سلام اليهود على الرسول عليه السلام

كادت الروايات تجمع على أن الذي ســـلم على الرسول صلى الله

عليه وسلم من اليهود قال :" السام عليك " ولم يأت الجــــــــــــار

والمجرور بلفظ عليكم الا في روايتين ، واحدة منهما للبخاري (1)

والثانية لأحمد بن حنبل (2) ، وهكذا يتضح أنه تواتر عن الصحابة

وعن الرواة أن ما قاله اليهود عند دخولهم على الرسول صلى الله

عليه وسلم ، أو مرورهم به تمثل في دعائهم عليه بالوت ، ذلك أن

" الســام " كما شرحه حديث آخر هو الموت . فقد روت عائشـــة

(ض) أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ان هــــــذه

الحبة السوداء شفاء من كل داء الا من السام ، قلت : ومـا السام ؟

قال : الموت . وذكرت الرواية أن ابن شهاب قال : والســــــام

الموت ، والحبة السوداء الشونيز .

والى جانب هذا التفسير لكلمة " السام " نقل عن قتادة أنـــه قال :

السام عليكم من سئمة سآمـــــة ومسآما ، أي أن اليهودي قد دعا

على الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين بأن يصابـــــــــوا

بالسآمة في دينهم حتى يتثاقلوا في نشره والدفاع عـــــنه وتطبيق

أحكامه . وخرج بقي بن مخلد في تفسيره من طـــــــــرق سعيد

عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم بينما هـــــــو

جالس مع أصحابه ، اذ أتى يهودي فسلم عليه ، فردوا عليــــه

فقال : هل تدرون ما قال ؟ قالوا : سلم يارسول الله . قال :

قال : سام عليكم ، أي : تسأمون دينكم .

وعلق ابن حجر على هذه الرواية قائلا : يحتمل أن يكــــون

قوله " أي تسأمون دينكم " تفسير قتادة كما بينته روايـــة عبد

الوارث التي ذكرها الخطابي (3) 

وعلى كل ، فان قضية تأويل السام بالسآمة تعود الى مبحث

أثاره الشراح والفقهاء وهم يتناولون بالدرس جواب الرسول

صلى الله عليه وسلم على ما قاله اليهود ، فهل كـــان بلفظ

عليكم ؟ أو وعليكم ؟ أي اثبات حرف الواو أو حذفــــــه .

( ذلك ما سنراه في وقت آخر ) .
الاحالات :
1 _ خ 78 / 38
2 _ حم 3 / 144
3 _ ابن حجر 11 / 35 

منقول.......مع تحيات العتيق