الجن والدولة العميقة !
صفحة 1 من اصل 1
الجن والدولة العميقة !
[size=32]الجن والدولة العميقة ![/size]
الخميس 15 مايو 2014.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[size=32]يشبه إيمان حزب العدالة والتنمية بوجود الدولة العميقة إيمانهم بوجود الجن، فهي موجودة؛ لكنها لا ترى بالعين المجردة، وهي تسكن معنا في المغرب، إلا أنها ليست مثلنا، ومخلوقة من مارج من نار. ومثل السحرة والمشعوذين والفقهاء، يستحضر حزب العدالة والتنمية الدولة العميقة كلما احتاجوا إليها، وكلما فشلوا في انتخابات، ثم وهم يقومون بذلك، يصرخون ويصرعون وتتداخل أصواتهم ويحرقون أعواد البخور، وهي حالة تصيب دائما عبد العزيز أفتاتي، الذي تسكنه الدولة العميقة أكثر من غيره، ويراها في كل شخص وكل مكان، وتظهر له في كريم غلاب، ويشهد بأنها لم تعد تسكن جسد رشيد الطالبي العلمي، بعد أن عالجه بنكيران بالرقية الشرعية، وتحالف مع التجمع الوطني للأحرار. وحينما اقترح حكيم بنشماس تخصيص جلسة المساءلة الشهرية لموضوع الدولة العميقة في خطاب رئيس الحكومة، لم يرد عليه أحد، لأن المسألة مستحيلة من الناحية الإجرائية، فالدولة العميقة لا يمكن لمسها، إنها مسألة تتعلق بالغيب والإيمان، وقد خلقها الأتراك لأول مرة، وآمن بها إخوان مصر، ونقلها عنهم العدالة والتنمية. فلا أحد يقبل أن يأتي المستشارون والوزراء إلى البرلمان بالأذكار والأدعية وآية الكرسي والرقى، لإخراج الدولة العميقة من القمقم، والذي يطلب ذلك من بنكيران فهو يتحداه من أجل التحدي فقط، لأن الدولة العميقة مخلوق سفلي، خلقت كما الجن قبل الإنس وقبل الدولة السطحية في حالتها الماثلة أمامنا، والتي يؤمن بها حزب العدالة والتنمية إيمانا أعمى. وكما الجن ترانا الدولة العميقة من حيث لا نراها، وترى بنكيران، وهي ربما التي تجعله يقهقه ويبدو في أطوار غريبة، وقد تكون الدولة العميقة، هي التي ترفع الأسعار وتزيد في ثمن المحروقات، ورئيس الحكومة يتبعها، كأي شخص به مس من الجن. وكما يوجد في الجن المؤمن والكافر، والطيب والشرير، والروسي والأمريكي، فإن الدولة العميقة هي الأخرى تختلف تسمياتها حسب الثقافات والبلدان، وقد استوردها حزب العدالة والتنمية من الإخوان المسلمين وتركيا، والحال أننا نتوفر في المغرب على اسم أكثر تعبيرا وهو المخزن، وقد ظهر قبل ظهور الدولة العميقة بقرون، ومن كثرة خوف العدالة والتنمية منه لا يذكرون اسمه، ويخدمونه ويطبقون تعليماته حرفيا ويخضعون لجبروته، ويموهون عليه، ويبحثون له عن ألقاب جديدة، من أجل التعويض النفسي وإيجاد الأعذار وتبرير العجز. لهذا، لن يفرط حزب العدالة والتنمية في الدولة العميقة، فإيمانه قوي بها، وحتى لو تكن موجودة لخلقها خلقا، لأنه يحتاج إليها، فهي تعفيه من مشقة العمل والبحث عن الحلول، وتجعله في حل من المساءلة، وتساعده في تحويل الصراع السياسي ونقله إلى عالم غيبي، تسكنه كائنات غير مرئية ويستحيل لمسها وتحديدها والقبض عليها، كما أن هذه الدولة العميقة المتخيلة تخلق لدى الأنصار حالة من الصرع والنشوة وافتراض كائن يمنع وزراءهم من العمل، ويتآمر عليهم، ويحول دون تحقيق مشروعهم وأهدافهم، فيصدقون ذلك، ويعيشون في عالم مواز، يقترب من الواقع، ويبتعد عنه في الآن نفسه، فيتحولون إلى حالات مرضية، يعتقدون بوجود دولة خلف الدولة، ولا يقوون على مواجهتها، لأنها غير مرئية، فيستكينون إلى هذه الراحة، وإذا أصابهم عجز وإذا فشلوا في أمر، لا يلجؤون إلى العلاج، بل يعلقون الشرائط في الأضرحة، وينظمون جلسات لطرد الدولة العميقة، بينما تظل هي تسكنهم، ولا تبرح أجسامهم وعقولهم. لن يعجب بنكيران أن يقول له أحد إن الدولة العميقة غير موجودة ووهم، فهي مذكورة في أدبيات الإخوان المسلمين، ومن يكفر بها، فهو كمن ينفي وجود الجن، أي أنه يكفر بكائنات ذكرها الله في القرآن، ولذلك فهو يناضل من أجل أن يصدقه الجميع ويقتنعوا، وحتى لو أتت عنده هذه الدولة العميقة وقالت له خذني، واقبض علي، فإنه سيرفض ولن يصدق، لأنها غير مرئية ومختبئة وتتحكم في كل شيء عن بعد، ولها خدم مسكونون بها تسخرهم وتحرضهم على الحكومة ليشوشوا عليها. إن تكوين حزب العدالة والتنمية يجعل منه مرتبطا بهذه الدولة العميقة، وكل محاولة لمساعدته على العثور عليها وفضحها وقتلها سيذهب سدى، فهو مهووس بها وغير مستعد للتخلي عنها، وبها يحيا ويمارس السياسة، وإذا زالت زال حزب العدالة والتنمية معها، لأنه لن يجد مشجبا يعلق عليه إخفاقاته، وحتى لو خرجت الدولة العميقة من مخبئها واعترفت وقالت: ها أنا، سيشك أفتاتي، وسيقول لها: هذا كذب، ولست أنت الدولة العميقة، والحل الوحيد كي يشفى هذا الحزب هو أن تحل كل الأحزاب نفسها وتتوقف كل الصحف عن الصدور، ويغادر المغاربة عن بكرة أبيهم المغرب، ولا يبقى إلا العدالة والتنمية وحده، لا أحد يزعجه أو يعارضه، ولا أحد ينتقده.. وحينها، سوف يبحث عنها، وسيستوردها، لأنها ضرورية ولا يمكنه العيش بدونها، فهي في دمه ولحمه وعقله، ووجوده بالكامل مرتبط بها.[/size]
[size=32]بقلم : حميد زيد[/size]
__________________
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
رد: الجن والدولة العميقة !
[size=32]بالمقلوب
ماء العدالة والتنمية المقدس ![/size]
ماء العدالة والتنمية المقدس ![/size]
الخميس 20 فبراير 2014.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[size=32]تشرفت، يوما، بحضور مؤتمر سابق لحزب العدالة والتنمية باعتباري صحافيا. وبمجرد دخولي إلى القاعة، قدموا لي قنينة ماء لميلود الشعبي. وقبل أن تفرغ، منحوني أخرى، فثالثة؛ ولأن الهدية لا ترد، فقد كنتُ ملزما بشرب الماء، ودون أن أشعر بالعطش، كنت أعبه رغما عني، وأبحث عن دورة مياه لأفرغ مثانتي، لئلا يشك فيّ الحزب الإسلامي، ولكي لا يقول أحد إنه متحيز إلى ماء آخر. ومن كثرة القناني التي كانوا يقدّمونها لكل ضيف، ظننتُ أنه ماء مقدس، وأنه هو وحده الماء الحلال، وأنه يشفي من يشربه، وأن جرعة منه قد تقودك رأسا إلى الجنة. وللأمانة، فقد كان المؤتمرون جميعا يشربون ماء ميلود الشعبي المعدني، وما أن يفرغوا من قنينة حتى يمد لهم متطوعون أخرى، فخفت أن يفشل مؤتمرهم وأنا أراهم يغادرون أماكنهم واحدا تلو آخر ليتبولوا؛ فالإكثار من شرب الماء يُذهب التركيز، ورغم أنه جيد للصحة ويمنع التجفف، فهو يجعلك في ورطة، ويحرجك أمام الناس إذا أسرفت في شربه. وكلما بُحّت حناجر المناضلين من ترديد الشعارات، كانوا يكرعون قنينة ذلك الماء المعدني، لوفرتها ولوجود أياد كثيرة كان دورها أن تمدها إلى المشاركين والزوار. وكان الجميع سعيدا بالخير العميم وبماء زمزم المغربي والنقي والملتزم بتعاليم الدين الحنيف، والذي يبيعه وليّ الله الصالح، صاحب كرامة العقار وأسواق السلام. وأمام الحرج الذي شعرت به، وأمام كرم حزب العدالة والتنمية الزائد عن الحد وإصرارهم غير المفهوم على إرواء العطاشى، فكرتُ في حيلة جهنمية، بأن أخذت أجمع القناني وأخبئها في حقيبتي، إلى أن جمعت عددا لا يستهان به، وخرجت بغنيمتي في اتجاه البيت، وقدمته إلى أسرتي، كشخص عائد من الحج، وقلت لهم: هذا ماء مبارك، اشربوه وستشعرون بالراحة والطمأنينة والهناء. تمنيت صادقا، وأنا أتابع أشغال ذلك المؤتمر، أن تكون لميلود الشعبي شركة لإعداد السندويشات، إضافة إلى مياهه المعدنية؛ فالماء يحلو بعد الأكل، وكلما كانت الوجبة دسمة، كان الماء زلالا، لكن الحزب الإسلامي لم يكن يملك ممون حفلات يتعاطف معه في ذلك الوقت، واكتفى بالقناني، وأدى ذلك إلى سلوكات غير مقبولة، بأن اضطر عدد من الناس للبحث عن أقرب سور أو شجرة أو عمود كهرباء، وأخذوا يشرشرون دون أدنى حياء، وظلت معظم النساء متوترات، وعلى أعصابهن، ويمشين مشية غريبة، نظرا لاستحالة اقتراف ما يفعله الذكور، وللطوابير الطويلة التي كانت تقف في صف طويل في انتظار أن يحين دورها في الدخول إلى المرحاض. هذا الأسبوع فاجأني نجل ميلود الشعبي وهو يمن على أعضاء حزب العدالة والتنمية، ثم وهو يحرجهم أمام الملأ، ويقول لهم إن كل الماء الذي شربتموه خلال هذه السنوات هو ماء والدي، والقناني لنا، وقد منحناها لكم بالمجان لتقفوا إلى جانبنا في وقت الشدة، وها أنتم تشربون ماء معدنيا آخر، وترون أنه هو الأحلى، وهو الحلال، وهو الزلال، فشرقت وأنا أقرأ تصريحه، وشربت سبع جرعات من ماء الصنبور الذي أؤدي فاتورته كل شهر؛ لكن حلقي ظل يؤلمني والشرق لم يفارقني لحظة، فضربت زوجتي على ظهري، لكن دون جدوى، وجاء الجيران يستفسرون، وأنا أصرخ: النجدة، النجدة.. كيف يمكنني أن أرد إلى ميلود الشعبي ماءه؟ وكيف يرد له حزب العدالة والتنمية كل تلك القناني التي فتحوها وشربوا ماءها؟ فقد كان الملياردير يرسل إليهم الحافلات، ويروي ظمأهم، ومن الصعب اليوم أن يعوّضوه عن كل تلك المياه بعد هذا الخصام. والمثير في الأمر هو أن الشعبي كان يوزع ماءه المناضل على حركة 20 فبراير، والتي قال عنها نجله فوزي إنها ماتت، رغم أنه كان يسقيها ويطفئ عطشها كل أحد، وهذا يعني أن ذلك النوع من الماء لم يكن الممتاز، وإلا لماذا ماتت الحركة، ولماذا تنكر له حزب بنكيران، وهو الذي كان يشربه في كل لقاء، وكل ندوة، وكل مظاهرة، ويقوم بإشهار مجاني لصالحه، ويقول للمغاربة اشربوا ماء الشعبي، إنه الأفضل والألذ، إنه ماء الحياة والتغيير ومحاربة الفساد والاستبداد. يظهر أنه من سابع المستحيلات أن يرجع حزب العدالة والتنمية وشبيبته ومناضلوه كل تلك القناني التي شربوها، فقد شاهدتهم وهم يتخلصون منها في دورة المياه، وعيب أن يطالبهم الشعبي برد الماء؛ فهو نعمة من الله، تكون سحابة، وتحملها الريح، وتتحول إلى مطر، فتنبت من كل زوج بهيج، قبل أن يأتي زمن صار فيه الماء يعبأ في القناني ويباع، وتتنافس فيه الشركات، ويقول نجل الشعبي إن العدالة والتنمية كانوا يستهلكونه مجانا، ليحبسه في حلقهم، بعد أن كان ينزل خفيفا ولذيذا وبالمجان، ولم يكن هناك ماء في المغرب بمثل حلاوته.[/size]
[size=32]بقلم : حميد زيد[/size]
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
رد: الجن والدولة العميقة !
الخميس 12 يونيو 2014.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[size=32]يا الله؟ [/size]
[size=32]لا إله إلا أنت سبحانك، وأنا عبدك الضعيف، وأريد أن أعرف هل فعلا أرسلت إلينا حزب العدالة والتنمية هدية من السماء، كما أخبرنا بذلك رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، أم أنه يدعي عليك ويكذب؟
يا الله؟
هل نصدقه ونقبل الهدية، أم نشك فيه؟ وهل، حقا، أردت اختبارنا وقياس درجة صبرنا بإرسال هذه الهدية إلى المغرب، أم أن لا علاقة لك سبحانك بما يحكي بنكيران، وأنه فقط يستغل اسم جلالك ويوظف اسم الله كي نقبل به قدرا محتوما ولا راد له؟
يا الله؟
كيف نتأكد أن حزب العدالة والتنمية هدية غالية ولا تقدر بثمن وقد كافأت بها المغاربة، ونحن لا نرى أثرا للهدية، وقد أخذها الحزب لنفسه ولم يقتسمها معنا، وطفق يوظف مناضليه ويعيّنهم في الجامعات وفي الدواوين والوزارات، بعد أن أخذوا نصيبهم من المغادرة الطوعية؟
يا الله؟
أنا عبدك الضعيف، ولا أصدق أن العدالة والتنمية هدية من الله سبحانه وتعالى إلى الوطن، كما قال بنكيران، ولو كان ذلك صحيحا، فإن الكفر سينتشر في المغرب، وسيرتد كثير من المواطنين؛ لأن الناس، هذه الأيام، يكفرون بكل ما يقوله رئيس الحكومة، وبوعوده وبزياداته في الأسعار، وأن يكفر المغاربة بهدية الرب، فهذا يعني أنهم يكفرون بك سبحانك.
يا الله؟
من يمنحنا دليلا؟ من يؤكد لنا أن الخبر صحيح، كي نسلم أمرنا ونقتنع بأن ما أصابنا فهو من الله عز وجل؟ من يبعث لنا إشارة كي نوقر أفتاتي وبووانو وبسيمة والرميد وحامي الدين وبوليف، ونشكر الخالق على نعمه، ونتعايش مع الهدية ونعتبرها محنة وابتلاء من الله، ليختبر إيماننا، ولنقر بكل الذنوب التي اقترفناها؟
يا الله؟
نطلب علامة، أي إشارة، على أن بنكيران جاء من السماء، وأنه مفروض علينا، وهدية ثمينة، كي ننسحب من الانتخابات المقبلة ونفسح الطريق لحزب العدالة والتنمية، وكي نلغي الأحزاب والمعارضة والاحتجاجات والبرلمان والحكومات المتعاقبة والصحافة والنقد، فلا أحد في هذا الوطن يتجرأ على رفض هدية الله، وحزب الله المختار، الذي فضّله على اليمين واليسار وعلى العدل والإحسان والسلفيين.
يا الله؟
أنا عبدك الصابر والمحتسب، أشكرك على نعمك، وأصلي وأدعو كي ترسل إلينا هدية أخرى؛ فالمغاربة غاضبون ويجأرون بالشكوى، ويرغبون في هدية أفضل من هذه، ومنهم من لا يصدق أنك سبحانك عاقبت عبيدك وامتحنتهم بهذا الحزب، الذي لا يكف عن ادعاء تمثيلك، ويستغل اسمك ويوظفه في الزيادة في الأسعار وفي القروض، وفي الصراعات السياسية، وفي الانتخابات، وفي احتكار السلطة رغم الفشل.
يا الله؟
أستعيذ بك من الشيطان الرجيم؛ لكنه يوسوس في صدري، ويقول لي: لا تقبل هذه الهدية، ويوشوش في أذني، ويسر لي بأن العدالة والتنمية كذابون، ولم ترسلهم هدية لنا، وأنهم يوظفون الله عزّ جلاله في أمور دنيوية ويستغلونه كي لا يفكر أحد في محاسبتهم وعقابهم على عجزهم عن القيام بمهامهم التي كلفهم المغاربة بها بعد أن صوّتوا عليهم في الانتخابات.
يا الله؟
أنت الجبار، المنتقم، القهار، ستحاسب كل من يتقول عليك، ويدعي أنك بعثته إلينا هدية، وإذا كان ما يقوله صحيحا، فنحن نقبل الهدية، فلا راد لمشيئة الله، وليس لنا إلا أن نصبر، أما إذا كان يكذب ويختلق، فإننا ندعو له بالرحمة والمغفرة، فهو منا، ويا ما أضحكنا وسلانا، ولأنه في ورطة، والانتخابات قريبة، فهو يتصرف بغرابة هذه الأيام، وينطق بكلام لا أحد يتوقعه من رئيس حكومة.
يا الله؟
سامح رئيس حكومتنا، وسامح حزبه، لأنهم يستغلون اسمك، ويدعون أنهم هدية منك.
يا الله؟
امنحنا هدية حقيقية هذه المرة، واغفر لحزب العدالة والتنمية، فالمناصب مغرية، والحرارة مرتفعة، والانتخابات على الأبواب، والحلول قليلة، والوقت لا يرحم، وها هم عادوا إليك تحت ضغط الواقع، اغفر لهم يارب، إنك أنت الغفور الرحيم.
[/size]
يا الله؟
هل نصدقه ونقبل الهدية، أم نشك فيه؟ وهل، حقا، أردت اختبارنا وقياس درجة صبرنا بإرسال هذه الهدية إلى المغرب، أم أن لا علاقة لك سبحانك بما يحكي بنكيران، وأنه فقط يستغل اسم جلالك ويوظف اسم الله كي نقبل به قدرا محتوما ولا راد له؟
يا الله؟
كيف نتأكد أن حزب العدالة والتنمية هدية غالية ولا تقدر بثمن وقد كافأت بها المغاربة، ونحن لا نرى أثرا للهدية، وقد أخذها الحزب لنفسه ولم يقتسمها معنا، وطفق يوظف مناضليه ويعيّنهم في الجامعات وفي الدواوين والوزارات، بعد أن أخذوا نصيبهم من المغادرة الطوعية؟
يا الله؟
أنا عبدك الضعيف، ولا أصدق أن العدالة والتنمية هدية من الله سبحانه وتعالى إلى الوطن، كما قال بنكيران، ولو كان ذلك صحيحا، فإن الكفر سينتشر في المغرب، وسيرتد كثير من المواطنين؛ لأن الناس، هذه الأيام، يكفرون بكل ما يقوله رئيس الحكومة، وبوعوده وبزياداته في الأسعار، وأن يكفر المغاربة بهدية الرب، فهذا يعني أنهم يكفرون بك سبحانك.
يا الله؟
من يمنحنا دليلا؟ من يؤكد لنا أن الخبر صحيح، كي نسلم أمرنا ونقتنع بأن ما أصابنا فهو من الله عز وجل؟ من يبعث لنا إشارة كي نوقر أفتاتي وبووانو وبسيمة والرميد وحامي الدين وبوليف، ونشكر الخالق على نعمه، ونتعايش مع الهدية ونعتبرها محنة وابتلاء من الله، ليختبر إيماننا، ولنقر بكل الذنوب التي اقترفناها؟
يا الله؟
نطلب علامة، أي إشارة، على أن بنكيران جاء من السماء، وأنه مفروض علينا، وهدية ثمينة، كي ننسحب من الانتخابات المقبلة ونفسح الطريق لحزب العدالة والتنمية، وكي نلغي الأحزاب والمعارضة والاحتجاجات والبرلمان والحكومات المتعاقبة والصحافة والنقد، فلا أحد في هذا الوطن يتجرأ على رفض هدية الله، وحزب الله المختار، الذي فضّله على اليمين واليسار وعلى العدل والإحسان والسلفيين.
يا الله؟
أنا عبدك الصابر والمحتسب، أشكرك على نعمك، وأصلي وأدعو كي ترسل إلينا هدية أخرى؛ فالمغاربة غاضبون ويجأرون بالشكوى، ويرغبون في هدية أفضل من هذه، ومنهم من لا يصدق أنك سبحانك عاقبت عبيدك وامتحنتهم بهذا الحزب، الذي لا يكف عن ادعاء تمثيلك، ويستغل اسمك ويوظفه في الزيادة في الأسعار وفي القروض، وفي الصراعات السياسية، وفي الانتخابات، وفي احتكار السلطة رغم الفشل.
يا الله؟
أستعيذ بك من الشيطان الرجيم؛ لكنه يوسوس في صدري، ويقول لي: لا تقبل هذه الهدية، ويوشوش في أذني، ويسر لي بأن العدالة والتنمية كذابون، ولم ترسلهم هدية لنا، وأنهم يوظفون الله عزّ جلاله في أمور دنيوية ويستغلونه كي لا يفكر أحد في محاسبتهم وعقابهم على عجزهم عن القيام بمهامهم التي كلفهم المغاربة بها بعد أن صوّتوا عليهم في الانتخابات.
يا الله؟
أنت الجبار، المنتقم، القهار، ستحاسب كل من يتقول عليك، ويدعي أنك بعثته إلينا هدية، وإذا كان ما يقوله صحيحا، فنحن نقبل الهدية، فلا راد لمشيئة الله، وليس لنا إلا أن نصبر، أما إذا كان يكذب ويختلق، فإننا ندعو له بالرحمة والمغفرة، فهو منا، ويا ما أضحكنا وسلانا، ولأنه في ورطة، والانتخابات قريبة، فهو يتصرف بغرابة هذه الأيام، وينطق بكلام لا أحد يتوقعه من رئيس حكومة.
يا الله؟
سامح رئيس حكومتنا، وسامح حزبه، لأنهم يستغلون اسمك، ويدعون أنهم هدية منك.
يا الله؟
امنحنا هدية حقيقية هذه المرة، واغفر لحزب العدالة والتنمية، فالمناصب مغرية، والحرارة مرتفعة، والانتخابات على الأبواب، والحلول قليلة، والوقت لا يرحم، وها هم عادوا إليك تحت ضغط الواقع، اغفر لهم يارب، إنك أنت الغفور الرحيم.
[/size]
[size=32]بقلم : حميد زيد[/size]
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
مواضيع مماثلة
» الدين والدولة المدنية…
» كتاب : المغرب قبل الاستعمار - المجتمع والدولة والدين / 1792 - 1822،للمؤلف : محمد المنصور
» هل تعلم ماهو الحيوان الذي ياكل الجن
» عبد الرحمن العمراني: ملاحظات أولية حول التوظيف السياسوي لمفهوم "الدولة العميقة" صورة مركبة: الأستاذ عبد الرحمن العمراني وكاريكاتير لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران
» كتاب : المغرب قبل الاستعمار - المجتمع والدولة والدين / 1792 - 1822،للمؤلف : محمد المنصور
» هل تعلم ماهو الحيوان الذي ياكل الجن
» عبد الرحمن العمراني: ملاحظات أولية حول التوظيف السياسوي لمفهوم "الدولة العميقة" صورة مركبة: الأستاذ عبد الرحمن العمراني وكاريكاتير لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى