرهم بالأهازيج الشعبيـــــة التي اعتـــادوا سماعــها من
آبائهم وأمهاتهم في أكثر من مناسبة ، وبذلك يكون المعلم قد أنقذ الموقف ، فشكر لـــه
الحضور فعله ، وشجعوه على التفاعل مع محيطه بما يراه مناسبا .

.......... وأستسمح اذا كان الاخراج دون المستوى المطلوب .

........... مع تحيات العتيق .

ألم يتحقق المراد؟ بل أكثر من مراد! مكن المتعلمين من نطق الحروف الهجائية ، وبرهن على ذكائه في إنقاذ نفسه من حكم اللجنة الزائرة ، واستحق التشجيع ... وحسنا فعل ، فالبداهة حاصلة...... شكرا أستاذي الكريم.