" تاهدارت في معلمة المغرب "
صفحة 1 من اصل 1
" تاهدارت في معلمة المغرب "
" تاهدارت يوم الهدور ..."./ عبد الرحمن المجدوب .
واد تاهدارت يوجد على الطريق المـــــــــــار بين طنجة وأصيلة في اتجـــــاه
الرباط ، ويفصل بين قريتــــــــي هوارة شمــــــالا وبريش جنوبا . وعليـــــه
توجد قنطرة محمد الخامس فضلا عن القنطـــــــــرة الطويلة على الطريـــــق
السيار شرقا .
نشكر الأستاذ أسامة الزكاري الذي شـــــــــــــدنا الى تاريخ هــــــذا الواد كما
نشكر جــــــــــريدة الشمال عدد 703 بتـــــــاريخ 22-28 /10/1013 ،
في شخص القيمين عليها والذيــــــــــــن ما فتؤوا يتحفوننا بما يخص منطقــــة
الشمال بعامة ومنطقة طنجة بخاصة ، واليكم ما ورد بصفحتها 16 :
"ورد ذكر " تاهدارت " في الجزء السابـــــــع من " معلمـــــــــــــة المعرب "
الصادر سنة 1995م ، حيث أنجز الدكتــــــور حسن الفكيكي مادة توثيقيــــة
هامـــــة سعت الى تجميع أبــــــرز المعطيات التاريخية والجغرافيــــة الخاصة
بمنطقة تاهدارت ، ثم أضاف المـــــــــؤرخ محمد بن عـــــزوز حكيم معطيات
اضافية حول ذكر المنطقة في النصوص القديمـــــــة ، وفي بعض الكتابـــــات
الحديثة ، ورغم أن منطقة وادي تاهدارت قد ذكــــــــرت في مصادر لاتينيـــــة
ومصنفات عربية واسلامية قروسطية ، فــــــــــان الحصيلة المعرفيــــــة التـي
أمكن تجميعها بهـــــــذا الخصوص تظل ضئيلـــــة ، ولا تلبي نهــــــم الباحث
الشغوف بالبحث عــــــن التفاصيل ، رغم أن منطقة تاهدارت قــــــد اضطلعت
بأدوار جيوستراتيجية حاسمة في تاريخ كل منطقـــــــة شمال غــــرب المغرب
خلال القرون الطويلة الماضية ، ســـــــواء منها تلك الممتدة خلال مــــــرحلة
ما قبل الفتح الاسلامي أو بـــــــــعده ، أو تلك التي ارتبطــــــت بتفاعـــــلات
ظاهرة الغزو الايبيري الذي ضرب بــــلادنا ابتداءا من مطلــــــع القرن 15 م
مع احتلال مدن سبتة والقصر الكبير وأصيلة وطنجــــــــــــة ..ونظـــــرا لأن
المنطقة كانت صلة وصل بين حضارتي طنجـــــــــة وأصيلة ، ونظـــــرا لأن
المدينتين قد عرفتا بعمقهما التاريخي الممتد خلال العهود السحيقــــــــــة لما قبل
الميلاد ، ةنظرا لأنها الخيط التجــــــــاري الذي كــــــان يربط بين المـــــراكز
الحضرية للمرحلة المذكورة والذي كـــــــــان يخترق هذه المنطقة ، فالمؤكــــد
أن تاهدارت كانت تشكل مجالا جغرافيا مفتوحا أمـــــام كل أشكال التفاعـــــــل
الحضاري والتاريخـــــي التي كانت تحملــــــها التيارات التجارية العابــــــــرة
للفضاءات المتوسطيـــــــة والافريقيــــــــة ، ثم الاسلاميـــــــة لاحــــــــــــــقا .
وبخصــــــوص المعطيات التوثيقـــــــــــة والتوطينية الخاصة بهذه المنطقــــة
، فقد لخصها الدكتور حسن الفكيكي في الصفحة رقم 2231 قائلا :
" تاهدارت نهر جنوب طنجـــــة تنحدر مياهــــــه أصلا مـــــــن جبل ودراس ..
وهو يتكون من نهــــــرين : نهر المهرهر الذي يعـــــرف في منبعه بفنــــــدق
العين الجديـــــــــــــدة .. ونهر يعــــــرف عند منبعه بجبل الريح ..بــــــوادي
الخروب .. ثم تتجه مياهـــــــه نحو الجنوب الغربـــــي الى أن يصــــــب في
المحيط بالمرسى التي تحمل اسمـــــــه ، مارا بقرية المــــــرس بين بــــــريش
الشماليـــــــة وأختـــــــــــــــــــها الجنوبيـــــة ، وطولـــــه 65 كيلومتـــــــرا .
أول من ذكـــــــــــــــر تاهدارت أبو عبيد الله البكــــري في القـــــرن الخامس
( 11م ) بمناسبة الاشــــــــــــارة الى النهـــــــر ، والى القـــــــرى المستقرة
بحوضه الأدنى ، واصفا الطريــــــق الرابط بيـــــــــــــــن أصيلا وطنجـــــة .
وحينما ذكر البكري أهـــــــل تاهدارت ، لا شك أنــــــه كان يعني قبل كـــــل
شئ التجمــــــــــــــــع السكاني الذي تمثله اليوم قريـــــة " حجرة النحــــــل "
الواقعة في الضفة اليسرى ...مما يقابــــــــــــــل قرية " هـــــــوارة الساحل "
، وقد أشـــــــار مصدر برتغالي الى وجـــــود خمس قرى ، لذا يمكـــــن أن
اليسرى ، وقريــــــــــــة " بريش " الشماليـــــــة الكائنة بالضفـــــــة اليمنى ،
وأخيــــــــرا " بريش " الجنوبية المشرفــــة على المصب من الجهــــــــــة
الجنوبيـــــــة .وفي بدايـــــــة النصف الثاني من القــــــرن التاسع ( 15م )
ازداد عدد سكان القــــــــــــــرى بسبب ما تلقاه حـــــوض تاهدارت مـــــن
هجرة أصلها من أهــــــــل قرى " واد أليان " الداخلة في أنجــــــــــــــرة
، وأهــــــــــــــل " طنجة البالية " وفحصها ، نتيجــــــة الضغط البرتغالي ،
انطلاقا من " القصر الصغير " المحتل سنة 1458 م .
ويعود تاريـــــــــــــخ تلك الهجرة الــــــى سنة 1463 م . والـــــى تلك
القــــــرى وصــــــــــــل العاهل البرتغالي " الفونصو الخامس " في نفس
السنـــــــــــة ، بقصد استطــــــلاع أحوال تاهدارت ومدينـــــة أصيلا التي
كـــــــــــــان بها محمد الشيخ الوطاسي ، متحصنا من ملاحقة السلطــــان
عبد الحق المريني .
ومــــــــــن المرجح أن يكــــــون قد طرأ على عدد سكـــــان قرى تاهدارت
نقصان اثر احتـــــــــلال البرتغال لأصيلا وطنجــــــة سنة 1471 م اذ أن
الطريق العسكري البري الــــــــــــرابط بين المدينتين المحتلتين كان خطــــه
مارا بتلك القرى ... وهذا مما أتاح لهم مراقبة تحرك جنــــــــــود المدينتين
، وحدث كذلك أن اتخـــــذت سفن تطـــــوان والعرائش مصب واد تاهدارت
مخبأ لها لاعتراض السفن البرتغاليـــــة المتوجهة الى أصيلا ، أو العائــــدة
منها الى طنجـــــة . ولم يعد الهــــــــدوء والاستقرار الى قرى تاهدارت الا
بعد انسحــــــــــــاب البرتغاليين من أصيلا سنة 1550 م ..." ولتعزيــــز
مضامين هذا المتن التوطيني والتوثيقي ، عـــــزز حسن الفكيكي عملـــــه
بخريطة توضيحية دقيقــــــة . كما أضاف محمد بن عـــــزوز حكيم بعض
التفاصيل المعززة بلائحــــــــة بيبلوغرافية ذات صلـــــة بالموضوع . في
هذا الاطار يقول المؤرخ ابن عــــــــــــزوز حكيم : " وهـــــناك مرسى
تاهدارت تقـــــع بشاطئ قبيلتي الفحص والغربيــــــة حيث يصب نهـــــر
تاهدارت مياهــــــــــه بالمحيط الأطلسي ، وينتج عن ذلك تكوين شبــــه
جزيرة لفتت أنظار الأقدمين حيث نجد رحلــــــــــــة " سيلاس " تسميها
ب" بحيرة سيفسياس " ويقول " مــــــــويط " ان تجـــــار " مرسيلية "
أسسوا سنة 1683 م وكالــــة تجاريــــــة بهذه المرسى التي سمــــاها
" تاكدارت " .
انطلاقا من هذه النتف والتجميعات الدقيقة ، أمكـــــــن القول ان الأمـــر
يتعلق بمنطقة ذات عمــق تاريخي ، جسدتــــه أدوارها الاقتصاديــــــــة
والسياسية الممتدة في الزمـــــــــــــن . انها جزء من رقعـــة جغرافيـة
موجهة لوقائع تاريخ المغرب منذ فترات ما قبل الميــــــــــــلاد ، والى
يومنا هذا . ولا شك أن تطــــوير البحث الأركيولوجي بالمنطقــــــــة
سيعيد تقويم قراءاتنا لتاريخ شمـــــــــــــال المغرب ، ولحقيقة موقـــــع
تاهدارت داخله ، ليس فقط باعتبارها ممــــــــــــــرا رابطا بين مدينتي
طنجة وأصيلا ، وليس كذلك باعتبارها محطة تجارية عـــــــــــــرفت
حركة نشيطة خلال العهود السابقة عن الفتــــــــــح الاسلامي ، ولكن
- وهذا هو الأهم - بالنظــــــــــر لأدوارها المركزيــــة في محاصرة
جحافل الغزو الايبيري للمنطقة ، ولطبيعة التلاقح البشــــــــــــري بين
أقوام عدة ، ومن أصول مختلفة ، استقــــــــــــرت بالمنطقة وبصمتها
بسماتها الخاصة . ولعل هذا ما انتهت اليه جهــــــــود بعض الباحثين
المعاصرين ، مغاربة وأجانب ، ممن بدأ في اعـادة تركيب وقائــــــــع
ماضى تاهدارت ومحيطها الجهـــــــــوي ، في ضوء ما أصبح يوفره
رصيد البحث الأركيلوجي الميداني ، وكذا رصيد الأعمـــال التصنيفية
المشتغلة على مظان الأسطوغرافيا القديمــــة ، وخاصة منها اللاتينية
والاغر يقية ، وكذلك على ذخائر الأسطوغرافيا العربية الاسلاميـــــة
للعصور الوسطى ، ولمرحلة فخر العصور الحديثة المؤطرة تاريخيا
بمرحلة ما بين القرنين 15و18 الميلاديين " .
......مع تحيات العتيق .
واد تاهدارت يوجد على الطريق المـــــــــــار بين طنجة وأصيلة في اتجـــــاه
الرباط ، ويفصل بين قريتــــــــي هوارة شمــــــالا وبريش جنوبا . وعليـــــه
توجد قنطرة محمد الخامس فضلا عن القنطـــــــــرة الطويلة على الطريـــــق
السيار شرقا .
نشكر الأستاذ أسامة الزكاري الذي شـــــــــــــدنا الى تاريخ هــــــذا الواد كما
نشكر جــــــــــريدة الشمال عدد 703 بتـــــــاريخ 22-28 /10/1013 ،
في شخص القيمين عليها والذيــــــــــــن ما فتؤوا يتحفوننا بما يخص منطقــــة
الشمال بعامة ومنطقة طنجة بخاصة ، واليكم ما ورد بصفحتها 16 :
"ورد ذكر " تاهدارت " في الجزء السابـــــــع من " معلمـــــــــــــة المعرب "
الصادر سنة 1995م ، حيث أنجز الدكتــــــور حسن الفكيكي مادة توثيقيــــة
هامـــــة سعت الى تجميع أبــــــرز المعطيات التاريخية والجغرافيــــة الخاصة
بمنطقة تاهدارت ، ثم أضاف المـــــــــؤرخ محمد بن عـــــزوز حكيم معطيات
اضافية حول ذكر المنطقة في النصوص القديمـــــــة ، وفي بعض الكتابـــــات
الحديثة ، ورغم أن منطقة وادي تاهدارت قد ذكــــــــرت في مصادر لاتينيـــــة
ومصنفات عربية واسلامية قروسطية ، فــــــــــان الحصيلة المعرفيــــــة التـي
أمكن تجميعها بهـــــــذا الخصوص تظل ضئيلـــــة ، ولا تلبي نهــــــم الباحث
الشغوف بالبحث عــــــن التفاصيل ، رغم أن منطقة تاهدارت قــــــد اضطلعت
بأدوار جيوستراتيجية حاسمة في تاريخ كل منطقـــــــة شمال غــــرب المغرب
خلال القرون الطويلة الماضية ، ســـــــواء منها تلك الممتدة خلال مــــــرحلة
ما قبل الفتح الاسلامي أو بـــــــــعده ، أو تلك التي ارتبطــــــت بتفاعـــــلات
ظاهرة الغزو الايبيري الذي ضرب بــــلادنا ابتداءا من مطلــــــع القرن 15 م
مع احتلال مدن سبتة والقصر الكبير وأصيلة وطنجــــــــــــة ..ونظـــــرا لأن
المنطقة كانت صلة وصل بين حضارتي طنجـــــــــة وأصيلة ، ونظـــــرا لأن
المدينتين قد عرفتا بعمقهما التاريخي الممتد خلال العهود السحيقــــــــــة لما قبل
الميلاد ، ةنظرا لأنها الخيط التجــــــــاري الذي كــــــان يربط بين المـــــراكز
الحضرية للمرحلة المذكورة والذي كـــــــــان يخترق هذه المنطقة ، فالمؤكــــد
أن تاهدارت كانت تشكل مجالا جغرافيا مفتوحا أمـــــام كل أشكال التفاعـــــــل
الحضاري والتاريخـــــي التي كانت تحملــــــها التيارات التجارية العابــــــــرة
للفضاءات المتوسطيـــــــة والافريقيــــــــة ، ثم الاسلاميـــــــة لاحــــــــــــــقا .
وبخصــــــوص المعطيات التوثيقـــــــــــة والتوطينية الخاصة بهذه المنطقــــة
، فقد لخصها الدكتور حسن الفكيكي في الصفحة رقم 2231 قائلا :
" تاهدارت نهر جنوب طنجـــــة تنحدر مياهــــــه أصلا مـــــــن جبل ودراس ..
وهو يتكون من نهــــــرين : نهر المهرهر الذي يعـــــرف في منبعه بفنــــــدق
العين الجديـــــــــــــدة .. ونهر يعــــــرف عند منبعه بجبل الريح ..بــــــوادي
الخروب .. ثم تتجه مياهـــــــه نحو الجنوب الغربـــــي الى أن يصــــــب في
المحيط بالمرسى التي تحمل اسمـــــــه ، مارا بقرية المــــــرس بين بــــــريش
الشماليـــــــة وأختـــــــــــــــــــها الجنوبيـــــة ، وطولـــــه 65 كيلومتـــــــرا .
أول من ذكـــــــــــــــر تاهدارت أبو عبيد الله البكــــري في القـــــرن الخامس
( 11م ) بمناسبة الاشــــــــــــارة الى النهـــــــر ، والى القـــــــرى المستقرة
بحوضه الأدنى ، واصفا الطريــــــق الرابط بيـــــــــــــــن أصيلا وطنجـــــة .
وحينما ذكر البكري أهـــــــل تاهدارت ، لا شك أنــــــه كان يعني قبل كـــــل
شئ التجمــــــــــــــــع السكاني الذي تمثله اليوم قريـــــة " حجرة النحــــــل "
الواقعة في الضفة اليسرى ...مما يقابــــــــــــــل قرية " هـــــــوارة الساحل "
، وقد أشـــــــار مصدر برتغالي الى وجـــــود خمس قرى ، لذا يمكـــــن أن
اليسرى ، وقريــــــــــــة " بريش " الشماليـــــــة الكائنة بالضفـــــــة اليمنى ،
وأخيــــــــرا " بريش " الجنوبية المشرفــــة على المصب من الجهــــــــــة
الجنوبيـــــــة .وفي بدايـــــــة النصف الثاني من القــــــرن التاسع ( 15م )
ازداد عدد سكان القــــــــــــــرى بسبب ما تلقاه حـــــوض تاهدارت مـــــن
هجرة أصلها من أهــــــــل قرى " واد أليان " الداخلة في أنجــــــــــــــرة
، وأهــــــــــــــل " طنجة البالية " وفحصها ، نتيجــــــة الضغط البرتغالي ،
انطلاقا من " القصر الصغير " المحتل سنة 1458 م .
ويعود تاريـــــــــــــخ تلك الهجرة الــــــى سنة 1463 م . والـــــى تلك
القــــــرى وصــــــــــــل العاهل البرتغالي " الفونصو الخامس " في نفس
السنـــــــــــة ، بقصد استطــــــلاع أحوال تاهدارت ومدينـــــة أصيلا التي
كـــــــــــــان بها محمد الشيخ الوطاسي ، متحصنا من ملاحقة السلطــــان
عبد الحق المريني .
ومــــــــــن المرجح أن يكــــــون قد طرأ على عدد سكـــــان قرى تاهدارت
نقصان اثر احتـــــــــلال البرتغال لأصيلا وطنجــــــة سنة 1471 م اذ أن
الطريق العسكري البري الــــــــــــرابط بين المدينتين المحتلتين كان خطــــه
مارا بتلك القرى ... وهذا مما أتاح لهم مراقبة تحرك جنــــــــــود المدينتين
، وحدث كذلك أن اتخـــــذت سفن تطـــــوان والعرائش مصب واد تاهدارت
مخبأ لها لاعتراض السفن البرتغاليـــــة المتوجهة الى أصيلا ، أو العائــــدة
منها الى طنجـــــة . ولم يعد الهــــــــدوء والاستقرار الى قرى تاهدارت الا
بعد انسحــــــــــــاب البرتغاليين من أصيلا سنة 1550 م ..." ولتعزيــــز
مضامين هذا المتن التوطيني والتوثيقي ، عـــــزز حسن الفكيكي عملـــــه
بخريطة توضيحية دقيقــــــة . كما أضاف محمد بن عـــــزوز حكيم بعض
التفاصيل المعززة بلائحــــــــة بيبلوغرافية ذات صلـــــة بالموضوع . في
هذا الاطار يقول المؤرخ ابن عــــــــــــزوز حكيم : " وهـــــناك مرسى
تاهدارت تقـــــع بشاطئ قبيلتي الفحص والغربيــــــة حيث يصب نهـــــر
تاهدارت مياهــــــــــه بالمحيط الأطلسي ، وينتج عن ذلك تكوين شبــــه
جزيرة لفتت أنظار الأقدمين حيث نجد رحلــــــــــــة " سيلاس " تسميها
ب" بحيرة سيفسياس " ويقول " مــــــــويط " ان تجـــــار " مرسيلية "
أسسوا سنة 1683 م وكالــــة تجاريــــــة بهذه المرسى التي سمــــاها
" تاكدارت " .
انطلاقا من هذه النتف والتجميعات الدقيقة ، أمكـــــــن القول ان الأمـــر
يتعلق بمنطقة ذات عمــق تاريخي ، جسدتــــه أدوارها الاقتصاديــــــــة
والسياسية الممتدة في الزمـــــــــــــن . انها جزء من رقعـــة جغرافيـة
موجهة لوقائع تاريخ المغرب منذ فترات ما قبل الميــــــــــــلاد ، والى
يومنا هذا . ولا شك أن تطــــوير البحث الأركيولوجي بالمنطقــــــــة
سيعيد تقويم قراءاتنا لتاريخ شمـــــــــــــال المغرب ، ولحقيقة موقـــــع
تاهدارت داخله ، ليس فقط باعتبارها ممــــــــــــــرا رابطا بين مدينتي
طنجة وأصيلا ، وليس كذلك باعتبارها محطة تجارية عـــــــــــــرفت
حركة نشيطة خلال العهود السابقة عن الفتــــــــــح الاسلامي ، ولكن
- وهذا هو الأهم - بالنظــــــــــر لأدوارها المركزيــــة في محاصرة
جحافل الغزو الايبيري للمنطقة ، ولطبيعة التلاقح البشــــــــــــري بين
أقوام عدة ، ومن أصول مختلفة ، استقــــــــــــرت بالمنطقة وبصمتها
بسماتها الخاصة . ولعل هذا ما انتهت اليه جهــــــــود بعض الباحثين
المعاصرين ، مغاربة وأجانب ، ممن بدأ في اعـادة تركيب وقائــــــــع
ماضى تاهدارت ومحيطها الجهـــــــــوي ، في ضوء ما أصبح يوفره
رصيد البحث الأركيلوجي الميداني ، وكذا رصيد الأعمـــال التصنيفية
المشتغلة على مظان الأسطوغرافيا القديمــــة ، وخاصة منها اللاتينية
والاغر يقية ، وكذلك على ذخائر الأسطوغرافيا العربية الاسلاميـــــة
للعصور الوسطى ، ولمرحلة فخر العصور الحديثة المؤطرة تاريخيا
بمرحلة ما بين القرنين 15و18 الميلاديين " .
......مع تحيات العتيق .
العتيق- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 1509
درجة التقدير : 6
تاريخ الميلاد : 01/01/1951
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
العمر : 73
الموقع : البريد أعلاه وكذا منتدى جبالة
مواضيع مماثلة
» اغزاوة في معلمة المغرب
» بني ورياكل في معلمة المغرب
» جبل الحبيب في معلمة المغرب
» «سماتة في معلمة المغرب»
» معلمة المغرب.... مع التنويه بالأخ عبد المالك الزواقي.
» بني ورياكل في معلمة المغرب
» جبل الحبيب في معلمة المغرب
» «سماتة في معلمة المغرب»
» معلمة المغرب.... مع التنويه بالأخ عبد المالك الزواقي.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى