تامّلات في رأي الفقيد محمد عابد الجابري في مسألة النبي (الأمّي) من خلال كتابه: مدخل إلى القرآن الكريم (تتمة)
صفحة 1 من اصل 1
تامّلات في رأي الفقيد محمد عابد الجابري في مسألة النبي (الأمّي) من خلال كتابه: مدخل إلى القرآن الكريم (تتمة)
-الروايات الاستفهامية واهية :
أـ رواية أبي الأسود عن عروة :قال الحافظ فى الفتح :"هذا من رواية ابن لهيعة عن أبى الأسود، وابن لهيعة ضعيف"1 .
ب ـ مرسل الإمام الزهري: لفظ الحديث مختلف عن أغلب الروايات،والناظر في الرواية يجد أنها مرجوحة، ووجه ذلك أن معظم روايات هذا الحديث لم تذكر ذلك،ثم عن أن مراسيل الزهري غير مقبولة عند أغلب الأئمة2 :
ولعلي أقول استنادا لما سبق،أن ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحهما بلفظ ( ما أنا بقارئ ) هو الصواب في لفظ الحديث وغيره3 مرجوحٌ لضعف إسناده ،وعلى أنه رواية بالمعنى،وقد اجتهد بعض الرواة في نقله بالمعنى الذي فهموه فخالف الصحيح الأصح الذي رواه الشيخان. وهو عين ما أشارت إليه نبوءة أشعياء عن شخص يتلقى الوحي وهو لا يستطيع القراءة (وَعِنْدَمَا يُنَاوِلُونَهُ لِمَنْ يَجْهَلُ الْقِرَاءَةَ قَائِلِينَ: اقْرَأْ هَذَا! يُجِيبُ: لاَ أَسْتَطِيعُ الْقِرَاءَةَ )4 ، لأن الوحي إلهام خاص،لا يُكتسب لا بالقراءة ولا بالكتابة .
ج ـ ورود لفظ (كتاب) مرتين في رواية ابن إسحاق يثبت قدرة النبي على القراءة والكتابة :
هذه الرواية تخالف ما تقدم من روايات الثقات ؛ وفيها علل:
الأولى : الإرسال في الإسناد لان عبيد بن عمير ابن قتادة الليثي5 ليس صحابيّاً ، وإنما هو من كبار التابعين،كما أن في سند رواية الطبري راويان متكلم فيهما،وهما: سلمة - وهو ابن الفضل الأبرش - ؛ قال الحافظ : "صدوق كثير الخطأ"،وابن حميد - واسمه محمد الرازي - ؛ وهو ضعيف جداً، كذبه جماعة من الأئمة، منهم أبو زرعة الرازي .
الثانية :نكارة المتن في الحديث ظاهرة،حيث جعل الرؤية الأولى لجبريل عليه السلام في غار حراء رؤيا منامية،خلافا لباقي الروايات التي تثبت أنها حقيقية،فضلا عن همِّ النبي صلى الله عليه وسلم بالانتحار .
فمن المحتمل أن يكون الأبرش تفرد بها دون البكائي ، فتكون منكرة من جهة أخرى،وهي مخالفته
الثالثة :معنى كلمة (اقرأ) في قول النبي صلى الله عليه وسلم (ما أنا بقارئ):
القراءة في اللغة من قرأه قرءً وقراءةً وقرآناً : إذا تلاه،وقرأت الشيء قرآناً إذا جمعته وضممت بعضه إلى بعض،ومنه قولهم : ما قرأت الناقة جنيناً أي لم يضم رحمها على ولد،وكل شيء جمعته فقد قرأته. وقارأه مقارأة وقِرَاءً : دارسه،واستقرأه طلب منه أن يقرأ،والقرّاءُ الحسن القراءة , وتقرأ تنسك ومنه المتقري والقارئ ،وتقرّأَ : تفقه . وقرأ عليه السلام أبلغه،ومعنى قرأت القرآن تلفظتُ به مجموعاً . وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)5 ،أي فإذا بيناه لك بالقراءة فاعمل بما بيناه لك 6. وقرأ الكتاب : تتبَّع كلماته نظراً ونطق بها ، أو تتبع كلماته وإن لم ينطق بها ،وسمِّت (حديثاً ) بالقراءة الصامتة، وقرأ الآية : نطق بألفاظها عن نظر،أو عن حفظ ، واستقرأ الأشياء : تتبَّعَ أفرادها لمعرفة أحوالها ، وخواصّها7 .
فظهر أن معنى كلمة ( اقرأ ) في اللغة العربية تستعمل بمعنيين :القراءة من المكتوب ،والقراءة عن ظهر قلب ( من المحفوظ في الذاكرة ) . و معنى (اقرأ) في آية العلق هو مجرد التلفظ بالأصوات، وقوله (ما أنا بقارئ)،أيغير قادر على القراءة من المحفوظ ،والأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة عديدة،نذكر منها :
-القرآن الكريم :
[rtl]- قوله تعالى : ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ) 8 ، يبين البيان الإلهي أن محمداً - صلى الله عليه وسلم لم يقرأ قبل القرآن كتاباً ،ولو كان يكتب و يقرأ لارتاب الذين في قلبهم مرض ، ثم "إن مجرور من إذا كان نكرة يدل على الزمن المطلق عندما يكون منفياً،أي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم القراءة و الكتابة و لم يتعلمها" .[/rtl]
[rtl]-قوله تعالى: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً )9 ،و قوله تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ)،فالآيتان شاهدتان أن رسول الله كان فعلا لا يقرأ ولا يكتب ، ومُبطلتان لزعم أنه كان يقرأ ويكتب. إذ لو كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف القراءة والكتابة ما قالت قريش ( اكتتبها )، و (إنما يعلمه بشر)،وإنما لقالت: كتبها وتعلّمها بنفسه.[/rtl]
[rtl] وللإشارة فإن قريشا لم تتهم رسول الله بأنه كتب القرآن، و إنما اتهمته بأنه كان يتلقى ما ورد فيه من قصص وأخبار من أهل الكتاب. قوله تعالى : ( وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا )،ومعنى "اكتتب ههنا أمر أن يكتب له ، كما يقال : احتجم وافتصد إذا أمر بذلك"10. بدليل أنه لم ( يذكر أحد من الرواة أن خصوم الدعوة المحمدية من قريش قد نسبوا إليه كتابة القرآن، ليس لأنهم كانوا يعرفون أنه لا يقرأ ولا يكتب ن بل لأن المعرفة بالكتابة والقراءة، عندهم، وعند جميع الأمم على اليوم ليست شرطا في الإتيان بالكلام البليغ. فالقول البليغ ليس مرهونا بالمعرفة بالقراءة والكتابة. وقد كان شعراء العرب وخطباؤهم يقولون الشعر، ويخطبون ارتجالا من دون إعداد لا قولا ولا كتابة )11.[/rtl]
[rtl]-قوله تعالى: (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)12،والشاهد هنا هو أنه لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف القراءة، ما قال له الله تعالى: (فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ)،وإنما لأمره بأن يقرأ بنفسه ما عند أهل الكتاب،ليتحقق من صحة نبوته. والقراءة بنفسه أوثق وأصدق من أن يسأل أهل الكتاب الذين ربما لا يُصدقونه القول. وبما أنه لم يأمره بذلك دلّ هذا على أن رسول الله ما كان يعرف القراءة والكتابة13.
-الحديث النبوي الشريف : [/rtl]
[rtl]-رواية الشيخين: وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمره جبريل بالقراءة – دون ذكر للكتاب- قال: (ما أنا بقارئ)،وكرر ذلك ثلاثا .[/rtl]
[rtl]-حديث الأمة الأمية:فعن سعيد بن عمرو بن سعيد أنه سمع بن عمر رضي الله عنهما يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إنا أمة أمية لا نكتب و لا نحسب ، الشهر هكذا و هكذا و هكذا و عقد الإبهام في الثالثة و الشهر هكذا و هكذا يعني تمام ثلاثين )14 . هذا الحديث يدل دلالة المفهوم و المنطوق على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يكتب ولا يحسب .قال الأحوذي : " قال صلى الله عليه وسلم إنا أمة أمية لا نكتب و لا نحسب أراد أنهم على أصل ولادة أمهم لم يتعلموا الكتابة و الحساب فهم على جبلتهم الأولى"15. [/rtl]
[rtl]-حديث بدء الوحي :ضمّ جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم ،وغتّه بقوة شديدة ثلاث مرات،ثم إرساله في كل مرة عندما كان يأمره بالقراءة،فيقول رسول الله: ما أنا بقارئ في رواية البخاري، و: ما أقرأ في رواية ابن إسحاق،يعني نفي الرسول عن نفسه معرفته بالقراءة، لأنه كلما ينفي ذلك يضمه جبريل ويغته.ويُفهم أن مراد جبريل بالقراءة هو قراءة التلاوة والترديد، و ليست القراءة من كتاب،بدليل أنه لما فهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من جبريل،واستعد للسماع منه، تركه وتلا عليه قوله تعالىاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ )16.فسمع منه وحفظه.[/rtl]
[rtl]-حديث ذكر الدجال المكتوب بين عينيه كافر بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قرأ هذه الكلمة بما يعني أنه كان يعلم القراءة .فعن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنا أعلم بما مع الدجال منه ، معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض و الآخر رأي العين نار تأجج ، فإما أدركه أحد فليأت النهر الذي يراه ناراً و ليغمض ، ثم ليطأطئ رأسه فليشرب منه فإنه ماء بارد و إن الدجال ممسوح العين عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب و غير كاتب )17.وينص الحديث على أن كلمة كافر يقرؤها كل مؤمن كاتب و غير كاتب .
و في رواية التي رواها الإمام أحمد مكتوب بين عينيه كافر مهجاة،فعن جابر بن عبد الله أنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال في خفقة من الدين و أدبار من العلم فله أربعون ليلة يسيحها في الأرض اليوم منها كالسنة و اليوم منها كالشهر و اليوم منها كالجمعة ثم سائر أيامه كأيامكم هذه و لـه حمار يركبه عرض ما بين اليسرى أربعون ذراعاً فيقول للناس أنا ربكم و هو أعور و إن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر ك ف ر مهجاة يقرؤه كل مؤمن كاتب و غير كاتب .... ) 18. [/rtl]
[rtl]إضافة إلى ما سبق،فإن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لنفسه كتاباً يكتبون الوحي و لم يذكر التاريخ الصادق أنه صلى الله عليه وسلم قام بكتابة الوحي بنفسه ، ولو كان عالماً بالقراءة و الكتابة لفعل ذلك و لو لمرة واحدة ، و لكن لم يؤثر عنه ذلك .
و أختم بالقول أن جبريلَ u كان يقرأ ما معه من قرآن على النبي صلى الله عليه وسلم والنبي يقرأ عليه ما سمعه منه،من حفظه،كما قال تعالى: (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْما)19 ، وقال تعالى:(لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ)20 ،وقال تعالى : (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى)21.[/rtl]
[rtl]وجملة القول،أن الحديث ضعيف إسناداً،منكر متناً ، فضلاً عن أنهم خالفوا الحفاظ الثقات .كما أن الأمر بالقراءة في الآية ( اقرأ باسم ربك ) ليس من صحيفة مكتوبة،بل من محفوظ خاص تعلمه، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يستطيع لأنه لم يحفظ شيئا من كتاب قرأه قبل ذلك ، فألقى عليه جبريل أوائل سورة العلق ليقرأها ؛ أي : ليحفظها ويتلوها بعد ذلك،فيكون المعنى الأصلي المقصود بالقراءة هو حفظ المادة المقروءة أي وعيها فى القلب .[/rtl]
[rtl]وللإشارة فإن الدكتور الجابري لم يطبق منهج المحدثين في تناوله للواقعة، لأنه لم يجمع كل الأحاديث المتعلقة بها،ولم يقارن بينها ويحقق أسانيدها ومتونها.بل اتكأ على الكتب التاريخية.وهي محل رفض عند المحدّثين ،خصوصاً فيما يتعلق منها بالعقيدة أو الشريعة،لأن الإخباريين قد يذكرون الأسانيد فصلاً عن انتخاب الروايات.ولذلك فإن مستوى الرواة في العدالة ودرجتهم في الضبط بالجملة لا ترقى إلى منهج المحدّثين. قال الإمام مسلم: "فبجمع هذه الروايات ومقابلة بعضها ببعض يتميز صحيحها من سقيمها، ويتبين رواة ضعاف الأخبار من أضدادهم من الحفاظ"22 .[/rtl]
[rtl] غير أن ثمة إشكالٌ آخر وهو كيف نوجّه القول بأن ( ما ) نافية،والرسول صلى الله عليه وسلم لا يشك عاقل في أنه قادر على القراءة التي بمعنى القول والتلفظ بالأصوات ،رغم ما آتاه الله جوامع الكلم. وتوجيهه أن يكون قال ذلك لإصابته بالخوف والرعب حال إعلامه من طرف جبريل بالنبوة، وهو أمر لا يحتمله عقل إنسان مهما بلغت قواه وقدراته . [/rtl]
[rtl]هذا والله أعلم[/rtl]
[rtl]-------------------------------[/rtl]
1- فتح الباري:1/ 23 .
2- قال الشافعي : ( إرسال الزهري عندنا ليس بشيئ ، وذلك أنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم)،وخرج البيهقي من طريق أبي قدامة السرخسي ، قال سمعت يحيى ابن سعيد يقول : ( مرسل الزهري شر من مرسل غيره ، لأنه حافظ ، وكلما يقدر أن يسمي سمى ، وإنما يترك من لا يستجيز أن يسميه) .وقال يحيى بن معين : ( مراسيل الزهري ليست بشء ) .وقال الحافظ بن حجر:ومرسل الإمام الزهري ضعيف عند أهل الحديث ، يقول الإمام يحيى بن سعيد القطان : ( مرسل الزهري شر من مرسل غيره ؛ لأنه حافظ ، كلما قدر أن يسمّي سمى ، وإنما يترك من لا يستجيز أن يسميه ) وقال أيضا عنه : ( هو بمنزلة الريح )
3- اختلف العلماء في حكم المرسل والاحتجاج به اختلافا كثيرا .
4- أشعياء 29: 12 .
5- هو " عبيد بن عمير ابن قتادة الليثي الجندعي المكي ، الواعظ المفسر ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم .وحدث عن أبيه ، وعن عمر بن الخطاب ، وعلي ، وأبي ذر ، وعائشة ، وأبي موسى الأشعري ، وابن عباس ، وطائفة،حدث عنه ابنهعبد الله بن عبيد ، وعطاء بن أبي رباح ، وابن أبي مليكة ، وعمرو بن دينار ، وعبد العزيز بن رفيع ، وأبو الزبير ، وجماعة . وكان من ثقات التابعين وأئمتهم بمكة ، وكان يذكر الناس ، فيحضر ابن عمر -رضي الله عنهما- مجلسه .روى حماد بن سلمة ، عن ثابت ، قال : أول من قص عبيد بن عمير على عهد عمر بن الخطاب . أبو بكر بن عياش : عن عبد الملك ، عن عطاء ، قال : دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت له : خفف; فإن الذكر ثقيل - تعني إذا وعظت . توفي قبل ابن عمر بأيام يسيرة وقيل : توفي في سنة أربع وسبعين" .يُنظر طبقات ابن سعد 5 / 463،وتاريخ البخاري 5 / 455،والحلية 3 / 266 ،والاستيعاب ت 1736،وأسد الغابة 3 / 353،وتهذيب الكمال :899،وتذكرة الحفاظ 1 / 47 ،و تذهيب التهذيب 3 / 23،والبداية والنهاية 9 / 5 وفيه أيضا صحف لفظ (قاص) إلى (قاضي) العقد الثمين 5 / 543،والإصابة ت 6242،وتهذيب التهذيب 7 / 71،و النجوم الزاهرة 1 / 197،وطبقات الحفاظ للسيوطي :14 .
6- القيامة:18
7- يُنظر لسان العرب لابن منظور, مادة قرأ:1/128 ـ 130 ، والقاموس المحيط للفيروزآبادي،مادة قرآن:1/30، ومختار الصحاح للإمام الرازي ، مادة قرأ:1/220 .
8- القاموس الفقهي لسعدي أبو جيب: مادة ( قرأ ): 297 .
9- العنكبوت : 48.
10- الفرقان: 5
11- التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب:12/153
12- الجابري: المرجع السابق: 93.
13- يونس: 94 .
14- صحيح مسلم :2/716- صحيح البخاري:2/675.و اللفظ للإمام مسلم .
15- تحفة الأحوذي:8/212، وشرح النووي على صحيح مسلم: 7/192.
16- العلق: 1 .
17- صحيح مسلم :4/2249.
18- مسند الإمام أحمد :3/367.
19- طـه:114 .
20- القيامة:16 ـ 19 .
21- الأعلى:6 .
22- كتاب التمييز: 162.
أـ رواية أبي الأسود عن عروة :قال الحافظ فى الفتح :"هذا من رواية ابن لهيعة عن أبى الأسود، وابن لهيعة ضعيف"1 .
ب ـ مرسل الإمام الزهري: لفظ الحديث مختلف عن أغلب الروايات،والناظر في الرواية يجد أنها مرجوحة، ووجه ذلك أن معظم روايات هذا الحديث لم تذكر ذلك،ثم عن أن مراسيل الزهري غير مقبولة عند أغلب الأئمة2 :
ولعلي أقول استنادا لما سبق،أن ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحهما بلفظ ( ما أنا بقارئ ) هو الصواب في لفظ الحديث وغيره3 مرجوحٌ لضعف إسناده ،وعلى أنه رواية بالمعنى،وقد اجتهد بعض الرواة في نقله بالمعنى الذي فهموه فخالف الصحيح الأصح الذي رواه الشيخان. وهو عين ما أشارت إليه نبوءة أشعياء عن شخص يتلقى الوحي وهو لا يستطيع القراءة (وَعِنْدَمَا يُنَاوِلُونَهُ لِمَنْ يَجْهَلُ الْقِرَاءَةَ قَائِلِينَ: اقْرَأْ هَذَا! يُجِيبُ: لاَ أَسْتَطِيعُ الْقِرَاءَةَ )4 ، لأن الوحي إلهام خاص،لا يُكتسب لا بالقراءة ولا بالكتابة .
ج ـ ورود لفظ (كتاب) مرتين في رواية ابن إسحاق يثبت قدرة النبي على القراءة والكتابة :
هذه الرواية تخالف ما تقدم من روايات الثقات ؛ وفيها علل:
الأولى : الإرسال في الإسناد لان عبيد بن عمير ابن قتادة الليثي5 ليس صحابيّاً ، وإنما هو من كبار التابعين،كما أن في سند رواية الطبري راويان متكلم فيهما،وهما: سلمة - وهو ابن الفضل الأبرش - ؛ قال الحافظ : "صدوق كثير الخطأ"،وابن حميد - واسمه محمد الرازي - ؛ وهو ضعيف جداً، كذبه جماعة من الأئمة، منهم أبو زرعة الرازي .
الثانية :نكارة المتن في الحديث ظاهرة،حيث جعل الرؤية الأولى لجبريل عليه السلام في غار حراء رؤيا منامية،خلافا لباقي الروايات التي تثبت أنها حقيقية،فضلا عن همِّ النبي صلى الله عليه وسلم بالانتحار .
فمن المحتمل أن يكون الأبرش تفرد بها دون البكائي ، فتكون منكرة من جهة أخرى،وهي مخالفته
الثالثة :معنى كلمة (اقرأ) في قول النبي صلى الله عليه وسلم (ما أنا بقارئ):
القراءة في اللغة من قرأه قرءً وقراءةً وقرآناً : إذا تلاه،وقرأت الشيء قرآناً إذا جمعته وضممت بعضه إلى بعض،ومنه قولهم : ما قرأت الناقة جنيناً أي لم يضم رحمها على ولد،وكل شيء جمعته فقد قرأته. وقارأه مقارأة وقِرَاءً : دارسه،واستقرأه طلب منه أن يقرأ،والقرّاءُ الحسن القراءة , وتقرأ تنسك ومنه المتقري والقارئ ،وتقرّأَ : تفقه . وقرأ عليه السلام أبلغه،ومعنى قرأت القرآن تلفظتُ به مجموعاً . وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)5 ،أي فإذا بيناه لك بالقراءة فاعمل بما بيناه لك 6. وقرأ الكتاب : تتبَّع كلماته نظراً ونطق بها ، أو تتبع كلماته وإن لم ينطق بها ،وسمِّت (حديثاً ) بالقراءة الصامتة، وقرأ الآية : نطق بألفاظها عن نظر،أو عن حفظ ، واستقرأ الأشياء : تتبَّعَ أفرادها لمعرفة أحوالها ، وخواصّها7 .
فظهر أن معنى كلمة ( اقرأ ) في اللغة العربية تستعمل بمعنيين :القراءة من المكتوب ،والقراءة عن ظهر قلب ( من المحفوظ في الذاكرة ) . و معنى (اقرأ) في آية العلق هو مجرد التلفظ بالأصوات، وقوله (ما أنا بقارئ)،أيغير قادر على القراءة من المحفوظ ،والأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة عديدة،نذكر منها :
-القرآن الكريم :
[rtl]- قوله تعالى : ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ) 8 ، يبين البيان الإلهي أن محمداً - صلى الله عليه وسلم لم يقرأ قبل القرآن كتاباً ،ولو كان يكتب و يقرأ لارتاب الذين في قلبهم مرض ، ثم "إن مجرور من إذا كان نكرة يدل على الزمن المطلق عندما يكون منفياً،أي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم القراءة و الكتابة و لم يتعلمها" .[/rtl]
[rtl]-قوله تعالى: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً )9 ،و قوله تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ)،فالآيتان شاهدتان أن رسول الله كان فعلا لا يقرأ ولا يكتب ، ومُبطلتان لزعم أنه كان يقرأ ويكتب. إذ لو كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف القراءة والكتابة ما قالت قريش ( اكتتبها )، و (إنما يعلمه بشر)،وإنما لقالت: كتبها وتعلّمها بنفسه.[/rtl]
[rtl] وللإشارة فإن قريشا لم تتهم رسول الله بأنه كتب القرآن، و إنما اتهمته بأنه كان يتلقى ما ورد فيه من قصص وأخبار من أهل الكتاب. قوله تعالى : ( وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا )،ومعنى "اكتتب ههنا أمر أن يكتب له ، كما يقال : احتجم وافتصد إذا أمر بذلك"10. بدليل أنه لم ( يذكر أحد من الرواة أن خصوم الدعوة المحمدية من قريش قد نسبوا إليه كتابة القرآن، ليس لأنهم كانوا يعرفون أنه لا يقرأ ولا يكتب ن بل لأن المعرفة بالكتابة والقراءة، عندهم، وعند جميع الأمم على اليوم ليست شرطا في الإتيان بالكلام البليغ. فالقول البليغ ليس مرهونا بالمعرفة بالقراءة والكتابة. وقد كان شعراء العرب وخطباؤهم يقولون الشعر، ويخطبون ارتجالا من دون إعداد لا قولا ولا كتابة )11.[/rtl]
[rtl]-قوله تعالى: (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)12،والشاهد هنا هو أنه لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف القراءة، ما قال له الله تعالى: (فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ)،وإنما لأمره بأن يقرأ بنفسه ما عند أهل الكتاب،ليتحقق من صحة نبوته. والقراءة بنفسه أوثق وأصدق من أن يسأل أهل الكتاب الذين ربما لا يُصدقونه القول. وبما أنه لم يأمره بذلك دلّ هذا على أن رسول الله ما كان يعرف القراءة والكتابة13.
-الحديث النبوي الشريف : [/rtl]
[rtl]-رواية الشيخين: وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمره جبريل بالقراءة – دون ذكر للكتاب- قال: (ما أنا بقارئ)،وكرر ذلك ثلاثا .[/rtl]
[rtl]-حديث الأمة الأمية:فعن سعيد بن عمرو بن سعيد أنه سمع بن عمر رضي الله عنهما يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إنا أمة أمية لا نكتب و لا نحسب ، الشهر هكذا و هكذا و هكذا و عقد الإبهام في الثالثة و الشهر هكذا و هكذا يعني تمام ثلاثين )14 . هذا الحديث يدل دلالة المفهوم و المنطوق على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يكتب ولا يحسب .قال الأحوذي : " قال صلى الله عليه وسلم إنا أمة أمية لا نكتب و لا نحسب أراد أنهم على أصل ولادة أمهم لم يتعلموا الكتابة و الحساب فهم على جبلتهم الأولى"15. [/rtl]
[rtl]-حديث بدء الوحي :ضمّ جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم ،وغتّه بقوة شديدة ثلاث مرات،ثم إرساله في كل مرة عندما كان يأمره بالقراءة،فيقول رسول الله: ما أنا بقارئ في رواية البخاري، و: ما أقرأ في رواية ابن إسحاق،يعني نفي الرسول عن نفسه معرفته بالقراءة، لأنه كلما ينفي ذلك يضمه جبريل ويغته.ويُفهم أن مراد جبريل بالقراءة هو قراءة التلاوة والترديد، و ليست القراءة من كتاب،بدليل أنه لما فهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من جبريل،واستعد للسماع منه، تركه وتلا عليه قوله تعالىاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ )16.فسمع منه وحفظه.[/rtl]
[rtl]-حديث ذكر الدجال المكتوب بين عينيه كافر بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قرأ هذه الكلمة بما يعني أنه كان يعلم القراءة .فعن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنا أعلم بما مع الدجال منه ، معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض و الآخر رأي العين نار تأجج ، فإما أدركه أحد فليأت النهر الذي يراه ناراً و ليغمض ، ثم ليطأطئ رأسه فليشرب منه فإنه ماء بارد و إن الدجال ممسوح العين عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب و غير كاتب )17.وينص الحديث على أن كلمة كافر يقرؤها كل مؤمن كاتب و غير كاتب .
و في رواية التي رواها الإمام أحمد مكتوب بين عينيه كافر مهجاة،فعن جابر بن عبد الله أنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال في خفقة من الدين و أدبار من العلم فله أربعون ليلة يسيحها في الأرض اليوم منها كالسنة و اليوم منها كالشهر و اليوم منها كالجمعة ثم سائر أيامه كأيامكم هذه و لـه حمار يركبه عرض ما بين اليسرى أربعون ذراعاً فيقول للناس أنا ربكم و هو أعور و إن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر ك ف ر مهجاة يقرؤه كل مؤمن كاتب و غير كاتب .... ) 18. [/rtl]
[rtl]إضافة إلى ما سبق،فإن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لنفسه كتاباً يكتبون الوحي و لم يذكر التاريخ الصادق أنه صلى الله عليه وسلم قام بكتابة الوحي بنفسه ، ولو كان عالماً بالقراءة و الكتابة لفعل ذلك و لو لمرة واحدة ، و لكن لم يؤثر عنه ذلك .
و أختم بالقول أن جبريلَ u كان يقرأ ما معه من قرآن على النبي صلى الله عليه وسلم والنبي يقرأ عليه ما سمعه منه،من حفظه،كما قال تعالى: (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْما)19 ، وقال تعالى:(لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ)20 ،وقال تعالى : (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى)21.[/rtl]
[rtl]وجملة القول،أن الحديث ضعيف إسناداً،منكر متناً ، فضلاً عن أنهم خالفوا الحفاظ الثقات .كما أن الأمر بالقراءة في الآية ( اقرأ باسم ربك ) ليس من صحيفة مكتوبة،بل من محفوظ خاص تعلمه، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يستطيع لأنه لم يحفظ شيئا من كتاب قرأه قبل ذلك ، فألقى عليه جبريل أوائل سورة العلق ليقرأها ؛ أي : ليحفظها ويتلوها بعد ذلك،فيكون المعنى الأصلي المقصود بالقراءة هو حفظ المادة المقروءة أي وعيها فى القلب .[/rtl]
[rtl]وللإشارة فإن الدكتور الجابري لم يطبق منهج المحدثين في تناوله للواقعة، لأنه لم يجمع كل الأحاديث المتعلقة بها،ولم يقارن بينها ويحقق أسانيدها ومتونها.بل اتكأ على الكتب التاريخية.وهي محل رفض عند المحدّثين ،خصوصاً فيما يتعلق منها بالعقيدة أو الشريعة،لأن الإخباريين قد يذكرون الأسانيد فصلاً عن انتخاب الروايات.ولذلك فإن مستوى الرواة في العدالة ودرجتهم في الضبط بالجملة لا ترقى إلى منهج المحدّثين. قال الإمام مسلم: "فبجمع هذه الروايات ومقابلة بعضها ببعض يتميز صحيحها من سقيمها، ويتبين رواة ضعاف الأخبار من أضدادهم من الحفاظ"22 .[/rtl]
[rtl] غير أن ثمة إشكالٌ آخر وهو كيف نوجّه القول بأن ( ما ) نافية،والرسول صلى الله عليه وسلم لا يشك عاقل في أنه قادر على القراءة التي بمعنى القول والتلفظ بالأصوات ،رغم ما آتاه الله جوامع الكلم. وتوجيهه أن يكون قال ذلك لإصابته بالخوف والرعب حال إعلامه من طرف جبريل بالنبوة، وهو أمر لا يحتمله عقل إنسان مهما بلغت قواه وقدراته . [/rtl]
[rtl]هذا والله أعلم[/rtl]
[rtl]-------------------------------[/rtl]
1- فتح الباري:1/ 23 .
2- قال الشافعي : ( إرسال الزهري عندنا ليس بشيئ ، وذلك أنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم)،وخرج البيهقي من طريق أبي قدامة السرخسي ، قال سمعت يحيى ابن سعيد يقول : ( مرسل الزهري شر من مرسل غيره ، لأنه حافظ ، وكلما يقدر أن يسمي سمى ، وإنما يترك من لا يستجيز أن يسميه) .وقال يحيى بن معين : ( مراسيل الزهري ليست بشء ) .وقال الحافظ بن حجر:ومرسل الإمام الزهري ضعيف عند أهل الحديث ، يقول الإمام يحيى بن سعيد القطان : ( مرسل الزهري شر من مرسل غيره ؛ لأنه حافظ ، كلما قدر أن يسمّي سمى ، وإنما يترك من لا يستجيز أن يسميه ) وقال أيضا عنه : ( هو بمنزلة الريح )
3- اختلف العلماء في حكم المرسل والاحتجاج به اختلافا كثيرا .
4- أشعياء 29: 12 .
5- هو " عبيد بن عمير ابن قتادة الليثي الجندعي المكي ، الواعظ المفسر ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم .وحدث عن أبيه ، وعن عمر بن الخطاب ، وعلي ، وأبي ذر ، وعائشة ، وأبي موسى الأشعري ، وابن عباس ، وطائفة،حدث عنه ابنهعبد الله بن عبيد ، وعطاء بن أبي رباح ، وابن أبي مليكة ، وعمرو بن دينار ، وعبد العزيز بن رفيع ، وأبو الزبير ، وجماعة . وكان من ثقات التابعين وأئمتهم بمكة ، وكان يذكر الناس ، فيحضر ابن عمر -رضي الله عنهما- مجلسه .روى حماد بن سلمة ، عن ثابت ، قال : أول من قص عبيد بن عمير على عهد عمر بن الخطاب . أبو بكر بن عياش : عن عبد الملك ، عن عطاء ، قال : دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت له : خفف; فإن الذكر ثقيل - تعني إذا وعظت . توفي قبل ابن عمر بأيام يسيرة وقيل : توفي في سنة أربع وسبعين" .يُنظر طبقات ابن سعد 5 / 463،وتاريخ البخاري 5 / 455،والحلية 3 / 266 ،والاستيعاب ت 1736،وأسد الغابة 3 / 353،وتهذيب الكمال :899،وتذكرة الحفاظ 1 / 47 ،و تذهيب التهذيب 3 / 23،والبداية والنهاية 9 / 5 وفيه أيضا صحف لفظ (قاص) إلى (قاضي) العقد الثمين 5 / 543،والإصابة ت 6242،وتهذيب التهذيب 7 / 71،و النجوم الزاهرة 1 / 197،وطبقات الحفاظ للسيوطي :14 .
6- القيامة:18
7- يُنظر لسان العرب لابن منظور, مادة قرأ:1/128 ـ 130 ، والقاموس المحيط للفيروزآبادي،مادة قرآن:1/30، ومختار الصحاح للإمام الرازي ، مادة قرأ:1/220 .
8- القاموس الفقهي لسعدي أبو جيب: مادة ( قرأ ): 297 .
9- العنكبوت : 48.
10- الفرقان: 5
11- التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب:12/153
12- الجابري: المرجع السابق: 93.
13- يونس: 94 .
14- صحيح مسلم :2/716- صحيح البخاري:2/675.و اللفظ للإمام مسلم .
15- تحفة الأحوذي:8/212، وشرح النووي على صحيح مسلم: 7/192.
16- العلق: 1 .
17- صحيح مسلم :4/2249.
18- مسند الإمام أحمد :3/367.
19- طـه:114 .
20- القيامة:16 ـ 19 .
21- الأعلى:6 .
22- كتاب التمييز: 162.
محمد المُدني- عضو أساسي بالمنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 217
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 24/06/1969
تاريخ التسجيل : 09/05/2016
العمر : 55
الموقع : تزران - كيسان
مواضيع مماثلة
» تامّلات في رأي الفقيد محمد عابد الجابري في مسألة النبي (الأمّي) من خلال كتابه: مدخل إلى القرآن الكريم
» محمد عابد الجابري ... الاعمال الكاملة pdf
» هكذا تنبَّأ “عابد الجابري” بمآلات الربيع والخريف العربيين منذ أكثر من عقد
» حب الله للعبد من خلال القرآن الكريم
» أول قراءة أدبية تقدّم رؤية القرآن الكريم للأنثوي والأمومي من خلال صورة السيدة مريم. وهي تصدر في هذا الوقت الحساس من تاريخ صراع الإسلام لإحياء ذاته وللتحديث.
» محمد عابد الجابري ... الاعمال الكاملة pdf
» هكذا تنبَّأ “عابد الجابري” بمآلات الربيع والخريف العربيين منذ أكثر من عقد
» حب الله للعبد من خلال القرآن الكريم
» أول قراءة أدبية تقدّم رؤية القرآن الكريم للأنثوي والأمومي من خلال صورة السيدة مريم. وهي تصدر في هذا الوقت الحساس من تاريخ صراع الإسلام لإحياء ذاته وللتحديث.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى