كسر الخاطر/ الشطط في استعمال التاريخ!
صفحة 1 من اصل 1
كسر الخاطر/ الشطط في استعمال التاريخ!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]/ الشطط في استعمال التاريخ!
عبد الحميد جماهري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من مفارقات المغرب الجديد، أن الأيام الكبرى في التاريخ، تلك التي تصنع العمق المغربي هي المناسبات الملائمة لدفن .. التاريخ، ونسيانه، وبتره و«تشرميله» بلغة المؤرخين الجدد في شوارع المملكة السعيدة.!
وهي عادة اكتسبناها، ولا شك، من الفترة الذي كان التاريخ يكتبه من لم يصنعوه، أو تستند فيه السلطة السياسية في البلاد إلى ضرورة إحداث عجز في التاريخ لتقيم مسافة لها وحدها، أو عادة بسبب الإيمان الوثني بالاستفراد بمشروعية التاريخ الوطني، ولا سيما التاريخ الذي جدد الوطنية المغربية، عبر تطعيمها بالسلفية المكافحة وبالشرعية الملكية المناضلة والشعبية وبالتلاحم بين فئات البلاد ومكوناتها المتنوعة للغاية..
أو بسبب تقليصه
أو تجييره بما يجب…
فقد تابعنا حدثين مهمين للغاية، لم يحملا، في ذكراهما كل القوة الواجب شحنهما بها.
أولهما حدث معركة أنوال، وتم الاقتصار على بيانات حول الموضوع للإخبار بالذكرى، ثم بيان خبري بعدي عن هذه الذكرى التي تمثل مناسبة لاستحضار نضالات وبطولات رجال أشاوس وفلاحين بسطاء دفعتهم غيرتهم الوطنية وتشبثهم بالحرية وحبهم لوطنهم « للتكتل حول محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي قاد معارك بطولية في حرب غير متكافئة وحقق أكبر انتصار على دولة استعمارية أخضعت العديد من الشعوب لسيطرتها».
وهي حقيقة ثابتة وقوية، وما زالت كل شعوب العالم تذكر البطل بن عبد الكريم وبطولاته: من الصين التي استلهم قائدها ماوتسي تونغ المعركة في حربه الشعبية الطويلة الأمد، وهوشي منه، وغيفارا ..إلخ آخر الأيقونات التي طبعت قرنين من الزمن العالمي..
ويظل الغائب الأكبر في تخليد معركة أنوال هو .. صاحبها!
أي البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي! فالرجل ما زال مدفونا بعيدا عن أرض المعركة، وما زال حضوره في أيام التخليد لا يتجاوز الاحتفائية المبتورة، المقتصرة على الاسم والمناسبة ومن القائل!
هناك مسعى لا يخلو من ذكاء، و لكنه مسعى يبقى قاصرا وغير بريء يريد أن يمحو الريف، بطل الريف: ويراد لحق كبير وقائم ولا غبار عليه هو ثورة الريفيين بكل مكوناتهم ضد الإسبان وخوص معركة من أشرس المعارك، وهذه الحقيقة الخالدة لها صنوتها التي لم يكن لها أن تكون لولا رجال من أمثال عبد الكريم وخبرته وقدرته على حشد القوى والأولويات وقراءة الخارطة الدولية !!
وثاني الأحداث، وقد كانت منطقة الريف مجددا مسرحا لها، في مغرب الاستقلال هي ذكرى تشييد طريق الوحدة.
وهي معركة حقيقية، تم فيها حشد الآلاف من شباب المغرب في ورش مفتوح برسالة كبرى لجمع شمال المغرب بجنوبه وربط المعارك في الشمال بالمعارك في الجنوب..!
وكان الغائب الأكبر أحد رموزها الكبار وصاحب فلسفتها التي استقاها من توجهات الملك الوطني الكبير محمد الخامس طيب الله ثراه، والمقصود به الشهيد المهدي بنبركة.
فكل الأشرطة، عادت إلى صمتها وإلى حنين المقص، من جديد ، في ما يتعلق بحضوره القوي والباعث على الهمة والتعبئة، ولا يمكن بفعل أي تصور سياسي مهما كان «إجباريا»، أن يغيب الرجل عن تاريخ هذه المرحلة..
الذين يذكرون تلفزيونات المرحلة البئيسة، يذكرون النسيان الكبير الذي يطال كل هؤلاء الذين كانوا في صلب تحويل توجهات ملك شعبي ووطني إلى أفعال ميدانية، بل لا يريدون في ذلك جزاء ولا شكورا!
في الواقع، كل الذين تابعوا أطوار طي صفحة الماضي وبناء الهوية المتجددة على قاعدة المشترك الرمزي والمادي لكل المغاربة، اعتقدوا أن الكتابة الرسمية، الجافة والحصرية لتاريخ المغرب وذاكرته قد انتهت مع المصالحة الوطنية، كما فكرت فيها وناضلت من أجلها هيئة الإنصاف والمصالحة وآمنوا أنها انطلاقة لـ«تعميم» الذاكرة على الجميع عوض أن تقتنص كل مجموعة، سياسية أو قبلية أو جغرافية حظها من التاريخ وتمجده لوحده، وليس ضمن منظومة كبرى هي المنظومة المغربية.
وما حصل، يحصل بين الفينة والاخرى، هو محاولة صناعة تباعد جديد، على قاعدة «خلق تاريخ..مضاد للتاريخ»، و …ترتيب قراءة أخرى، بعضها تستعين بشهادات أشخاص لا يملكون من شرعية التاريخ سوى الاسم أو أحيانا شرعية المنطقة التي ينتمي إليها الصانع الحقيقي للتاريخ لإقامة توازن رعب»: مفاده أن البطل الفلاني أرعب أبناء البطل الآخر، وأن الاخرين الذي لم يحضروا صناعة البطولة، هم في النهاية الأبطال الذين بين أيدينا!!
ونكتفي من التاريخ بظلاله المضببة والتشكيكية، وهي عملية خضع لها البطل عبد الكريم الخطابي والمهدي بنبركة على حد سواء..!!
شيء من المصالحة العامة لم يتم.. والتاريخ يتم فيه استعمال الشطط، وهو ما يتناقض كليا مع مسار المصالحات الوطنية، والتي ينتظر أن تتم بشكل نهائي، على الأقل في الأشياء المجيدة من تاريخ معروف أصحابه وصناعه..!
7/24/2015أو بسبب تقليصه
أو تجييره بما يجب…
فقد تابعنا حدثين مهمين للغاية، لم يحملا، في ذكراهما كل القوة الواجب شحنهما بها.
أولهما حدث معركة أنوال، وتم الاقتصار على بيانات حول الموضوع للإخبار بالذكرى، ثم بيان خبري بعدي عن هذه الذكرى التي تمثل مناسبة لاستحضار نضالات وبطولات رجال أشاوس وفلاحين بسطاء دفعتهم غيرتهم الوطنية وتشبثهم بالحرية وحبهم لوطنهم « للتكتل حول محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي قاد معارك بطولية في حرب غير متكافئة وحقق أكبر انتصار على دولة استعمارية أخضعت العديد من الشعوب لسيطرتها».
وهي حقيقة ثابتة وقوية، وما زالت كل شعوب العالم تذكر البطل بن عبد الكريم وبطولاته: من الصين التي استلهم قائدها ماوتسي تونغ المعركة في حربه الشعبية الطويلة الأمد، وهوشي منه، وغيفارا ..إلخ آخر الأيقونات التي طبعت قرنين من الزمن العالمي..
ويظل الغائب الأكبر في تخليد معركة أنوال هو .. صاحبها!
أي البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي! فالرجل ما زال مدفونا بعيدا عن أرض المعركة، وما زال حضوره في أيام التخليد لا يتجاوز الاحتفائية المبتورة، المقتصرة على الاسم والمناسبة ومن القائل!
هناك مسعى لا يخلو من ذكاء، و لكنه مسعى يبقى قاصرا وغير بريء يريد أن يمحو الريف، بطل الريف: ويراد لحق كبير وقائم ولا غبار عليه هو ثورة الريفيين بكل مكوناتهم ضد الإسبان وخوص معركة من أشرس المعارك، وهذه الحقيقة الخالدة لها صنوتها التي لم يكن لها أن تكون لولا رجال من أمثال عبد الكريم وخبرته وقدرته على حشد القوى والأولويات وقراءة الخارطة الدولية !!
وثاني الأحداث، وقد كانت منطقة الريف مجددا مسرحا لها، في مغرب الاستقلال هي ذكرى تشييد طريق الوحدة.
وهي معركة حقيقية، تم فيها حشد الآلاف من شباب المغرب في ورش مفتوح برسالة كبرى لجمع شمال المغرب بجنوبه وربط المعارك في الشمال بالمعارك في الجنوب..!
وكان الغائب الأكبر أحد رموزها الكبار وصاحب فلسفتها التي استقاها من توجهات الملك الوطني الكبير محمد الخامس طيب الله ثراه، والمقصود به الشهيد المهدي بنبركة.
فكل الأشرطة، عادت إلى صمتها وإلى حنين المقص، من جديد ، في ما يتعلق بحضوره القوي والباعث على الهمة والتعبئة، ولا يمكن بفعل أي تصور سياسي مهما كان «إجباريا»، أن يغيب الرجل عن تاريخ هذه المرحلة..
الذين يذكرون تلفزيونات المرحلة البئيسة، يذكرون النسيان الكبير الذي يطال كل هؤلاء الذين كانوا في صلب تحويل توجهات ملك شعبي ووطني إلى أفعال ميدانية، بل لا يريدون في ذلك جزاء ولا شكورا!
في الواقع، كل الذين تابعوا أطوار طي صفحة الماضي وبناء الهوية المتجددة على قاعدة المشترك الرمزي والمادي لكل المغاربة، اعتقدوا أن الكتابة الرسمية، الجافة والحصرية لتاريخ المغرب وذاكرته قد انتهت مع المصالحة الوطنية، كما فكرت فيها وناضلت من أجلها هيئة الإنصاف والمصالحة وآمنوا أنها انطلاقة لـ«تعميم» الذاكرة على الجميع عوض أن تقتنص كل مجموعة، سياسية أو قبلية أو جغرافية حظها من التاريخ وتمجده لوحده، وليس ضمن منظومة كبرى هي المنظومة المغربية.
وما حصل، يحصل بين الفينة والاخرى، هو محاولة صناعة تباعد جديد، على قاعدة «خلق تاريخ..مضاد للتاريخ»، و …ترتيب قراءة أخرى، بعضها تستعين بشهادات أشخاص لا يملكون من شرعية التاريخ سوى الاسم أو أحيانا شرعية المنطقة التي ينتمي إليها الصانع الحقيقي للتاريخ لإقامة توازن رعب»: مفاده أن البطل الفلاني أرعب أبناء البطل الآخر، وأن الاخرين الذي لم يحضروا صناعة البطولة، هم في النهاية الأبطال الذين بين أيدينا!!
ونكتفي من التاريخ بظلاله المضببة والتشكيكية، وهي عملية خضع لها البطل عبد الكريم الخطابي والمهدي بنبركة على حد سواء..!!
شيء من المصالحة العامة لم يتم.. والتاريخ يتم فيه استعمال الشطط، وهو ما يتناقض كليا مع مسار المصالحات الوطنية، والتي ينتظر أن تتم بشكل نهائي، على الأقل في الأشياء المجيدة من تاريخ معروف أصحابه وصناعه..!
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
يجب أن تقال
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
مواضيع مماثلة
» ليت التاريخ يعيد نفسه؟
» سيتة في التاريخ 11/3/12
» التاريخ ظلم التتر
» من التاريخ الحي ..(1).
» بؤس التاريخ: المدرسة المغربية من الانفتاح إلى التراجع
» سيتة في التاريخ 11/3/12
» التاريخ ظلم التتر
» من التاريخ الحي ..(1).
» بؤس التاريخ: المدرسة المغربية من الانفتاح إلى التراجع
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى