تامّلات في رأي الفقيد محمد عابد الجابري في مسألة النبي (الأمّي) من خلال كتابه: مدخل إلى القرآن الكريم
صفحة 1 من اصل 1
تامّلات في رأي الفقيد محمد عابد الجابري في مسألة النبي (الأمّي) من خلال كتابه: مدخل إلى القرآن الكريم
تامّلات في رأي الفقيد محمد عابد الجابري من أبرز من كتب عن التراث الإسلامي في مسألة النبي (الأمّي) من خلال كتابه: مدخل إلى القرآن الكريم
يعد المفكر محمد عابد الجابري من أبرز من كتب عن التراث الإسلامي،وتناول مسألة المقصود بالنبي (الأمّي) في كتابه مدخل إلى القرآن الكريم(1)
والتي كانت منذ القديم موضوع نقاش وجدل،حيث يرجح الجابري من خلال بحثه في كتب التراث ومعاني الآيات القرآنية أن المقصود بالنبي الأمّي(الأممي) ومعنى الأمة الأمّية ونبي الأميين عدم امتلاكهم لكتاب سماوي، لا عدم الإلمام بالقراءة والكتابة كما هو دارج،إذ يسمي اليهود غيرهم من الأمم (الأميين) لاعتقادهم أن الكتب السماوية والنبوات مختصة بهم (بني إسرائيل) ولا تخرج عن دائرتهم.انطلق الدكتور الجابري في بحثه من فحص ما ذكره كتّاب السيرة والمفسرون أولا،ثم انتقل بعد ذلك إلى محاولة بناء فهم موضوعي لما ورد في القرآن في هذا الشأن.وبدأ بأول واقعة في السيرة النبوية قصة بدء الوحي ،وسرد روايتين مرجعيتين لحديث يشرح فيه النبي بنفسه تفاصيلها:رواية الشيخان عن عائشة رضي الله عنها: ففي صحيح البخاري عن عائشة زوج النبي (بعد خديجة) أنها قالت: (أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. ثم حُـبِّـب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد(...) حتى جاءه الحق، وهو في غار حراء. فجاءه المَلَك فقال: اقرأ. قال ما أنا بقارئ! قال (النبي) فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: اقرأ. قلت ما أنا بقارئ! فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ! فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: "اقرأ باسم ربك الذي خلق" (الآيات السابقة)، فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: زملوني، زملوني (لففوني)، فزملوه حتى ذهب عنه الروع"(2). قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب (3)وقد رواه بصيغة (ما أنا بقارئ)عبد الرزاق في مصنفه: كتاب المغازي، بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (رقم الحديث9719 )،والحاكم في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ، كتاب معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، ذهاب خديجة بالنبي إلى ورقة وتصديقه(رقم الحديث 4896) ، والإمام أحمد في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،حديث السيدة عائشة رضي الله عنها .رواية محمد ابن إسحاق (4) : وقد ورد فيها ما يلي: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور (يعتكف للعبادة) في حِراء (غار بجبل قرب مكة) من كل سنة شهراً، وكان ذلك مما تحنَّث (تتعبد) به قريش في الجاهلية(...)، حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته، ورحم العباد بها، جاءه جبريل عليه السلام بأمر الله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فجاءني جبريل، وأنا نائم (في رؤيا المنام)، بنمط (وعاء) من ديباج (ثوب فارسي مزركش) فيه كتاب، فقال: اقرأ! قال (النبي): ما أقرأ؟ قال : فغتَّني به (ضمني وعصرني) حتى ظننت أنه الموت! ثم أرسلني فقال: اقرأ. قال (النبي): قلت: ما أقرأ؟ قال: فغتني به حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني فقال: اقرأ. قال، قلت: ماذا أقرأ؟ قال: فغتني به حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني، فقال: اقرأ. قال (النبي): فقلت : ماذا أقرأ؟ (ويضيف النبي): ما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود لي بمثل ما صنع بي؛ فقال: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" (العلق 1-5). قال (النبي): فقرأتها، ثم انتهى. فانصرف عني، وهببت من نومي، فكأنما كتبت في قلبي كتابا"(5) ،وقد رواه بلفظما أقرأ؟) عبد الله بن محمد بن أبي شيبة في مصنفه(6). أما ابن جرير الطبري فقد أورد في تاريخه (7) ،عدة روايات بصيغتين: (ما أقرأ؟) و(ماذا أقرأ؟)،وفي الحديث المرسل للزُّهْرِيِّ فِي دَلَائِل الْبَيْهَقِيّ(،ووقع في رواية ابي الأسود عن عروة في مغازيه بلفظ كيف أقرأ) (9) وأورد الدكتور محمد عابد الجابري الروايتين ليلفت النظر إلى الاختلاف بين صيغتي جواب النبي لجبريل في كل من رواية ابن إسحق وأبي شيبة وروايات الطبري من جهة ("ما أقرأ"؟، "ماذا أقرأ"؟)،وهي استفهام يفيد ضمنيا أن النبي يعرف القراءة فهو يطلب ماذا يقرأ؟، والصيغة الواردة في رواية الشيخين (ما أنا بقارئ!) من جهة أخرى،وهي تنفي عنه معرفة القراءة. غير أن ثمة فرقاً دقيقاً بين كلا اللفظتين، فضلا عن أن في مراد قول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين (ما أنا بقارئ!) قولان :ما نافية اي لست أنا بقارئ،أو ما استفهامية أي ماذا أقرأ .فظهر التباين في الصيغتين بين الاستفهام والنفي للقراءة.وليخلص الدكتور محمد عابد الجابري أن صيغ الروايات تفيد الاستفهام وليس النفي، يقول :"إذا كان من الممكن حمل "ما" في "ما أقرأ" على النفي أيضاً، إضافة إلى الاستفهام -في رواية ابن إسحق-، فمن الممكن فعل عكس ذلك بالنسبة للصيغة الأخرى "ما أنا بقارئ"، أعني حملها على الاستفهام، إضافة إلى النفي -في رواية البخاري- على اعتبار الباء زائدة (قارن: ما أنا فاعل بكم؟). غير أن عبارة "ماذا أقرأ"؟ التي تكررت في روايات ابن اسحق والطبري، لا يمكن حملها إلا على الاستفهام، وبالتالي يكون رد النبي على جبريل استفساراً عما يريد منه أن يقرأ، وليس نفياً لمعرفة القراءة"(10)
ويدعم الدكتور محمد عابد الجابري رأيه بقرينة تدل على أن المقصود في رد النبي على جبريل بقوله "ماذا أقرأ؟"،يعنى القراءة في كتاب.وهذه القرينة هي ورود لفظ (كتاب) في العبارة التي قال فيها النبي: (فجاءني جبريل، وأنا نائم، بنمط (11)
من ديباج فيه كتاب) 12
جاء في رواية ابن إسحاق(13) : (وهببت من نومي، وكأنما صوّر في قلبي كتابا) 14 ."إن ذكر الكتاب في سياق هذا الحديث، مرتين، قرينة واضحة تشير إلى أن الأمر يتعلق بشخص يعرف الكتابة والقراءة ويقرأ في كتاب، ويريد أن يبين لمخاطبه نوع مشاعره عندما كان يخوض هذه التجربة مع جبريل. ولكن ذلك لا يعني أن النبي كان يقرأ فعلا في كتاب قدمه له حبريل، فالأمر يتعلق هنا بـ"الوحي" وهو إلقاء في "الروع" (أو النفس). ومع ذلك فإنه بدون إعطاء الوظيفة الخِطابية، التي ذكرنا، للعبارتين اللتين ذكر فيهما النبي "الكتاب" ستكونان فضلاً من القول، ونحن ننزه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك " (15)
ورأيه مردود - في نظري - للأسباب الآتية :
-الخلاف الحقيقي هو حول ثبوت الروايات وليس حول فهمها،إذ أن رواية ابن إسحاق ضعيفة لا تصحّ؛ والإسناد ضعيف لجهالة شيوخ عبد الملك بن عبيد الله،فضلا عن اعتبار ابن إسحاق هذه الحادثة مجرّد منام! والشاهد في الروايةوهببت من نومي)،فخالفت ما جاء في رواية الشيخين التي تثبت رؤية جبريل يقظة،كما أنّ كل الرّوايات المذكورة والمتعلقة بتلك الحادثة (16) تؤكد أن محمّداً (ص) أوحي إليه في غار حراء،ولم يكن الوحي خيالاً تخيله محمد صلى الله عليه وسلم بدليل ضمّ جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم وغتّه بقوة شديدة ثلاث مرات،عندما كان يأمره بالقراءة، والشاهد قوله صلى الله عليه وسلم في رواية فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد)،وفي أخرى (فغتني به حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني) .
-اتفاق رواية الشيخين على لفظ (ما أنا بقارئ) وهي لفظة صحيحة أصح من غيرها.و يمكن حمل رواية ابن إسحاق على الرواية بالمعنى من بعض الرواة ممن فهم المعنى كذلك فرواه بمعناه. وللإشارة فأن أغلب الأحاديث قبل عصر التدوين رويت بالمعنى مع الاحتياط البالغ من أي تغيير يخل بالمعنى الأصلي ، وتكون الرواية بالمعنى غالباً في الكلمة والكلمتين والثلاث ، وقل أن تقع في جميع ألفاظ الحديث .ثم إن " الصحابة نقلوا قصة واحدة بألفاظ مختلفة مذكورة في مجلس واحد ولم ينكر بعضهم على بعض فيه"(17).وقد ذكر الخطيب البغدادي :" قال ابن سيرين: (كنت أسمع الحديث من عشرة، المعنى واحد والألفاظ مختلفة)،وكان ابن سيرين من المتشددين في أن لا يروى إلا باللفظ ومع هذا شهد للذين سمع منهم أنهم مع كثرة اختلافهم في اللفظ لم يخطئ أحدأ منهم المعنى- ولهذا لما ذكر له أن الحسن والشعبي والنخعي يروون بالمعنى اقتصر على قوله (إنهم لو حدثوا كما سمعوا كان أفضل)" 18 . فلا جرم أن الوقوف كثيراً عند بعض الألفاظ غير ذي جدوى .
-(ما) في قول النبي صلى الله عليه وسلم (ما أنا بقارئ!) نافيةٌ أي لست أنا بقارئ والقول بأنها استفهامية ضعيف، يقول الحافظ ابن حجر في الفتح قَوْلُهُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ ثَلَاثًا مَا نَافِيَةٌ إِذْ لَوْ كَانَتِ اسْتِفْهَامِيَّةً لَمْ يَصْلُحْ دُخُولُ الْبَاءِ ) 19 و يقول الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم :" قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا أَنَا بقارئ) مَعْنَاهُ لَا أُحْسِنَ الْقِرَاءَةَ فَمَا نَافِيَةٌ هَذَا هُوَ الصَّوَابُ"(20) .
-قول الأخفش في جواز دخول الباء على خبر ( ما ) الاستفهامية هو قول شاذ مخالف لباقي أهل اللغة.وقد اعتراض ابن حجر والنووي عليه لغويا بعدم جواز دخول الباء على خبر ما الاستفهامية واعترض أيضا ابن حجر بأن قول الأخفش شاذ،وأن الباء زائدة لتأكيد النفي.يقول الحافظ:" وَإِنْ حُكِيَ عَنِ الْأَخْفَشِ جَوَازُهُ فَهُوَ شَاذٌّ وَالْبَاءُ زَائِدَةٌ لِتَأْكِيدِ النَّفْيِ أَيْ مَا أُحْسِنُ الْقِرَاءَةَ " (21) .
- (ما) في رواية ( ما أقرأ ) محمولة على النفي،وقد نقله النووي عن الْقَاضِي عياض: "قَالَ وَيُصَحِّحُ قَوْلَ مَنْ قَالَ اسْتِفْهَامِيَّةً رِوَايَةُ مَنْ رَوَى مَا أَقْرَأُ وَيَصِحُّ أَنْ تَكُونَ مَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَيْضًا نَافِيَةً (22)[size=64]يُتْبَـــع...[/size]
[size=32]-------------------------[/size]
(1)مدخل إلى القرآن الكريم لمحمد عابد الجابري:77-89 .
(2) أخرجه البخاري في كتاب بدء الوحي، باب بدء الوحي(رقم الحديث 4)،ومسلم في كتاب الإيمان،باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (رقم الحديث 160)،وغيرهما .
(3) ومعنى قول الترمذي: حسن صحيح أي أن الحديث توفرت فيه شروط الصحة،ووصف الترمذي له بالحسن مع الصحة من باب التأكيد على صحة الحديث، وأما وصف الترمذي له بالغرابة ، فالمقصود أن هذا الحديث ليس له إلا طريقٌ واحد . قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: "واختار بعض من أدركنا أن اللفظين –يعني الحسن والصحيح– عند الترمذي مترادفان، ويكون إتيانه باللفظ الثاني بعد الأول على سبيل التأكيد، كما يقال: صحيح ثابت، أو جيد قوي، أو غير ذلك".يُنظر النكت على ابن الصلاح :1/478 .
(4) : روى ابن معين عن يحيى بن القطان أنه كان لا يرضى محمد بن إسحاق ولا يحدث عنه ، وقيل لأحمد: يا أبا عبد الله؛ إذا تفرد بحديث تقبله؟ قال: لا والله إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد ولا يفصل كلام ذا من كلام ذا وروى الميموني عن ابن معين ضعيف. وروى الدوري عنه ثقة ولكنه ليس بحجة، وقال أحمد بن زهير سئل يحيى عنه مرة؛ فقال: ليس بذاك ضعيف. قال: وسمعته مرة أخرى يقول: هو عندي سقيم ليس بالقوي وقال النسائي ليس بالقوي وقال البرقاني سألت الدارقطني عن محمد بن إسحاق بن يسارعن أبيه فقال جميعا لا يحتج بهما وإنما يعتبر بهما، وقال علي: قلت ليحيى بن سعيد: كان ابن إسحاق بالكوفة وأنت بها. قال: نعم. قلت: تركته متعمدا؟ قال: نعم ولم أكتب عنه حديثا قط، وروى أبو داود عن حماد بن سلمة قال: لولا الاضطرار ما حدثت عن محمد بن إسحاق. وقال أحمد: قال: مالك وذكره فقال: دجال من الدجاجلة، وروى الهيثم بن خلف الدوري ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا أبو داود صاحب الطيالسة قال حدثني من سمع هشام بن عروة وقيل له إن ابن إسحاق يحدث بكذا وكذا عن فاطمة فقال: كذب الخبيث، وقال مالك: كذاب. وقال ابن إدريس: قلت لمالك وذكر المغازي فقلت له: قال ابن إسحاق: أنا بيطارها فقال: نحن نفيناه عن المدينة، وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل ذكره؛ فقال: كان رجلا يشتهى الحديث فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه. وقال أحمد: كان يدلس إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماعا قال حدثني وإذا لم يكن قال: قال، وقال أبو عبد الله: قدم محمد بن إسحاق إلى بغداد فكان لا يبالي عمن يحكي عن الكلبي وغيره وقال: ليس بحجة . .يُنظر عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير: 1 / 19-20.
(5) السيرة النبوية لابن اسحاق : 1/167، وقد أخرج ابن هشام هذا الحديث في سيرته :1/ 252 .
(6)، حدثنا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فأتى خديجة فأخبرها بالذي رأى ، فأتت ورقة بن نوفل فذكرت ذلك له ، فقال لها : هل رأى زوجك صاحبه في حضر ؟ قالت : نعم ، قال : فإن زوجك نبي سيصيبه من أمته بلاء .
(7) تاريخ الرسل والملوك، للإمام ابن جرير الطبري :2/300- 302.
( دلائل النبوة للبيهقي : 1/ 393.
(9) ذكره العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري:1/ 54 .
(10) مدخل إلى القرآن الكريم للدكتور محمد عابد الجابري:79 .
(11) النمط: ضرب من البسط لها خمل رقيق. يُنظرلسان العرب: حرف النون،مادة نمط (8/ 4549).
(12) سيرة ابن هشام : 1/252 .
(13) ونص الرواية عند ابن هشام على النحو الآتي: قال ابن إسحاق : وحدثني وهب بن كيسان قال : قال عبيد : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور ذلك الشهر من كل سنة ، يطعم من جاءه من المساكين ، فإذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم جواره من شهره ذلك ، كان أول ما يبدأ به ، إذا انصرف من جواره ، الكعبة ، قبل أن يدخل بيته ، فيطوف بها سبعا أو ما شاء الله من ذلك ، ثم يرجع إلى بيته ، حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله تعالى به فيه ما أراد من كرامته ، من السنة التي بعث الله تعالى فيها ؛ وذلك الشهر ( شهر ) رمضان ، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حراء ، كما كان يخرج لجواره ومعه أهله ، حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ، ورحم العباد بها ، جاءه جبريل عليه السلام بأمر الله تعالى .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فجاءني جبريل ، وأنا نائم ، بنمط من ديباج فيه كتاب ، فقال اقرأ ؛ قال : قلت : ما أقرأ ؟ قال : فغتني به حتى ظننت أنه الموت ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ؛ قال : قلت : ما أقرأ ؟ قال : فغتني به حتى ظننت أنه الموت ، ثم أرسلني ، فقال : اقرأ ؛ قال : قلت : ماذا أقرأ ؟ قال : فغتني به حتى ظننت أنه الموت ، ثم أرسلني ، فقال : اقرأ ؛ قال : فقلت : ماذا أقرأ ؟ ما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود لي بمثل ما صنع بي ، فقال : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قال : فقرأتها ثم انتهى فانصرف عني وهببت من نومي ، فكأنما كتبت في قلبي كتابا . قال : فخرجت حتى إذا كنت في وسط من الجبل سمعت صوتا من السماء يقول : يامحمد ، أنت رسول الله وأنا جبريل ؛ قال : فرفعت رأسي إلى السماء أنظر ، فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول : يا محمد ، أنت رسول الله وأنا جبريل . قال : فوقفت أنظر إليه فما أتقدم وما أتأخر ، وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء ، قال : فلا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك ، فما زلت واقفا ما أتقدم أمامي وما أرجع ورائي حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي ، فبلغوا أعلى مكة ورجعوا إليها وأنا واقف في مكاني ذلك ؛ ثم انصرف عني" .وعند الطبري كالآتي :حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني وهب بن كيسان مولى آل الزبير قال سمعت عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي : حدِّثنا يا عبيد كيف كان بدء ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه و سلم من النبوة حين جاء جبريل عليه السلام فقال عبيد - وأنا حاضر يحدث عبد الله بن الزبير ومن عنده من الناس - : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء من كل سنة شهراً ... جاءه جبريل بأمر الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فجاءني وأنا نائم بنمط من ديباج فيه كتاب فقال اقرأ فقلت ماذا أقرأ فغتني حتى ظننت أنه الموت ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ماذا أقرأ وما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود إلي بمثل ما صنع بي قال ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) إلى قوله ( علَّم الإنسان ما لم يعلم ) قال : فقرأته ، قال : ثم انتهى ثم انصرف عني وهببت من نومي وكأنما كتب في قلبي كتاباً ، قال : ولم يكن من خلق الله أحد أبغض إليَّ من شاعر أو مجنون كنت لا أطيق أن أنظر إليهما قال : قلت : إن الأبعد - يعني نفسه ! - لَشاعر أو مجنون لا تحدث بها عني قريش أبداً لأعمدن إلى حالق من الجبل فلأطرحنَّ نفسي منه فلأقتلنها فلأستريحن ، قال : فخرجت أريد ذلك حتى إذا كنت في وسط من الجبل سمعت صوتاً من السماء يقول : يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل قال : فرفعت رأسي إلى السماء فإذا جبرئيل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول يا محمد أنت رسول الله وأنا جبرئيل ... ). يُنظر سيرة ابن هشام : 1/236_237 ،و تاريخ الطبري:2 / 300
(14) السيرة النبوية لابن اسحاق : 1/167
(15) مدخل إلى القرآن الكريم للدكتور محمد عابد الجابري:81 .
(16) للإشارة هذه الآيات فقد نزلت قبل وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام بثلاث وعشرين سنة، أي: أنها نزلت قبل ميلاد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بخمس سنين،وتوجيه أنها روت شيئاً لم تره، هو إما أن تكون [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أُخبرت من رسول الله بهذا، أو أن صحابياً آخر هو الذي أخبر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،وهذا يسمى: مرسل الصحابي،وهو مقبول لأن الصحابة كلهم عدول .
(17) المستصفى للغزالي:134،والمحصول في علم الأصول للرازي:4/669.
(1 الكفاية : 206
(19) فتح الباري:1/24
(20) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج: 2/ 199 .
(21) فتح الباري:1/ 24 .
(22) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج: 2/ 199 .
محمد المُدني- عضو أساسي بالمنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 217
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 24/06/1969
تاريخ التسجيل : 09/05/2016
العمر : 55
الموقع : تزران - كيسان
مواضيع مماثلة
» تامّلات في رأي الفقيد محمد عابد الجابري في مسألة النبي (الأمّي) من خلال كتابه: مدخل إلى القرآن الكريم (تتمة)
» محمد عابد الجابري ... الاعمال الكاملة pdf
» هكذا تنبَّأ “عابد الجابري” بمآلات الربيع والخريف العربيين منذ أكثر من عقد
» حب الله للعبد من خلال القرآن الكريم
» أول قراءة أدبية تقدّم رؤية القرآن الكريم للأنثوي والأمومي من خلال صورة السيدة مريم. وهي تصدر في هذا الوقت الحساس من تاريخ صراع الإسلام لإحياء ذاته وللتحديث.
» محمد عابد الجابري ... الاعمال الكاملة pdf
» هكذا تنبَّأ “عابد الجابري” بمآلات الربيع والخريف العربيين منذ أكثر من عقد
» حب الله للعبد من خلال القرآن الكريم
» أول قراءة أدبية تقدّم رؤية القرآن الكريم للأنثوي والأمومي من خلال صورة السيدة مريم. وهي تصدر في هذا الوقت الحساس من تاريخ صراع الإسلام لإحياء ذاته وللتحديث.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى