سعيد بن جبلي مُفجر “ثورة” 20 فبراير يعد بثورة جديدة

من طرف محمد الورياكلي السبت يناير 16, 2016 12:17 pm

سعيد بن جبلي مُفجر “ثورة” 20 فبراير يعد بثورة جديدة
من أميركا للقضاء على الفقر وإقامة نظام اجتماعي عالمي عادل من خلال اختراعه نظاما بنكيا جديدا يمنح الفقراء حق طباعة أموالهم

الرباط- “رأي اليوم”- نبيل بكاني:
شهدت مدينة بوسطن الأميركية تأسيس شركة “سانتكوين” (Sant Coin) التي تهدف للقضاء النهائي على الفقر في العالم عبر عملة رقمية جديدة سيتم توزيعها مجانا وبالتساوي على جميع سكان العالم. والتي سيؤدي حسب توقعات مخترعها إلى محو الفوارق في توزيع الثروة بين البلدان الفقيرة والغنية.
هذا الاختراع الفريد من نوعه كان وراءه مؤسس حركة 20 (شباط) فبراير التي انطلقت مع مطلع 2011 لإسقاط الظلم الاجتماعي والاستبداد والمطالبة بتطبيق نظام اجتماعي عادل يقلل من أزمة الفقر المستفحلة داخل المجتمع؛ سعيد بن جبلي أحد أشهر الناشطين في المغرب والذي ساهم في قيادة الشارع المغربي للاحتجاج على الأوضاع القائمة في مسيرات احتجاجية على طول مدن وقرى المملكة، سماها البعض بالمسيرات العارمة فيما وصفها آخرون بـ”ثورة” حضارية؛ اليوم، وبعد ضمور طويل نسبيا عن الساحة الاجتماعية، تلألأ نجم سعيد بن جبلي مرة أخرى ولكن هذه المرة في سماء بوسطن الأميركية، مبشرا بثورة جديدة لكنها من صنف آخر.
سعيد بن جبلي يرى أن اختراعه الجديد ثورة ستغير وجه العالم وتقلب الموازين الاقتصادية، مؤكدا بكل ثقة أن العملة الجديدة ستخرج الكثير من الفقراء من عالم الفقر الى الغنى والثراء، كما ستجعل كثيرا من الأغنياء فقراء في حالة لم يتراجعوا عن جشعهم واحتكارهم للاقتصاد، وان اختراعه يوفر نظاما غير مسبوق لنقل المال بسهولة وبساطة ومجانية متاحة للجميع “قررت أن أجعله وسيلة لمحو الفقر وخلق طبقة واسعة من الأثرياء” يقول بن جبلي وهذا هو الهدف الأساسي من وراء المشروع و”لدي ايمان عميق أن هذا سيتحقق”.
ويختصر بن جبلي اختراعه الذي يؤكد أنه الأول من نوعه وأنه لم يسبق أن فكر أو حلم أحد بمثيل له، بأنه نظام لطبع الأموال بطريقة قانونية وشرعية مئة بالمئة، “نعم سنطبع الأموال” هكذا أكد المخترع، الذي قال ان في أميركا كل شيء يمكن أن يباع ويسوق حتى البرد يمكن بيعه بطريقة لا تخالف القانون، ونحن “اخترنا بيع العملة،” والتي حسب بن جبلي سيتم تحويلها بين المستفيدين مجانا عكس شركات تحويل الأموال التقليدية والتي تخضع العمليات المالية فيها لمسار يجعل التحويلات خاضعة للاجتزاء والخصم الضريبي والخدمي، موضحا أن هذه الأموال “نحن من يصنعها ومن حقنا صنعها هذه هي أميركا”، وقد “أسسنا بنكا فريدا في العالم”، وتعهد صاحب الاختراع بتحويل نصف المبالغ الى محاربة الفقر على مستوى العالم المتأخر وتمويل البحث العلمي في الدول النامية والفقيرة مؤكدا أن الشركة التي أسسها بهدف ادارة هذا النظام المالي، ستستقبل في العاجل القريب خبراء ومهندسين من أعلى مستوى لتطويره ووضع الأفكار التي من شأنها إنهاء الفقر في العالم، مؤكدا بكل ثقة أنه بعد ستة أشهر أو سنة سيتغير العالم بفضل هذا النظام الذي “سينتشر في العالم انتشار النار في الهشيم فصل الصيف” وان العالم سيفقد قيمة الأموال الورقية، ولم يخفي أن مجيئه الى الولايات المتحدة مكنه من تسريع خروج هذا المشروع للواقع، ضاربا موعدا لاحتفال شركته بأزيد من عشرة آلاف مليونير جديد في العام المقبل، ويكمن السر في شفرة قام بتطويرها، ويجدر الذكر أن سعيد بن جبلي عمل منذ التحاقه بالولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات الثلاث الأخيرة سائقا في القطاع الخاص كما عمل تقنيا في شركة “ديل” الأميركية، وقد خصّ بن جبلي “رأي اليوم” استثناء بحديث شرح فيه التصور العام للنظام المالي الجديد، مؤكدا أنه لم يرغب في التواصل مع الصحافة في الوقت الحالي.
وتمتاز العملة الجديدة، كما أدلى بن جبلي لـ”رأي اليوم” بتوفرها على تطبيق سيتم توفيره مجانا وهو قابل للاستخدام على جميع أنواع الأجهزة الذكية، ويمكن من القيام بعمليات الأداء والشراء وإرسال الأموال عبر الانترنت وحتى في حال انقطاع الإنترنت، وذلك بسبب تقنية تشفير جديدة يعتمدها النظام تمكن من إرسال المال، وهي عبارة عن مفتاح من عشرة أرقام، فقط جهاز المالك الشرعي للمال يستطيع فك ذلك المفتاح والاعتراف به وتحويله إلى مال في جهازه، وبهذه الطريقة يتم تبادل الأموال بين مستعملي التطبيق في مناطق لا تتوفر على الانترنت، حيث يمكن إرسال المفتاح عبر مكالمة هاتفية أو رسالة مطبوعة.
والتطبيق المجاني يشتغل بالاعتماد على رقم تعريف دولي يمكن الحصول عليه مجانا من خلال التطبيق و من موقع الشركة، رقم التعريف ذلك يمكن المستخدم للتطبيق من الحصول على المال حتى وإن نفذت بطارية هاتفه، أو نسيه في البيت، إذ يتوجب عليه فقط أن يحتفظ بالمفتاح الذي تحصل عليه في ورقة، ثم يقوم بإدخاله لاحقا إلى جهازه.
المخترع ذو الأصول المغربية والمقيم في أميركا سعيد بنجبلي، صرح لـ “رأي اليوم” بأن هذه التقنية الفريدة لنقل الأموال بدون إنترنت هي من أهم نقاط قوة النظام الجديد، حيث لم تتوفر هذه التقنية من قبل، وقد تم حمايتها عبر التصريح بها لدى مكتب الولايات المتحدة الأمريكية لبراءات الاختراع والعلامات التجارية. وتعتمد طريقة تشفير سرية، بالإضافة لعملة افتراضية مصممة للقضاء على الفوارق في توزيع الثروة بين مناطق العالم وبين المواطنين في نفس الدولة.
واستدل مطور عملة “سانتكوين” على ذلك ببعض الأرقام الإحصائية حول معدل امتلاك الثروة في البلدان المتقدمة يتجاوز 4 مائة ألف دولار للفرد بينما لا يتجاوز في دول أخرى 10 آلاف دولار للفرد، بل ونجد في هذه البلدان الفقيرة أن 85 في المائة من سكانها تقل ثرواتهم عن ألف دولار في مجموع ثروتهم أو لديهم رقم سالب لأنهم غارقون في الديون، مثل المغرب وغيره من البلدان التي تقع في ذيل اللائحة.
وحسب ميثاق الاستخدام الذي وضعته الشركة التي يملك بنجبلي جميع أسهمها، فإن كل شخص بالغ سيكون قادرا على توليد 20 وحدة من العملة الجديدة بضغطة زر بعد الموافقة على اتفاقية الاستخدام التي تلزم المستخدم بالتبرع بنصف المال المخلوق لصندوق دولي يخصص ربع ميزانيته لتطوير البنية التحتية للنظام وتسويقه، والباقي لمشاريع من أجل تلبية الحاجة الملحة لأعضاء مجتمع العملة الرقمية حول العالم.
سعيد بنجبلي أضاف بأن اختراعه جاء لسد العديد من الثغرات في النظام المالي الحالي، والتي من أهمها التضخم الناتج عن طباعة أموال زائدة عن الحاجة لمصلحة الشركات والأغنياء، والسياسات الحكومية الفاشلة، مشاكل كرستها العملات المشفرة السابقة مثل “بيتكوين” التي كرست احتكار الثروة والفوضى المالية في الفضاء الرقمي عوض أن تقدم شيئا في صالح البشرية جمعاء، وفق بن جبلي.
وبالنسبة لقيمة العملة الجديدة وتسهيلا لصرفها فقد أعلنت الشركة عن إطلاق سوق حرة لتبادل العملة مقابل الدولار وبقية العملات الأخرى مثل سوق الـ “فوركس″، وتتوقع الشركة أن يتراوح سعر العملة من بضع سنتات أو دولارات عند انطلاقها لتستقر في حدود 5000 دولار في النهاية.
ومن أجل ضمان انتشار سريع للعملة فقد أعلنت الشركة عزمها على جعل كل شيء مجاني، التطبيق والاشتراك في الموقع، وتوليد المال الشخصي، وصرفه، كما أطلقت برنامجا للتسويق يكافئ المسوقين بعملة واحدة عن كل عضو يقوم المسوق بالتسجيل في النظام، وهي الميزات التي لا توفرها أي خدمة أخرى في المجال المالي.
ولأن نظام نقل الأموال يضمن مجهولية تامة لمستعملي الأجهزة، فإن الشركة ألزمت نفسها بنشر جميع العمليات المالية الجارية بين جميع المتعاملين للعموم، وذلك على الموقع التجاري للعملة لتمكين الجميع من مراقبة النظام وسلامة العمليات، كما ستجمع معلومات التسوق لتستغلها تجاريا دون أن تكون لها معرفة بالهوية الشخصية لتلك الأجهزة، أما الأموال المشتركة فسيتم إدارتها عبر نظام قوي للتصويت والمراقبة والمحاسبة عبر منصة أخرى خاصة بالأعضاء المسجلين.
وأضاف بن جبلي أنه يهتم بوضعية العالم أكثر مما يهتم بنفسه قد أوصله لفكرة واختراع سيجعل العالم خاليا من الفقراء، و”سيجعلني بين كبار الأغنياء” وأنه لحدود الساعة تواصل مع كثير من الخبراء الذين يشاطرونه الرأي حول تفرد اختراعه.
وإذا دُفع له مليار دولار للتنازل عن الاختراع أجاب “رأي اليوم” أنه ليست لديه أية نية في التخلي عن اختراعه أو شركته كليا أو جزئيا لسببين “الأول أن اختراعي أهم اختراع حدث في التاريخ ولن يتكرر، والسبب الثاني أنني أخاف أن يتعرض لسوء استخدام من قبل المشتري حين يجرده من أهدافه النبيلة الإنسانية لمصلحته الضيقة”.
وحول ما إن كان يشعر بالخوف على حياته وسلامته الجسدية جراء المغامرة التي أقدم عليها وما تشكله من تهديد لكيانات مالية كبرى، قال أنه يخاف أن يتعرض له مكروه “قبل أن أكمل تأسيس البرنامج”، وأنه حين يكتمل المشروع بعد أشهر “لن أهتم بما يحدث لي بعد ذلك” فالنظام الجديد سيسير نفسه وسيحمي نفسه، وفق المتحدث.