ذكرى الانفصال وحلم الوحدة بقلم الناصر خشيني
صفحة 1 من اصل 1
ذكرى الانفصال وحلم الوحدة بقلم الناصر خشيني
ذكرى الانفصال وحلم الوحدة بقلم الناصر خشيني
27سبتمبر
2013
يصادف اليوم 28 سبتمبر الذكرى الواحدة والخمسون لذكرى الانفصال الذي تواطئت فيه كل قوى الشر المعادية للأمة العربية من رجعية هاشمية و سعودية وشراذم الاخوان والسيوعيين وكذلك القوى الاستعمارية فكل هذه القوى التقت معا بشكل موضوعي على تدمير حلم الجماهير العربية في بناء أول وحدة بين قطرين من أقطار الأمة بشكل توافقي وبدون استعمال للقوة علما وأن عبد الناصر لما طلب منه التدخل لضرب قوى الانفصال بالقوة المسلحة وكان قادرا عليها بحكم تواجد قوات موالية له في الاقليم الشمالي ومستعدة للتحرك ولكنه رفض ذلك وكان ذلك بعد أن نزل مواطنو الإقليم الشمالي للشوارع في اليوم التالي للانقلاب الإنفصالي زرافات ووحداناً، مندّدين بالانفصال ومُطالبين بعودة الوحدة، فسكن الندم نفوس بعض الضباط الذين شعروا أن الديمقراطية التي وُعدوا بها ليست ممكنة التطبيق، فمؤيدو الانفصال كانوا من مشارب مختلفة ومتصارعة سياسياً وعقائدياً ودينياً كإخوان مسلمين، شيوعيين، اشتراكيي أكرم الحوراني، إضافة لبعض الإقطاعيين والبرجوازيين والعائلات العشائرية. فتوجه فريق من الضباط إلى القاهرة يتوسل عبد الناصر العفو عنهم واعدين اياه بإعادة الوحدة بانقلاب آخر أو بتدخل عسكري من الجيش المصري ..
كان رفض عبد الناصر قاطعاً، وأجاب بما بات مقولة ناصرية الوحدة التي ذهبت بانقلاب لا تعود بانقلاب… الوحدة يجب ألا تفرض عسكرياً بل أن تكون نتاج إرادة شعبية،ويقول عبد الناصر “إن الأمة العربية لم تعد في حاجة إلى أن تثبت حقيقة الوحدة بين شعبها، لقد تجاوزت الوحدة هذه المرحلة و أصبحت حقيقة الوجود العربي ذاته. يكفي أن الأمة تملك وحدة اللغة التي تصنع الفكر والعقل، و يكفي أن الأمة العربية تملك وحدة التاريخ الذي صنع وحدة الضمير و الوجدان، و يكفي أن الأمة العربية تملك وحدة الأمل التي تصنع وحدة المستقبل و المصير ” وهكذا يحدد القائد التاريخي لهذه الأمة أن الوحدة لايمكن بناؤها بالقوة المسلحة وانما بالارادة الجماهيرية وبها لأنها الأداة المأمونة للمحافظة عليها والدفاع عنها ولا بد من تحقيقها بالطريق الديمقراطي وليس بالقوة المسلحة وذلك هو الفهم الصحيح لمواجهة ردة الانفصال وبناء عليه ظلت حادثة الانفصال تضرب بعمق في وجدان القائد حتىتوقف قلبه عن النبض في يوم ذكرى الانفصال وكان ذلك اما بفعل فاعل أو موتا طبيعيا فان القضية لم تحسم بعد ولكن الأكيد مهما كانت الأسباب فالشهادة ثابتة في كل الأحوال لهذا القائد العظيم ولكن لا يمكن أن تمر هذه الذكرى دون توضيح عدة حقائق يجب على الشباب العربي وعماد هذه الأمة أن يتفطن اليها أن أوضاع الأمة بفعل التجزئة لا تسير في الاتجاه الصحيح بل اننا نخسر من تقدمنا وحرياتنا وثرواتنا ونغامر بمستقبلنا ان بقينا على هذه الحال في ظل التشرذم و الاقليمية والتآمر الاستعماري التي يعمل على مزيد من التفتيت كحال السودان و اليمن و العراق وفلسطين بحيث يصار الى احياء الطائفية والمذهبية الضيقة التي تعصف بما بقي من مقدرات الأمة وحتى يظل الصراع داخليا يستفيد منه الكيان الصهيوني والقوى الاستعمارية المتربصة بالأمة وكذلك القوى الرجعية و العميلة المتحكمة في رقاب الأمة بقوة الحديد والنار وأدوات القمع والسجون و المحاكمات فانها جميعا تقف في وجه هذه الأمة العظيمة التي بالرغم من المصاب الجلل الذي يحاط بها من قبل أعداء الداخل و الخارج الا أنها لا تزال حية تنبض بالحياة وتعلن عن وجودها بتذكرها ليوم 28 سبتمبر الذي لم يكن سلبيا كله بل تضمن محطات فيه تؤكد الحقيقة الصادقة لهذه الأمة وقدرتها على النهوض من بين الأنقاض والمواجهة التي لا تتوقف أبدا حتى لو كانت موازين القوى لغير صالح الأمة لكنها لاتتوقف عن البذل والعطاء ومن ذلك مكا حصل يوم 28سبتمبر 1982وبعد أيام قليلة من مجازر صبرا وشاتيلا عندما حررت المقاومة العربية الباسلة بيروت وانسحب الصهاينة منها مدحورين وكذلك يوم 28 سبتمبر سنة 2000 عندما اندلعت انتفاضة الأقصى لتعلن عن موت نهج أوسلو الذي لن ينجح في تحقيق أي مسعى لتأبيد احتلال فلسطين وتهويدها والتأكيد أن فلسطين عربية وستظل كذلك ولو كره الصهاينة وكل الغرب الاستعماري فان الأمة حية لم تمت.
نشر في ثقافة وفنون, ثورات عربية, حقوق الإنسان.
27سبتمبر
2013
يصادف اليوم 28 سبتمبر الذكرى الواحدة والخمسون لذكرى الانفصال الذي تواطئت فيه كل قوى الشر المعادية للأمة العربية من رجعية هاشمية و سعودية وشراذم الاخوان والسيوعيين وكذلك القوى الاستعمارية فكل هذه القوى التقت معا بشكل موضوعي على تدمير حلم الجماهير العربية في بناء أول وحدة بين قطرين من أقطار الأمة بشكل توافقي وبدون استعمال للقوة علما وأن عبد الناصر لما طلب منه التدخل لضرب قوى الانفصال بالقوة المسلحة وكان قادرا عليها بحكم تواجد قوات موالية له في الاقليم الشمالي ومستعدة للتحرك ولكنه رفض ذلك وكان ذلك بعد أن نزل مواطنو الإقليم الشمالي للشوارع في اليوم التالي للانقلاب الإنفصالي زرافات ووحداناً، مندّدين بالانفصال ومُطالبين بعودة الوحدة، فسكن الندم نفوس بعض الضباط الذين شعروا أن الديمقراطية التي وُعدوا بها ليست ممكنة التطبيق، فمؤيدو الانفصال كانوا من مشارب مختلفة ومتصارعة سياسياً وعقائدياً ودينياً كإخوان مسلمين، شيوعيين، اشتراكيي أكرم الحوراني، إضافة لبعض الإقطاعيين والبرجوازيين والعائلات العشائرية. فتوجه فريق من الضباط إلى القاهرة يتوسل عبد الناصر العفو عنهم واعدين اياه بإعادة الوحدة بانقلاب آخر أو بتدخل عسكري من الجيش المصري ..
كان رفض عبد الناصر قاطعاً، وأجاب بما بات مقولة ناصرية الوحدة التي ذهبت بانقلاب لا تعود بانقلاب… الوحدة يجب ألا تفرض عسكرياً بل أن تكون نتاج إرادة شعبية،ويقول عبد الناصر “إن الأمة العربية لم تعد في حاجة إلى أن تثبت حقيقة الوحدة بين شعبها، لقد تجاوزت الوحدة هذه المرحلة و أصبحت حقيقة الوجود العربي ذاته. يكفي أن الأمة تملك وحدة اللغة التي تصنع الفكر والعقل، و يكفي أن الأمة العربية تملك وحدة التاريخ الذي صنع وحدة الضمير و الوجدان، و يكفي أن الأمة العربية تملك وحدة الأمل التي تصنع وحدة المستقبل و المصير ” وهكذا يحدد القائد التاريخي لهذه الأمة أن الوحدة لايمكن بناؤها بالقوة المسلحة وانما بالارادة الجماهيرية وبها لأنها الأداة المأمونة للمحافظة عليها والدفاع عنها ولا بد من تحقيقها بالطريق الديمقراطي وليس بالقوة المسلحة وذلك هو الفهم الصحيح لمواجهة ردة الانفصال وبناء عليه ظلت حادثة الانفصال تضرب بعمق في وجدان القائد حتىتوقف قلبه عن النبض في يوم ذكرى الانفصال وكان ذلك اما بفعل فاعل أو موتا طبيعيا فان القضية لم تحسم بعد ولكن الأكيد مهما كانت الأسباب فالشهادة ثابتة في كل الأحوال لهذا القائد العظيم ولكن لا يمكن أن تمر هذه الذكرى دون توضيح عدة حقائق يجب على الشباب العربي وعماد هذه الأمة أن يتفطن اليها أن أوضاع الأمة بفعل التجزئة لا تسير في الاتجاه الصحيح بل اننا نخسر من تقدمنا وحرياتنا وثرواتنا ونغامر بمستقبلنا ان بقينا على هذه الحال في ظل التشرذم و الاقليمية والتآمر الاستعماري التي يعمل على مزيد من التفتيت كحال السودان و اليمن و العراق وفلسطين بحيث يصار الى احياء الطائفية والمذهبية الضيقة التي تعصف بما بقي من مقدرات الأمة وحتى يظل الصراع داخليا يستفيد منه الكيان الصهيوني والقوى الاستعمارية المتربصة بالأمة وكذلك القوى الرجعية و العميلة المتحكمة في رقاب الأمة بقوة الحديد والنار وأدوات القمع والسجون و المحاكمات فانها جميعا تقف في وجه هذه الأمة العظيمة التي بالرغم من المصاب الجلل الذي يحاط بها من قبل أعداء الداخل و الخارج الا أنها لا تزال حية تنبض بالحياة وتعلن عن وجودها بتذكرها ليوم 28 سبتمبر الذي لم يكن سلبيا كله بل تضمن محطات فيه تؤكد الحقيقة الصادقة لهذه الأمة وقدرتها على النهوض من بين الأنقاض والمواجهة التي لا تتوقف أبدا حتى لو كانت موازين القوى لغير صالح الأمة لكنها لاتتوقف عن البذل والعطاء ومن ذلك مكا حصل يوم 28سبتمبر 1982وبعد أيام قليلة من مجازر صبرا وشاتيلا عندما حررت المقاومة العربية الباسلة بيروت وانسحب الصهاينة منها مدحورين وكذلك يوم 28 سبتمبر سنة 2000 عندما اندلعت انتفاضة الأقصى لتعلن عن موت نهج أوسلو الذي لن ينجح في تحقيق أي مسعى لتأبيد احتلال فلسطين وتهويدها والتأكيد أن فلسطين عربية وستظل كذلك ولو كره الصهاينة وكل الغرب الاستعماري فان الأمة حية لم تمت.
نشر في ثقافة وفنون, ثورات عربية, حقوق الإنسان.
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
يجب أن تقال
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
مواضيع مماثلة
» ذكرى الانفصال وحلم الوحدة بقلم الناصر خشيني
» ذكرى الانفصال وحلم الوحدة بقلم الناصر...
» خواتيم أعمال عبد الناصر. بقلم : عمرو صابح
» سد الوحدة - ثاني أكبر سد في إفريقيا
» قلعة أمركو
» ذكرى الانفصال وحلم الوحدة بقلم الناصر...
» خواتيم أعمال عبد الناصر. بقلم : عمرو صابح
» سد الوحدة - ثاني أكبر سد في إفريقيا
» قلعة أمركو
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى