على هامش حدث 11 يناير.. الخديعة الكبرى.. نحو قراءة أخرى للتاريخ "الوطني"
صفحة 1 من اصل 1
على هامش حدث 11 يناير.. الخديعة الكبرى.. نحو قراءة أخرى للتاريخ "الوطني"
بتاريخ الأربعاء 11 يناير 2017
منير الحجوجي
أواخر القرن 19 بدأ يعاني التجار المغاربة ( و أغلبهم فاسة لأسباب تاريخية معقدة يشرحها مثلا عبد الواحد السبتي جيدا في "تاريخ مجتمع فاس بين القرن 16 و القرن 19" - منشورات توبقال) من ثلاثة عوائق بنيوية منعت من أن يطوروا أعمالهم و يتحولوا الى طبقة بورجوازية حقيقية فاعلة اقتصاديا و سياسيا.. هذه العوائق هي 1- انعدام بنية تحتية مساعدة على نقل البضائع بين الموانئ و الأسواق..2- ضعف السوق الداخلية و محدوديتها..3- و هذا هو الأهم سيف التتريك الذين كان يهدد بمصادرة الممتلكات و الثروات في أية لحظة وحين..
لجأ التجار مثلما يقول الباحث احمد بيضا إلى ثلاثة أساليب للحفاظ على ثرواتهم..1- الاكتناز عوض الاستثمار..2- النزوع نحو المحافظة عوض المغامرة و اقتحام مجالات جديدة..3- و الأسلوب الأخطر لما سوف يخلفه من تداعيات كبرى على البلاد كان هو الاحتماء بالأجنبي القادر وحده على منع يد المخزن من الوصول إلى الثروات الغابرة..
سوف يحصي روني لوكليرLeclair في كتاب أصدره سنة 1905 ستون تاجرا فاسيا على رأس المفاصل الكبرى للحركة التجارية و "المالية" للبلاد في تلك الفترة.. و يشير السبتي الى أنه عندما دخل ليوطي الى فاس اجتمع بأغلب هؤلاء 60 و طلب رأيهم في البلاد و تصورهم للمستقبل.. طرح التجار سؤالا سيظل تاريخيا: "هل ستمس فرنسا تجارتنا؟".. كان جواب الداهية ليوطي "بالطبع لا".. فكان الرد الفاسي تاريخيا، زلزاليا: "الله يسخر"..
المشكل تفجر لاحقا مع دخول لاعب اقتصادي جديد بقدرات مالية و تقنية و لوجستية أكبر إلى الساحة هو المستثمر/المعمر الفرنسي.. أصبحت إدارة الحماية تمنح الامتيازات/العقود/الصفقات للمعمر على حساب التاجر الفاسي.. فهم التاجر الفاسي بحس البراغماتي أن الزمن ليس هو الزمن.. لقد انتهى زمن التعايش بين طموح السلطان و مركانتيليلة البورجوازية الفاسية و المصالح السياسية و الاقتصادية لفرنسا.. الحل؟ التكيف؟ المواجهة؟ انصب تفكير النخب التجارية و المالية الفاسية نحو الحل الجذري: السعي نحو الريادة السياسية عبر ألية الحركة الوطنية.. لاحظوا جيدا اللعبة: اطلاق الحركة الوطنية كرد فعل على تفسخ نظام اقتصادي وبداية ظهور أخر في خدمة فاعلين أخرين..
نجحت الخدعة و فرضت النخب الفاسية ألية الحركة الوطنية فاعلا سياسيا وحيدا و لاحقا فاعلا "وطنيا/اجماعيا" لحظة "التفاوض" على "الاستقلال".. طرحت الحركة الوطنية ( هذا الغطاء الاستراتيجي للضواري المركانتيلية الفاسية) في مفاوضات اكس ليبان كامل رغبتها: اعطونا البلاد و سنبقي لكم على مصالحكم الحيوية.. نحن نعلم أن فرنسا استدعت بعدما استنفذ نموذج الاحتلال/النهب المباشر كبار "الوطنيين" لمناقشة وضع ما بعد الانسحاب.. هاكم ما قالته فرنسا للجماعة الاستقلالية/الفاسية التي دعيت ( اختيرت بدقة كما سيعترف المهدي بنبركة نفسه لاحقا) لتشارك في مفاوضات ايكس ليبان Aix-les Bains ( نحن هنا سنة 1955): "أنا مستعدة لأن أمنحكم المغرب وتديروه كما يحلو لكم مقابل شرطين: أولا أن تتم تصفية جيش التحرير الوطني، و ثانيا أن تضمن مصالح فرنسا داخل المملكة الشريفة".. يحكي واحد ممن عايشوا الاحداث وهو ادغار فور (في نص ممتاز هو "خبايا اكس-ليبان") أن حزب الاستقلال ( المكون في أغلبه من أسماء فاسية "مقدسة") قبل الشرطين بصدر رحب، لم لا و المقابل رائع: وضع جزء من البلاد في الجيب... مباشرة بعد "الاستقلال" سوف ينفذ فاسة بحذافيرها الاتفاقيات الملغومة.. بالنسبة للشرط الأول تم تعيين محمد الغزاوي ( مول الكيران في فاس وهي واحدة فقط من ثمار التحالف مع فرنسا) مديرا للأمن في الفترة بين 56/61 بهدف واحد و هو ملاحقة/قتل كل الثوريين الجذرين بجيش التحرير ( و هو ما تم بالفعل مما استحق معه المغرب لقب الدولة الوحيدة في العالم التي قامت بتصفية جيش تحريرها)، أما فيما يتعلق بالشرط الثاني فلقد احترم فاسة بدقة متناهية مصالح فرنسا و رفضوا بقوة أن تدخل أية قوة عظمى الى المغرب، مثلما حدث سنوات الستينات - وهذا ليس سوى مثالا واحدا- عندما رفض المغرب اقتراحا يابانيا بإنشاء شبكة كبرى للطرق السيارة.
http://yennayri.com/news.php?extend.4304لجأ التجار مثلما يقول الباحث احمد بيضا إلى ثلاثة أساليب للحفاظ على ثرواتهم..1- الاكتناز عوض الاستثمار..2- النزوع نحو المحافظة عوض المغامرة و اقتحام مجالات جديدة..3- و الأسلوب الأخطر لما سوف يخلفه من تداعيات كبرى على البلاد كان هو الاحتماء بالأجنبي القادر وحده على منع يد المخزن من الوصول إلى الثروات الغابرة..
سوف يحصي روني لوكليرLeclair في كتاب أصدره سنة 1905 ستون تاجرا فاسيا على رأس المفاصل الكبرى للحركة التجارية و "المالية" للبلاد في تلك الفترة.. و يشير السبتي الى أنه عندما دخل ليوطي الى فاس اجتمع بأغلب هؤلاء 60 و طلب رأيهم في البلاد و تصورهم للمستقبل.. طرح التجار سؤالا سيظل تاريخيا: "هل ستمس فرنسا تجارتنا؟".. كان جواب الداهية ليوطي "بالطبع لا".. فكان الرد الفاسي تاريخيا، زلزاليا: "الله يسخر"..
المشكل تفجر لاحقا مع دخول لاعب اقتصادي جديد بقدرات مالية و تقنية و لوجستية أكبر إلى الساحة هو المستثمر/المعمر الفرنسي.. أصبحت إدارة الحماية تمنح الامتيازات/العقود/الصفقات للمعمر على حساب التاجر الفاسي.. فهم التاجر الفاسي بحس البراغماتي أن الزمن ليس هو الزمن.. لقد انتهى زمن التعايش بين طموح السلطان و مركانتيليلة البورجوازية الفاسية و المصالح السياسية و الاقتصادية لفرنسا.. الحل؟ التكيف؟ المواجهة؟ انصب تفكير النخب التجارية و المالية الفاسية نحو الحل الجذري: السعي نحو الريادة السياسية عبر ألية الحركة الوطنية.. لاحظوا جيدا اللعبة: اطلاق الحركة الوطنية كرد فعل على تفسخ نظام اقتصادي وبداية ظهور أخر في خدمة فاعلين أخرين..
نجحت الخدعة و فرضت النخب الفاسية ألية الحركة الوطنية فاعلا سياسيا وحيدا و لاحقا فاعلا "وطنيا/اجماعيا" لحظة "التفاوض" على "الاستقلال".. طرحت الحركة الوطنية ( هذا الغطاء الاستراتيجي للضواري المركانتيلية الفاسية) في مفاوضات اكس ليبان كامل رغبتها: اعطونا البلاد و سنبقي لكم على مصالحكم الحيوية.. نحن نعلم أن فرنسا استدعت بعدما استنفذ نموذج الاحتلال/النهب المباشر كبار "الوطنيين" لمناقشة وضع ما بعد الانسحاب.. هاكم ما قالته فرنسا للجماعة الاستقلالية/الفاسية التي دعيت ( اختيرت بدقة كما سيعترف المهدي بنبركة نفسه لاحقا) لتشارك في مفاوضات ايكس ليبان Aix-les Bains ( نحن هنا سنة 1955): "أنا مستعدة لأن أمنحكم المغرب وتديروه كما يحلو لكم مقابل شرطين: أولا أن تتم تصفية جيش التحرير الوطني، و ثانيا أن تضمن مصالح فرنسا داخل المملكة الشريفة".. يحكي واحد ممن عايشوا الاحداث وهو ادغار فور (في نص ممتاز هو "خبايا اكس-ليبان") أن حزب الاستقلال ( المكون في أغلبه من أسماء فاسية "مقدسة") قبل الشرطين بصدر رحب، لم لا و المقابل رائع: وضع جزء من البلاد في الجيب... مباشرة بعد "الاستقلال" سوف ينفذ فاسة بحذافيرها الاتفاقيات الملغومة.. بالنسبة للشرط الأول تم تعيين محمد الغزاوي ( مول الكيران في فاس وهي واحدة فقط من ثمار التحالف مع فرنسا) مديرا للأمن في الفترة بين 56/61 بهدف واحد و هو ملاحقة/قتل كل الثوريين الجذرين بجيش التحرير ( و هو ما تم بالفعل مما استحق معه المغرب لقب الدولة الوحيدة في العالم التي قامت بتصفية جيش تحريرها)، أما فيما يتعلق بالشرط الثاني فلقد احترم فاسة بدقة متناهية مصالح فرنسا و رفضوا بقوة أن تدخل أية قوة عظمى الى المغرب، مثلما حدث سنوات الستينات - وهذا ليس سوى مثالا واحدا- عندما رفض المغرب اقتراحا يابانيا بإنشاء شبكة كبرى للطرق السيارة.
لقراءة الموضوع من مصدره:
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
يجب أن تقال
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
مواضيع مماثلة
» سبب اختلاف موعد رمضان كل عام بالنسبة للتاريخ الميلادي
» وقفة استقرائية للتاريخ.. الفكر لا يلعق الأحذية
» 11 يناير ...من وحي الذكرى
» على هامش قرار أو توصية المجلس الأعلى للتعليم
» على هامش انتخاب الحبيب المالكي رئيسا لمجلس النواب :
» وقفة استقرائية للتاريخ.. الفكر لا يلعق الأحذية
» 11 يناير ...من وحي الذكرى
» على هامش قرار أو توصية المجلس الأعلى للتعليم
» على هامش انتخاب الحبيب المالكي رئيسا لمجلس النواب :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى