كتاب "لا ينضج المرء إلا في الحياة الدنيا" للكاتبة الألمانية التركية أمل زين العابدين
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كتاب "لا ينضج المرء إلا في الحياة الدنيا" للكاتبة الألمانية التركية أمل زين العابدين
كتاب "لا ينضج المرء إلا في الحياة الدنيا" للكاتبة الألمانية التركية أمل زين العابدين
أمل زين العابدين: الحجاب ليس مقياسا للإيمان
تسلط الكاتبة الألمانية ذات الأصول التركية-العراقية أمل زين العابدين، في كتابها الذي يحمل عنوان "لا ينضج المرء إلا في الحياة الدنيا"، الضوء على الفترة التي عاشتها كمسلمة محجبة. وتشرح كذلك سبب نزعها الحجاب في آخر المطاف- من دون تخليها عن دينها. آنا لينا يونغيبورت تسلط الضوء لموقع قنطرة على هذه الكاتبة المسلمة وكتابها الصادر بالألمانية.ولدت أمل زين العابدين في اسطنبول لأسرة مهاجرة مسلمة صارمة في الالتزام الديني ذات أصول تركية عراقية. في فترة مبكّرة هاجرت إلى ألمانيا. كان والدها من مؤسّسي الجمعية الإسلامية التركية "ملِّي غوروش" Milli Görüs في ألمانيا، وكان في تلك الأيَّام قدوة كبيرة للشابة أمل زين العابدين - ليس فقط في أمور الدين، بل كذلك في أسلوب حياته الإسلامية.
لقد كان من البديهي لأمل زين العابدين طيلة ثلاثين عامًا أن ترتدي الحجاب في ألمانيا وأن تظهر كذلك للعالم الخارجي بمظهر المرأة المسلمة وخاصة في بيئتها الإسلامية. بيد أنَّها اليوم تطرح على نفسها السؤال التالي: "ما علاقة الملابس بالإيمان وبإرادة الله؟" لقد كانت أيضًا بداية النقاش حول الحجاب في عام 2004 بالنسبة لهذه المؤلفة الألمانية التركية حافزًا على التفكير في وعيها الذاتي الإسلامي وفي حجابها. وهكذا بدأت بالبحث والتساؤل من منظور ناقد عن معنى هذا الرداء الذي كان حتى ذلك الحين أمرًا بديهيًا بالنسبة لها.
"الحجاب - رمز للطاعة والخضوع"
تذكر في مقال موجود ضمن مجموعة مقالاتها: "لقد أصبح الحجاب في وقتنا الراهن رمزًا للطاعة والخضوع". ولكن هل يمثّل الحجاب في الواقع رمزًا للطاعة؟ لا تستبعد أمل زين العابدين سعي النساء في يومنا هذا من خلال ارتدائهن الحجاب إلى التعبير عن إصرارهن واستقلالهن وقوّتهن. وعلاوة على ذلك ترى أنَّ "النساء يُعرِّفن عن أنفسهن من خلال ارتداء الحجاب ويشعرن بأنَّه يحدّد انتماءهن للمجموعة".
هل يكره الله تسريحات شعر النساء؟" - تؤكّد الكاتبة أمل زين العابدين على أنَّ الكثيرين من المسلمين غالبًا ما يُسيئون فهم الإسلام من خلال اعتباره مجرّد دين قوانين وتشدد على أنَّ القرآن لا يفرض بصيغة صريحة النقاب على النساء.
اقترحت اقتراحًا يبدو استفزازيًا ومتّسمًا بالثقة، دعت من خلاله إلى ضرورة إيجاد زيّ موحّد للرجال أيضًا، مثل القفّازات، وذلك لأنَّ أيدي الرجال - بحسب رأيها - من الممكن أن تكون هي الأخرى جذّابة ومثيرة: "لماذا لا يتعيّن إذًا على الرجال أيضًا ستر أنفسهم؟ ألا توجد لدى النساء تخيلات جنسية؟". تسأل أمل زين العابدين حول طبيعة "الرجل" الذي يتحتّم على النساء ستر أنفسهن أمامه بحشمة وإذلال في القرن الحادي والعشرين، وتصفه تقريبًا كأنَّه كائن لا يكاد يستطيع التحكّم بنفسه في الشارع عندما تظهر أمامه امرأة مكشوفة الرأس.
تفاجأت هذه المسلمة أكثر وهي تخوض تجربتها الخاصة. وفي هذا الصدد تتحدّث بخيبة أمل مثلاً حول لحظة خروجها للمرة الأولى إلى الشارع من دون حجاب وبشعر مكشوف في ألمانيا، حيث لاحظت بوضوح ألاَّ أحد يراها بشكل مختلف. ولكنها في الواقع أصبحت الآن ومن دون ريب غير ملفتة كثيرًا للنظر مثلما كانت قبل ذلك وهي مرتدية الحجاب، في ألمانيا. تصف عملية إدراكها الخاصة هذه على أنَّها عملية تحوّل من "مسلمة مرئية إلى امرأة مراقِبة محايدة غير مرئية".
"الخوف من الله الذي يعاقب على كلّ شيء"
ومع تحوّلها هذا واجهت استياءً كبيرًا خاصة في محيطها المقرَّب منها، مثلما تقول. إذ انتقد الكثيرون موقفها، حتى أنَّهم شكَّكوا في إيمانها كمسلمة صادقة، لأنَّهم يسعون عوضًا عن ذلك إلى حياة ترضي الله في الحياة الدنيا من أجل نيلهم الثواب في الآخرة. ولكن أمل زين العابدين تدعو إلى عكس ذلك تمامًا - وعلى وجه التحديد إلى ما يذكّر به عنوان كتابها. فهي تُقدّم الحياة الدنيا على الآخرة. وذلك لأنَّ الصورة السائدة لدى معظم المسلمين عن أنَّ الله شديد العقاب، لا تمثّل بالنسبة لهذه الكاتبة سوى سياسة تخويف. وهي تبيّن بالإضافة إلى ذلك أنَّها ناضجة ووصلت إلى معرفة ذاتية قادتها في الوقت نفسه إلى معرفة الله.
وفي دورها الجديد باعتبارها "مسلمة غير ملفتة للنظر" في ألمانيا بدأت تتطوّر مع "التعريف الجديد لحالة الابتعاد عن الرجال" وتنتقد "العناد الصبياني الذي ينشأ عند تبرير هذا الرداء بالدين".
كانت أمل زين العابدين من عام 1995 وحتى عام 2005 رئيسة الجمعية النسائية الإسلامية "جمعية نساء" في ألمانيا. وفي عام 2007 تم منحها تكريمًا لنشاطها في مجال الحوار بين الأديان جائزة لوثر الألمانية "الكلمة الشجاعة". صدر كتابها الأوّل تحت عنوان "لا ينضج المرء إلاَّ في الحياة الدنيا".
كذلك تعارض هذه المسلمة المؤمنة عن قناعة وبكلّ وضوح حظر ارتداء الحجاب بموجب القانون. ومن هذه الناحية يبدو موقفها هذا الملفت للنظر وكأنَّها تنأى بنفسها عن رغبتها في إقناع النساء الأخريات في التخلي عن الحجاب - على الرغم من اعتقادها بأنَّ المرأة تكون أيضًا مسلمة صالحة حتى وهي من دون حجاب. ففي آخر المطاف لا يمكن أن يتم من فوق فرض الانعكاس الذاتي وفرض الحرية.
تصف أمل زين العابدين نزع حجابها الخاص بأنَّه خطوة خطتها نحو "إطلاق سراحها إلى الاستقلال". وهذه الخطوة الجريئة تشكل المحور الذي يدور حوله كتابها. ولكن مسألة غطاء الرأس تعتبر بالنسبة لأمل زين العابدين مسألة لها أيضًا علاقة بالاندماج في المجتمع الألماني، ذلك لأنَّ "الاندماج يبدأ مع الاستعداد للتعرّف على العالم الآخر، وهذا لا يمكن أن يتحقّق بطبيعة الحال عندما لا يكون بين الناس اهتمام متبادل وعندما ينعزلون بمحض اختيارهم"، مثلما تقول المؤلفة. وهي لا تخفي نفورها من ارتداء البرقع، فهؤلاء النساء يبقين بحسب رأيها محرومات من أي شكل من أشكال التواصل بين البشر.
"العالم الخالي من الإثارات عالم ممل"
تلاحظ أمل زين العابدين انطلاقًا من تجربتها الشخصية زيادة العداء نحو المسلمين منذ هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر. ولكن في رأيها لا يجوز انتقاد الدين، بل انتقاد المسلمين الملتزمين والممارسين للدين، وذلك لأنَّ الشباب المسلمين في المقام الأوَّل لا يستطيعون "تخليص أنفسهم من صور الله الجاهزة إلاَّ بصعوبة"، لكي يطوّروا فهمهم الخاص لله، مثلما تكتب المؤلفة. ولهذا السبب فهي تريد المزيد من الانفتاح على أشكال الحياة الإسلامية المختلفة وكذلك المزيد من التسامح مع ذوي الآراء المختلقة.
وعلى نحو ممتع وبحماس تشارك أمل زين العابدين القارئ تجاربها. يلاحظ في جميع صفحات كتابها الذي يقع في 145 صفحة سرورها في السرد؛ ولكنها مع ذلك لا تمنح نفسها بأي حال من الأحوال الحقّ في اعتبار سيرة حياتها معيارًا لجميع المسلمين.
وعلى الرغم من وجود بعض الإسهاب والتكرار في مجموعة مقالاتها، إلاَّ أنَّ هذا لا ينتقص من الانطباع العام حول كتابها: "لا ينضج المرء إلاَّ في الحياة الدنيا" - وهو كتاب يستحق القراءة، ويساهم في فهم عوالم حياة المسلمين وبحث الكثير من المسلمين عن طريق وسط بين التقاليد والحداثة فهمًا أفضل.
آنا لينا يونغيبورت
ترجمة: رائد الباش
تحرير: علي المخلافي
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
يجب أن تقال
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
رد: كتاب "لا ينضج المرء إلا في الحياة الدنيا" للكاتبة الألمانية التركية أمل زين العابدين
الحجاب ... إيمان .. طهارة .. تقوى .. حياء .. عفة |
إعداد دار القاسم |
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد:- فقد لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة كفيلة بأن تصون عفتها ، وتجعلها عزيزة الجانب ، سامية المكان ، وإن الشروط التي فرضت عليه في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة ، وهذا ليس تقييداً لحريتها بل هو وقاية لها أن تسقط في درك المهانة ، ووحل الابتذال ، أو تكون مسرحاً لأعين الناظرين . [size=32]فضائل الحجاب[/size] الحجاب طاعة لله عز وجل وطاعة للرسول صلى الله عليه وسلم :أوجب الله طاعته وطاعة رسول صلى الله عليه وسلم فقال :{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا } [الأحزاب : 36] وقد أمر الله سبحانه النساء بالحجاب فقال تعالى :{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا } [النور : 31] وقال سبحانه : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } [الأحزاب :33] وقال تعالى :{ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } [ الأحزاب : 53] وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } [الأحزاب : 59]. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" المرأة عورة" يعني يجب سترها . الحجاب عفة فقد جعل الله تعالى التزام الحجاب عنوان العفة ، فقال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ } [الأحزاب : 59] لتسترهن بأنهن عفائف مصونات { فَلَا يُؤْذَيْنَ } فلا يتعرض لهن الفساق بالأذى، وفي قوله سبحانه { فَلَا يُؤْذَيْنَ } إشارة إلى أن معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولذويها بالفتنة والشر . الحجاب طهارة قال سبحانه وتعالى :{ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } [الأحزاب : 53]. فوصف الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات لأن العين إذا لم تر لم يشته القلب ، ومن هنا كان القلب عند عدم الرؤية أطهر ، وعدم الفتنة حينئذ أظهر لأن الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب :{ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } [الأحزاب : 32]. الحجاب ستر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الله حيي ستير ، يحب الحياء والستر " وقال صلى الله عليه وسلم :" أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله عز وجل عنها ستره "، والجزاء من جنس العمل . الحجاب تقوى قال تعالى : { يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ } [ الأعراف : 26] الحجاب إيمان والله سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات فقد قال سبحانه وتعالى :{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ } وقال الله عز وجل { وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ} ولما دخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين – عائشة رضي الله عنها – عليهن ثياب رقاق قالت :"إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات ، وإن كنتين غير مؤمنات فتمتعن به ". الحجاب حياء قال صلى الله عليه وسلم :" إن لكل دين خلقاً ، وإن خلق الإسلام الحياء" وقال صلى الله عليه وسلم :" الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة " وقال عليه الصلاة السلام : " الحياء والإيمان قرنا جميعاً ، فإن رفع أحدهما رفع الآخر ". الحجاب غيرة يتناسب الحجاب أيضاً مع الغيرة التي جُبل عليها الرجل السوي الذي يأنف أن تمتد النظرات الخائنة إلى زوجته وبناته ، وكم من حرب نشبت في الجاهلية والإسلام غيرة على النساء وحمية لحرمتهن ، قال علي رضي الله عنه :" بلغني أن نساءكم يزاحمن العلوج –أي الرجال الكفار من العجم – في الأسواق ألا تغارون ؟ إنه لا خير فيمن لا يغار ". [size=32]قبائح التبرج[/size] التبرج معصية لله ورسول صلى الله عليه وسلمومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه ، ولن يضر الله شيئاً ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى "، قالوا : يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال :" من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى ". التبرج يجلب اللعن والطرد من رحمة الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات ، على رؤوسهن كأسنمة البخت ، العنوهن فإنهن ملعونات ". التبرج من صفات أهل النار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات .. " الحديث . التبرج سواد وظلمة يوم القيامة رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" مثل الرافلة في الزينة في غير أهلها ، كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها "، يريد أن المتمايلة في مشيتها وهي تجر ثيابها تأتي يوم القيامة سوداء مظلمة كأنها متسجدة في ظلمة والحديث – وإن كان ضعيفاً – لكن معناه صحيح وذلك لأن اللذة في المعصية عذاب ، والطيب نتن ، والنور ظلمة ، بعكس الطاعات فإن خلوف فم الصائم ودم الشهيد أطيب عند الله من ريح المسك . التبرج نفاق قال النبي صلى الله عليه وسلم :" خير نسائكم الودود الولود ، المواسية المواتية ، إذا اتقين الله ، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات لا يدخلن الجنة إلا مثل الغراب الأعصم "، الغراب الأعصم : هو أحمر المنقار والرجلين ، وهو كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء لأن هذا الوصف في الغربان قليل . التبرج تهتك وفضيحة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها ، فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل ". التبرج فاحشة فإن المرأة عورة وكشف العورة فاحشة ومقت قال تعالى :{ وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء} [الأعراف:28] والشيطان هو الذي يأمر بهذه الفاحشة { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء}[البقرة:268] التبرج سنة إبليسية إن قصة آدم مع إبليس تكشف لنا مدى حرص عدو الله إبليس كشف السوءات ، وهتك الأستار ، وأن التبرج هدف أساسي له ، قال تعالى :{ يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا} [الأعراف:27] فإذن إبليس هو صاحب دعوة التبرج والتكشف ، وهو زعيم زعماء ما يسمي بتحرير المرأة . التبرج طريقة يهودية لليهود باع كبير في مجال تحطيم الأمم عن طريق فتنة المرأة وهم أصحاب خبرة قديمة في هذا المجال ، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم :" فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ". التبرج جاهلية منتنة قال تعالى : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } [الأحزاب :33] وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم دعوى الجاهلية بأنها منتنة أي خبيثة فدعوى الجاهلية شقيقة تبرج الجاهلية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :"كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي "، سواء في ذلك تبرج الجاهلية ، ودعوى الجاهلية ، وحمية الجاهلية . التبرج تخلف وانحطاط إن التكشف والتعري فطرة حيوانية بهيمية ، لا يميل إليه الإنسان إلا وهو ينحدر ويرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان الذي كرمه الله ، ومن هنا كان التبرج علامة على فساد الفطرة وانعدام الغيرة وتبلد الإحساس و موت الشعور : لحد الركبتين تشمرينا *** بربك أي نهر تعبرين كأن الثوب ظلٌ في صباح *** يزيد تقلصاً حيناً فحينا تظنين الرجال بلا شعور *** لأنكِ ربما لا تشعرينا التبرج باب شر مستطير وذلك لأن من يتأمل نصوص الشرع وعبَر التاريخ يتيقن مفاسد التبرج وأضراره على الدين والدنيا ، لا سيما إذا انضم إليه الاختلاط المستهتر . فمن هذه العواقب الوخيمة : * تسابق المتبرجات في مجال الزينة المحرمة ، لأجل لفت الأنظار إليهن .. مما يتلف الأخلاق والأموال ويجعل المرأة كالسلعة المهينة . ومنها : فساد أخلاق الرجال خاصة الشباب ودفعهم إلى الفواحش المحرمة . ومنها : المتاجرة بالمرأة كوسيلة للدعاية أو الترفيه في مجالات التجارة وغيرها . ومنها : الإساءة إلى المرأة نفسها باعتبار التبرج قرينة تشير إلى سوء نيتها وخبيث طويتها مما يعرضها لأذية الأشرار والسفهاء . ومنها : انتشار الأمراض لقوله صلى الله عليه وسلم :" لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ". ومنها : تسهيل معصية الزنا بالعين : قال عليه الصلاة والسلام : " العينان زناهما النظر " وتعسير طاعة غض البصر التي هي قطعاً أخطر من القنابل الذرية والهزات الأرضية .قال تعالى :{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}[الإسراء:16]، وجاء في الحديث : "أن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعذاب ". فيا أختي المسلمة : هلا تدبرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" نَحِ الأذى عن طريق المسلمين " فإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان فأيهما أشد شوكة ... حجر في الطريق ، أم فتنة تفسد القلوب وتعصف بالعقول ، وتشيع الفاحشة في الذين آمنوا ؟ إنه ما من شاب مسلم يُبتلى منك اليوم بفتنة تصرفه عن ذكر الله وتصده عن صراطه المستقيم – كان بوسعك أن تجعليه في مأمن منها – إلا أعقبك منها غداً نكال من الله عظيم . بادري إلى طاعة الله ، ودعي عنك انتقاد الناس ، ولومهم فحساب الله غداً أشد وأعظم . الشروط الواجب توفّرها مجتمعه حتى يكون الحجاب شرعياً . الأول: ستر جميع بدن المرأة على الراجح . الثاني: أن لا يكون الحجاب في نفسه زينة . الثالث: أن يكون صفيقاً ثخيناً لا يشف . الرابع: أن يكون فضفاضاً واسعاً غير ضيق . الخامس: أن لا يكون مبخراً مطيباً . السادس : أن لا يشبه ملابس الكافرات . السابع : أن لا يشبه ملابس الرجال . الثامن : أن لا يقصد به الشهرة بين الناس . احذ ري التبرج المقنع إذا تدبرت الشروط السابقة تبين لك أن كثيراً من الفتيات المسميات بالمحجبات اليوم لسن من الحجاب في شيء وهن اللائي يسمين المعاصي بغير اسمها فيسمين التبرج حجاباً ، والمعصية طاعة . لقد جهد أعداء الصحوة الإسلامية لو أدها في مهدها بالبطش والتنكيل ، فأحبط الله كيدهم ، وثبت المؤمنين و المؤمنات على طاعة ربهم عز وجل . فرأوا أن يتعاملوا معها بطريقة خبيثة ترمي إلى الانحراف عن مسيرتها الربانية فراحوا يروجون صوراً مبتدعة من الحجاب على أن أنها "حل وسط " ترضي المحجبة به ربها –زعموا- وفي ذات الوقت تساير مجتمعها وتحافظ على " أناقتها "! سمعنا وأطعنا إن المسلم الصادق يتلقى أمر ربه عز وجل ويبادر إلى ترجمته إلى واقع عملي ، حباً وكرامة للإسلام واعتزازا ً بشريعة الرحمن ، وسمعاً وطاعة لسنة خير الأنام صلى الله عليه وسلم غير مبال بما عليه تلك الكتل الضالة التائهة ، الذاهلة عن حقيقة واقعها والغافلة عن المصير الذي ينتظرها .وقد نفى الله عز وجل الإيمان عمن تولى عن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: { وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ } [النور:47،48] إلى قوله { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {51} وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [النور : 51،52 ] وعن صفية بنت شيبة قالت : بينها نحن عند عائشة –رضي الله عنها – قالت : فذكرت نساء قريش وفضلهن ، فقالت عائشة –رضي الله عنها -:" إن لنساء قريش لفضلاً ، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقاً لكتاب الله ، ولا إيماناً بالتنزيل ، لقد أنزلت سورة النور { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } [النور : 31] فانقلب رجالهن إليهن يتلون ما أنزل الله إليهن فيها ، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابته ، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل ( أي الذي نقش فيه صور الرحال وهي المساكن ) فاعتجرت به ( أي سترت به رأسها ووجهها ) تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله في كتابه ، فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان " وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه . |
العتيق- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 1509
درجة التقدير : 6
تاريخ الميلاد : 01/01/1951
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
العمر : 73
الموقع : البريد أعلاه وكذا منتدى جبالة
رد: كتاب "لا ينضج المرء إلا في الحياة الدنيا" للكاتبة الألمانية التركية أمل زين العابدين
مع احترامي لما أوردته الأخ العتيق من أقوال وآراء لا تخلوا من خلفية تحيز قائليها وخدمتهم لرضى جهات معلومة ومجهولة .. من حقي أن أورد أقوال وآراء مفكرين يمكنني القول أنني مقتنع بها ، والإنسان ابن بيئته وما تفاعل معه وكان له ما أقنعه واقتنع به :
13- الحجاب .... قول فيه مختلف
ج- آيات الحجاب ... أسباب النزول ومعطيات عصرنا
محمد عابد الجابري
آيات الحجاب ثلاثة: واحدة في سورة الأحزاب وهي أسبق نزولا، واثنتان في سورة النور. وكتمهيد لفهم الظروف الاجتماعية التي نزلت فيها هذه الآيات، نقول:
كان عمران القرى في كثير من المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية التي تمتد من الخليج شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا –وضمن ذلك مكة والمدينة (يثرب قبل الإسلام)- يتميز بطرق يسقف بعض أجزائها. وفي الأجزاء المسقوفة، ويسمى الواحد منها سقيفة، جرت عادة سكان هذه القرى أن يجلس الرجال في مجالس على جانبي الطريق للاستراحة والاستظلال من القيظ وتبادل الأخبار وما أشبه. وكانت المرأة لا تغادر منزلها إلا لقضاء حاجة ضرورية. وإذا هي مرت في مثل هذه الطرق اتجهت إليها الأبصار، وربما تعرضت للغمز واللمز في مجالس الشباب. ولما كانت المنازل في هذا النوع من العمران لا تشتمل على مراحيض، فإن النساء كن يخرجن لقضا الحاجة في الخلاء، وكن يصطحبن معهن إماءهن كمرافقات في الطريق. ويقول المفسرون إن بعض نساء النبي والصحابة قد تعرضن لمثل هذه التحرشات، فشكون ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فكان ذلك سبب نزول قوله تعالى: "يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ، ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيما" (الأحزاب 59).
أما الهدف من "إدناء جلابيبهن عليهن" فواضح، وهو "أن يعرفن"، أي أن يميز الرجال والشبان المتحرشون بين النساء الحرائر وبين الإماء المرافقات لهن، فلا يتعرضوا للحرائر بسوء.
وأما "الجلباب" فقد اختلف فيه المفسرون، ويرجع هذا الاختلاف إلى تنوع "الحجاب" السائد في ذلك العصر، صنف عربي الأصل، وصنف فارسي الأصل، وصنف آخر موروث عن اليونان والرومان الخ. ومن هنا قال بعضهم إن على المرأة الحرة أن تلف جسمها في إزار (حايك) ولا تترك إلا فتحة بحجم العين ترى من خلالها طريقها، وقال آخرون تلفه إلى جبهتها، وقال آخرون تترك الوجه كله، وذكروا حديثا نبويا يبيح للمرأة إظهار ذراعها إلى النصف الخ، وواضح أن الخطاب في الآية المذكورة هو للنساء دون الرجال.
بعد الآية المذكورة جاءت "سورة النور"لتعمم الخطاب على المؤمنين والمؤمنات أولا، ولتوضح ثانيا أن المقصود هو إخفاء الزينة الباطنة دون الظاهرة، ولتحدد ثالثا من هم الذين يجوز للمرأة أن تظهر أمامهم بزينتها الباطنة. فقال تعالى: "قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا، وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَآئِهِنَّ أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِيۤ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ ٱلتَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي ٱلإِرْبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ (كالأبله والعجز جنسيا) أَوِ ٱلطِّفْلِ (الغلمان) ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَىٰ عَوْرَاتِ ٱلنِّسَآءِ (لم يتعرفوا عليها بعد اصغرهم) وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ (كالخلخال) وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (سورة النور30-31).
أما عن قوله تعالى" وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ"، فيقول المفسرون: إن الخمار ثوب تضعه المرأة على رأسها كله أو بعضه وتتركه يتدلى على ظهرها، وأما "الجيوب" فهي جمع "جيب" وهو فتحة العنق في القميص قد تطول إلى الصدر وقد تقصر، وقد اختلفوا هل المطلوب من المرأة أن ترخي الخمار على وجهها وصدرها أم تلفه من وراء ظهرها وتحت إبطها ليتغطي به الجيب على الصدر. واختلف المفسرون أيضا في تحديد الفرق بين "الزينة الظاهرة" و"الزينة الباطنة". فمنهم من حصر الزينة الظاهرة في الثياب فقط تلقيه المرأة على جسمها كله، ومنهم من جعل الزينة الظاهرة تشمل الوجه والكفين، ومنهم من أضاف الذراع أو نصفه وذكروا في هذا حديثا نبويا. كان منهم من اعتبر الضرورة فأباح للمرأة أن تبدي من أعضائها حسب الحاجة، كما هو الحل في الفحص الطبي والتوليد وعندما تعجن الخبز أو تغسل الثياب أو تتحدث مع الرجال. وقد صاغ ابن عطية ذلك بعبارة عامة فقال: "ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بألا تُبدي، وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة حركة فيما لا بدّ منه، أو إصلاح شأن ونحو ذلك. فـ«ما ظهر» على هذا الوجه مما تؤدّي إليه الضرورة في النساء فهو المعفوّ عنه".
وإذا نحن اعتبرنا مبدأ "الضرورات تبيح المحظورات" كما فعل ابن عطية، وفعل غيره من الفقهاء في الاستثناءات المذكورة، جاز لنا أن نتساءل: لماذا لا نلحق النساء العاملات والمعلمات والموظفات والقاضيات والجنديات والتلميذات والطالبات الخ بالاستثناءات المذكورة لكونهن جميعا يقمن بحركات "فيما لابد منه أو إصلاح شأن".
على أن الرخصة هنا –باصطلاح الفقهاء- لا تتطلب اللجوء إلى مبدأ "الضرورات تبيح المحظورات"، ذلك لأن أجزاء أساسية من النازلة التي استوجبت الحجاب لم تعد قائمة في عصرنا:
- فمن جهة لم تعد النساء اليوم يقمن في بيوتهن ولا يخرجن إلا لقضاء "الحاجة" في الخلاء، فالحاجة تقضى داخل البيوت في مراحيض خاصة لذلك.
- ومن جهة أخرى لم تعد هناك في عصرنا إماء ولا عبيد، فالمرأة تخرج لوحدها ولا حاجة لها إلى من تتميز به لتعرف كامرأة حرة تستوجب احترام الرجال والشباب!
- ومن جهة ثالثة تخرج المرأة اليوم للعمل أو للمدرسة ولا يؤذيها أحد. وربما يصح القول إن السفور هو الذي يحمي المرأة اليوم من نفسها ومن الرجال، وليس الحجاب. ومما يستحق الذكر في هذا الصدد أن شيخ الإسلام بالمغرب المرحوم محمد بلعربي العلوي أحد كبار علماء القرويين في الثلاثينات والأربعينات ومؤسس الحركة السلفية الجديدة بالمغرب، وأحد القادة المكافحين ضد استعمار الفرنسي سئل في أواخر الأربعينات عندما أخذ السفور ينتشر ويجد تشجيعا من الحركة السلفية الوطنية، سئل عن رأي الدين في تخلي المرأة المغربية المسلمة عن الحجاب التقليدي (الجلابة) فقال: الأفضل اليوم أن تخرج المرأة بدون حجاب حتى تعرف في الشارع : زوجة من هي؟ وابنة من هي؟ وأم من هي؟ فلا يقترب أحد منها بأذى ولا تستطيع هي نفسها أن تتستر عن أي شيء يشين أخلاقها ويمس دينها... فالسفور اليوم هو أقرب من الحكمة، التي من أجلها كان الحجاب، من الحجاب نفسه.
- ووجه آخر يمكن طرح مسألة الحجاب في إطاره، وذلك قوله تعالى : "إن الله يأمر بالعدل والإحسان" الآية (النحل 90). والعدل في الموضوع الذي نحن بصدده يقتضي التسوية بين الرجل والمرأة في الغض من البصر، وهذا جانب تحدثنا عنه في المقال السابق. وأما الإحسان فمعناه فعل الشيء على أحسن وجه وأفضل صورة، سواء تعلق الأمر بالعبادات أو بالمعاملات أو بالعاديات من الأقوال والأعمال. وما من شك في أن المرأة تحسن عملها بصورة أكثر وأتقن، إذا هي تحررت مما يحول دونها ودون ذلك، كالحجاب الذي فيه تشدد ومغالاة بدعوى تطبيق أوامر الشرع في حين أن شرع الله –أعني الإسلام- قائم على اليسر " يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ" والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
وفي هذا السياق نرى من الضروري أن نؤكد أمرين اثنين:
1- أما الأمر الأول فهو أن ما نقوله هنا لا يعني تعطيل الحكم الإلهي ولا إلغاءه ولا المس بقدسية. فالخطاب القرآني أبدي، ولا يخضع في وجوده أو سيريان مفعوله لتطور الأحول عبر القرون ولا لتغير العوائد مع تغير العصور. ولكن الخطاب القرآني حقيقة ومجاز، خصوص وعموم، ناسخ ومنسوخ، أوامر ومقاصد، ألفاظ ومضامين الخ. وغني عن البيان القول إن الألفاظ إنما هي وسيلة للتعبير عن القصد الإلهي، والقصد الإلهي في آيات الحجاب واضح، وهو ما يفهم من غض الأبصار والتزام الحشمة والوقار وعدم التبرج تبرج الجاهلية. أما كيفية ذلك فتتدخل فيه أمور كثيرة، على رأسها تغير العادات، وأيضا إرادة المرأة وحريتها وما يرتضيه ضميرها. وهذا كله يندرج في مجال الأخلاق. فلا ذنب ولا لوم على المرأة إذا هي لبست اللباس العصري أو اللباس التقليدي، فليس اللباس ذاته هو الذي يحمي من "مقدمات المحظور"، لأن المحظور نفسه يمكن أن يحصل في عصرنا بالحجاب الذي يلف سائر جسم المرأة ولا يحصل بالسفور. والذين يعرفون دخائل الأمور، يعرفون ذلك جيدا. "والله بما تصنعون خبير"!
وأما الأمر الثاني فهو أننا نتحدث عن مسألة الحجاب بعيدا عن كل خلفية أخرى غير الرغبة في الاجتهاد في فهم النص. أما عندما يكون وراء الأمر أشياء أخرى فالموقف يختلف. فاتخاذ الحجاب رمزا دينا للدفاع عن الهوية، كما هو الحال اليوم في فرنسا، شيء، واللجوء إلى الحجاب بسبب الفقر أو لستر عاهة شيء، وشيء آخر تماما استعماله كشأن ديني يستغل لأغراض سياسية...
ويبقى قبل وبعده حكم الشرع في من تخلى عن الحجاب الذي من نوع "معهود العرب" والذي نزلت فيه آية الحجاب؟
والجواب أن الأمر الشرعي في مسألة الحجاب لا ينص على وعيد ولا على عقاب. وموضوع الأمر والنهي في القرآن موضوع واسع عريض، يملأ صفحات وصفحات في كتب الأصوليين ويختلف تناولهم له باختلاف مذاهبهم الكلامية والفقهية. وبالتالي فهو يحتاج إلى قول مفصل.
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
يجب أن تقال
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
رد: كتاب "لا ينضج المرء إلا في الحياة الدنيا" للكاتبة الألمانية التركية أمل زين العابدين
11- الحجاب ... قول فيه مختلف!
1- أنواع مختلفة... تعتبر كلها شرعية!
محمد عابد الجابري
أثار مشروع القانون الذي تنوي الحكومة الفرنسية إصداره، والذي سيمنع بموجبه على التلميذات في المدارس الرسمية الفرنسية ارتداء أي زي قد يرمز إلى هوية دينية معينة، أثار ضجة واسعة تزاحمت فيها المواقف والتأويلات وردود الفعل المختلفة والمتناقضة إلى درجة يصعب التمييز فيها بين ما هو حقيقي وما هو مصطنع، بين ما هو صواب وما هو خطأ، بين ما هو ظاهر وما هو باطن..!
لنحصر المواقف السائدة، المتزاحمة المتدافعة، في ثلاثة رئيسية لنخلص بعد ذلك إلى ما نعتبره جوهر الموضوع.
1- تدعي الحكومة الفرنسية أن الغرض من ذلك القانون –الذي سيعرض على البرلمان للمصادقة عليه- هو الالتزام بمبدأ العلمانية داخل المؤسسات التعليمية، المبدأ الذي يعني هنا "حياد" المدرسة وعدم السماح فيها بالدعاية لأي دين كيفما كان!
2- يرد المعارضون، من الجاليات العربية والإسلامية في فرنسا، بأن هذا القانون يتناقض مع مبدأ آخر في العلمانية وهو الحرية الشخصية، وهي جانب أساسي في الحقوق الديمقراطية التي تكفلها الدولة العلمانية، ما دامت الحرية الشخصية لا يترتب عنها ضرر ما بالمجتمع ولا بالأفراد. ولبس الحجاب من هذا القبيل وإذن فمنع الحجاب في المدارس بدعوة احترام مبدأ العلمانية تدبير يتناقض مع العلمانية ذاتها، مع أسسها ومبادئها. ومعنى ذلك أن السبب الحقيقي الذي يقف وراء الرغبة في منع الفتيات المسلمات من لبس الحجاب في المدارس شيء آخر غير الحرص على تطبيق مبادئ العلمانية.
نحن لا نريد أن نذهب بعيدا في الشك في نوايا الحكومة الفرنسية فنتهمها بمحاربة الإسلام مثلا، فليس من شأننا محاكمة النوايا . ولكن هناك سابقة تلقي ما يكفي من الضوء على خلفية الدافع الحقيقي الثاوي وراء مشروع قانون منع الحجاب في المدارس الفرنسية. ذلك أنه حدث منذ سنوات أن تدخل بعض رؤساء البلديات في فرنسا لدى بعض السكان من الجالية العربية والإسلامية طالبين، بل آمرين، بإزالة الصحون اللاقطة للفضائيات التلفزية بدعوى أن تلك الصحون تشين منظر العمارات، نوافذها وسطوحها. والمقصود أساسا هو منع أصحاب هذه الصحون من التقاط الفضائيات العربية. وقد تم التصريح بوضوح، في ذلك الوقت، من جانب بعض المسئولين الفرنسيين بأن ارتباط الجاليات العربية بفضائيات بلدانها الأصلية سيجعل رجالها ونساءها، وأبناهم بصفة خاصة، أكثر تشبثا بهويتهم مما يزيد في صعوبة إدماجهم في المجتمع الفرنسي وعاداته وقيمه الخ. وواضح من هذه السابقة أن منع الحجاب في المدارس على الفتيات المسلمات هو تدبير يقصد به نفس ما قصد بمحالة منع الصحون اللاقطة للفضائيات. المسألة إذن من "الواضحات الفاضحات"!
3- هذا من جهة، ومن جهة أخرى انطلقت في العالم العربي والإسلامي حملة من التنديد بمشروع القانون الفرنسي المانع للحجاب: بعضهم أبرز ما في هذا المنع من المس بالهوية، وبعضهم أجاز للفتيات المسلمات نزع "الحجاب" (أي غطاء الرأس) عند الدخول إلى المدرسة استنادا إلى مبدأ "الضرورات تبيح المحظورات"، ومنهم من أفتى بحق الدولة الفرنسية في إصدار قوانين تطبق على بلادها، بينما ذهب البعض على العكس من ذلك إلى أن منع البنت من لباس الحجاب "الإسلامي" ينطوي على منع "فريضة" إسلامية" الخ.
فما وجه الصواب في هذه المسألة؟
وجه الصواب في مثل هذه الأمور هو، أولا وقبل كل شيء، تجنب محاكمة النوايا وبالتالي أخذ الأمور على ظاهرها. والأخذ بالظاهر هنا لا يعني الاستسلام لمنطوق الدعوى الفرنسية، بل يعني مناقشة هذه المنطوق نفسه مناقشة تحرجه، وذلك ببيان أن الهدف الذي تدعي الحكومة الفرنسية تحقيقه–والمساواة في المدارس بمنع استعمال الرموز الدينية - يمكن الوصول إليه بطريق آخر لا يثير جدلا ولا ضجة، بل سيكون محل استحسان وترحيب من الجميع.
الطريق الأفضل في نظري هو هذا الذي يجري تطبيقه اليوم في المغرب بعد أن أصدرت وزارة التعليم قرارا بتوحيد الزي المدرسي وتركت تحديد شكله وكيفية تطبيقه إلى مديري المدارس بالتعاون مع جمعيات آباء التلاميذ : وهكذا أصبحنا اليوم نشاهد تلميذات الإعدادي والثانوي يلبسن زيا موحدا يتألف من سروال أسود اللون يغطى النصف الأسفل من الجسم من السرة إلى الكعبين مع جوارب، وقميص داخلي (شوميز) أبيض يغطي النصف الأعلى من الجسم، نزولا من العنق مع "رباطة عنق"، إضافة إلى صدرية (فيست) في لون السروال. وليس هناك على الرأس شيء سوى شعر ممشوط بدون زينة ولا تبرج. إنه زي أشبه بزي المضيفات في الطائرات ولكنه أبسط وأرخص بكثير. وقد تولت جمعيات الآباء مع المسئولين على المدارس أمر الحصول على هذه الزي الموحد من معامل الخياطة بسعر منخفض جدا، يكاد يكون رمزيا.
واللافت للانتباه أن التلميذات اللائي جرى معهن حوار في الموضوع، على شاشة التلفزة، قد أبرزن جانبا مهما في هذه الزي، حيث أكدن أنه يحقق المساواة بين بنات الفقراء وبنات الأغنياء، على الأقل داخل المدرسة، فيرتفع الشعور بالنقص والغبن والحاجة من وجدان التلميذات الفقيرات، كما يختفي الزهو والتباهي والتبرج في مظهر بنات الأغنياء... فلو فعلت الحكومة الفرنسية مثل هذا لما كان هناك رد فعل سلبي من جانب البنات المسلمات بل بالعكس سيجدن في ذلك نوعا من العدل والمساواة...
هذا، في نظرنا وجه الصواب، في هذه المسألة. وأعتقد أنه يفي بالهدف من "الحجاب" في التشريع الإسلامي، أعني ما نص عليه القرآن وليس ما نص عليه الفقهاء. ذلك أن الفقهاء قد "قننوا" للحجاب انطلاقا من الواقع الذي كان سائدا. والحجاب قديم، ومعظم الأنواع السائدة منه اليوم تجد أصولها في الحضارات القديمة السابقة على الحضارة الإسلامية. ومعلوم أنه كان هناك نوع خاص من الحجاب في الجزيرة العربية، ونوع آخر في فارس، ونوع ثالث في الشام، ونوع في مصر، وآخر في المغرب العربي. وما زال هذا التنوع قائما حتى اليوم. بل إن التنوع قائم في البلد الواحد.
ففي المغرب الشرقي مثلا تلف المرأة جسمها بالكامل في "حايك" على شكل ثياب يغطي كامل جسمها من الرأس حتى القدمين، ولا فتحة فيه غير ثقب صغير في حجم سواد العين تصنعه المرأة بيدها في مكان إحدى عينيها لتتمكن من رؤية الطريق. وبعض المفسرين القدامى يقولون عن هذا النوع من الحجاب إنه هو المطلوب شرعا! أما في المدن المغربية التي دخلتها الحضارة منذ القديم فقد كان الحجاب السائد فيها إلى ما قبل نحو نصف قرن –قبل أن يسود السفور- هو "الجلابة" (الجلباب بقلنسوة)، بحيث تتولى القلنسوة تغطية الرأس إلى الحاجبين بينما يغطي هيكل "الجلابة" الجسم كله إلى الكعبين، هذا إضافة إلى لثام خفيف تختلف درجة شفافيته من امرأة لأخرى: يغطي الوجه ابتداء من أسفل العينين أو ظهر الأنف، ثم يرسل على الواجهة الأمامية من العنق حتى الصدر. وهذا النوع يعتبره بعض المفسرين القدماء يفي بغرض الشرع من الحجاب. وهناك أنواع أخرى من "الحجاب" تتراوح ما بين "الحايك" و"الجلابة"، وكلها أشكال وصفت في كتب التفسير. أما في القرى والأرياف حيث تشتغل المرأة في الحقول فليس ثمة حجاب من هذا النوع أو ذاك، فالمرأة تقتصر في الغالب على لباسها التقليدي الذي يقي من البرد، ويتكون في الغالب من إزار وشيء أشبه بالعمامة يوضع على الرأس أو جزء منه، أما الوجه فيبقى كما خلقه الله بدون حجاب. وأما الشعر فيجمع على شكل ضفيرتين تتدليان على الأذنين. وليس فيما اطلعنا عليه من آراء الفقهاء والمفسرين من استنكر أو شجب هذا النوع من "السفور" البدوي الطبيعي.
هذا عن أنواع الحجاب التي ما زال لها وجود بالمدن والقرى بالمغرب، وهناك أنواع أخرى في المشرق العربي، وفي إيران وأفغانستان، لم يعرفها المغرب مثل الرداء الأسود أو الأزرق الذي يغطي الجسم كله، ومثل البراقع (جمع برقع) التي "تَلْبَسُها الدوابّ وتلبسها نساء الأَعراب وفـيه خَرْقان للعينـين" كما ورد في "لسان العرب" الخ.
مثل هذا التنوع في الحجاب، وهو تنوع يرجع إلى تنوع البيئات الاجتماعية وإلى التفاوت على مستوى الفقر والغنى، كان معروفا في البلاد الإسلامية كلها، قبل الإسلام، وما يزال بعده. وفي رأيي أنه ليس ثمة نوع خاص من الحجاب يمكن وصفه دون غيره بأنه "حجاب إسلامي". دليل ذلك أن المفسرين، القدماء منهم والمحدثين، قد ذكروا الأنواع التي وصفنا من الحجاب واعتبروها كلها تستجيب لقصد الشارع أعني لما نص عليه القرآن في الموضوع. أما الفقهاء فقد تحدثوا إضافة عما تقدم عن العورة، عورة الرجل وعورة المرأة، وفي سياق حديثهم عنها يأتي ذكر الحجاب والاستشهاد بما ذكره المفسرون...
هذا التنوع الذي نجده عند المفسرين والفقهاء في رسم صورة "الحجاب" المطلوب شرعا، أعني المذكور في القرآن، يسمح بالقول إن الأمر يتعلق بمسألة اجتهادية، وأنه من الجائز لأي مجتهد، وفي أي عصر، القول في هذه المسألة –كما في غيرها من السائل المماثلة- بما يعتقد أنه يصلح لزمانه، وبذلك يساهم في تثبيت المبدأ الذي يؤمن به كل مسلم، وهو أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان. لكن الاجتهاد في مسألة لها علاقة بالدين ليس قولا بالرأي المطلق، بل هو اجتهاد في فهم النص وانطلاقا منه، وهذا يتطلب شروطا ثلاثة: الأول معرفة "معهود العرب" في المسألة المطروحة لأن الخطاب القرآني جاء بلغتهم ويتحدث عن أشياء يعرفونها. الثاني المعرفة بأسباب النزول، أعني المناسبة التي نزلت فيها هذه الآية أو تلك. والأمر الثالث المعرفة بمقاصد الشرع.
وتلك أمور يتطلب كل منها قولا خاصا.
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
يجب أن تقال
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
مواضيع مماثلة
» تشبيه الدنيا بالماء في القراان
» نصائح تكسب المرء الاحترام الذي يستحقه
» المخابرات الألمانية تفجر المفاجأة الكبرى وتفضح "الجيش الحر"!
» تجربة الألمانية كريستيانه باكر مع الصوم وعيد الفطر وصيام رمضان
» شوف الدنيا ... -بقلمي-
» نصائح تكسب المرء الاحترام الذي يستحقه
» المخابرات الألمانية تفجر المفاجأة الكبرى وتفضح "الجيش الحر"!
» تجربة الألمانية كريستيانه باكر مع الصوم وعيد الفطر وصيام رمضان
» شوف الدنيا ... -بقلمي-
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى