التراث الشفهي بقبيلة التسول
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
التراث الشفهي بقبيلة التسول
التراث الشفهي بقبيلة التسول
تعتبر قبيلة التسول من أكثر الفبائل غنى بالموروث الشفهي بالمملكة، ويقصد بالموروث الشفهي كل ما له
علاقة بالتعبير عن أحوال الناس ويدخل في ذلك الأمثال والأهازيج والترنيمات وما إلى ذلك ... وقد كان الناس إلى وقت قريب جدا يخصصون لكل حالة أو نشاط جسدي نوعا معينا من الترانيم والأهازيج تعبر عنه، ففي أوقات الحصاد مثلا كنت تسمع وأنت في الطريق أشكالا مختلفة من الألحان صادرة عن مجموعة من الرجال وهو ما يعرف عند الحصادين ب((الزهد)) وهي كلمة لا علاقة لها بالزهد كما هو متعارف عليه في المفهوم الديني، وإنما المقصود به بعض الأذكار التي تحمل نبرة صوفية يرددها الفقهاء في بعض المناسبات كالعقيقة مثلا أو في حالة الوفاة، وتشكل البردة والهمزية وبعض قصص الأنبياء المنظومة بطريقة رجزية عامية أغلبها، والزهد بهذا المعنى يقابل مفهوم الذكر، وهناك نوع آخر من الزهد وهو المراد عندنا هنا ونقصد به تلك الترانيم التي يرددها الحصادون في الحقول لتخفيف التعب وتجديد النشاط على شكل تناوب بين رجلين وأحيانا أكثر، وتتكون غالبا من مجموعة من الرباعيات تتخللها جملة تتكرر عند الانتقال بين رباعية وأخرى مثل "لا إله إلا الله آلله أيا الله الله أيا الله كون فعواني" ويضطر المترنم إلى إضافة حرف "او" في أول الجملة مع مد حرف "لا" وهاء "إله" إلى أقصى الحدود إضافة إلى زيادة حرفي النون والواو في الكلمة الأخيرة لتصير "فعوانواني" ومد الواو الأولى مدا طويلا، كل ذلك من أجل الوصول إلى السقف الإيقاعي المطلوب الذي يتماشى مع طول الرباعيات التي تتكون غالبا من أذكار مثل قولهم مثلا:
بسم الله بها بديت وبها يبدى البادي
على النبي صليت مولاي محمدِ
وهذان البيتان هما أول ما يفتتح بهما الحصادون ترنيماتهم دائما وذلك تيمنا باسم الله وبذكر الحبيب المصطفى عليه أزكى الصلاة والسلام، وفيها أيضا حث على ضرورة ابتداء كل عمل أو أمر بالبسملة وكأني بهم يطبقون من حيث لا يشعرون قوله صلى الله عليه وسلم " كل أمر ذي بال لم يذكر فيه 'بسم الله' فهو أبتر ".
وقولهم:
بسم الله منزولة من عند الرحمان
عند الله مقبولة ترجح في الميزان
كما تتكون أيضا من أمداح نبوية والحنين إلى مقامات بعض الأولياء مثل قولهم مثلا في الحنين إلى مقام مولاي عبد السلام بن مشيش ووصف مشقة البلوغ إليه عبر صعود عقبة كأداء وهو ما يزيد في حلاوة الوصول إلى القبر التي تنسي هذه المشقة
أيا طالعين العقبة العقبة دالشاون
زيار مولاي عبد السلام سيروا الله يعاون
ويلاحظ قصر عجز البيتين عن صدرهما وهو القصر الذي يعوضه المترنم بزيادة حرف "او" في أول العجز وزيادة حرفي النون والواو في كلمة "الشاون" لتصير "الشانواون" أما طول الصدر في البيت الثاني فتتم معالجته عبر تحويل اسم "عبد السلام" إلى "عنوابسلام" مع مد حرف العين مدا متوسطا والأمر نفسه يحصل في عجز البيت الثاني فيصير عبر التمطيط والزيادة إلى "اسيروا الله يعانواون" بمد حرف السين ولام "الله" مدا طويلا ليملأ الفراغ الإيقاعي الذي يسببه قصر الكلام.
ولا يختص الرجال بهذا الأمر دون النساء فكما للرجال ترانيمهم فإن للنساء ترانيمهن أيضا، وهي عبارة عن أبيات منفردة على شكل ثنائيات، ويرجع السبب في ذلك إلى عدم قدرة النساء على تحمل طول الرباعيات لقصر النفس لديهن خصوصا وأن طريقة عمل الحصادين تختلف عن طبيعة عمل الحصادات، فبينما تكون درجة الانحناء في مستوى متوسط عند الرجال تكون أكثر انحناء عند النساء وذلك راجع إلى طبيعة المقطوف أو المحصود، فالطول الطبيعي للحبوب – القمح والشعير- التي تحصد من طرف الرجال يتجاوز أحيانا المتر ولا يقل عن الخمسين سنتيمترا ويضطر الحصادون إلى قطع ما فوق العشرين سنتيمترا فقط وبذلك لا ينحنون كثيرا وهذا الأمر يسهل عليهم عملية الترنم ويفسح لهم مجالا أوسع لأخذ النفس، أما النساء اللاتي تناط بهن غالبا عملية قطف القطاني واقتلاعها من الجذور فلا تتوفر لهن هذه الميزة لشدة درجة الانحناء وصعوبة إطالة الكلام والمحافظة على وتيرة الترنم لمدة طويلة، ولذلك تجدهن أحيان يصبن جام غضبهن على هذه القطاني المتعبة التي تسبب لهن آلاما مبرحة في الظهر خصوصا في اليومين الأولين ومن ذلك مثلا قولهن:
أكرسانة لالة خليني نرتاح *عيناها زورقين وكرشها لقاح
و"كرسانة" هي نوع من القطاني التي لا تؤكل وإنما تستعمل علفا للماشية خصوصا البقر، كما تصلح بعد تسخينها مهدئا ممتازا بعد كل عملية ولادة للبقر أو الغنم وتساعد على إخراج المشيمة، وتستعمل أيضا على شكل علف يومي لإناث البقر قصد تحفيز المبيضين من أجل عملية التلقيح، ويقال هذا البيت تعبيرا عن صعوبة انتزاع هذه النبتة من الأرض في حالة عدم نضجها الكامل بحيث تكون الجذور أشد ارتباطا بالتربة أو قولهن:".
أكرسانة يا لعورة يا لمجغية ما تصلح لا للكصعة ولا للمخفية
وتظهر السخرية من هذه النبتة واضحة في هذا البيت بحيث تعيرها الحاصدات في الشطر الأول بأنها عوراء، والعور كما هو معلوم أشد على النظر من العمى لأنه يشوه منظر الوجه – عافانا الله جميعا –، ولا يجب أن نغتر هنا بذكر لفظة "لالة" أي سيدتي لأن هذه الكلمة تحمل هنا حمولة قدحية ساخرة، كما يقول الرجل منا لولده أو صديقه حين يجده في حالة من الجلوس المخملي: تبارك الله على السي القايد أو السي الوزير أو أي صفة تحمل نوعا من الاستعلاء المترسخ في الذاكرة الجماعية للمغاربة، وتعيرنها في الشطر الثاني بأنها لا تصلح للأكل ولا للتخزين أي أن استفادة البشر منها محدودة جدا وهي الاستفادة التي لا توازي حجم التعب المبذول فيها.
أو قولهن:
أكرسانة لالة يا قليلة لوقار إلا عييت أنا غدا نجيب لبقار
وتبدو لهجة التهديد واضحة هنا حيث تذكر النساء هذه النبتة بمصيرها المحتوم وهو الاقتلاع والدمار إما بطريقة لطيفة وعادية عبر استعمال بالأيدي، وإما بطريقة أشد وحشية وذلك برعيها عن طريق البقر الذي يمزق بأظلافه سيقانها وحبوبها.
وأريد أن أشير هنا إلى أن مخاطبة الجمادات أو الحيوانات التي لا تعقل هو أمر معروف وشائع في الأدب العربي شعره ونثره وهذه العملية تسمى الإسقاط وهي الحالة التي يسقط فيها الشاعر أو الناثر حالته النفسية على المخاطب لسبب من الأسباب .
وهناك مقاطع أخرى يتحول فيها المخاطب من النبات إلى الأشخاص ويمثل "الخماس" أهم هؤلاء باعتباره السبب في زرع هذه النبتة المتعبة، وتتحمل زوجته بعض وزر زوجها أيضا باعتبارها معينة له في هذه العملية ولذلك تخاطب النساء الخماس قائلات:
أيا خماسنا طْوَالْ المرجع مراتك هاربة حالفة ما ترجع
و"المرجَع" بفتح الجيم هو قطعة الأرض على شكل مستطيل، و"طوال" بتسكين الطاء تعني بأن المرجع قد طال، وليست أمرا بإطالة المرجع كما يتبادر إلى الذهن، وهذه الجملة فيها تقديم وتأخير لأن الأصل هو "المرجع طوال" ولكن النساء تقوم بالفطرة بهذه العملية رغبة منهن في الحفاظ على الإيقاع، ويأتي الشطر الثاني نتيجة طبيعية لهذا الطول الذي يسبب في عياء زوجة الخماس وهروبها من هذا الجحيم بعد القسم على عدم العودة أبدا وهذا الأمر قد يؤثر على مستقبل زوجها مما يضطره إلى العمل على تقصير الحيز المحروث. وفي بيت آخر يظهر التهكم من هذه الزوجة - التي بالمناسبة قد لا تكون موجودة أصلا وتتخذ في أغلب الأحيان كناية عن إحدى النساء أو العمال في الحقل – ومن قلة تحملها عبر تغطية يديها بالثوب حتى لا تؤثر فيه سيقان النبات مثل قولهن:
أيا خماسنا طول تيريرا مراتك هاربة خاصها لفتيلة
و"تيريرا" تعني جوانب الحقل المحروث والتركيب اللفظي لهذا الشطر يشابه تركيب الشطر الأول من البيت السابق، أما "الفتيلة" فهي ثوب يوضع على اليدين لحمايتها من تأثير السيقان الرقيقة .
الدكتور أحمد لزعر
تعتبر قبيلة التسول من أكثر الفبائل غنى بالموروث الشفهي بالمملكة، ويقصد بالموروث الشفهي كل ما له
علاقة بالتعبير عن أحوال الناس ويدخل في ذلك الأمثال والأهازيج والترنيمات وما إلى ذلك ... وقد كان الناس إلى وقت قريب جدا يخصصون لكل حالة أو نشاط جسدي نوعا معينا من الترانيم والأهازيج تعبر عنه، ففي أوقات الحصاد مثلا كنت تسمع وأنت في الطريق أشكالا مختلفة من الألحان صادرة عن مجموعة من الرجال وهو ما يعرف عند الحصادين ب((الزهد)) وهي كلمة لا علاقة لها بالزهد كما هو متعارف عليه في المفهوم الديني، وإنما المقصود به بعض الأذكار التي تحمل نبرة صوفية يرددها الفقهاء في بعض المناسبات كالعقيقة مثلا أو في حالة الوفاة، وتشكل البردة والهمزية وبعض قصص الأنبياء المنظومة بطريقة رجزية عامية أغلبها، والزهد بهذا المعنى يقابل مفهوم الذكر، وهناك نوع آخر من الزهد وهو المراد عندنا هنا ونقصد به تلك الترانيم التي يرددها الحصادون في الحقول لتخفيف التعب وتجديد النشاط على شكل تناوب بين رجلين وأحيانا أكثر، وتتكون غالبا من مجموعة من الرباعيات تتخللها جملة تتكرر عند الانتقال بين رباعية وأخرى مثل "لا إله إلا الله آلله أيا الله الله أيا الله كون فعواني" ويضطر المترنم إلى إضافة حرف "او" في أول الجملة مع مد حرف "لا" وهاء "إله" إلى أقصى الحدود إضافة إلى زيادة حرفي النون والواو في الكلمة الأخيرة لتصير "فعوانواني" ومد الواو الأولى مدا طويلا، كل ذلك من أجل الوصول إلى السقف الإيقاعي المطلوب الذي يتماشى مع طول الرباعيات التي تتكون غالبا من أذكار مثل قولهم مثلا:
بسم الله بها بديت وبها يبدى البادي
على النبي صليت مولاي محمدِ
وهذان البيتان هما أول ما يفتتح بهما الحصادون ترنيماتهم دائما وذلك تيمنا باسم الله وبذكر الحبيب المصطفى عليه أزكى الصلاة والسلام، وفيها أيضا حث على ضرورة ابتداء كل عمل أو أمر بالبسملة وكأني بهم يطبقون من حيث لا يشعرون قوله صلى الله عليه وسلم " كل أمر ذي بال لم يذكر فيه 'بسم الله' فهو أبتر ".
وقولهم:
بسم الله منزولة من عند الرحمان
عند الله مقبولة ترجح في الميزان
كما تتكون أيضا من أمداح نبوية والحنين إلى مقامات بعض الأولياء مثل قولهم مثلا في الحنين إلى مقام مولاي عبد السلام بن مشيش ووصف مشقة البلوغ إليه عبر صعود عقبة كأداء وهو ما يزيد في حلاوة الوصول إلى القبر التي تنسي هذه المشقة
أيا طالعين العقبة العقبة دالشاون
زيار مولاي عبد السلام سيروا الله يعاون
ويلاحظ قصر عجز البيتين عن صدرهما وهو القصر الذي يعوضه المترنم بزيادة حرف "او" في أول العجز وزيادة حرفي النون والواو في كلمة "الشاون" لتصير "الشانواون" أما طول الصدر في البيت الثاني فتتم معالجته عبر تحويل اسم "عبد السلام" إلى "عنوابسلام" مع مد حرف العين مدا متوسطا والأمر نفسه يحصل في عجز البيت الثاني فيصير عبر التمطيط والزيادة إلى "اسيروا الله يعانواون" بمد حرف السين ولام "الله" مدا طويلا ليملأ الفراغ الإيقاعي الذي يسببه قصر الكلام.
ولا يختص الرجال بهذا الأمر دون النساء فكما للرجال ترانيمهم فإن للنساء ترانيمهن أيضا، وهي عبارة عن أبيات منفردة على شكل ثنائيات، ويرجع السبب في ذلك إلى عدم قدرة النساء على تحمل طول الرباعيات لقصر النفس لديهن خصوصا وأن طريقة عمل الحصادين تختلف عن طبيعة عمل الحصادات، فبينما تكون درجة الانحناء في مستوى متوسط عند الرجال تكون أكثر انحناء عند النساء وذلك راجع إلى طبيعة المقطوف أو المحصود، فالطول الطبيعي للحبوب – القمح والشعير- التي تحصد من طرف الرجال يتجاوز أحيانا المتر ولا يقل عن الخمسين سنتيمترا ويضطر الحصادون إلى قطع ما فوق العشرين سنتيمترا فقط وبذلك لا ينحنون كثيرا وهذا الأمر يسهل عليهم عملية الترنم ويفسح لهم مجالا أوسع لأخذ النفس، أما النساء اللاتي تناط بهن غالبا عملية قطف القطاني واقتلاعها من الجذور فلا تتوفر لهن هذه الميزة لشدة درجة الانحناء وصعوبة إطالة الكلام والمحافظة على وتيرة الترنم لمدة طويلة، ولذلك تجدهن أحيان يصبن جام غضبهن على هذه القطاني المتعبة التي تسبب لهن آلاما مبرحة في الظهر خصوصا في اليومين الأولين ومن ذلك مثلا قولهن:
أكرسانة لالة خليني نرتاح *عيناها زورقين وكرشها لقاح
و"كرسانة" هي نوع من القطاني التي لا تؤكل وإنما تستعمل علفا للماشية خصوصا البقر، كما تصلح بعد تسخينها مهدئا ممتازا بعد كل عملية ولادة للبقر أو الغنم وتساعد على إخراج المشيمة، وتستعمل أيضا على شكل علف يومي لإناث البقر قصد تحفيز المبيضين من أجل عملية التلقيح، ويقال هذا البيت تعبيرا عن صعوبة انتزاع هذه النبتة من الأرض في حالة عدم نضجها الكامل بحيث تكون الجذور أشد ارتباطا بالتربة أو قولهن:".
أكرسانة يا لعورة يا لمجغية ما تصلح لا للكصعة ولا للمخفية
وتظهر السخرية من هذه النبتة واضحة في هذا البيت بحيث تعيرها الحاصدات في الشطر الأول بأنها عوراء، والعور كما هو معلوم أشد على النظر من العمى لأنه يشوه منظر الوجه – عافانا الله جميعا –، ولا يجب أن نغتر هنا بذكر لفظة "لالة" أي سيدتي لأن هذه الكلمة تحمل هنا حمولة قدحية ساخرة، كما يقول الرجل منا لولده أو صديقه حين يجده في حالة من الجلوس المخملي: تبارك الله على السي القايد أو السي الوزير أو أي صفة تحمل نوعا من الاستعلاء المترسخ في الذاكرة الجماعية للمغاربة، وتعيرنها في الشطر الثاني بأنها لا تصلح للأكل ولا للتخزين أي أن استفادة البشر منها محدودة جدا وهي الاستفادة التي لا توازي حجم التعب المبذول فيها.
أو قولهن:
أكرسانة لالة يا قليلة لوقار إلا عييت أنا غدا نجيب لبقار
وتبدو لهجة التهديد واضحة هنا حيث تذكر النساء هذه النبتة بمصيرها المحتوم وهو الاقتلاع والدمار إما بطريقة لطيفة وعادية عبر استعمال بالأيدي، وإما بطريقة أشد وحشية وذلك برعيها عن طريق البقر الذي يمزق بأظلافه سيقانها وحبوبها.
وأريد أن أشير هنا إلى أن مخاطبة الجمادات أو الحيوانات التي لا تعقل هو أمر معروف وشائع في الأدب العربي شعره ونثره وهذه العملية تسمى الإسقاط وهي الحالة التي يسقط فيها الشاعر أو الناثر حالته النفسية على المخاطب لسبب من الأسباب .
وهناك مقاطع أخرى يتحول فيها المخاطب من النبات إلى الأشخاص ويمثل "الخماس" أهم هؤلاء باعتباره السبب في زرع هذه النبتة المتعبة، وتتحمل زوجته بعض وزر زوجها أيضا باعتبارها معينة له في هذه العملية ولذلك تخاطب النساء الخماس قائلات:
أيا خماسنا طْوَالْ المرجع مراتك هاربة حالفة ما ترجع
و"المرجَع" بفتح الجيم هو قطعة الأرض على شكل مستطيل، و"طوال" بتسكين الطاء تعني بأن المرجع قد طال، وليست أمرا بإطالة المرجع كما يتبادر إلى الذهن، وهذه الجملة فيها تقديم وتأخير لأن الأصل هو "المرجع طوال" ولكن النساء تقوم بالفطرة بهذه العملية رغبة منهن في الحفاظ على الإيقاع، ويأتي الشطر الثاني نتيجة طبيعية لهذا الطول الذي يسبب في عياء زوجة الخماس وهروبها من هذا الجحيم بعد القسم على عدم العودة أبدا وهذا الأمر قد يؤثر على مستقبل زوجها مما يضطره إلى العمل على تقصير الحيز المحروث. وفي بيت آخر يظهر التهكم من هذه الزوجة - التي بالمناسبة قد لا تكون موجودة أصلا وتتخذ في أغلب الأحيان كناية عن إحدى النساء أو العمال في الحقل – ومن قلة تحملها عبر تغطية يديها بالثوب حتى لا تؤثر فيه سيقان النبات مثل قولهن:
أيا خماسنا طول تيريرا مراتك هاربة خاصها لفتيلة
و"تيريرا" تعني جوانب الحقل المحروث والتركيب اللفظي لهذا الشطر يشابه تركيب الشطر الأول من البيت السابق، أما "الفتيلة" فهي ثوب يوضع على اليدين لحمايتها من تأثير السيقان الرقيقة .
الدكتور أحمد لزعر
tsouli- عضو أساسي بالمنتدى
- عدد المساهمات : 101
درجة التقدير : 1
تاريخ التسجيل : 01/08/2009
رد: التراث الشفهي بقبيلة التسول
موضوع رائع جدا. نقاسمكم نفس الموروث الثقافي الشفهي في منطقتنا .اتمنى ان تتحفنا بالمزيد ولكم منا جزيل الشكر
hatime toke- عضو جديد
- الجنس : عدد المساهمات : 38
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 17/11/1990
تاريخ التسجيل : 16/03/2011
العمر : 34
الموقع : تاونات
رد: التراث الشفهي بقبيلة التسول
شكرا على المجهود أخي
amira- عضوة مؤسسة للمنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 161
درجة التقدير : 1
تاريخ التسجيل : 12/08/2009
مواضيع مماثلة
» مهرجان التراث
» مهرجان التراث
» من أقوالهم عن التراث العربي
» مكانة الحناء في التراث الاسلامي
» التراث اليهودي في الغرب الاسلامي
» مهرجان التراث
» من أقوالهم عن التراث العربي
» مكانة الحناء في التراث الاسلامي
» التراث اليهودي في الغرب الاسلامي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى