الحرب الثالثة" في غزة... حرب "عض الأصابع" ومعركة أروقة الأمم المتحدة
صفحة 1 من اصل 1
الحرب الثالثة" في غزة... حرب "عض الأصابع" ومعركة أروقة الأمم المتحدة
الحرب الثالثة في غزة
"الحرب الثالثة" في غزة... حرب "عض الأصابع" ومعركة أروقة الأمم المتحدة
يشهد قطاع غزة موجة عنف دامية بين إسرائيل وحركة حماس، دفعت السلطة الفلسطينية إلى التوجه إلى منظمات ومعاهدات دولية لحماية الشعب الفلسطيني من الهجمات الإسرائيلية، كما تقول عضو اللجنة التنفذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي في حديث مع "قنطرة". مهند حامد يطلعنا على تداعيات الحرب في قطاع غزة وتأثيرها على مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
مع تصاعد العمليات التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وتزايد عدد ضحايا الحرب المدنيين، الذي وصل في اليوم التاسع الى 205 قتلى معظمهم من الأطفال وكبار السن إثر قصف الطائرات الاسرائيلية لمنازلهم؛ تزايدت دعوات المجتمع الدولي إلى وقف الأعمال الحربية من كلا الطرفين، والعودة إلى اتفاق التهدئة الموقع بين حماس واسرائيل برعاية مصرية وأمريكية بعد الهجوم على القطاع عام 2012.
واندلعت الحرب على إثر اختفاء ثلاثة مستوطنين في الضفة الغربية، عثر عليهم لاحقا مقتولين بالقرب من مدينة الخليل، حيث اتهمت إسرائيل حركة حماس بالوقوف خلف عملية القتل، بينما نفت حماس مسؤوليتها عن ذلك. وتشن إسرائيل منذ 9 أيام هجوما واسعا بالطائرات على قطاع غزة، أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين وتدمير مئات المنازل، بينما ترد حركة حماس بقصف إسرائيل بصواريخ طالت مدينة تل أبيب لأول مرة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
مبادرة مصرية لإنهاء الحرب
وتأتي الحرب الثالثة بين حماس وإسرائيل في ظل متغيرات إقليمية ونظام مصري يكن كراهية لحركة حماس، والذي دفع الاخيرة إلى البحث عن وسيط آخر للإشراف على هدنة مع اسرائيل من خلال دور تركي وقطري بالرغم من إطلاق مصر مبادرة لوقف إطلاق النار، ودعت المبادرة التي قبلتها إسرائيل ورفضتها حماس أمس رسميا إلى وقف الأعمال الحربية.
ويأتي رفض حماس للمبادرة بدعوى أنها لا تلبي شروطها برفع الحصار المفروض على قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى، فيما رأت فيها اسرائيل فرصة لنزع سلاح المقاومة الفلسطينية.
ويبذل وزير الخارجية الامريكي جون كيري وبعض وزراء خارجية دول أوروبية وتركيا وقطر ومصر والسلطة الفلسطينية جهودا يومية لوقف القتال في قطاع غزة، والوصول إلى هدنة بين حماس التي تطالب بفتح المعابر ورفع الحصار واسرائيل التي تطالب بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية.
خرج مئات الفلسطينيين والمتضامنين الاجانب في مسيرات منددة في الحرب على قطاع غزة حول العالم. في الصورة متظاهرة امام القنصلية الامريكية في مدينة شيكاغو
ويعتقد مدير مركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات "مسار"، هاني المصري، في حديث مع موقع "قنطرة" أن الحرب تتجه إلى التصعيد في ظل رفض حماس المبادرة المصرية، واصفا المرحلة الحالية بمرحلة "عض الأصابع"، التي يحاول كل طرف الضغط على الطرف الاخر لتحقيق شروطه.
ويرى بعض المراقبين أن التصعيد الاخير المتزامن بين الضفة الغربية، التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينة وقطاع غزة ناتج عن غياب الأفق السياسي، وفشل المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية في ظل حالة الاحتقان المتزايدة التي تهدد بانفجار الوضع في الضفة الغربية، فضلا عن رغبة حماس بالخروج بشروط جديدة في ظل ازمتها المالية الخانقة في قطاع غزة، ورغبة اسرائيل بتدمير قوة حماس الصاروخية.
عشراوي: "ما يحدث على غزة عدوان إسرائيلي"
أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، فتعتبر في حديث مع موقع قنطرة أن "القضية ليست قضية عنف متبادل بين قطاع غزة واسرائيل، بقدر ما هي قضية عدوان اسرائيلي مدروس على شعب اعزل ومحاصر، عدوان من قوة عسكرية لا تخضع للقانون والمسائلة، لافتة الى ان هناك ايضا ردود فعل بعض الاطراف التي تمتلك من وسائل الدفاع عن النفس" .
وتؤكد عشراوي أن "السلطة الفلسطينية تلتزم بالخيار السياسي لإنهاء الاحتلال لكي يعيش الشعب الفلسطيني بحرية وكرامة، وأن الأولوية الأولى تكمن في حقن الدماء، وكف يد اسرائيل عن هذا الشعب، ورفع الحصار عن قطاع غزة، ومعالجة الأسباب الجوهرية التي ادت الى هذا الوضع المأساوي".
وتبين عشراوي "أن كف يد اسرائيل سيكون عبر القانون الدولي، من خلال الانضمام إلى المنظمات والمعهدات الدولية لمسائلة اسرائيل ومحاسبتها، لافتة الى ان السلطة الفلسطينية قررت لانضمام الى ميثاق روما (الذي يؤهل السلطة إلى الانضمام لمحكمة الجنائيات الدولية ويعطيها امكانية ملاحقة إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم حرب)، والطلب من الأمم المتحدة رسميا دراسة وضع فلسطين تحت الحماية الدولية، مع تصاعد البناء الاستيطاني وأعداد القتلى، واتساع رقعة الدمار في قطاع غزة بفعل القصف الاسرائيلي المتواصل".
كما ترى عشراوي أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في ظل التصعيد الجاري "يتجه إلى أزمات متواصلة وحركة من العنف والعدوان الذي تحاول اسرائيل فيه فرض اسرائيل الكبرى في فلسطين التاريخية. وإن كان هذا المفهوم لدى اسرائيل سندافع عن فلسطين التاريخية".
تدور بعد ساعات الافطار مواجهات بين شبان وجنود الجيش الاسرائيلي في مختلف انحاء الضفة احتجاجا على الحرب على قطاع غزة- شبان يرشقون الجنود على مدخل مدينة بيت لحم.
المصري: الحرب "كشفت فشل المفاوضات"
ومن جانبه يرى المصري أن "الشعب الفلسطيني والمقاومة سيكونان الفائزين بالحرب بغض النظر عن عدد الضحايا والمنازل وبالرغم من عدم تكافؤ القوة بتحقيق حقوقه ومصم على المقاومة". صمود المقاومة ومحاولة فرض شروطها بين أن طريق المفاوضات طريق فاشل، أدى الى ما تقوم به اسرائيل من وقائع احتلالية على الأرض، وبالتالي أصبح على الفريق المفاوض إعادة النظر في هذا المسار، واعتماد مسار جديد يرتكز على المفاوضات والمقاومة والشراكة السياسية الفعلية"، كما يقول المصري.
وما زال الفلسطينيون يعتقدون أن توجه القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة والانضمام الى منظمتها هيو مجرد تكتيك أكثر منه إستراتيجية. لكن المصري يعتبر هذا التوجه "خطوة مهمة حين تكون توجهاً استراتيجياً للقيادة الفلسطينية يرافقها استراتيجيات أخرى، لأن "الدولة الفلسطينية لن تقوم اخيراً في أروقة الامم المتحدة بل ستقوم على أرض فلسطين، وهذا يتطلب صمود ومقاومة شعبية شاملة ليصبح الاحتلال مكلفاً وحينها ستصبح الاستراتيجيات الأخرى (المفاوضات و الذهاب إلى الأمم المتحدة) قادرة على تحقيق النتائج المرجوة منها. على أرض الواقع"
مهند حامد
"الحرب الثالثة" في غزة... حرب "عض الأصابع" ومعركة أروقة الأمم المتحدة
يشهد قطاع غزة موجة عنف دامية بين إسرائيل وحركة حماس، دفعت السلطة الفلسطينية إلى التوجه إلى منظمات ومعاهدات دولية لحماية الشعب الفلسطيني من الهجمات الإسرائيلية، كما تقول عضو اللجنة التنفذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي في حديث مع "قنطرة". مهند حامد يطلعنا على تداعيات الحرب في قطاع غزة وتأثيرها على مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
مع تصاعد العمليات التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وتزايد عدد ضحايا الحرب المدنيين، الذي وصل في اليوم التاسع الى 205 قتلى معظمهم من الأطفال وكبار السن إثر قصف الطائرات الاسرائيلية لمنازلهم؛ تزايدت دعوات المجتمع الدولي إلى وقف الأعمال الحربية من كلا الطرفين، والعودة إلى اتفاق التهدئة الموقع بين حماس واسرائيل برعاية مصرية وأمريكية بعد الهجوم على القطاع عام 2012.
واندلعت الحرب على إثر اختفاء ثلاثة مستوطنين في الضفة الغربية، عثر عليهم لاحقا مقتولين بالقرب من مدينة الخليل، حيث اتهمت إسرائيل حركة حماس بالوقوف خلف عملية القتل، بينما نفت حماس مسؤوليتها عن ذلك. وتشن إسرائيل منذ 9 أيام هجوما واسعا بالطائرات على قطاع غزة، أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين وتدمير مئات المنازل، بينما ترد حركة حماس بقصف إسرائيل بصواريخ طالت مدينة تل أبيب لأول مرة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
مبادرة مصرية لإنهاء الحرب
وتأتي الحرب الثالثة بين حماس وإسرائيل في ظل متغيرات إقليمية ونظام مصري يكن كراهية لحركة حماس، والذي دفع الاخيرة إلى البحث عن وسيط آخر للإشراف على هدنة مع اسرائيل من خلال دور تركي وقطري بالرغم من إطلاق مصر مبادرة لوقف إطلاق النار، ودعت المبادرة التي قبلتها إسرائيل ورفضتها حماس أمس رسميا إلى وقف الأعمال الحربية.
ويأتي رفض حماس للمبادرة بدعوى أنها لا تلبي شروطها برفع الحصار المفروض على قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى، فيما رأت فيها اسرائيل فرصة لنزع سلاح المقاومة الفلسطينية.
ويبذل وزير الخارجية الامريكي جون كيري وبعض وزراء خارجية دول أوروبية وتركيا وقطر ومصر والسلطة الفلسطينية جهودا يومية لوقف القتال في قطاع غزة، والوصول إلى هدنة بين حماس التي تطالب بفتح المعابر ورفع الحصار واسرائيل التي تطالب بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية.
خرج مئات الفلسطينيين والمتضامنين الاجانب في مسيرات منددة في الحرب على قطاع غزة حول العالم. في الصورة متظاهرة امام القنصلية الامريكية في مدينة شيكاغو
ويعتقد مدير مركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات "مسار"، هاني المصري، في حديث مع موقع "قنطرة" أن الحرب تتجه إلى التصعيد في ظل رفض حماس المبادرة المصرية، واصفا المرحلة الحالية بمرحلة "عض الأصابع"، التي يحاول كل طرف الضغط على الطرف الاخر لتحقيق شروطه.
ويرى بعض المراقبين أن التصعيد الاخير المتزامن بين الضفة الغربية، التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينة وقطاع غزة ناتج عن غياب الأفق السياسي، وفشل المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية في ظل حالة الاحتقان المتزايدة التي تهدد بانفجار الوضع في الضفة الغربية، فضلا عن رغبة حماس بالخروج بشروط جديدة في ظل ازمتها المالية الخانقة في قطاع غزة، ورغبة اسرائيل بتدمير قوة حماس الصاروخية.
عشراوي: "ما يحدث على غزة عدوان إسرائيلي"
أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، فتعتبر في حديث مع موقع قنطرة أن "القضية ليست قضية عنف متبادل بين قطاع غزة واسرائيل، بقدر ما هي قضية عدوان اسرائيلي مدروس على شعب اعزل ومحاصر، عدوان من قوة عسكرية لا تخضع للقانون والمسائلة، لافتة الى ان هناك ايضا ردود فعل بعض الاطراف التي تمتلك من وسائل الدفاع عن النفس" .
وتؤكد عشراوي أن "السلطة الفلسطينية تلتزم بالخيار السياسي لإنهاء الاحتلال لكي يعيش الشعب الفلسطيني بحرية وكرامة، وأن الأولوية الأولى تكمن في حقن الدماء، وكف يد اسرائيل عن هذا الشعب، ورفع الحصار عن قطاع غزة، ومعالجة الأسباب الجوهرية التي ادت الى هذا الوضع المأساوي".
وتبين عشراوي "أن كف يد اسرائيل سيكون عبر القانون الدولي، من خلال الانضمام إلى المنظمات والمعهدات الدولية لمسائلة اسرائيل ومحاسبتها، لافتة الى ان السلطة الفلسطينية قررت لانضمام الى ميثاق روما (الذي يؤهل السلطة إلى الانضمام لمحكمة الجنائيات الدولية ويعطيها امكانية ملاحقة إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم حرب)، والطلب من الأمم المتحدة رسميا دراسة وضع فلسطين تحت الحماية الدولية، مع تصاعد البناء الاستيطاني وأعداد القتلى، واتساع رقعة الدمار في قطاع غزة بفعل القصف الاسرائيلي المتواصل".
كما ترى عشراوي أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في ظل التصعيد الجاري "يتجه إلى أزمات متواصلة وحركة من العنف والعدوان الذي تحاول اسرائيل فيه فرض اسرائيل الكبرى في فلسطين التاريخية. وإن كان هذا المفهوم لدى اسرائيل سندافع عن فلسطين التاريخية".
تدور بعد ساعات الافطار مواجهات بين شبان وجنود الجيش الاسرائيلي في مختلف انحاء الضفة احتجاجا على الحرب على قطاع غزة- شبان يرشقون الجنود على مدخل مدينة بيت لحم.
المصري: الحرب "كشفت فشل المفاوضات"
ومن جانبه يرى المصري أن "الشعب الفلسطيني والمقاومة سيكونان الفائزين بالحرب بغض النظر عن عدد الضحايا والمنازل وبالرغم من عدم تكافؤ القوة بتحقيق حقوقه ومصم على المقاومة". صمود المقاومة ومحاولة فرض شروطها بين أن طريق المفاوضات طريق فاشل، أدى الى ما تقوم به اسرائيل من وقائع احتلالية على الأرض، وبالتالي أصبح على الفريق المفاوض إعادة النظر في هذا المسار، واعتماد مسار جديد يرتكز على المفاوضات والمقاومة والشراكة السياسية الفعلية"، كما يقول المصري.
وما زال الفلسطينيون يعتقدون أن توجه القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة والانضمام الى منظمتها هيو مجرد تكتيك أكثر منه إستراتيجية. لكن المصري يعتبر هذا التوجه "خطوة مهمة حين تكون توجهاً استراتيجياً للقيادة الفلسطينية يرافقها استراتيجيات أخرى، لأن "الدولة الفلسطينية لن تقوم اخيراً في أروقة الامم المتحدة بل ستقوم على أرض فلسطين، وهذا يتطلب صمود ومقاومة شعبية شاملة ليصبح الاحتلال مكلفاً وحينها ستصبح الاستراتيجيات الأخرى (المفاوضات و الذهاب إلى الأمم المتحدة) قادرة على تحقيق النتائج المرجوة منها. على أرض الواقع"
مهند حامد
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
يجب أن تقال
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
رد: الحرب الثالثة" في غزة... حرب "عض الأصابع" ومعركة أروقة الأمم المتحدة
حوار مع رسامة الكاريكاتير والقصص المصورة اللبنانية زينة أبي راشد
رؤية الحرب بعيون الأطفال...حين تسقط القنابل من السماء
نشأت الفنَّانة اللبنانية زينة أبي راشد في لبنان خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت خمسة عشر عامًا. تصف في كتبها المصوَّرة كيف عاشت أسرتها ويلات هذا الصراع الدامي. يوليانه ميتسكر تحدَّثت إلى رسامة الكتب المصوّرة زينة أبي راشد وسألتها أيضاً عن ذكرياتها في الحرب الإسرائيلية اللبناية في الحوار التالي لموقع قنطرة.
السيِّدة زينة أبي راشد، لقد كان عمرك عشرة أعوام عندما انتهت الحرب الأهلية اللبنانية. متى قرَّرت الحديث حول طفولتك في كتاب مصوَّر؟
زينة أبي راشد: بعد الحرب الأهلية كان الحديث قليلاً جدًا حول ما حدث. وحتى يومنا هذا، لا تزال الكتب المدرسية اللبنانية تُصرّ على إخفاء هذه الأعوام الخمسة عشر من ماضينا. وأثناء دراستي قرَّرت أن أسجِّل قصَّتي الشخصية في شكل رسومات كاريكاتير. ولذلك كنت أسأل الأقارب والجيران وأجمع قصصهم.
إلى أي مدى كانت ذكرياتك تختلف عن ذكريات والديك؟
زينة أبي راشد: في البداية كانت الأحاديث تسير بصعوبة كبيرة. قال والداي إنَّهما لا يكادان يتذَّكران أي شيء. ولكن في لحظة ما انحلت العقدة. لا بدّ أنَّ ذلك كان مؤلمًا جدًا بالنسبة لهما. كنت لا أزال طفلة صغيرة عندما كانت توجد حرب في لبنان. وفي تلك الفترة كنت لا أفهم سوى القليل جدًا مما يحدث معنا. ومن ثم أثار الحديث مع أمّي سيلاً من الذكريات وكانت كلّ قصة تقود إلى قصة أخرى. وبعد ذلك كان من الصعب في الحقيقة التعمّق أكثر في تلك الأوضاع وربطها ضمن تسلسل زمني بعضها مع بعض.
تقول الفنَّانة زينة أبي راشد: "يُقال إنَّ اللبنانيين يستطيعون التكيُّف مع أي وضع تقريبًا. لقد طوّرنا ردود فعل منعكسة من نوع خاص لكي نستطيع التعامل مع الأزمات بشكل أفضل. ولكنني أعتقد، عندما يتحدَّث المرء حول التكيُّف، أنَّ هذا لا يعني تجاهل الواقع والتظاهر كأن شيئًا لم يحدث. بل على العكس من ذلك، فالتكيُّف يعني أيضًا الكفاح والمقاومة".
في كتابك المصوّر "لعبة السنونو"، تأخذيننا معك إلى ليلة في الحرب الأهلية. لقد كنت تعيشين في تلك الأيَّام مع والديك وأخيك الصغير في بيروت الشرقية. وكانت تفصلك عن غرب المدينة مسافة لا تبلغ ثلاثة كيلومترات. ولكن كان يقع بينكما ما يعرف باسم الخط الفاصل، أي خط القتال. كم كانت تبدو لك مساحة العالم في تلك الأيَّام؟
زينة أبي راشد: كنا نعيش في شارع يوسف السمعاني، حيث كان هناك جدار مرتفع مقام من أكياس الرمل من أجل حمايتنا من القنَّاصة. عندما كنت طفلة، كنت أعتقد أنَّ بيروت تنتهي هناك. وبعد الحرب، تمكَّنت من عبور الشارع للمرة الأولى ووجدت على الجانب الآخر جدارًا عليه رسومات جدارية تظهر فيها "لعبة السنونو". وأدركت بعد فترة أنَّ طيور السنونو ترمز إلى الناس في الحرب - دائمًا في حالة شكّ وتردُّد- بانتظار مستمر لأوقات أفضل.
عندما أكون في بيروت، أعود دائمًا إلى هذه الرسومات الجدارية. فهي قطعة من الداخل. ولسوء الحظ، علمت مؤخرًا أنَّ هذا الجدار قد تم هدمه. فبيروت تعيش في حالة تغيير متواصل، حيث يتم بناء عمارات جديدة ويتحتّم على القديم إفساح المجال للمباني الجديدة.
صدرت الآن ترجمة ألمانية لكتابك المصوّر "أتذكر". فهل تريدين الاستمرار في مواصلة هذه السلسلة؟
زينة أبي راشد: بكلّ تأكيد. في هذا الكتاب، أتحدَّث عن الفترة قبل وبعد العام 1990 - أي الفترة قبل وبعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية. في عام 1989، قرَّر والداي الفرار إلى بيروت الغربية، حيث كان الوضع آمنًا أكثر بالنسبة لنا. وفي تلك الأيَّام لم أستوعب أنَّني كنت لا أزال في المدينة نفسها. لقد ظهر لي وكأنَّني أصبحت أعيش في بلد أجنبي، حيث بدا العالم لا يزال يسير بشكل جيّد. وأتذكَّر كم كنت متفاجئة ومنذهلة من كون الناس على الجانب الآخر من المدينة يتكلمون اللغة العربية أيضًا.
يُذكّر أسلوب الرسم في كتبك المصوَّرة بالسيرة الذاتية المصوَّرة "برسيبوليس" وكذلك بالفيلم الذي يحمل الاسم نفسه للفنَّانة الإيرانية مرجان ساترابي. وعملها هذا يتحدَّث حول طفولتها وصباها إبَّان قيام الثورة الإسلامية في إيران. فلماذا اخترت أنت أيضًا اللونين الأسود والأبيض كأسلوب يطغى على أعمالك؟
زينة أبي راشد: عندما بدأت الرسم وكنت أبحث عن ناشر لأعمالي، لم أكن أعرف كتب مرجان ساترابي المصوَّرة. الأشخاص الذين شاهدوا رسوماتي، جاؤوا لي وأخبروني أنَّ أسلوبي يُذكّر بكتاب "برسيبوليس". ونتيجة لذلك ذهبت إلى محل لبيع الكتب وقرأت هذا الكتاب المصوّر خلال عشر دقائق فقط. أثار هذا العمل إعجابي. في لبنان وإيران لا يوجد تقليد عريق للكتب المصوَّرة. كنا نستلهم أعمالنا من الفنَّانين الأوروبيين وخاصة الفرنسيين. أنا ومرجان ساترابي نمد ما يشبة الجسر بين القارات، وذلك لأنَّنا نقوم وبشكل مستقل بجمع هذا الأسلوب مع قصصنا الخاصة.
يمثّل الأبيض والأسود عناصر مهمة جدًا في هذا الأسلوب. فهما يمكّنان الفنَّان من نقل الواقع بصورة رمزية. وهكذا تصبح صور العنف أكثر حيادية. يجب علينا ألاَّ ننسى أنني أروي تلك القصص من وجهة نظر طفلة. أمَّا الشيء الذي لا أتذكَّره، فترمز له صفحات سوداء تمامًا في كتابي.
يعيش الناس في الحرب دائمًا في حالة شكّ وتردّد وينتظرون بإصرار أوقاتًا أفضل - تعتبر "لعبة السنونو" أوَّل قصة مصوَّرة للفنَّانة زينة أبي راشد؛ عرضت فيها الحياة اليومية وحالات الحرمان وأحداثًا من طفولتها أثناء الحرب الأهلية اللبنانية.
ذكرت في كتابك المصوَّر "لعبة السنونو" أنَّ الناس في بيروت قد اعتادوا على العيش مع الحرب، وأنَّ التفجيرات أو النزاعات المسلحة تهز لبنان بشكل دائم تقريبًا. فكم سيحتمل اللبنانيون؟
زينة أبي راشد: يُقال إنَّ اللبنانيين يستطيعون التكيُّف مع أي وضع تقريبًا. لقد طوّرنا ردود فعل منعكسة من نوع خاص لكي نستطيع التعامل مع الأزمات بشكل أفضل. ولكنني أعتقد عندما يتحدَّث المرء حول التكيُّف، أنَّ هذا لا يعني تجاهل الواقع والتظاهر كأن شيئًا لم يحدث. بل على العكس من ذلك، فالتكيُّف يعني أيضًا الكفاح والمقاومة.
يُشاهَد وادٍ عميق في رسمة لك تحمل عنوان "أتذكَّر تمّوز/ يوليو 2006"، وعلى جانب هذا الوادي تقفين أنت بينما تقف أسرتك على الجانب الآخر أثناء سقوط القنابل من السماء. لقد كنت تعيشين خلال الحرب الإسرائيلية في باريس، ولم يكن بوسعك مراقبة الأحداث إلاَّ من خلال وسائل الإعلام…
زينة أبي راشد: إذا نظرت إلى الوراء فقد كنت أثناء الحرب الأهلية بحالة جيدة نسبيًا، وذلك لأنَّني كنت مع عائلتي. لم يكن والداي يريدان العيش أبدًا في أي مكان آخر سوى بيروت. لقد هربنا أثناء الحرب الأهلية إلى قبرص والكويت، لكننا كنا نعود دائمًا. وعندما اندلعت حرب العام 2006 وبعدما انتقلت إلى فرنسا بسبب عملي، كنت أعيش في حالة خوف دائم عليهم. وأحيانًا كنت معهم بأفكاري إلى حدّ بعيد، بحيث أنَّني كنت أتوقَّع قبل أن أضيء المصباح، أنَّ الكهرباء قد انقطعت من جديد. توجد في لبنان مشكلات كثيرة مع إمدادات الطاقة الكهربائية، وخاصة في أثناء الحرب. لقد كنت ولا أزال في باريس، ولكنَّ جزءًا مني يبقى دائمًا في بيروت.
حاورتها: يوليانه ميتسكر
ترجمة: رائد الباش
تحرير: علي المخلافي
رؤية الحرب بعيون الأطفال...حين تسقط القنابل من السماء
نشأت الفنَّانة اللبنانية زينة أبي راشد في لبنان خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت خمسة عشر عامًا. تصف في كتبها المصوَّرة كيف عاشت أسرتها ويلات هذا الصراع الدامي. يوليانه ميتسكر تحدَّثت إلى رسامة الكتب المصوّرة زينة أبي راشد وسألتها أيضاً عن ذكرياتها في الحرب الإسرائيلية اللبناية في الحوار التالي لموقع قنطرة.
السيِّدة زينة أبي راشد، لقد كان عمرك عشرة أعوام عندما انتهت الحرب الأهلية اللبنانية. متى قرَّرت الحديث حول طفولتك في كتاب مصوَّر؟
زينة أبي راشد: بعد الحرب الأهلية كان الحديث قليلاً جدًا حول ما حدث. وحتى يومنا هذا، لا تزال الكتب المدرسية اللبنانية تُصرّ على إخفاء هذه الأعوام الخمسة عشر من ماضينا. وأثناء دراستي قرَّرت أن أسجِّل قصَّتي الشخصية في شكل رسومات كاريكاتير. ولذلك كنت أسأل الأقارب والجيران وأجمع قصصهم.
إلى أي مدى كانت ذكرياتك تختلف عن ذكريات والديك؟
زينة أبي راشد: في البداية كانت الأحاديث تسير بصعوبة كبيرة. قال والداي إنَّهما لا يكادان يتذَّكران أي شيء. ولكن في لحظة ما انحلت العقدة. لا بدّ أنَّ ذلك كان مؤلمًا جدًا بالنسبة لهما. كنت لا أزال طفلة صغيرة عندما كانت توجد حرب في لبنان. وفي تلك الفترة كنت لا أفهم سوى القليل جدًا مما يحدث معنا. ومن ثم أثار الحديث مع أمّي سيلاً من الذكريات وكانت كلّ قصة تقود إلى قصة أخرى. وبعد ذلك كان من الصعب في الحقيقة التعمّق أكثر في تلك الأوضاع وربطها ضمن تسلسل زمني بعضها مع بعض.
تقول الفنَّانة زينة أبي راشد: "يُقال إنَّ اللبنانيين يستطيعون التكيُّف مع أي وضع تقريبًا. لقد طوّرنا ردود فعل منعكسة من نوع خاص لكي نستطيع التعامل مع الأزمات بشكل أفضل. ولكنني أعتقد، عندما يتحدَّث المرء حول التكيُّف، أنَّ هذا لا يعني تجاهل الواقع والتظاهر كأن شيئًا لم يحدث. بل على العكس من ذلك، فالتكيُّف يعني أيضًا الكفاح والمقاومة".
في كتابك المصوّر "لعبة السنونو"، تأخذيننا معك إلى ليلة في الحرب الأهلية. لقد كنت تعيشين في تلك الأيَّام مع والديك وأخيك الصغير في بيروت الشرقية. وكانت تفصلك عن غرب المدينة مسافة لا تبلغ ثلاثة كيلومترات. ولكن كان يقع بينكما ما يعرف باسم الخط الفاصل، أي خط القتال. كم كانت تبدو لك مساحة العالم في تلك الأيَّام؟
زينة أبي راشد: كنا نعيش في شارع يوسف السمعاني، حيث كان هناك جدار مرتفع مقام من أكياس الرمل من أجل حمايتنا من القنَّاصة. عندما كنت طفلة، كنت أعتقد أنَّ بيروت تنتهي هناك. وبعد الحرب، تمكَّنت من عبور الشارع للمرة الأولى ووجدت على الجانب الآخر جدارًا عليه رسومات جدارية تظهر فيها "لعبة السنونو". وأدركت بعد فترة أنَّ طيور السنونو ترمز إلى الناس في الحرب - دائمًا في حالة شكّ وتردُّد- بانتظار مستمر لأوقات أفضل.
عندما أكون في بيروت، أعود دائمًا إلى هذه الرسومات الجدارية. فهي قطعة من الداخل. ولسوء الحظ، علمت مؤخرًا أنَّ هذا الجدار قد تم هدمه. فبيروت تعيش في حالة تغيير متواصل، حيث يتم بناء عمارات جديدة ويتحتّم على القديم إفساح المجال للمباني الجديدة.
صدرت الآن ترجمة ألمانية لكتابك المصوّر "أتذكر". فهل تريدين الاستمرار في مواصلة هذه السلسلة؟
زينة أبي راشد: بكلّ تأكيد. في هذا الكتاب، أتحدَّث عن الفترة قبل وبعد العام 1990 - أي الفترة قبل وبعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية. في عام 1989، قرَّر والداي الفرار إلى بيروت الغربية، حيث كان الوضع آمنًا أكثر بالنسبة لنا. وفي تلك الأيَّام لم أستوعب أنَّني كنت لا أزال في المدينة نفسها. لقد ظهر لي وكأنَّني أصبحت أعيش في بلد أجنبي، حيث بدا العالم لا يزال يسير بشكل جيّد. وأتذكَّر كم كنت متفاجئة ومنذهلة من كون الناس على الجانب الآخر من المدينة يتكلمون اللغة العربية أيضًا.
يُذكّر أسلوب الرسم في كتبك المصوَّرة بالسيرة الذاتية المصوَّرة "برسيبوليس" وكذلك بالفيلم الذي يحمل الاسم نفسه للفنَّانة الإيرانية مرجان ساترابي. وعملها هذا يتحدَّث حول طفولتها وصباها إبَّان قيام الثورة الإسلامية في إيران. فلماذا اخترت أنت أيضًا اللونين الأسود والأبيض كأسلوب يطغى على أعمالك؟
زينة أبي راشد: عندما بدأت الرسم وكنت أبحث عن ناشر لأعمالي، لم أكن أعرف كتب مرجان ساترابي المصوَّرة. الأشخاص الذين شاهدوا رسوماتي، جاؤوا لي وأخبروني أنَّ أسلوبي يُذكّر بكتاب "برسيبوليس". ونتيجة لذلك ذهبت إلى محل لبيع الكتب وقرأت هذا الكتاب المصوّر خلال عشر دقائق فقط. أثار هذا العمل إعجابي. في لبنان وإيران لا يوجد تقليد عريق للكتب المصوَّرة. كنا نستلهم أعمالنا من الفنَّانين الأوروبيين وخاصة الفرنسيين. أنا ومرجان ساترابي نمد ما يشبة الجسر بين القارات، وذلك لأنَّنا نقوم وبشكل مستقل بجمع هذا الأسلوب مع قصصنا الخاصة.
يمثّل الأبيض والأسود عناصر مهمة جدًا في هذا الأسلوب. فهما يمكّنان الفنَّان من نقل الواقع بصورة رمزية. وهكذا تصبح صور العنف أكثر حيادية. يجب علينا ألاَّ ننسى أنني أروي تلك القصص من وجهة نظر طفلة. أمَّا الشيء الذي لا أتذكَّره، فترمز له صفحات سوداء تمامًا في كتابي.
يعيش الناس في الحرب دائمًا في حالة شكّ وتردّد وينتظرون بإصرار أوقاتًا أفضل - تعتبر "لعبة السنونو" أوَّل قصة مصوَّرة للفنَّانة زينة أبي راشد؛ عرضت فيها الحياة اليومية وحالات الحرمان وأحداثًا من طفولتها أثناء الحرب الأهلية اللبنانية.
ذكرت في كتابك المصوَّر "لعبة السنونو" أنَّ الناس في بيروت قد اعتادوا على العيش مع الحرب، وأنَّ التفجيرات أو النزاعات المسلحة تهز لبنان بشكل دائم تقريبًا. فكم سيحتمل اللبنانيون؟
زينة أبي راشد: يُقال إنَّ اللبنانيين يستطيعون التكيُّف مع أي وضع تقريبًا. لقد طوّرنا ردود فعل منعكسة من نوع خاص لكي نستطيع التعامل مع الأزمات بشكل أفضل. ولكنني أعتقد عندما يتحدَّث المرء حول التكيُّف، أنَّ هذا لا يعني تجاهل الواقع والتظاهر كأن شيئًا لم يحدث. بل على العكس من ذلك، فالتكيُّف يعني أيضًا الكفاح والمقاومة.
يُشاهَد وادٍ عميق في رسمة لك تحمل عنوان "أتذكَّر تمّوز/ يوليو 2006"، وعلى جانب هذا الوادي تقفين أنت بينما تقف أسرتك على الجانب الآخر أثناء سقوط القنابل من السماء. لقد كنت تعيشين خلال الحرب الإسرائيلية في باريس، ولم يكن بوسعك مراقبة الأحداث إلاَّ من خلال وسائل الإعلام…
زينة أبي راشد: إذا نظرت إلى الوراء فقد كنت أثناء الحرب الأهلية بحالة جيدة نسبيًا، وذلك لأنَّني كنت مع عائلتي. لم يكن والداي يريدان العيش أبدًا في أي مكان آخر سوى بيروت. لقد هربنا أثناء الحرب الأهلية إلى قبرص والكويت، لكننا كنا نعود دائمًا. وعندما اندلعت حرب العام 2006 وبعدما انتقلت إلى فرنسا بسبب عملي، كنت أعيش في حالة خوف دائم عليهم. وأحيانًا كنت معهم بأفكاري إلى حدّ بعيد، بحيث أنَّني كنت أتوقَّع قبل أن أضيء المصباح، أنَّ الكهرباء قد انقطعت من جديد. توجد في لبنان مشكلات كثيرة مع إمدادات الطاقة الكهربائية، وخاصة في أثناء الحرب. لقد كنت ولا أزال في باريس، ولكنَّ جزءًا مني يبقى دائمًا في بيروت.
حاورتها: يوليانه ميتسكر
ترجمة: رائد الباش
تحرير: علي المخلافي
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
يجب أن تقال
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
رد: الحرب الثالثة" في غزة... حرب "عض الأصابع" ومعركة أروقة الأمم المتحدة
الكاتب الإسرائيلي دافيد غروسمان يكتب حول الأمل واليأس
انفصام الحال عن الوعي في اسرائيل...في متاهات البحث عن السلام
يرى الكاتب وداعية السلام الإسرائيلي دافيد غروسمان أن اسرائيل جربت طريق السلام مع الفلسطينيين على محمل الجد مرة واحدة فقط، في عام 1993. لكن هذه الخطوة فشلت، و"من هذه اللحظة وكأن إسرائيل قررت أن تضع حدا لهذه الإمكانية إلى الأبد. هنا يعمل المنطق المشوه لليأس: اذ جربنا طريق الحرب، الاحتلال، الإرهاب، الكراهية عشرات المرات، ولم نتعب أبدا ولم نيأس منه".
هذا المقال كُتب لذكرى رون بوندك....
الأمل واليأس. كانت سنوات تخبطتنا خلالها هنا بين هذا وذاك. اليوم، يبدو أن معظم الإسرائيليين والفلسطينيين مغمورون في وضع نفسي مبهم، مستو وبدون أفق. من خلال التخدير مع السبات، أو التخدير الذاتي.
في إسرائيل التي عرفت الخيبات منذ فترة طويلة، الأمل اليوم (إذا كان هناك من يأتي على ذكره اصلا) دائم التردد، خجول بعض الشيء، معتذر. اليأس، بالمقابل، واثق وحاسم كأنه يتحدث باسم قانون الطبيعة، أو البديهة التي تحدد ان بين هذين الشعبين لن يحل السلام أبدا، وان الحرب بينهما هي قرار من السماء. في نظر اليأس، فإن أي شخص لا يزال يأمل، من يأمل بإمكانية السلام، هو- في أحسن الأحوال- ساذج، حالم وغارق في الأوهام، وعلى أسوأ تقدير، خائن، يضعف قوة صمود إسرائيل، لأنه يقنعها بالاستجابة للأوهام.
بهذا المعنى، انتصر اليمين الإسرائيلي. اليمين، وهذه نظريته- بالتأكيد في العقود الأخيرة- نجح في نشرها وسط غالبية الإسرائيليين. يمكن القول بأن اليمين انتصر ليس على اليسار فقط: انتصر على إسرائيل، ليس فقط لأن نظريته التشاؤمية هذه دفعت دولة إسرائيل إلى الشلل في المجال الاكثر مصيريا لها، المجال الذي يتطلب الجرأة والمرونة والإبداع، انتصر اليمين على إسرائيل لأنه اخضع ما كان يمكن ان يطلق عليه ذات مرة "الروح الإسرائيلية": نفس البريق، القدرة على استنساخ نفسه من جديد، انها روح الـ "رغما عن"، والشجاعة والأمل.
دافيد غروسمان: "مما يثير الغضب هي فكرة، أن كل القوة العسكرية الكبيرة التي اكتسبتها إسرائيل لا تمنحها الشجاعة للتغلب على القلق واليأس الوجودي لها، واتخاذ خطوة حاسمة تجلب السلام. اذ ان الفكرة الكبيرة لاقامة دولة اسرائيل هي ان الشعب اليهودي عاد الى وطنه، وهناك لم يعد بعد ضحية لأي شخص. لن نصاب بالشلل ابدا ولن نكون خاضعين أمام اي قوى اقوى منا".
في المجال الأكثر أهمية في وجودها، دولة إسرائيل اليوم تكاد تكون مشلولة الحركة، ويمكن أيضا القول- بائسة. ليس فقط قياداتها، وانما أيضا معظم مواطنيها ينجحون في فصل حالهم من وعيهم. هم مذهلون في عمل فصل تام بين الاثنين، وهكذا مواصلة الوجود لسنوات كثيرة، سبعة وأربعين عاما، ولم يكن وجودهم سيئا حتى، حيث في مركز وجودهم لديهم في الواقع فراغ. فراغ في الافعال، فراغ في الوعي، فراغ يحدث فيه تجميد ناجع للتحكيم الأخلاقي، لتشخيص التشويه في جذر الوضع كله.
***
وحكى الكاتب الأمريكي دافيد فوستر والاس مرة قصة عن سمكتين شابتين تسبحان بهدوء في البحر وتلتقيان سمكة اكبر منهما. اهلا يا اصدقاء، قالت لهما السمكة العجوز، كيف الحال؟ الحمد لله، قالت الاثنتان. كيف الماء؟ سألتهما. المياه رائعة، ردت الشابتان. وانفصلتا عنها وواصلتا السباحة. بعد عدة لحظات سألت احداهما صديقتها- قولي لي، ما هذا ماء؟
اصغوا الى الماء. الماء الذي نسبح فيه ونشرب منه منذ سبعة وأربعين عاما. اعتدنا عليه كثيرا حتى أننا لم نعد نلتفت اليه. هذه هي الحياة التي تتدفق هنا، التي لا تزال، بلا شك، مليئة بالحيوية والإبداع، ولكن أيضا مخبولة بأجواء من الفوضى كالتي تصاحب مبيعات نهاية الموسم. من الهوس والاكتئاب المحبوكة ببعضها البعض؛ من شعور بقوة كبرى مع سقوط لضعف منحدر؛ من العيش في ديمقراطية راضية عن نفسها، مع طموحات ليبرالية وانسانية، تحتل وتهين وتسحق شعبا آخر على مر عشرات السنوات. الحياة التي تدار من خلال ضجيج ثقيل لوسائل الإعلام، التي جزء كبير منها هو تشتيت ذهني واغفال حواس موجهة، اذ كيف يمكن حقا الوقوف في وجه هذا من دون بعض التشتيت الذهني والتخدير الذاتي؟ كيف يمكن الصمود، على سبيل المثال، امام نتائج ما يسمى "مشروع الاستيطان"؟ أمام المغزى الكامل لهذا الرهان المجنون على مستقبل الدولة؟ تحت المياه الضحلة التي نتخبط بها منذ 47 سنة يوجد تيار من الاعماق تيار بارد مرعب، التيار الذي عزز التشوش التاريخي والخطأ الكبير. تيار كل ما يدور ويكبر أمام أعيننا في صورة دولة ثنائية القومية، أو دولة فصل عنصري، أو دولة كل جنودها، أو دولة كل حاخاماتها، كل مستوطنيها.
"بعد فشل جهود الوساطة التي بذلها جون كيري، يرغب بنيامين نتنياهو إلى تدمير القوة العسكرية لحماس، كما سعى إلى تدمير الاتفاق الفلسطيني ـ الفلسطيني الذي أسفر عن انبثاق حكومة فلسطينية موحدة بمشاركة حركتي فتح وحماس وبرعاية الرئيس محمود عباس".
أحزاب اليأس
وربما اليأس الذي سيطر علينا في السنوات الأخيرة هو أيضا بعض من يأس المدانين الذين يدركون انه ما من طريقة للتهرب من العقاب على ما اقترفوه، أو على ما سمحوا بحدوثه بدعمهم، أو بصمتهم أو بلامبالاتهم.
في اليأس الاسرائيلي هنالك عنصر غريب, البهجة تجاه المأساة, أو على الأقل، البهجة تجاه خيبة الأمل: نوع من الشماتة تجاه كل من خاب امله. هذه فرحة ملتوية بشكل خاص، لأنه، في نهاية المطاف، فإنها شماتة لأنفسنا: أحيانا يبدو ان نفسية الاسرائيلي لا زالت تعاني من الإهانة جراء ما حدث في عام 1993، حين تم التوقيع على اتفاقيات أوسلو، تجرأ على الايمان- ليس فقط بعدو اصبح في لحظة شريكا- ولكن بصفة عامة، بإمكانية ان يكون كل شيء على ما يرام، أنه يوما ما ستكون الامور هنا على ما يرام, أن نشعر هنا ذات يوم بأن كل شيء على ما يرام.
وكأن هذا ما غررنا بنا لنؤمن- يقول رجال احزاب اليأس- بشيء يخالف كثيرا تجربة حياتنا، تاريخنا المأساوي، خنّا أنفسنا، بأية علامة فارقة مصيرية لنا، ودفعنا ثمن هذا الإيمان، وسندفع ايضا، بفائدة مركبة. ولكن على الأقل من الآن فصاعدا لن يجدونا نصدق أي شيء، أي وعد، أي احتمال.
وحتى لو كان محمود عباس سيناضل بكل قوته لمنع الإرهاب ضد الإسرائيليين، ويصرح انه يعرف انه سيأتي لمسقط رأسه صفد فقط كسائح؛ وايضا اذا اعلن بأن المحرقة هو اخطر جريمة في تاريخ البشرية- حتى لو فعل كل ذلك، يسارع رئيس حكومة اسرائيل نتنياهو لسكب دلو من الماء البارد على رأسه.
وحتى لو قدمت دول الجامعة العربية مبادرة لإسرائيل يمكنها تحريك اية عملية، فيها دعوة صريحة إلى حوار من نوع جديد، لم نكن نعرف مثله، لسنوات كنا نتوق اليه - فإن حكومة إسرائيل تجاهلتها بصورة مطلقة وواضحة لمدة اثني عشر عاما. لانه لا احد ينجح في خداعنا مرة أخرى. نحن لسنا حمقى. لن يجدونا ابدا نصدق مرة أخرى فلسطينيا، أو عربيا ايا كان. أو امريكيا طويل القامة مع خصلة شعر فضية لا يفهم حقا مم صُنعت الحياة، أو لأمل ان يكون ذات مرة حياة افضل.
دافيد غروسمان: "حكومة إسرائيل، حكومات إسرائيل، تتصرف كمن كانت أسيرة لليأس. لا أتذكر انني سمعت ذات مرة كلاما جديا عن الأمل من فم بنيامين نتنياهو أو من افواه وزرائه ومستشاريه؛ ولا حتى كلمة واحدة عن الرؤيا بما يتعلق بالإمكانيات التي تكمن في العيش بسلام، أو احتمال أن تندمج إسرائيل في نسيج جديد من التحالفات والمصالح في الشرق الأوسط. كيف حدث أنه حتى كلمة "أمل" أصبحت كلمة قذرة، ثانية بإشعاعها الخطير فقط كلمة "سلام"؟"
حكومات إسرائيل تتصرف كمن كانت أسيرة لليأس
مثير: جربنا طريق السلام مع الفلسطينيين على محمل الجد مرة واحدة فقط، في عام 1993. وفشل، ومن هذه اللحظة وكأن إسرائيل قررت أن تضع حدا لهذه الامكانية إلى الأبد. وهنا أيضا يعمل المنطق المشوه لليأس: اذ جربنا طريق الحرب، الاحتلال، الإرهاب، الكراهية، جربنا عشرات المرات، ولم نتعب أبدا ولم نيأس منه، وكيف اننا للسلام بالذات نسارع لإعطاء وثيقة طلاق بعد فشل واحد؟
لإسرائيل، بالطبع، يوجد أسباب كثيرة للقلق والفزع. الشرق الأوسط مضطرب، فيه تيارات من أصولية متعصبة ومعظمه عدائي جدا لإسرائيل ويطمح بشكل علني لتدميرها. لكن امام مثل هذه المخاطر والتهديدات، اليأس وتراخي العمل ليست سياسة ناجعة تماما.
حكومة إسرائيل، حكومات إسرائيل، تتصرف كمن كانت أسيرة لليأس. لا أتذكر انني سمعت ذات مرة كلاما جديا عن الأمل من فم بنيامين نتنياهو أو من افواه وزرائه ومستشاريه؛ ولا حتى كلمة واحدة عن الرؤيا بما يتعلق بالإمكانيات التي تكمن في العيش بسلام، أو احتمال أن تندمج إسرائيل في نسيج جديد من التحالفات والمصالح في الشرق الأوسط. كيف حدث أنه حتى كلمة "أمل" أصبحت كلمة قذرة، ثانية بإشعاعها الخطير فقط كلمة "سلام"؟
مما يثير الغضب هي فكرة، أن كل القوة العسكرية الكبيرة التي اكتسبتها إسرائيل لا تمنحها الشجاعة للتغلب على القلق واليأس الوجودي لها، واتخاذ خطوة حاسمة تجلب السلام. اذ ان الفكرة الكبيرة لاقامة دولة اسرائيل هي ان الشعب اليهودي عاد الى وطنه، وهناك لم يعد بعد ضحية لأي شخص. لن نصاب بالشلل ابدا ولن نكون خاضعين أمام اي قوى اقوى منا.
وانظروا الينا- أقوى دولة في المنطقة، دولة عظمى بمعايير اقليمية، تحظى تقريبا بدعم غير مفهوم من الولايات المتحدة، وبتعاطف والتزام ألمانيا وإنجلترا وفرنسا- وفي اعماقها لا تزال ترى نفسها ضحية لا حول ولا قوة لها. وما زالت تتصرف على انها ضحية- من فزعها، وهلوستها، من أهوال تاريخها، من أخطاء جيرانها وأعدائها.
هذه النظرية تدفعنا، نحن الجمهور اليهودي في إسرائيل، إلى الأماكن الأكثر ضعفا وجرحا لنا كشعب. مرة أخرى تساورنا، نحن الإسرائيليين عام 2014، مخاوف المصير اليهودي، تجربة الاضطهاد، الضحايا، شعور حاد بالاغتراب، الوجودي، للشعب اليهودي بين الشعوب الأخرى.
***
الكاتب والأديب الإسرائيلي المعروف دافيد غروسمان أحد مؤسسي حركة السلام في اسرائيل.
أي أمل يمكن أن يكون في ظل شؤون صعبة كهذه؟ انه امل الـ "رغما عن". أمل لا يتجاهل المخاطر والعقبات الكثيرة. لكنه يرفض أن يراها هي فقط. الأمل فيما اذا خمدت النيران من تحت الصراع، يمكن أن تظهر مرة أخرى، تدريجيا، الخطوط الصحية والمتزنة للشعبين. تبدأ بالعمل بها القوة المعالجة اليومية بحكمة الحياة وحكمة المساومة. بحس الأمان والامن الوجودي. من تربية الأطفال دون الخوف من الموت، دون اهانة من الاحتلال ودون تهديد من الإرهاب. من احتياجات الحياة الانسانية الاساسية لحياة العائلة ومصدر الرزق والتعليم. من نسيج الحياة.
اليوم يعمل في صفوف الشعبين تقريبا فقط وكلاء اليأس والعداء، لذلك ربما يكون من الصعب تصديق أن الواقع الذي وصفته ممكن. ولكن حالة من السلام تبدأ بإيجاد وكلاء الأمل والتقارب والتفاؤل؛ أولئك الذين تكون لهم مصلحة عملية، دون أيديولوجية، لربط علاقات أكثر فأكثر مع ابناء الشعب الآخر. ربما ذات يوم، على مر السنين، يحدث تقارب أعمق، وحتى تنشأ صداقة بين هذين الشعبين، وبين هؤلاء البشر. وقد حدث هذا من قبل.
أنا أتشبث بهذا الأمل، وأحافظ عليه بداخلي، لأنني أريد أن أواصل العيش هنا، وأنا لا أستطيع ان اسمح لنفسي بالترف والدلال الموجود في اليأس. الوضع اشد يأسا من ابقائه لليائسين، والتسليم باليأس هو في الواقع اعتراف بأنه تم الانتصار علينا. لم يُنتَصَر علينا في ساحة المعركة، بل كبشر. صودر منا شيء عميق وأساسي بالنسبة لنا كبشر، سُلب منا، من اللحظة التي وافقنا فيها على ان لليأس تكون حكومة.
من تكون سياسته في الواقع قشرة رقيقة فوق اليأس العميق، يضع دولة إسرائيل في خطر وجودي. من يتصرف هكذا لا يستطيع ان يبالغ في القول "أن نكون شعب حر في أرضنا". ربما ينشد نشيد "هتيكفا"، ولكننا نسمع في صوته: لم نفقد اليأس بعد، اليأس عمره ألفا سنة.
نحن الذين نطالب بالسلام منذ سنوات عديدة، سنواصل إصرارنا على الأمل. الأمل الرصين، الذي لا يتنازل. الذي يعرف انها فرصتنا الوحيدة- للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء- للتغلب على الجاذبية القوية لليأس.
دافيد غروسمان هو أديب وكاتب إسرائيلي
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
يجب أن تقال
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
مواضيع مماثلة
» دلالة عقد الأصابع في الأحاديث على أمية محمد صلى الله عليه وسلم
» خطاب تشي جيفارا التاريخي بمقر الامم المتحدة
» الولايات المتحدة الأمريكية تسعى جاهدة لتمكين الاخوان من حكم مصر…………..ثورات وحقائق سرية
» وثيقة سرية صادمة تكشف أن “الربيع العربي” حدث بقرار وتحريض من الولايات المتحدة الأمريكية
» الطقوس الرمضانية بفاس عاداتنا وتقاليدنا تميزنا عن باقي الأمم والشعوب
» خطاب تشي جيفارا التاريخي بمقر الامم المتحدة
» الولايات المتحدة الأمريكية تسعى جاهدة لتمكين الاخوان من حكم مصر…………..ثورات وحقائق سرية
» وثيقة سرية صادمة تكشف أن “الربيع العربي” حدث بقرار وتحريض من الولايات المتحدة الأمريكية
» الطقوس الرمضانية بفاس عاداتنا وتقاليدنا تميزنا عن باقي الأمم والشعوب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى