عبد الرحمن العمراني: ملاحظات أولية حول التوظيف السياسوي لمفهوم "الدولة العميقة" صورة مركبة: الأستاذ عبد الرحمن العمراني وكاريكاتير لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران
صفحة 1 من اصل 1
عبد الرحمن العمراني: ملاحظات أولية حول التوظيف السياسوي لمفهوم "الدولة العميقة" صورة مركبة: الأستاذ عبد الرحمن العمراني وكاريكاتير لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران
عبد الرحمن العمراني: ملاحظات أولية حول التوظيف السياسوي لمفهوم "الدولة العميقة"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
صورة مركبة: الأستاذ عبد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]العمراني وكاريكاتير لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران
[size=32]منذ توليه مسؤولية التدبير الحكومي إثر الانتخابات التشريعية لسنة 2011، وحزب العدالة والتنمية يردد، بموازاة سلوكه السياسي، خطابا جديدا من أجل التغطية على مواقف العجز والتردد التي تطبع عمل الأغلبية الحكومية. في هذا السياق يتحدث رئيس الحكومة دائما عن «الدولة العميقة»، وادعاء مسؤوليتها في إفشال برنامجه الحكومي، وعملها على ما يعتبره العدالة والتنمية سعيا شرسا من أجل مواصلة التحكم الفعلي في دواليب الدولة والمجتمع. الأمر الذي يطرح السؤال الحقيقي عن خلفيات الإصرار على تبني هذا الخطاب في سياق تجاذبات العمل السياسي، وعن طبيعة مرجعياته؟ وما هي [/size][size=32][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]التي تسعى فعليا إلى ابتلاع الأمة المغربية؟[/size]
[size=32]أسبوعية [/size][size=32]"الوطن الآن" في عددها الموجود حاليا في الأكشاك، استقت آراء فعاليات فكرية وسياسية حول هذا الموضوع، ننشر في ما يلي وجهة نظر الأستاذ الجامعي عبد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]العمراني. [/size]
[size=32](هل «الدولة العميقة» شيء غامض أو أطباق طائرة تحلق في السماء؟ هذا السؤال يجيب عنه الأستاذ عبد الرحمان العمراني باستحضار نماذج من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التي تتحدث فيه الطبقة السياسية الناضجة هناك عن الأمور بأسمائها الحقيقية وليس بالشكل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]المستعمل عندنا بالمغرب من طرف الحزب الحاكم الطبقات السياسية العادية، الممتلكة لناصية ثقافة ديموقراطية عادية، والمتوفرة على برامج إصلاح واضحة، مستقاة من مانفستوات انتخابية منسجمة وواضحة، حينما تصل إلى مواقع تسيير الشأن العام في مستوياته الحكومية، لا تستغرق وقتها وتفكيرها ولا تستنزف جهدها في التساؤل حول ما إذا كانت هناك دولة عميقة تقاسمها أو تزاحمها القرار والتوجيه، وهي لا تتيه بحثا عن أماكن تواجد عناصر أو بنيات هذه الدولة العميقة، كمن يبحث عن خيط قماش اسود رقيق في غرفة مظلمة - المحرر). [/size]
[size=32]"إن مثل هذه الطبقات السياسية، الديمقراطية الطبع والتكوين، التي يعكس ظاهر خطابها وممارساتها باطن نواياها تنصرف في العادة، بإرادة وتصميم عند الوصول إلى مواقع التسيير إلى معالجة مشاكل المجتمع بسياسات عمومية من تخطيط أطرها وأولويات محددة ورزمانات زمنية تلائم تلك الأولويات وآليات ومؤسسات تواصل موحدة في أدائها توضح للناس ما يتم إنجازه على الأرض، مؤسسات تواصل لا تتوزع فيها الأدوار بين فرقاء الصف الواحد من الحزب الحاكم ولا تنقلب في سياقها المواقع إلى هذه الدرجة السخيفة التي يصبح فيها من هم في موقع التسيير ومن موقع الحزب الأغلبي حتى، معارضون شرسون مرات متعددة في اليوم الواحد، كما يحدث عندنا بما يزيد في الخلط والتعويم ويزيد في منسوب اللامعقول في المشهد السياسي. [/size]
[size=32]الطبقات السياسية العادية، الديمقراطية التوجه والهوية، كيفما كان لونها الأيديولوجي تدرك كامل الإدراك أن السياسة هي بالتعريف صراع مرجعيات وبرامج ومواقف متباينة، وأن هذا الصراع يتضمن حتما، في خلفيته التكوينية، صراعا في المصالح المتضاربة [/size][size=32](صراع المواقع الاقتصادية والمالية والاجتماعية وما يترتب عنها).. صراع يختلف من حيث الحدة والضراوة -والوسائل كذلك- حسب التطور السياسي السلمي والمتحضر للمجتمعات. ولأنها تدرك هذه الحقيقة فإنها تأخذ بعين الاعتبار مسألتين: في غاية البساطة -وغاية المعقولية-: هناك شيء اسمه موازين القوى، وهي تحاول أو تسعى لتصحيحه في واضحة النهار مقتنعة بأن الفعل السياسي الصحيح قادر فعلا على التغيير وإحداث الفرق بين الوضعيات. وهناك قوى سياسية واقتصادية لها مصالحها وامتيازاتها ووسائلها تسعى تلك الطبقات السياسية العادية، وهي تمارس معها الصراع، إلى تسميتها بأسمائها وأوصافها الحقيقية دونما حاجة إلى التستر وراء لغة مستعارة من لغة غير اللغة السياسية المعتادة التي يفهم الجميع معناها ومقصدها، حيث تتم -كما يقال- في اللغة الإعلامية الأنجلوسكسونية تسميتها وتحسيسها بالخجل من أفعالها to be named and shamed هكذا لا تعود مقولة الدولة العميقة شيئا هلاميا غامضا أو أطباقا طائرة تحلق في السماء أو مخلوقات لا يمكن أن يدرك تحركاتها إلا من أوتي شيئا من حكمة النبي سليمان الذي دانت له مردة الجن، بل تصبح بنيات مخصوصة ومصالح معروفة وشخوص وفات بعينها، ولحمها ولحمتها المكونة من مصالح وامتيازات ومواقع. [/size]
[size=32]وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن عناصر الطبقات السياسية التقدمية في الولايات المتحدة تحدثت في مرحلة من المراحل -استنادا على أشغال الاقتصادي كالبرايت والسوسيولوجي ورايت مايلز[/size][size=32]- عن المركب العسكري الصناعي المسؤول عن سياسات وتوجهات معينة في غير صالح الأغلبية.. واليوم يتم الحديث عن الشرخ الحاصل بين الوول ستريت والماين ستريت، في إشارة إلى الشرخ الحاصل بين طبقة مدراء المال والأعمال المترفة في حي الوول ستريت الذي يرمز إلى تلك الفئة المحدودة وبين الشارع العريض main street الذي يرمز إلى الأغلبي. لا حديث عن مخلوقات هلامية بل حديث عن مراكز وبشر يعرفهم الرأي العام. [/size]
[size=32]وعلى سبيل المثال أيضاً لا الحصر فقد جرى إلى نفس الشرخ النخبوي إلى فئة الأوكس بريدج[/size][size=32] Oxbridge نخبة النخبة من المدراء الكبار خريجو جامعتي أوكسفورد وكيمبردج حراس معقل حي المال في السيتي المعروفون بارتباطاتهم الاقتصادية مع الأوساط والمراكز الاقتصادية الكبرى. وهنا أيضاً، فإن الأمر يتعلق بأشخاص وقوى اجتماعية -سياسية يعرفها الجميع من خلال وسائل الإعلام وليس بكائنات هلامية. [/size]
[size=32]وعلى سبيل المثال أخيرا، فإن خريجي المدرسة الوطنية للإدارة[/size][size=32] Ena في فرنسا ظلوا في المخيال الجماعي وفي استعمالات اللغة السياسية نموذج التسمية التي تعطى للنخبة العاملة على إعادة إنتاج امتيازات الأقوياء في هذا البلد. ولم يكن من الصعب أبدا التعرف على الأشخاص المعنيين بهذه التسمية، لأنهم معروفون لدى الرأي العام وليسوا مخلوقات عجائبية. [/size]
[size=32]هل يتعلق الأمر في الحالات الثلاث بالدولة العميقة؟ قد يكون، بالنسبة لمن تعود أن يتحدث دائماً بمنطق الميتا-سياسة (أو ما وراء السياسة) لكنها ليست عميقة بمنطق من يراها كما هي أو يسميها بأسمائها الحقيقية، كما تفعل الطبقات السياسة العادية، الديمقراطية التوجه والهوية؟ أية علاقة بين هذا التفكير الشفاف من جهة والممارسة الخطابية للحزب الأغلبي عندنا حينما يتحدث أقطابه عن الدولة العميقة على الجانب الآخر؟ [/size]
[size=32]هذه بعض عناصر الإجابة كما قدمتها الوقائع والشواهد منذ ثلاث سنوات، وهي متفرقة وإن كانت ترمز إلى نفس التوجه[/size][size=32]: [/size]
[size=32]- حديث فضفاض عن الدولة العميقة لا نعرف من ثناياه هل يتعلق الأمر بلوبيات اقتصادية أم بمركبات إدارية أم بقوى سياسية أم بمؤسسات ثقافية أم بفعاليات ضمن المجتمع المدني! [/size]
[size=32]- حروب كلمات لا تتوقف على الدولة العميقة -تماسيح أوعفاريت- من جهة، وسعي حثيث ومهووس يتوخى تطبيع العلاقات مع مكوناتها بما يوفر المقبولية ويديم نعم مشاركة مستقبلية في التسيير الحكومي بدون أية شروط أو قيود مسبقة قد تعيد عقارب الساعة إلى الوراء!! وهل يمكن أن ننسى مثلا كيف توارى بعض أعضاء الحكومة إلى الظل تاركين رسميين آخرين يوقعون معاهدات واتفاقيات خلال إحدى الزيارات الملكية لدول الخليج. [/size]
[size=32]- حديث لا ينتهي عن مقاومة تبديها الدولة العميقة وعناد لا يصدق في تفعيل دستور يوفر لرئيس الحكومة ما لم يتوفر لرئيس حكومة قبله منذ انطلاق مسلسل التناوب مع حكومة الأستاذ عبد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]اليوسفي!!! [/size]
[size=32]- حديث عن ازدواجية الخطاب والممارسة عند الدولة العميقة وإصرار على توزيع الأدوار بين جناح حكومي براجماتي وجناح حزبي يجهد نفسه في إبراز مساوقة العمل الحكومي للمرجعية المعلنة من طرف العدالة والتنمية، ورافد دعوي يتولى التذكير بالدوغما العقائدية في صفائها الأولي! حيث تتحول علبة التفكير think tank من مزود للحزب بالأفكار، كما هي العادة لدى الطبقات السياسية العادية إلى وظيفة طمأنة العقائديين في الحزب بان لا شيء في الممارسة السياسية يوجب أو يجيز أو يبرر زحزحة القناعات المستقرة. [/size]
[size=32]إنه إذن نوع من الاستعمال [/size][size=32][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]المكثف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الدولة العميقة يكشف في أحسن الأحوال عن نوع من العجز عن التغيير الملوح به في البرامج، وذلك بتكرار، حتى لا نقول امتهان إلقاء اللائمة على كائنات هلامية، عجز غير معترف به مع الذات[/size][size=32] non assume، وفي أسوا الحالات تعبير عن بنية عقل سياسي يزعجه اكتشاف أن السياسة هي مسؤولية، تقتضي من السياسيين حينما يتحملون المسؤولية الحكومية، تحملها كاملة، على الأقوال، كما على الأفعال".[/size]
[size=32]أسبوعية [/size][size=32]"الوطن الآن" في عددها الموجود حاليا في الأكشاك، استقت آراء فعاليات فكرية وسياسية حول هذا الموضوع، ننشر في ما يلي وجهة نظر الأستاذ الجامعي عبد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]العمراني. [/size]
[size=32](هل «الدولة العميقة» شيء غامض أو أطباق طائرة تحلق في السماء؟ هذا السؤال يجيب عنه الأستاذ عبد الرحمان العمراني باستحضار نماذج من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التي تتحدث فيه الطبقة السياسية الناضجة هناك عن الأمور بأسمائها الحقيقية وليس بالشكل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]المستعمل عندنا بالمغرب من طرف الحزب الحاكم الطبقات السياسية العادية، الممتلكة لناصية ثقافة ديموقراطية عادية، والمتوفرة على برامج إصلاح واضحة، مستقاة من مانفستوات انتخابية منسجمة وواضحة، حينما تصل إلى مواقع تسيير الشأن العام في مستوياته الحكومية، لا تستغرق وقتها وتفكيرها ولا تستنزف جهدها في التساؤل حول ما إذا كانت هناك دولة عميقة تقاسمها أو تزاحمها القرار والتوجيه، وهي لا تتيه بحثا عن أماكن تواجد عناصر أو بنيات هذه الدولة العميقة، كمن يبحث عن خيط قماش اسود رقيق في غرفة مظلمة - المحرر). [/size]
[size=32]"إن مثل هذه الطبقات السياسية، الديمقراطية الطبع والتكوين، التي يعكس ظاهر خطابها وممارساتها باطن نواياها تنصرف في العادة، بإرادة وتصميم عند الوصول إلى مواقع التسيير إلى معالجة مشاكل المجتمع بسياسات عمومية من تخطيط أطرها وأولويات محددة ورزمانات زمنية تلائم تلك الأولويات وآليات ومؤسسات تواصل موحدة في أدائها توضح للناس ما يتم إنجازه على الأرض، مؤسسات تواصل لا تتوزع فيها الأدوار بين فرقاء الصف الواحد من الحزب الحاكم ولا تنقلب في سياقها المواقع إلى هذه الدرجة السخيفة التي يصبح فيها من هم في موقع التسيير ومن موقع الحزب الأغلبي حتى، معارضون شرسون مرات متعددة في اليوم الواحد، كما يحدث عندنا بما يزيد في الخلط والتعويم ويزيد في منسوب اللامعقول في المشهد السياسي. [/size]
[size=32]الطبقات السياسية العادية، الديمقراطية التوجه والهوية، كيفما كان لونها الأيديولوجي تدرك كامل الإدراك أن السياسة هي بالتعريف صراع مرجعيات وبرامج ومواقف متباينة، وأن هذا الصراع يتضمن حتما، في خلفيته التكوينية، صراعا في المصالح المتضاربة [/size][size=32](صراع المواقع الاقتصادية والمالية والاجتماعية وما يترتب عنها).. صراع يختلف من حيث الحدة والضراوة -والوسائل كذلك- حسب التطور السياسي السلمي والمتحضر للمجتمعات. ولأنها تدرك هذه الحقيقة فإنها تأخذ بعين الاعتبار مسألتين: في غاية البساطة -وغاية المعقولية-: هناك شيء اسمه موازين القوى، وهي تحاول أو تسعى لتصحيحه في واضحة النهار مقتنعة بأن الفعل السياسي الصحيح قادر فعلا على التغيير وإحداث الفرق بين الوضعيات. وهناك قوى سياسية واقتصادية لها مصالحها وامتيازاتها ووسائلها تسعى تلك الطبقات السياسية العادية، وهي تمارس معها الصراع، إلى تسميتها بأسمائها وأوصافها الحقيقية دونما حاجة إلى التستر وراء لغة مستعارة من لغة غير اللغة السياسية المعتادة التي يفهم الجميع معناها ومقصدها، حيث تتم -كما يقال- في اللغة الإعلامية الأنجلوسكسونية تسميتها وتحسيسها بالخجل من أفعالها to be named and shamed هكذا لا تعود مقولة الدولة العميقة شيئا هلاميا غامضا أو أطباقا طائرة تحلق في السماء أو مخلوقات لا يمكن أن يدرك تحركاتها إلا من أوتي شيئا من حكمة النبي سليمان الذي دانت له مردة الجن، بل تصبح بنيات مخصوصة ومصالح معروفة وشخوص وفات بعينها، ولحمها ولحمتها المكونة من مصالح وامتيازات ومواقع. [/size]
[size=32]وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن عناصر الطبقات السياسية التقدمية في الولايات المتحدة تحدثت في مرحلة من المراحل -استنادا على أشغال الاقتصادي كالبرايت والسوسيولوجي ورايت مايلز[/size][size=32]- عن المركب العسكري الصناعي المسؤول عن سياسات وتوجهات معينة في غير صالح الأغلبية.. واليوم يتم الحديث عن الشرخ الحاصل بين الوول ستريت والماين ستريت، في إشارة إلى الشرخ الحاصل بين طبقة مدراء المال والأعمال المترفة في حي الوول ستريت الذي يرمز إلى تلك الفئة المحدودة وبين الشارع العريض main street الذي يرمز إلى الأغلبي. لا حديث عن مخلوقات هلامية بل حديث عن مراكز وبشر يعرفهم الرأي العام. [/size]
[size=32]وعلى سبيل المثال أيضاً لا الحصر فقد جرى إلى نفس الشرخ النخبوي إلى فئة الأوكس بريدج[/size][size=32] Oxbridge نخبة النخبة من المدراء الكبار خريجو جامعتي أوكسفورد وكيمبردج حراس معقل حي المال في السيتي المعروفون بارتباطاتهم الاقتصادية مع الأوساط والمراكز الاقتصادية الكبرى. وهنا أيضاً، فإن الأمر يتعلق بأشخاص وقوى اجتماعية -سياسية يعرفها الجميع من خلال وسائل الإعلام وليس بكائنات هلامية. [/size]
[size=32]وعلى سبيل المثال أخيرا، فإن خريجي المدرسة الوطنية للإدارة[/size][size=32] Ena في فرنسا ظلوا في المخيال الجماعي وفي استعمالات اللغة السياسية نموذج التسمية التي تعطى للنخبة العاملة على إعادة إنتاج امتيازات الأقوياء في هذا البلد. ولم يكن من الصعب أبدا التعرف على الأشخاص المعنيين بهذه التسمية، لأنهم معروفون لدى الرأي العام وليسوا مخلوقات عجائبية. [/size]
[size=32]هل يتعلق الأمر في الحالات الثلاث بالدولة العميقة؟ قد يكون، بالنسبة لمن تعود أن يتحدث دائماً بمنطق الميتا-سياسة (أو ما وراء السياسة) لكنها ليست عميقة بمنطق من يراها كما هي أو يسميها بأسمائها الحقيقية، كما تفعل الطبقات السياسة العادية، الديمقراطية التوجه والهوية؟ أية علاقة بين هذا التفكير الشفاف من جهة والممارسة الخطابية للحزب الأغلبي عندنا حينما يتحدث أقطابه عن الدولة العميقة على الجانب الآخر؟ [/size]
[size=32]هذه بعض عناصر الإجابة كما قدمتها الوقائع والشواهد منذ ثلاث سنوات، وهي متفرقة وإن كانت ترمز إلى نفس التوجه[/size][size=32]: [/size]
[size=32]- حديث فضفاض عن الدولة العميقة لا نعرف من ثناياه هل يتعلق الأمر بلوبيات اقتصادية أم بمركبات إدارية أم بقوى سياسية أم بمؤسسات ثقافية أم بفعاليات ضمن المجتمع المدني! [/size]
[size=32]- حروب كلمات لا تتوقف على الدولة العميقة -تماسيح أوعفاريت- من جهة، وسعي حثيث ومهووس يتوخى تطبيع العلاقات مع مكوناتها بما يوفر المقبولية ويديم نعم مشاركة مستقبلية في التسيير الحكومي بدون أية شروط أو قيود مسبقة قد تعيد عقارب الساعة إلى الوراء!! وهل يمكن أن ننسى مثلا كيف توارى بعض أعضاء الحكومة إلى الظل تاركين رسميين آخرين يوقعون معاهدات واتفاقيات خلال إحدى الزيارات الملكية لدول الخليج. [/size]
[size=32]- حديث لا ينتهي عن مقاومة تبديها الدولة العميقة وعناد لا يصدق في تفعيل دستور يوفر لرئيس الحكومة ما لم يتوفر لرئيس حكومة قبله منذ انطلاق مسلسل التناوب مع حكومة الأستاذ عبد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]اليوسفي!!! [/size]
[size=32]- حديث عن ازدواجية الخطاب والممارسة عند الدولة العميقة وإصرار على توزيع الأدوار بين جناح حكومي براجماتي وجناح حزبي يجهد نفسه في إبراز مساوقة العمل الحكومي للمرجعية المعلنة من طرف العدالة والتنمية، ورافد دعوي يتولى التذكير بالدوغما العقائدية في صفائها الأولي! حيث تتحول علبة التفكير think tank من مزود للحزب بالأفكار، كما هي العادة لدى الطبقات السياسية العادية إلى وظيفة طمأنة العقائديين في الحزب بان لا شيء في الممارسة السياسية يوجب أو يجيز أو يبرر زحزحة القناعات المستقرة. [/size]
[size=32]إنه إذن نوع من الاستعمال [/size][size=32][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]المكثف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الدولة العميقة يكشف في أحسن الأحوال عن نوع من العجز عن التغيير الملوح به في البرامج، وذلك بتكرار، حتى لا نقول امتهان إلقاء اللائمة على كائنات هلامية، عجز غير معترف به مع الذات[/size][size=32] non assume، وفي أسوا الحالات تعبير عن بنية عقل سياسي يزعجه اكتشاف أن السياسة هي مسؤولية، تقتضي من السياسيين حينما يتحملون المسؤولية الحكومية، تحملها كاملة، على الأقوال، كما على الأفعال".[/size]
- [size=32]أنفاس بريس[/size][size=32] : عبد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]العمراني، أستاذ جامعي [/size]
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
يجب أن تقال
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
رد: عبد الرحمن العمراني: ملاحظات أولية حول التوظيف السياسوي لمفهوم "الدولة العميقة" صورة مركبة: الأستاذ عبد الرحمن العمراني وكاريكاتير لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران
[size=32] إدريس قصوري: أصحاب الدولة العميقة سيعرقلون كل من جاء إلى الحكم [/size]
[size=32]منذ توليه مسؤولية التدبير الحكومي إثر الانتخابات التشريعية لسنة 2011، وحزب العدالة والتنمية يردد، بموازاة سلوكه السياسي، خطابا جديدا من أجل التغطية على مواقف العجز والتردد التي تطبع عمل الأغلبية الحكومية. في هذا السياق يتحدث رئيس الحكومة دائما عن «الدولة العميقة»، وادعاء مسؤوليتها في إفشال برنامجه الحكومي، وعملها على ما يعتبره العدالة والتنمية سعيا شرسا من أجل مواصلة التحكم الفعلي في دواليب الدولة والمجتمع. الأمر الذي يطرح السؤال الحقيقي عن خلفيات الإصرار على تبني هذا الخطاب في سياق تجاذبات العمل السياسي، وعن طبيعة مرجعياته؟ وما هي "الدولة العميقة" التي تسعى فعليا إلى ابتلاع الأمة المغربية؟أسبوعية "الوطن الآن" في عددها الموجود حاليا في الأكشاك، استقت آراء فعاليات فكرية وسياسية حول هذا الموضوع، ننشر في ما يلي وجهة نظر/ حوار مع الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي إدريس قصوري.
+ كيف تقرأ توظيف بنكيران وقادة حزب العدالة والتنمية لبعض المصطلحات من قبيل «الدولة العميقة»، «التماسيح»، «العفاريت».. والتي تمس -حسب بعض المراقبين- بجوهر وكينونة الدولة؟
- بالنسبة لقاموس «الدولة العميقة»، «اللوبيات ».. فهو قاموس دولي عام مستورد من الثقافة الغربية وتم نسجه في الثقافة السياسية الغربية ونقله داخل حقل الثقافة السياسية بالمغرب في مرحلة كان فيها الصراع على أشده بين اليسار والدولة ورموزها وأقطابها، وخصوصا مرحلة سنوات الرصاص، وقد تم نقله عبر مفكرين ومؤرخين مغاربة مشهود لهم من قبيل عبد الله العروي، ومحمد عابد الجابري رحمه الله، قبل أن يتداوله السياسيون، كما تم تداوله في السنة الأخيرة من طرف حسن أوريد كمثقف خاض التجربة من داخل القصر. إذن مفهوم الدولة العميقة هو مفهوم منتشر يدخل ضمن الثقافة السياسية، وقد تم تناوله من طرف السياسيين بطبيعة الحال من أجل خدمة الأهداف السياسية وخوض الصراع من خلاله مع النظام ومع رموزه سواء كفاعلين، أشخاص، أو أحزاب أو مجموعات وما إلى ذلك في السياسية وفي الاقتصاد، وهي تعبر عن واقع صحيح وفعلي في المغرب. وبالتالي فمصطلح الدولة العميقة ليس منقولا من المشرق أو من جماعات إسلامية معينة.. وأظن أن الإعلام ينبغي أن تكون له ذاكرة، وكذلك السياسيين، وأنا أتحدث كأستاذ، أما في إطار التوظيف السياسي فمن الممكن أن أقفز على مرحلة معينة وعلى شخص وأنسب أشياء إلى شخص معين.. فحكومة عبد الرحمان اليوسفي كرست جزءا كبيرا من هذه المفاهيم من داخل الحكومة وليس من خارجها، حيث ساد الحديث عن اللوبيات، حكومة الظل، الحديث عن العرقلة، الحديث عن المنهجية الديمقراطية التي لم تحترم.. صحيح أن السيد اليازغي قال إن «المخزن مات»، وهي منقولة عن المرحوم الجابري، لكنه عاد في ما بعد ليؤكد أن «المخزن لم يمت»..
الآن جاءت حكومة بنكيران بمرجعيتها وحساسيتها الإسلامية مما أدى إلى تصاعد العداء والصراع، حيث عاد الصراع الإيديولوجي القوي إلى الواجهة بعدما كان قد اختفى في السابق، وهذا ما جعل سي بنكيران يعتمد مفاهيم «التماسيح»، «العفاريت»، واللذين تم نحتهما انطلاقا من حقل قريب من مرجعية بنكيران الإسلامية، لما نتحدث عن الجن والعفاريت.. والأساسي أن هذين المفهومين لهما إشارة رمزية عميقة وواقعية في حقلنا السياسي.. المغرب مازال يمر من مرحلة انتقالية، المغرب لم يبلغ درجة وردية من الحرية والحقوق والسياسة، المغرب يسير بخطوات إيجابية، وكل عمليات الإصلاح والتحسين والتطوير تعرف عرقلة ضمنية أو صريحة من أصحاب المصالح، والذين هم بطبيعة الحال منتشرين في الدولة، وهذا لا يقتصر فقط على المغرب، بل موجود في جميع الدول، ما نراه في مصر وما يحدث من تحولات، ما نراه في ليبيا وما يحدث من تحولات، وما نراه في تونس حيث قام أشخاص بالثورة وتمكن آخرون من الصعود إلى الحكم. فأصحاب الدولة العميقة منتشرون في كل مكان بشكل بنيوي ومنهجي وهم يعرقلون الإصلاحات ولا يريدون للدولة أن تتطور قيد أنملة، سواء من الداخل أو الخارج في اتجاه المواطنة والديمقراطية.. وبالتالي فهم سيعرقلون كل من جاء إلى الحكم سواء كان بنكيران أو اليوسفي، وكل من سيأتي إلى الحكم غدا، سواء من «البام» أو "الاستقلال" ستتم عرقلته من أجل كبح تطور وتحسين وتجويد الدولة كي تكون دولة ديمقراطية ودولة الفعالية ودولة النجاعة والشفافية ودولة الحكامة، وسيعرف عرقلة وعقوبات وتحديات وصعوبات وبالتالي سيلجأ إلى إخراج سلاحه الرمزي-اللفظي، وكافة أسلحته، لأن خطاب الصحافة وخطاب السياسي سلاحه أولا هو اللغة.. إذن سيتم اللجوء إلى هذه الأمور حتى في المرحلة المقبلة.
+ بعض المراقبين يتساءلون، ألم يكن بنكيران وحزبه على علم مسبق بواقع المشهد السياسي في البلاد، وسندهم في ذلك هو أن الدستور الجديد يمنح رئيس الحكومة هامشا مهما من الصلاحيات، ومادام بنكيران يقر بفشله في تدبير المرحلة محملا المسؤولية لـ "العفاريت» و«التماسيح» -يضيف هؤلاء- لماذا لا يقدم استقالته ويبرئ ذمته؟
- صحيح.. أنا معك لابد أن يتحلى السياسي بالمسؤولية، وخصوصا بعد دستور 2011 الذي حمل مجموعة من الصلاحيات، لكن بنكيران ليست له القدرة لكشف هؤلاء الناس للمجتمع وتقديمهم للعدالة، وربما إذا استعصى الأمر أن يقدم -كما قلت- استقالته. لكن أظن أن بنكيران وحزبه جاء ليدبر الشأن الحكومي ويساهم في تدبير شأن الدولة، وهو يشتغل من داخل النسق السياسي المغربي الذي يتضمن هامشا للمساهمة في تسيير الدولة من موقع تنفيذي، وهناك أيضا جلالة الملك له صلاحيات بمقتضى الدستور... وهو بوعي منه بهذه الأمور لن يقدم استقالته، لأنه منذ كان في المعارضة، والآن في الحكومة، يعرف تركيبة الدولة وبناء الدولة ويعرف الصعوبات ويعرف التحديات، وبالتالي فمهمته هي أن يناضل ويساهم بجزء ما من أجل التقدم في إصلاحات معينة، وهذا يتطلب شيئا من الصراع وشيئا من التحدي وشيئا من الصبر وخوض معركة مع المعرقلين بما تسمح به صلاحياته وصفاته ووظيفته، وليس أن يقدم استقالته، لأنه يعرف هذه الأمور منذ كان خارج الحكومة.. وبالتالي يصعب القول إنه كان يجهل هذه الأمور.. وهو يدافع أيضا كي يجعل هذه الفئات تتراجع عن خططها وأهدافها وتترك العمل يسير بطريقة معينة.. وإذا كانت السياسة أخلاقا ففيها أيضا جزء من اللاأخلاق التي تقوم على المناورات وعلى السيناريوهات وعلى اعتبارات معينة، واللغة هي جزء منها.
[/size]
- [size=32]أنفاس بريس : إدريس قصوري، أستاذ جامعي ومحلل سياسي [/size]
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
يجب أن تقال
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
مواضيع مماثلة
» الجن والدولة العميقة !
» هل مهدت "الوهابية" الطريق لصعود فكر "داعش" التكفيري؟
» صفعة قوية لرئيس الحكومة:النص الكامل للحكم القاضي بشرعية الاضراب في المغرب دون اقتطاع
» النص الكامل للمذكرة المشتركة للنقابات الثلاث الموجهة لرئيس الحكومة الخاصة بإصلاح التقاعد - اخبار...
» عاجل: رئيس الحكومة بنكيران (حْصَل
» هل مهدت "الوهابية" الطريق لصعود فكر "داعش" التكفيري؟
» صفعة قوية لرئيس الحكومة:النص الكامل للحكم القاضي بشرعية الاضراب في المغرب دون اقتطاع
» النص الكامل للمذكرة المشتركة للنقابات الثلاث الموجهة لرئيس الحكومة الخاصة بإصلاح التقاعد - اخبار...
» عاجل: رئيس الحكومة بنكيران (حْصَل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى