مسألة عودة الخطابي الى المغرب

*ورد في صحيفة "التحرير" المصرية سنة 1956 حول الاستقلال ومسألة عــــودة
الزعيم الخطابي الى الوطن ما يلي :
سألت "التحرير" الأمير عبد الكريم الخطابي عما اذا كان قد اعتـــــــــزم العودة الى
وطنه مراكش / المغرب ، بعد أن اعترفت فرنسا لمراكش بالاستقلال ،واستقـــــــرت
الأحوال هناك .. فأجاب :
" اذا كنتم تقصدون باستقرار الأحوال صدور " البيان المشترك " الذي تضمن اعتراف
فرنسا باستقلال المغرب .. فهذا وهم كبير ، لأن عدم توضيح فرنسا للمراحل التي سيتم بها جلاء قواتها عن مراكش ، يجعلني أفكر طويلا في طبيعة هذا الاستقلال .. وهل هو حقيقي ، أم هو مناورة من مناورات الاستعمار .. المراد منها تهدئة الثورة الوطنيـــة
التي كانت - وما تزال - تهدد فرنسا في الصميم .
وهذا يجعلني أوثر البقاء هنا في القاهرة ، قلب العروبة ، ومهد الثورة على الاستعمـــار ..كي أحذر من الانسياق وراء ما أعتقد أنه شرك منصوب..وكي أمضي على مواصلة النضال ، عندما تتأزم الأمور ، وينكث الفرنسيون في عهودهم .. وتفشل كل الحلــــول
السلمية .
ولعل أهم ما يؤيد مخاوفي أنه قد ورد في البيان الذي صدر بعد اجتماعـــــات باريس الأخيرة .. عبارة " التكافل بين البلدين " .. والتكافل في رأيي هو " الارتباط الدائم "
بفرنسا .. فكيف يتفق الاستقلال مع الاعتماد المتبادل الذي نص عليه الييان ؟ ولو أن
الفرنسيين كانوا مخلصين حقا فيما يريدونه لمراكش ، عندما أعلنوا اعترافهم باستقلالها
والغاء حمايتهم عنها ، لما تعمدوا - ونحن في مستهل العهد - أن يغفلــوا الكيفيـــة التي
ستجلو بموجبها قواتهم العسكرية عن أرض الوطـــــــن . ومعنى هذا ، كما تـرى ، أن
الاستعمار لا يزال يراوغ في اطالة أمده وبقائه في البلاد الى ما لا نهاية . مما يخشى
أن يكون الوضع في جوهره لم يتغير كثيرا عن ذي قبل .
ومن هنا تستطيـــع أن تعرف لماذا أتريـــث في اتخاذ قرار نهائي بالعودة الى الوطـــن
..رغم الحنين اليه ، والشوق الذي طالما داعبني الى الأهل والاخوان .
وسأبقى هنا بجانب الأخ الكبير جمال عبد الناصر" .انتهههههههههى

.......... منقول عن ملحق كتاب أمزيان المشار اليه قبل ، الملحــــــق رقم 10
ص 241 - 242 .

.....................مع تحيات العتيق .