نوادر شعبية من طنجة

يحكى أن سكان طنجة كانوا يحصلون على الرمل المستعمل في البنــــاء

من شاطئ يوجد شمال غرب المدينة ويعرف بشاطئ " مرقالة " ، وكان

هؤلاء يستخدمون الحمير لنقل الرمل ، بحيث ترى ثلاثة أو أربعة حميرا

يسوقهم رجل واحد ، الذي كان - كلما تلكأ الحمار الأول في مشيه لثق

حمولته - يخاطبه بقوله : الررررا زيد أليهودي ، وكان اليهود من سكان

طنجة يغتاظون لسماع المسلم يشبههم بالحمير معتبرين ذلك شتما ومنقصة

في حقهم ، ففكروا في حيلة يتخلصون بها من هذا العار ، وقرروا صنع

( الكروسة ) بعجلتين تقوم مقام الحمير في نقل الرمل ، كروسة يجرها

رجل بينما يساعده آخر بدفعها من الوراء .
قال اليهود لحمالي الرمل على الحمير : يعــز علينا أن نــــرى الحمير

يحملون هذه الأثقال من الرمل ، فما رأيكـــم أن تحتفظوا بها فــي نقل

بضاعتكم الى الأسواق ، بينما تستبدلونها بهذه الكراريس التـــي نقدمها

اليكم هدية كعربون مودة بيننا نحن اليهود وأنتم المسلمون ؟
استحسن حمالة الرمل الفكرة وتقبلوا الهدية ، وأخذوا يحملــون عليها

الرمل فيتولى الرجل الأول جر الكروســـة ، بينما يعمل الثاني على

دفعها من الوراء ، وكلما تثاقل الأول في الجر جـــراء الثقل وبسبب

العقبة خاطبه الثاني : أجور آه ، أجور الحمممممار .

........ مع تحيات العتيق .
وهكذا تخلص اليهود من تلك الشتيمة ، وانقلب السحر على الساحر .