دلالة عقد الأصابع في الأحاديث على أمية محمد صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
دلالة عقد الأصابع في الأحاديث على أمية محمد صلى الله عليه وسلم
دلالة عقد الأصابع على أمية محمد صلى الله عليه وسلم (1)
منذ فجر الإسلام ، والناس منقسمون حيال الدعوة المحمدية بين مؤمن وكافر، وكانت أساليب المكذبين متنوعة ، لكن أبرزها الطعن في وحي الله (القرآن الكريم) والإدعاء باختلاقه ، بنهج أسلوب التشويه، والافتراء على الرسول صلى الله عليه وسلم. وأهم فرية قدرته على الكتابة والقراءة،أي أنه تعلم من بشر. فيكون " القرآن ليس وحيا من الله سبحانه إلى عبده محمد صلى الله عليه وسلم وإنما هو اقتباس بشري صرف،من أسفار أهل الكتاب"(2).
إن البحث متشعب في هذا الموضوع ،لأنه ذو شجون ونواح متعددة ، فهو يتضمن جوانب معرفية متعددة. لأن هذه الشبهة هي الأقدم والأشهر،إذ قالها كفّار مكّة، وردّدها اليهود في المدينة، وكرّرها النصارى منذ أيّام الصحابة .وأصبو من خلال هذا الموضوع تسليط الضوء على جانبٍ من ادعاءات المفترين: بدليل ممارسة محمد صلى الله عليه وسلم بالتجارة،وكونه تاجراً ماهراً دليلٌ على قدرته على الكتابة والقراءة.وغفل المدّعون أنه كان يعقد الأصابع.قال الصنعاني وَعَقَدَ ثَلَاثًا وَخَمْسِينَ ) إشَارَةٌ إلَى طَرِيقَةٍ مَعْرُوفَةٍ تَوَاطَأَتْ عَلَيْهَا الْعَرَبُ فِي عُقُودِ الْحِسَابِ "(3)
وقبل الخوض في هذه القضية الشائكة،أعرّج على بعض مفاهيم علم حساب التيسير حساب العقود أوعقد الأصابع. استخدم السلف هذه الطريقة لوصف بعض أشارات النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ بأصابعه ، وغيره ممن هم دونه ،قال الحافظ ابن حجر:"عَقْد الْحِسَاب "إِنَّهُ اِصْطِلَاح لِلْعَرَبِ تَوَاضَعُوهُ بَيْنهمْ لِيَسْتَغْنَوْا بِهِ عَنْ التَّلَفُّظ ، وَكَانَ أَكْثَر اِسْتِعْمَالهمْ لَهُ عِنْد الْمُسَاوَمَة فِي الْبَيْع فَيَضَع أَحَدهمَا يَده فِي يَد الْآخَر فَيَفْهَمَانِ الْمُرَاد مِنْ غَيْر تَلَفُّظ لِقَصْدِ سَتْر ذَلِكَ عَنْ غَيْرهمَا مِمَّنْ يَحْضُرهُمَا"(4) .
وعقد الأصابع أنواع من الآحاد (5)والعشرات (6)والمئين (7)والألوف(،حيث يتمّ استعمال(9):
ـ اليد اليمني للآحاد والعشرات ، واليد اليسرى للمئات والآلاف .
ـ الخنصر والبنصر والوسطي للآحاد في اليد اليمني وللمئات في اليد اليسرى،وأن الوسطي والسبابة والإبهام للعشرات في اليد اليمني وللآلاف في اليد اليسرى .
ـ الوسطي مشترك بين الآحاد والعشرات في اليد اليمنى وبين المئات والآلاف في اليد اليسرى ،كما لا يلزم استخدام اليدين معًا بوضعها الأصلي الموضح في الصورة عند التعبير عن عدد لا يحتاج فيها سوي يدٍ واحدة .
ولقد عَني أغلب المستشرقين بالبحث في قضية "أميّة" محمد صلى الله عليه وسلم ، واتكَأوا في تفنيذهم ودحضهم لأميته على عدة دلائل، أهمها:اشتغال محمد صلى الله عليه وسلم كسائر المكيين بالتجارة، حيث عمل بالتجارة مع عمِّه أبي طالب،وكذلك اعتنى بتجارة زوجته خديجة،مما كان له ثروة ضخمة، وممارسة التجارة تتطلب دراية محاسبية متخصصة ومعرفة بالقراءة والكتابة،أي أن الأمر لا يتطلب السيطرة فقط على الأرقام ولكن المعرفة المحاسبية المتخصصة أيضا،وبالتالي القراءة والكتابة.فكيف يمكننا حسب رأيهم أن نقبل أنه لا يعرف الحساب؟ وكيف يتفاوض مع غير العرب ؟
ولذلك يقول المستشرق ويليام مونتجمري وات "وعلى العكس نجد أن عدداً كبيراً من المكيين كان يعرف القراءة والكتابة،ولذلك يفترض أن تاجراً نشيطا كمحمد كان يتوفر على حظ من هاته الفنون"(10).ويقطع المستشرق الألماني رودلف يوكل في الأمر بقوله:"أما السؤال عن معرفته للقراءة والكتابة ففي استطاعتنا أن نجيب بالإيجاب...فإن مكة كانت تضطرب بالتجارة،وتعجّ بالحياة المالية "(11).
وعنّ لنا الأمر،والذي مفاده أن محمد صلى الله عليه وسلم كان تاجرا بارعاً،وكانت العرب تستخدم الحروف الأبجدية كأرقام. وكتاجر مضطر للتعامل مع الأرقام كل يوم،كان على محمد صلى الله عليه وسلم معرفة الأبجدية . والذي يستوقف الانتباه في هذا الأمر طابعه التبسيطيّ إذ على جراء قياس مقتضب أو مُضمر،وحدوده الثلاثة تتمثل في مقدّمة كبرى : كلّ تاجر يعرف القراءة والكتابة، و مقدّمة صغرى: محمد صلى الله عليه وسلم تاجر، و النتيجة: محمد صلى الله عليه وسلم يعرف القراءة و الكتابة. و هذا قياس مردود من وجوه، أقربها إلى الذهن أنّه يجعل الأمّيين لا يستطيعون التجارة لأن من لا يعرف القراءة والكتابة لا يحسن الحساب، وهذا تبسيط مخلّ. فليس كلّ حساب يحتاج إلى القراءة و الكتابة، و إلى عهد قريب كانت نِسَبُ الأمّيّة عاليةً و لم نر الناس توقّفوا عن التجارة بدعوى أنهم لا يُحسنون القراءة و الكتابة. ولهذا فالأمر مردود لعدة أسباب،نذكر منها :
-لا توجد رواية مفادها أن محمداً صلى الله عليه وسلم قرأ أو كتب شيئا أثناء تجارته،كما أن التجارة في زمانه لم تكن تحتاج بالضرورة إلى تدوين،ولم تذكر المصادر أي رواية عن معاملة تجارية تمت بالتدوين،لأنها لم تكن بهذه السعة التي عليها التجارة الحديثة .
-لم يثبت أن محمداً صلى الله عليه وسلم غاب منفرداً في رحلة تجارية طويلة أو اختفى من مكة لتعلم القراءة والكتابة،والثابت أنه لم يخرج للتجارة سور مرتين للشام ومع قومه .
-إن البراعة في التجارة لا تستوجب تعلم القراءة والكتابة،فكم من أمي نجح في تجارته وفي مختلف مظاهر الصناعة والعلوم والفنون،وإنما تتطلّب الدراية بالمكاييل والموازين والمقاييس العالمية وما يتعلق بالنقد الأجنبي.فممارسة التجارة لا تستلزم معرفة الكتابة، فكم من تاجر لا يعرف القراءة ولا الكتابة، و يعتمد أساسا على ذاكرته القوية التي لا تخونه إلا نادرا. وهذا أمر معروف ومُشاهد في زماننا هذا.
-كان الحنفاء عامّة عارفين بالقراءة والكتابة أي من النخبة المثقفة(12)،والارستقراطية المكية خاصة على ثقافة واسعة،وذلك لأنهم كانوا يطلبون الدين في الآفاق، ويقرأون الكتب الدينية(13).
وكان أهل الحجاز يعتمدون على الحفظ في الصدور،ويعتبرون تعلم الكتابة ترفا،وهمّ الفقراء تحصيل لقمة العيش،ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم ،والذي عانى من اليتم والفقر،لذا لم ترض المرضعات أن تأخذه إلاّ حليمة السعدية،وعمله وهو صغير برعي الأغنام،وقوله لزوجة عمه أبي طالب فاطمة بنت اسد :"رحمك الله يا أمي كنت أمي بعد أمي تجوعين وتشبعينني وتعرين وتكسينني وتمنعين نفسك طيبها وتطعمينني"(14)،لذا قال تعالى وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ)15،والروايات كثيرة في هذا الباب .
وثمة تنبيهات تجب الإشارة إليها:
-وصيّ محمد صلى الله عليه وسلم أي عمه أبو طالب كان نفسه أميا،وهو الذي علمه التجارة مع مختلف القبائل المحيطة .
-زوجة محمد صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد كانت من أغنى تاجرة في مكة،وهي نفسها أمية،والزعم بأنها كانت "امرأة مثقفة دينيا وأن ثقافتها مسيحية على الرغم من صمت المصادر"(16)،محض افتراء.بل إنّ تنصر ورقة بن نوفل نفسه أمر مشكوك فيه وإلاّ "كيف لم يحاول،إن كان تنصّر فعلا،نشر النصرانية في محيطه،وبالأحرى إقناع خديجة وأقربائه بها؟ ثم كيف له أن يتقبّل لاحقاً العلامات الأولى لنبوة محمد باستبشارٍ كبير ويرى فيها تحقيقا لنبوّة عربية؟أخيراً،فإن محمدا النبي عندما سيسأل عن مصير ورقة بعد موته سيجيب بأنه يتصوره في الجنة.ومثل هذا الموقف لا يمكن على الأرجح أن يصدر عن محمد إلاّ إذا تعلّق الأمر بحنيف"(17).
-المشهور أن مكة لم تكن تضم من الذين يقرؤون ويكتبون في زمن البعثة أكثر من سبعة عشر رجلا(18) ،وتم ذكرهم بالأسماء،غير أنّ محمد مصطفى الأعظمي يقول: "لا يمكن الاعتماد على هذه الإحصائية، خاصةً إذا نظرنا إلى موقع مكة الجغرافي والتجاري ومركزها الديني"(19)،وفعلاً قد أضاف عبد الرحمن عمر محمد اسبينداري من مختلف الروايات ستة وعشرين من الكتَبة قبل الهجرة النبوية(20)،وليس محمد صلى الله عليه وسلم أحد هؤلاء .
-من أوصاف محمد صلى الله عليه وسلم التي اشتهر بهما الصديق والأمين ،غير أن لم يُعرف بصفة العلم بالقراءة والكتابة،ولم يُقل إنه كان صادقا أمينا قارئا كاتبا،إذ لو رأوه وهو يكتب أو يقرأ لذاع ذلك عنه، وانتشر خبره في أرجاء الجزيرة العربية..
-علم محمد صلى الله عليه وسلم لعقد الحساب،وهو مربط الفرس في القضية،حيث استعمل عقد الأصابع في شرح أحاديثه وإفهام أصحابه،وتجنباً للإطناب المملّ،أكتفي بالحديث الصحيح الآتي: فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما،عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنا أمة أمية :لا نكتب ولا نحسب ،الشهر هكذا وهكذا ، يعني مرة تسعة وعشرين ، ومرة ثلاثين)21،وفي رواية مسلم: (الشهر هكذا وهكذا ، وعقد الإبهام في الثالثة ، والشهر هكذا وهكذا ، يعني تمام الثلاثين).
قال الإمام ابن حجر"والمراد أهل الإسلام الذين بحضرته عند تلك المقالة ، وهو محمول على أكثرهم"(22).
[rtl]فقوله: "إِنّا أي: العرب، وقيل: أراد نفسه. وقوله: أُميِّة،بلفظ النسب إلى الأم فقيل: أراد أمة العرب؛ لأنها لا تكتب، أو منسوب إلى الأمهات، أي: إنهم على أصل ولادة أمهم، أو منسوب إلى الأم؛ لأن المرأة هذه صفتها غالبًا، وقيل: منسوبون إلى أم القرى، وقوله:لا نكتب ولا نحسِب،تفسير لكونهم كذلك، وقيل للعرب: أُميُّون؛ لأن الكتابة كانت فيهم عزيزة. قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ)23،ولا يَرِدُ على ذلك أنه كان فيهم من يكتب ويحسِب؛ لأن الكتابة كانت فيهم قليلةً نادرة، والمراد بالحساب هنا حساب النجوم وتسييرها، ولم يكونوا يعرفون من ذلك أيضًا إلا النزر اليسير، فعلَّق الحكم بالصوم وغيره - بالرؤية لرفع الحرج عنهم في معاناة حساب التسيير واستمر الحكم في الصوم ولو حدث بعدهم من يعرف ذلك، بل ظاهر السياق يُشعِر بنفي تعليق الحكم بالحساب أصلًا، ويُوضِّحه قوله في الحديث الماضي: «فإن غُمَّ عليكم فأكمِلوا العِدَّة ثلاثين» ولم يقل: فسلوا أهل الحساب، والحكمة فيه كون العدد عند الإغماء يستوي فيه المكلَّفون فيرتفع الاختلاف والنزاع عنهم، وقد ذهب قوم إلى الرجوع إلى أهل التسيير في ذلك وهم الروافض، ونقل عن بعض الفقهاء موافقتهم.قال الباجي(24): وإجماع السلف الصالح حجة عليهم.وقال ابن بَزيزَة(25):وهو مذهب باطل فقد نهت الشريعة عن الخوض في علم النجوم لأنها حِدسٌ وتخمين ليس فيها قطع ولا ظن غالب، مع أنه لو ارتبط الأمر بها لضاق، إذ لا يعرفها إلا القليل"(26).[/rtl]
وقال الإمام علي الملا الهروي القاري(27):"إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب،فإنه يدل على أن معرفة الشهر ليست إلى الكتاب والحساب كما يزعمه أهل النجوم، وللإجماع على عدم الاعتداد بقول المنجمين ولو اتفقوا على أنه يُرى"(28) .
وقال الإمام بدر الدين العيني(29):"وقال ابن بطال وغيره: لم تكلف في تعريف مواقيت صومنا ولا عبادتنا ما نحتاج فيه إلى معرفة حساب ولا كتابة، إنما ربطت عبادتنا بأعلام واضحة وأمور ظاهرة يستوي في معرفة ذلك الحساب وغيرهم، ثم تمم هذا المعنى بإشارته بيده ولم يتلفظ بعبارته عنه نزولا ما يفهمه الخرس والعجم"(30) .
وقال الإمام الذهبي: "فصدق إخباره بذلك، إذ الحكم للغالب، فنفى عنه وعن أمته الكتابة والحساب لندور ذلك فيهم وقلته، وإلا فقد كان فيهم كتاب الوحي وغير ذلك، وكان فيهم من يحسب، وقال تعالى: (وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ)31،ومن علمهم الفرائض، وهي تحتاج إلى حساب وعول، وهو عليه السلام فينفي عن الأمة الحساب، فعلمنا أن المنفي كمال علم ذلك ودقائقه التي يقوم بها القبط والأوائل، فإن ذلك ما لم يحتج إليه دين الإسلام ولله الحمد. فإن القبط عمقوا في الحساب والجبر، وأشياء تضيع الزمان وأرباب الهيئة تكلموا في سير النجوم والشمس والقمر، والكسوف والقِران بأمور طويلة لم يأت الشرع بها، فلما ذكر صلى الله عليه وسلم الشهور ومعرفتها بين أن معرفتها ليست بالطرق التي يفعلها المنجم وأصحاب التقويم، وأن ذلك لا نعبأ به في ديننا، ولا نحسب الشهر بذلك أبدا"(32).
وقال الإمام ابن العربي في قوله صلى الله عليه وسلم مِثْلُ هَذِهِ وَحَلَّقَ بِأُصْبُعَيْهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا)33،أنّ "في الإشارة المذكورة دلالة على أنه صلى الله عليه وسلم كان يعلم عقد الحساب حتى أشار بذلك لمن يعرفه وليس في ذلك ما يعارض قوله في الحديث الآخر " إنا أمة لا نحسب ولا نكتب " فإن هذا إنما جاء لبيان صورة معينة خاصة"(34)،وقال ابن حجر: "والأولى أن يقال أراد بنفي الحساب ما يتعاناه أهل صناعته من الجمع والضرب والتكعيب وغير ذلك والفَذْلَكَةُ والضرب ونحو ذلك ، ومن ثم قال " ولا نكتب " وأما عقد الحساب فإنه اصطلاح للعرب تواضعوه بينهم ليستغنوا به عن التلفظ ، وكان أكثر استعمالهم له عند المساومة في البيع فيضع أحدهما يده في يد الآخر فيفهمان المراد من غير تلفظ لقصد ستر ذلك عن غيرهما ممن يحضرهما"(35).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:فلم يقل إنا لا نقرأ كتاباً ولا نحفظ،بل قال (لا نكتب ولا نحسب)، فديننا لا يحتاج أن يكتب ويحسب كما عليه أهل الكتاب من أنهم يعلمون مواقيت صومهم وفطرهم بكتاب وحساب ودينهم معلق بالكتب لو عدمت لم يعرفوا دينهم"(36).
والحاصل أنّ حديث "إنا أمة أمية" بَيَّن بتكملته فيما تتمثل أمية الأمة، لا أنها جاهلة بالكتابة والقراءة والحساب مطلقًا، فضلًا عن أن يكون علماء شريعتها أمِّيون لا يستطيعون العلوم الدقيقة.فليس المقصود من وصف الأمة بالأمية ترغيبهم في البقاء عليها وإنما المقصود الإِخبار عن واقع حالهم حين بعث الله إليهم محمداً صلى الله عليه وسلم،بدليل الترغيب في التعلم والكتابة والخروج من وصف الأمية (37).وحتى في الآية (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)38،التي تصف الأمة بالأميين، فيها إشارة واضحة إلى أن وظيفة الرسول أن يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وذلك هو زوال الأمّيّة عن هذه الأمة. |
-----------------------------------------
(1)علم حساب التيسيرأوعلم حساب العقود أي ( عقود الأصابع ) هو إشارات بالأصابع تدل على الأعداد استخدمها العرب قديما في البيع والمعاملات،استغناءا عن التلفظ بالأعداد،وكان له أصول تتعلق بترتيب عقد الأصابع ، في خانات الآحاد والعشرات والمئات والألوف ، وكانت تلك المهارات تجعلهم يعبروا عن أرقام بعشرات الألوف بحركة يد واحدة .وهونمط من العلم كان يطبق عندما كانت لغات التجار تختلف،قبل تطور أساليب الكتابة
(2)هل القرآن الكريم مقتبس من كتب اليهود والنصارى،سامي عامري:35.
(3)سبل السلام:1/189.
(4) فتح الباري:4/114.
(5)فمثلاً :لِلْوَاحِدِ عَقْد (أي ثني)الْخِنْصَر إِلَى أَقْرَب مَا يَلِيه مِنْ بَاطِن الْكَفّ،وَلِلِاثْنَيْنِ عَقْد(أي ثني ) الْبِنْصِر مَعَهَا كَذَلِكَ،وَلِلثَّلَاثَةِ عَقْد(أي ثني) الْوُسْطَى مَعَهَا كَذَلِكَ،وَلِلْأَرْبَعَةِ حَلّ الْخِنْصَر ( أي فرده بعد أن كان مثني)،وَلِلْخَمْسَةِ حَلّ الْبِنْصِر مَعَهَا دُون الْوُسْطَى ( أي فرده بعد أن كان مثني)،وَلِلسِّتَّةِ عَقْد(أي ثني) الْبِنْصِر وَحَلّ جَمِيع الْأَنَامِل ،وَلِلسَّبْعَةِ بَسْط ( أي إيصال ) الْخِنْصَر إِلَى أَصْل الْإِبْهَام مِمَّا يَلِي الْكَفّ ،وَلِلثَّمَانِيَةِ بَسْط ( أي إيصال )الْبِنْصِر فَوْقهَا كَذَلِكَ ،وَلِلتِّسْعَةِ بَسْط ( أي إيصال )الْوُسْطَى فَوْقهَا كَذَلِكَ.
(6) فمثلاً:لِلْعَشَرَةِ الْأُولَى عَقْد ( أي ثني) رَأْس الْإِبْهَام،عَلَى طَرَف السَّبَّابَة،وَلِلْعِشْرِينَ إِدْخَال الْإِبْهَام بَيْن السَّبَّابَة وَالْوُسْطَى،وَلِلثَّلَاثِينَ عَقْد ( أي ثني) رَأْس السَّبَّابَة عَلَى رَأْس الْإِبْهَام عَكْس الْعَشَرَة،وَلِلْأَرْبَعِينَ تَرْكِيب الْإِبْهَام عَلَى الْعَقْد الْأَوْسَط (موضع الثني الأوسط )مِنْ السَّبَّابَة وَعَطْف (لي أو ثني) الْإِبْهَام إِلَى أَصْلهَا،وَلِلْخَمْسِينَ عَطْف (لي أو ثني) الْإِبْهَام عَلَى أَصْلهَاوَلِلسِّتِّينَ تَرْكِيب السَّبَّابَة عَلَى ظَهْر الْإِبْهَام عَكْس الْأَرْبَعِينَ،وَلِلسَّبْعِينَ إِلْقَاء رَأْس الْإِبْهَام عَلَى الْعَقْد الْأَوْسَط (موضع الثني الأوسط )مِنْ السَّبَّابَة وَرَدّ طَرَف السَّبَّابَة إِلَى الْإِبْهَام،وَلِلثَّمَانِينَ رَدّ طَرَف السَّبَّابَة إِلَى أَصْلهَا وَبَسْط الْإِبْهَام عَلَى جَنْب السَّبَّابَة مِنْ نَاحِيَة الْإِبْهَام،وَلِلتِّسْعِينَ عَطْف السَّبَّابَة إِلَى أَصْل الْإِبْهَام وَضَمّهَا بِالْإِبْهَامِ .
(7) كَالْآحَادِ إِلَى تِسْع مِائَة فِي الْيَد الْيُسْرَى .
( كَالْعَشَرَاتِ فِي الْيُسْرَى .
(9)يُنظر سبل السلام للصنعاني: 1/190،وعون المعبود للعظيم أبادي:2/135،وتحفة الأحوذي للمباركفوري: 3/127
(10)37: Watt William Montgomery,Mahomet : prophète et homme d'état
(11) كتاب صلة الاسلام واليهودية والمسيحية للدكتور أبو المجد أحمد: 14 .
(12)المفصل في تاريخ العرب :6/456 .
(13)نفسه:8/95 .
(14) رواه عن أنس بن مالك:الطبراني في المعجم الأوسط تحت رقم: 1/67،والهيثمي في مجمع الزوائد تحت رقم: 9/259 .
(15) الضحى: 8 .
(16) دثريني يا خديجة :50 .
(17)دثريني يا خديجة لسلوى بالحاج صالح :50 .
(18)فتوح البلدان للبلاذري:457.
(19)دراسات في الحديث النبوي: 47 .
(20)كتابة القرآن الكريم في العهد المكي: 45 .
(21)رواه البخاري في كتاب الصوم،باب قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا نكتب ولا نحسب" رقم 1913،ومسلم في كتاب الصوم،باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال رقم 1080،وأبو داود في كتاب الصوم،باب الشهر يكون تسعة وعشرين رقم 2033 و 2319،والنسائي في كتاب الصوم،باب ذكر اختلاف على يحيى بن أبي كثير رقم 2021 و 2022، ومسند أحمد:2/43،موطأ مالك في كتاب الصوم رقم 634،وسنن الدارمي في كتاب الصوم رقم 1684.وهَذَاالحَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ .
(22) فتح الباري: (4/127). برقم1814 .
(23) جزء من الآية 2 من سورة الجمعة.
(24)يُنظر ترجمته في: ترتيب المدارك للقاضي عياض:2/802 ، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي:11/246،ووفيات الأعيان لابن خلكان:2/408،وسير أعلام النبلاء:18/535،وتذكرة الحفاظ:3/1178،و ،وطبقات الحفاظ للسيوطي:439.
(25)هو عبد العزيز بن إبراهيم بن أحمد بن محمد اشتهر بابن بزيزة التيمي القرشي أبو فارس، وقيل: أبو محمد،ولد بمدينة تونس عام 606 هـ. تتلمذ لأبي محمد البرجيني تلميذ الإمام المازري،برع في الفقه والعربية، توفي سنة 662هـ،وهو ابن سبع وأربعين سنة.من مصنفاته: الإسعاد في تحقيق مقاصد الإرشاد، غاية الأمل في شرح الجمل للزجاجي، الأنوار في فضل القرآن والدعاء والاستغفار،روضة المستبين شرح التلقين،مصالح الأفهام في شرح كتاب الأحكام،وله ورقات في الرد على مناهج الأدلة لابن رشد.يُنظرترجمته في: شجرة النور الزكية في طبقات المالكية لمحمد بن محمد مخلوف:1/466 (ترجمة رقم 668)،ونيل الابتهاج بتطريز الديباح لأحمد بابا التنبكتي:1/295،ومعجم المؤلفين لعمر رضا كحالة:5/ 239 .
[rtl](26)فتح الباري: (4/127). برقم 1814 فتح الباري. لابن حجر العسقلاني - دار المعرفة، بيروت.[/rtl]
(27) يُنظر ترجمته في: البدر الطالع:1/445، وخلاصة الأثر:3/185،وهداية العارفين 1/751،وسمط النجوم العوالي:4/ 394، والتاج المكلل:398، والفوائد البهية:8،والأعلام للزركلي:5/ 12، 13.
(28)مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: 4/ 1372.
(29) يُنظر ترجمته في:الضوء اللامع:10/131- 135،والبدر الطالع:2/294،وشذرات الذهب:7/287- 288،وبغيه الوعاة:2/275 ،ومعجم المؤلفين:12/150،والأعلام للزركلي:7/163.
(30)عمدة القاري شرح صحيح البخاري:10/ 287 .
(31)جزء من الآية 12 من سورة الإسراء.
(32) سير أعلام النبلاء:1/ 74.
(33)النص الكامل للحديث في صحيح البخاري،كتاب أحاديث الأنبياء،باب قصة يأجوج ومأجوج،رقم الحديث4125:
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة حدثته عن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب بنت جحش رضي الله عنهن،(أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا فَزِعًا ، يَقُولُ : " لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ : فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ وَحَلَّقَ بِأُصْبُعَيْهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا " ، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَفَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ) . هَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ عَمْرٍو النَّاقِدِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، وَقَالَ : اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : " لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ " ، وَقَالَ : وَعَقَدَ سُفْيَانُ عَشْرَةً ، وَأَخْرَجَهُ مُحَمَّدٌ ، أَيْضًا عَنْ مَالِكِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ سُفْيَانَ ، وَقَالَ : وَعَقَدَ سُفْيَانُ تِسْعِينَ أَوْ مِائَةً ).يُنظرفتح الباري،كتاب الفتن باب يأجوج ومأجوج : 4/422،رقم 6716.
(34)ذكر هذا القول الحافظ ابن حجر في فتح الباري:4/422،ولم أجد النص عند الإمام ابن العربي.
(35)فتح الباري، 4/422 .
(36)مجموع الفتاوي:17/ 436.
[rtl] (37) الآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة نذكر منها:قول الله سبحانه: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب)الزمر:9، وقوله سبحانه: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)المجادلة:11، وقال سبحانه: (إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)فاطر:28. وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإِمام مسلم في صحيحهمن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة (.وقوله أيضًا عليه الصلاة والسلام في الحديثالمتفق عليهمن يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين (.[/rtl]
(38)الجمعة: 2 .
(39)العام المراد به الخصوص هو أن يطلق اللفظ العام ويراد به بعض مايتناوله فلم يرد عمومه لا تناولا ولا حكما،بل كلي استعمل في جزئي. بينما العام المخصوص هو أن يراد معناه في التنازل لكل فرد ولكن يخرج منه بعض أفراده ؛ فلم يرد عمومه في الكل حكما لقرينة التخصيص.يُنظر الإبهاج في شرح المنهاج :2/236 وما بعدها ، و البحر المحيط :3/250،وتشنيف المسامع :2/721.
ومسألة التفرقة بين العام المخصوص والعام الذي اريد به الخصوص من الموضوعات الأصولية المهمة،ولم يتعرض لها الأصوليون الأوائل بالتفصيل كما تعرض لها المتأخرون. فبحثها الإمام السبكي في الإبهاج [2/136] و الزركشي في بحر المحيط [3/250] و البرماوي في الحاوي [16/58] وابن النجار الفتوحي في شرح الكوب المنير [3/167] و الشوكاني في أرشاد الفحول ص255 وصديق حسن خان في حصول المأمول ص237 و الأمين الشنقيطي في المذكرة الأصولية ص257 وغيرهم .
محمد المُدني- عضو أساسي بالمنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 217
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 24/06/1969
تاريخ التسجيل : 09/05/2016
العمر : 55
الموقع : تزران - كيسان
مواضيع مماثلة
» ما دلالة إرشادات محمد صلى الله عليه وسلم لكتَبة الوحي
» حديث صلح الحديبية : قضية فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكتاب - وليس يحسن يكتب - فكتب : هذا ما قاضى محمد بن عبد الله
» اعرف نبيك
» خمسين معلومة عن الرسول صل الله عليه وسلم
» كتاب محمد صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى
» حديث صلح الحديبية : قضية فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكتاب - وليس يحسن يكتب - فكتب : هذا ما قاضى محمد بن عبد الله
» اعرف نبيك
» خمسين معلومة عن الرسول صل الله عليه وسلم
» كتاب محمد صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى