أحمد مطر يعود بقصيدة عن "الدولة الإسلامية": رُسُلُ التَّخلُّفِ في بلادِ الضّادِ يَستنكرونَ «خِلافةَ البغدادي»
صفحة 1 من اصل 1
أحمد مطر يعود بقصيدة عن "الدولة الإسلامية": رُسُلُ التَّخلُّفِ في بلادِ الضّادِ يَستنكرونَ «خِلافةَ البغدادي»
أحمد مطر يعود بقصيدة عن "الدولة الإسلامية": رُسُلُ التَّخلُّفِ في بلادِ الضّادِ يَستنكرونَ «خِلافةَ البغدادي»
| 2014-10-16
بعد غياب عدة سنوات عن النشر، عاد الشاعر الكبير «أحمد مطر» إلى جريدة «القبس» برائعة شعرية جديدة، تحاكي راهننا العربي الموجع، وضع فيها نقاط الحق على حروف الحقيقة بأسلوبه الشجيّ المعتاد، وإن بشعرية متفرِّدة تعتقت بأسى الغربة الطويلة وشجن الأيام المتشابهة على مدى السنوات الأخيرة.
في هذه القصيدة يتألق أحمد مطر من جديد، وهو يحمل مشرط القصيد، لينكأ الجراح العربية بمهارته القديمة، وخبراته المتراكمة، ويخاطب الجميع بشجاعته المعهودة وحسمه المعروف ووضوحه المباشر، من دون أن يقع في فخ التقريرية، أو يفقد روح الشعر ومعينه العذب، الذي ميّز ديوان مطر ولافتاته الشعرية الشائكة، بجبروتها اللغوي وموسيقاها الصاخبة، منذ بداياته وبدايتها على صفحات القبس قبل عقود من الزمان.
القبس التي ترحب بهدية ابنها وتتمنى له الصحة ودوام العطاء، على ثقة بأن لافتته ستحظى بإعجاب القرّاء، كما حظيت بإعجاب إدارة التحرير فقررت أن تشاركهم الهدية.
«فرعون ذو الأوتاد»
رُسُلُ التَّخلُّفِ في بلادِ الضّادِ
يَستنكرونَ «خِلافةَ البغدادي»
ويُحَوقِلونَ تَهيُّباً وتَعجُّباً
ممّا رأوا من جُرمهِ المُتمادي
فكأنّما هذا الخليفةُ «مأتَمٌ»
وكأنّما هُم «فرقةُ الإنشادِ»!
وَكأنَّما الدُّوَلُ التي في ظِلِّهِمْ
أُنشِئْنَ مِن وَردٍ ومِن أورادِ!
وكأنَّ مَن فيهِنَّ لَيسَ طَريدَةً
مَنذورَةً لِحَبائِلِ الصَّيادِ!
* * *
أُبدي اندهاشِيَ للجريمةِ صارخاً:
ما لي أرى الأشباهَ كالأضدادِ؟!
ما للقُيودِ الجاهليّةِ صَلصَلَتْ
مذعورةً مِن رنّةِ الأصفادِ؟!
هل قاتِلُ الآلافِ أبرأُ ذِمّةً
مِن قاتِلِ العَشَراتِ والآحادِ؟!
أم غارِزُ السكّينِ أسوأُ فِعلَةً
مِن غارسِ الألغامِ والأعوادِ؟!
الصّوتُ ذلكَ مُبتدا هذا الصَّدَى
ولِسانُ حالِ المُنتَهي والبادي:
«الغَرْغَرينا» لم تَكُنْ لو لم يكُنْ
جُرحُ البلادِ مُبطَّناً بفَسادِ!
* * *
ما دُقَّتِ الأوتادُ فينا صُدفَةً
بَل دَقَّها فِرعونُ ذو الأوتادِ!
ولَهُ سَوابِقُهُ بتصديرِ الأذى
لِيَصُدَّهُ.. ويَعودَ بالإيرادِ!
ولَهُ عَبيدٌ سادَةٌ قد سَوَّدوا
أيّامَنا.. مِن قَبلِ هذا السّادي.
أم أنَّ ثَوراتِ الشّبابِ تَفَجّرَتْ
مَلَلاً مِنَ التّدليلِ والإسعادِ؟!
كانوا على مَرِّ الزَّمانِ يُرونَنا
فِعْلَ اللُّصوصِ.. ومَنطِقَ الزُّهّادِ
ويُفَصّلونَ الدِّينَ حَسْبَ مَقاسِهم
ثَوباً.. على جَسَدٍ مِنَ الإلحادِ!
رَصَدوا السّلاحَ.. فما تَرصَّدَ غازِياً
ولِقَتلِنا.. قد كانَ بالمِرصادِ!
رَقَدوا.. ولم يستيقِظوا حتّى علا
سَوطُ الوَعيدِ بزجْرَةِ الأسيادِ
فَتَذَكَّروا معنى الحياةِ، ولَمَّعوا
صَدَأَ السّلاحِ.. بصَرخةِ استنجادِ!
هُم لا تَقومُ صِلاتُهم إلاّ على
تَقطيعِ حَبْلِ الناسِ بالإجهادِ
هُم لا تُقامُ صَلاتُهُم إن لم تكُنْ
بِإمامَةِ «السِّي آيِ» و(الموسادِ)!
وهُمُ الحَديدُ وخَصْمُهُم مِن جِنسِهِم
وجَميعُهُم برعايَةِ الحَدّادِ!
فَعَلامَ يأنَفُ لاعِبٌ مِن لاعِبٍ
وكلاهُما عُضْوٌ بنَفسِ النّادي؟!
***
تُبدي الجَريمةُ دَهشَةً مِن دَهشَتي:
أَوَ ما رأيتَ تَنافُسَ الأوغادِ؟!
أصْلُ الحكايَةِ غَيْرَةٌ وتَحاسُدٌ
ما بَينَ جيلِ النَّشْءِ والرُّوادِ!
يَتفارَقونَ بِشَكْلِهِم، لكنَّهُم
رَضَعوا حليبَ طِباعِهِم مِن زادي.
وأنا رَؤومٌ، لا أُفَرِّقُ بينَهُم
هُم في النّهايَةِ.. كُلُّهُم أولادي!
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 70
مواضيع مماثلة
» «الدولة الإسلامية» تلاحق إسلاميي المغرب
» هل مهدت "الوهابية" الطريق لصعود فكر "داعش" التكفيري؟
» الحليف المناسب للغرب في سوريا في مواجهة تنطيم الدولة الإسلامية
» أعلام بني ورياكل
» قصيدة الحراز :نظم مولاي علي البغدادي
» هل مهدت "الوهابية" الطريق لصعود فكر "داعش" التكفيري؟
» الحليف المناسب للغرب في سوريا في مواجهة تنطيم الدولة الإسلامية
» أعلام بني ورياكل
» قصيدة الحراز :نظم مولاي علي البغدادي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى