«سماتة في معلمة المغرب»

ورد في ذكر قبيلة سماتة في «معلمة المغرب» في الجزء 15، الصادر سنة 2002، وذلك بالصفحتين 5106و5107، بتوقيع الدكتور حسن الفكيكي. ويمكن القول، إن ماجمعه الباحث المذكور في هذه المادة يظل أهم تجميع توثيقي للمعطيات التصنيفية الخاصة بقبيلة سماتة. فعلى الرغم من الأهمية الجيوستراتيجية لمجالاتها الجغرافية، وعلى الرغم من أدوارها التاريخية الموجهة لمحطات حاسمة من التاريخ المغربي مثلما هوالحال مع مرحلة تفكك دولة الأدارسة أو مع ملابسات الغزو الإيبيري الذي ضرب بلادنا منذ مطلع القرن 15م، أو مع تفاعلات الاحتلال الإسباني للمنطقة عند مطلع القرن 20، فالمؤكد أن قبيلة سماتة قد احتفظت بحضور وازن ومؤثر داخل مجمل تطورات الأوضاع العام بالشمال الغربي للمغرب، ولانكاد نجد تفسيرا لهذا الغياب، باستثناء ذلك الانعزال الموضعي الذي عرفت به المنطقة، نظرا لظروف طبيعية خاصة لازالت تؤثر على انفتاح المنطقة وتواصلها مع محيطها الجهوي الضيق والوطني الواسع. ومع ذلك، فإن تجميع شتات المعطيات الموزعة هنا وهناك، يسمح بإعادة تركيب أجزاء هامة من الماضي العريق للقبيلة، ولأدوارها الكبرى في رسم معالم تاريخ كل منطقة جبالة خلال القرون الطويلة الماضية.
ولعل هذا ما نجح في تحقيقه حسن الفكيكي، عندما أدرج خلاصات تنقيباته، بشكل ساهم في إلقاء الضوء على الكثير من خبايا التحولات التاريخية والمجالية لقبيلة سماتة. وقد وردت أهم هذه الخلاصات «بمعلمة المغرب» على الشكل التالي: «سماتة، إحدى قبائل منطقة الهبط، تنحصر أراضيها الجبلية بين مجرى واد المخازن من جهة الشمال حيث تمتد أراضي بني عروس، وتنتهي حدودها الغربية عند جبل بني كرفط. تقف عند حدودها الجنوبية قبيلتا بني يسف وأهل سريف، وتشغل أراضيها تجمعات الشناتفة و،شفراوش وكدية الحيط وزعرورة وسيدي مزوار وبوحمصي والرميلات. ويرتبط تاريخ القبيلة وتعميرها بالانتشار الإدريسي إثر انتهاء ملكهم بفاس، فهي التي تلقت أولى الهجرات الإدريسية بالشمال الغربي المغربي، باستقرار سيدي مزوار، أحمد بن علي حيدرة بن محمد بن ادريس بجبل الحجر، وماتلا بعد ذلك من تأسيس قلعة حجر النسر بأرضها في حدود سنة 313، وخوض الحرب الأولى مع موسى بن أبي العافية مابين سنوات 317 ـ 321، ثم ما كان من حرب ثانية على يد الحسن بن كنون ضد التدخل المرواني الأندلسي بالمغرب بين 360 و375، وما آل ذلك إلى الصراع على القلعة الادريسية السباتية.
لم تشر كتب الجغرافيا للعصر الوسيط الأول ولا حوليات ابن حيان الأندلسي إلى اسم سماتة، مما أدى إلى خلو المصادر التالية من الاسم، مكتفية بالإشارة جميعها إلى قلعة الحجر كنقطة سكانية حربية... وكيفما كان الأمر فإن اسم القبيلة كان بارزا في القرن العاشر (16م)، وحدود القبيلة ومواقع تجمعاتها معروفة بأسمائها لدى برتغالي أصيلا وطنجة. غير أن الحسن الوزان ورديفه مارمول كاربخال لم يعرفا بسماتة مثلما سلكا مع جارتها قبيلة بني عروس. وتبدأ المعلومات التي لدينا مما قدمه بيرناردو رودريكيس البرتغالي، صاحب «حوليات أصيلا»، وهي تخص غزوات جنود أصيلا البرتغاليين للقبيلة، ذلك أن حاكم أصيلا نظم نحو القرية غارتين خلال سنة 1519، كانتا من نصيب قريتي تولا وخربة الشناتفة على سفح جبل سريخ. واغتنم الحاكم مرة أخرى فرصة غياب السلطان أحمد الوطاسي لمحاربة محمد الشيخ السعدي عام 1526 لتنظيم حملته الأولى على سماتة، بتوجيه من المنتصر ضيوغو دي سلفيرا الكرفطي في اتجاه قريتي وارموت والهوتة. والمعروف لدينا أن حاكم أصيلا عاد إلى الغارة على أرض سماتة في غشت سنة 1529 عبر طريق قب النبش بإرشاد من المنتصرين أرتور رودريكيس وأنطونيو سلفيرا، ولم تنج قرية عين بيضا من هذا الغزو. ونظرا لما جمعه البرتغاليون من سماتة من رؤوس الماعز البالغ عددها خلال جميع الغارات نحو 2000 رأس، فإنهم أضافوا إلى إسمها كونها بلد الماعز.
ونعرف من السماتيين الشيخين سيدي مالك، جد الشرفاء الحراقيين، وعمر الشنتوف المشارك في معركة وادي المخازن، وإليه تنسب اليوم فرقة الشناتفة. وتعرفنا أيضا منها على كاتب السلطان محمد بن عبد الله المدعو محمد السماتي. ولم يتعرف مخبر مولييراس على قبيلة سماتة، نتيجة عزلتها في داخل المنطقة، وحسب الروايات الشفوية المحلية المنتمية إلى القرن الثالث عشر (19م)، منها ما قصه عالم سماتة السيد عبد السلام حسون سنة 1880، من أن القبيلة السماتية كانت في حرب دائمة مع جاراتها قبائل بني يسف والأخماس وبني عروس وآل سريف وبني زكار بسبب الحدود، مما ترتب عنه تحالف هذه على أخرى. من ذلك حربها مع بني يسف وحليفتها الأخماس علـى قرية الحرشة. واشتهرت بسماتة معاهد للدارسات الفقهية خلال أواخر القرن الثالث عشر وبداية الموالي له، منها معهد عين بيضا الذي كان على رأسه الشيخ محمد بن يرمق الذي تتلمذ عليه عدد من فقهاء الريف الشرقي... وحسب مصادر فترة الحماية قبل سنة 1936، أنها تكونت من ثلاث فرق وهي الشناتفة والحيط وسيدي مزوار، وبلغ عدد دورها نحو 700 دار، أي مايعادل 3500 ساكن. وقد عدت سماتة من الجهات ذات الخطورة علىالزحف الإسباني في نطاق إخضاع قبائل جبالة، ووصلت إليها القوات الإسبانية يوم 6 مايو 1926».
وهكذا، يبدو أن الأمر يتعلق بقبيلة كانت لها أدوار مركزية في رسم معالم التاريخ المشترك الجماعي لمنطقة جبالة، أدوار لا شك وأن تكثيف البحث في تفاصيلها، سيساهم في توفير المواد المرجعية الارتكازية لكل أشكال الدراسات المونغرافية المجهرية الكفيلة بالكشف عن التحولات البعيدة المدى للقبيلة، داخل بناها المحلية الضيقة، وفي امتداداتها الجهوية والوطنية الواسعة.
منقول للفائدة

جازاك الله خيرا اخي الكريم على هذه المساهمة الجيدة

الله يحفظك اخي بارك الله فيك

ألسلام عليكم ورحمة الله شكرا جزيلا على هذه الجولة التارخية الرائعة أخي الاطلس جولتنا في أطلسنا الصغير والكبير شكرا جزيلا لك.

بارك الله فيك اخي المستاري
ونرجو لك دائما جولة ممتعة

مشكووور جدا أخي أطلس على المعلومات القيمة
جزاك الله خيرا

الله يبارك فيك اخي مصطفى مشيش برحو

لا يسعنا الا أن ننوه بالاخ اطلس ونقول له جازاك الله خيرا.

جزاكم الله خيرا اخي sahli
والفضل لله ثم لكم و لهذا المنتدى الرائع الذي يعمل على جمع الجهود للتعريف بهذه المنطقة المنسية من مغربنا الحبيب