نداء الآتي عبد الرحمن طنكول
صفحة 1 من اصل 1
نداء الآتي عبد الرحمن طنكول
نداء الآتي عبد الرحمن طنكول
نداء الآتي الرحمن طنكول
يعرف المشهد الانتخابي الرّاهن عدة تجاذبات لافتة، ما قد يبدو أمرا طبيعيا. غير أن الملاحظ من خلال شتى أنواع الخرجات التي توجهها، أن هدفها الأساس هو خلط الأوراق، وتعتيم الرؤية بالنسبة للمواطن المغربي. بل الأدهى من ذلك، أنها تريد أن توثق لواقع سياسي جديد وزّعت فيه الأدوار، وشيدت فيه الأقطاب، ورسمت فيه الآفاق، إن لم نقل حسمت فيه بشكل أو بآخر نتائج الاستحقاقات. بمعنى آخر، أننا أمام سيناريو مفبرك أصبح واضحا أن الهدف من ورائه، إعطاء الانطباع بأن حضور القوى التقدمية قد توارى، وبالتالي، فهي لم تعد قادرة على مواصلة حمل مشعل مواصلة البناء الديمقراطي، ومواصلة التغيير التنموي.مما لا شك أن هذا السيناريو ينطوي على خلفيات، قد يكون السكوت إزاءها بمثابة القبول بالتقهقر إلى الوراء، بينما تقتضي اللحظة التاريخية الصرامة في الموقف، والوضوح في تبيان حقيقته. فبالإضافة لكونه يمثل استهتارا بوعي الشعب المغربي، وبما راكمه من تجارب، كانت تضحياته عبر التاريخ أكبر دليل على استبساله في الدفاع عن كرامته، ورفع تحديات التحديث، والارتقاء إلى متطلبات المجتمع الديمقراطي، فإنها تهدف كذلك إلى ما يلي:
تحويل الانتباه عن مطلب ملح ما فتئت مختلف فئات المجتمع المغربي تنادي به المتعلق بتقديم حصيلة الحكومة، وذلك حتى لا يتمّ إخضاعها للمساءلة وكشف الحساب.
إرباك الرؤية إزاء أهم تيار داخل اليسار التقدمي ببلدنا، ألا وهو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
إيهام الشعب بأن ما يحدث من هزّات على الصعيد القارّي والدولي والجيوستراتيجي، يشكل مبرّرا موضوعيا لإضفاء المشروعية على أحزاب، يزعم توفرها على ما يشبه سحر الحلول الممكنة وغير الممكنة لواقعنا، لما يراد به الاعتقاد أنه شديد الشبه بدول غير بعيدة عنا جغرافيا .
من المؤكد أن تخرجة مثل التي نشهدها، لن يتحقق مسعاها. فأكبر منها مكرا وأشدها مغالطة، لم تزد الاتحاد الاشتراكي إلا قوة، ومناعة، وإيمانا بمشروعه التاريخي. والسر في ذلك غير خاف على أحد. تختزله عبارة واحدة: التشبث بنداء الآتي. فخلال مسيرته الحافلة بالنضالات، في قلب مختلف المعارك، راهن الاتحاد الاشتراكي على التغيير والتجديد وابتكار الآفاق الواعدة. وما المعركة التي يخوضها اليوم، إلا حلقة أخرى على امتداد حلقات مواعده مع التاريخ الذي يريد أن يصنعه، تاريخ لا يقبل بالبكاء على الأطلال والارتكان إلى حنينها، تاريخ يراهن على الأجيال المتجددة وما تنمّ عنه من رغبة أكيدة في تحمل مسؤولياتها، تاريخ لا مكان فيه للأصنام وحرّاس المعابد.
إن هذه القيم، هي ما أحوج المغرب إليها هنا والآن، في ضوء المتغيرات العميقة التي يمرّ بها العالم، والتي عليه أن يكون مساهما في توقيع ملامحها، درءا لكل خطر حادق. وعلى اعتبار أن الضمير الفاعل في تشكيل هذه القيم، يستمد سنده ومرتكزاته من النخب الحية، التي انخرطت بشكل أو بآخر في المعارك التي قادها الاتحاد الاشتراكي، فإنها لن تقبل بالوقوف غير مبالية بما تشهده الحملة الانتخابية من محاولات يائسة للتأثير سلبا على دوره الريادي. إن حرص هذه النخب على اتخاذ هذا الموقف، هو حرص على المغرب كأفق لمستقبل محتضن لكلّ التحديات الرافعة لمجتمع حرّ، مبدع، ديمقراطي.
مقالات مشابهة
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
يجب أن تقال
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
مواضيع مماثلة
» الدريج:نداء وزارة التربية الوطنية: نداء استغاثة أم هروب إلى الأمام؟
» عبد الرحمن العمراني: ملاحظات أولية حول التوظيف السياسوي لمفهوم "الدولة العميقة" صورة مركبة: الأستاذ عبد الرحمن العمراني وكاريكاتير لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران
» نداء من أفغانستان
» نداء الإضراب العام : (ف.د.ش)
» حصلت على كنز ثمين ، مبروك للجميع
» عبد الرحمن العمراني: ملاحظات أولية حول التوظيف السياسوي لمفهوم "الدولة العميقة" صورة مركبة: الأستاذ عبد الرحمن العمراني وكاريكاتير لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران
» نداء من أفغانستان
» نداء الإضراب العام : (ف.د.ش)
» حصلت على كنز ثمين ، مبروك للجميع
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى