مسجد موسى بن نصير ببني حسان
صفحة 1 من اصل 1
مسجد موسى بن نصير ببني حسان
مسجد موسى بن نصير
دعوة الحق
دعوة الحق
العددان 78 و79
ما إن وطئت قدم موسى بن نصير أرض المغرب، حتى هب الناس لاعتناق الإسلام بشوق كبير، واندفاع جارف، وكأنه كان على موعد مع القدر، لتثبيت الدين الحنيف بهذه الأرض المباركة.
وكل خطوة كان يخطوها ابن نصير، وقائده المظفر طارق بن زياد – تعتبر فتحا وإسلاما، وجهادا وإيمانا. بث الفقهاء والمقرئين في كل جهة ومكان، وأسس المساجد والجوامع في الحواضر والبوادي، وفي السهول، وفوق قمم الجبال .. فكانت بمثابة القلاع الحصينة للإسلام، تنطلق منها مواكب الفتح الإسلامي، وجنوده المدججون، يحملون المصحف في يد، والسيف في يد أخرى، حتى انتشر الإسلام في كل بقع الأرض وكانت من حين لآخر، ترتفع منها كلمة (لا إله إلا الله) مجلجلة، تشق عنان السماء، وتحمل إلى القلوب الإيمان والرحمة، ولم تزل تحمي الإسلام، ولغة القرآن، إلى يوم الناس هذا. ومن هذه المساجد المباركة التي أسسها ابن نصير، وحملت اسمه أحقابا من السنين – (الجامع البيضاء) ببني حسان، قبيلة حاميم المتنبئ المشهور، على بعد نحو ثلاثين (30) كيلومتر من مدينة تطوان.
وهو يتربع على ربوة عالية، قرب سوق الأربعاء، على بضع خطوات من مدشر بني عمران، ويعرف عند العامة بمسجد الملائكة تقديرا لشأنه.
وهو مسجد صغير، مربع الشكل، طوله نحو خمسة أمتار، وعلوه لا يتجاوز الأربعة أمتار، وسقفه بالقبو في نحو نصف دائرة، طول محرابه متر ونصف على 70 سنتميترا عرضا. وهو محكم البناء، بني بالجير والحصى الدقيق (الطابية) وأرضه حصباء، تبدو فيها حفر، ويقال : إن الناس كانوا يدفنون فيه أمواتهم عند الفزع، وفي معتقداتهم أن كل من أخذ منه شيئا لابد أن يصاب بسوء، ولازال يتبرك به إلى الأهل.
وقد سقط سقف مدخله، وتلاشت أبوابه، وأصاب الوجه الخارجي منه بعض تلاش. ويبدو أنه أدخلت عليه بعض الإصلاحات، عبر عصور التاريخ. وعلى مقربة منه ثلاث عيون جارية، إحداها من جهة الشرق، وتعرف "بعين التين"، ولعل هذه التسمية جاءتها من كثرة أشجار التين التي كانت هناك.
والأخرى من جهة الغرب، وتدعى "بعين الحجاج"، لنزول الحجاج بها، وربما كانوا يعتقدون بركتها.
والثالثة من جهة الجنوب وتسمى "بعين تطليجات".
وهذه العيون – على ما يبدو- كانت معدة للوضوء وتتفق جميعا في المسافة بينها وبين المسجد، بنحو كيلومتر الواحد. وظل مسجد موسى بن نصير يؤدي المهمة المتوخاة من تأسيسه، تقام فيه الصلوات الخمس، ويتلى فيه كتاب الله، إلى أن هجره الناس منذ سنوات، واقتصروا فيه على إقامة صلاة العيدين، وقد أصبح اليوم مهجورا بالمرة، تعوي فيه الذئاب، وتؤذن فوقه البوم؟! (بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه).
ومن العلماء الذين زاروا هذا المسجد التاريخي - أبو الحسن مصباح الزرويلي المتوفى (1130هـ) مر به في طريقه إلى تطوان سنة أربع وعشرين ومائة وألف هجرية (1124هـ).
ويحدثنا أبو الحسن مصباح في هذا الصدد فيقول :
(وقد رأيت مسجدا صغيرا، متقن الصنعة، على رأس كدية عالية في الهواء، في جبال بني حسان قرب مدينة تطوان، أجمع أهل ذلك البلد على أنه من عمل موسى بن نصير، وهم يسمونه مسجد موسى بن نصير، نقلوا ذلك خلفا عن سلف، رأيته سنة (1124هـ)(1).
فهذا الوصف ينطبق تماما على (الجامع البيضاء) القائم العين إلى اليوم، وها أنت ترى أنه في أوائل القرن الثاني عشر الهجري –وقد مر عليه أزيد من عشرة قرون- كان لا يزال يحمل اسم مؤسسه موسى بن نصير. وأبو الحسن مصباح –وهو العالم الثبت- لم يرد أن يسجل هذه الحقيقة التاريخية التي سترويها عنه الأجيال، وربما كان المنفرد بها - حتى تأكد من الأمر، واستنطق أهل البلد، لتكون الرواية متواترة مشهورة، فأجمعوا على أنه من عمل ابن نصير، وأنه يحمل اسمه، نقلوا ذلك خلفا عن سلف.
ويلاحظ أن هذه التسمية تنوسيت الآن وغلب عليه اسم (الجامع البيضاء) لظهوره من بعيد كالنجمة البيضاء اللامعة. والعامة تؤنث المسجد وهو مذكر.
وتحرف اسمه في بعض الوثائق(2) بالدار البيضاء، وهو خطأ منشأه إهمال الناس له كمسجد، وهجرهم إياه في أوقات العبادة، وأيام المواسم والأعياد، حتى ظنه المارة وبعض الجوار البعيدين عنه، مطلق دار هناك، وربما سموه بالدار البيضاء، وهذا يدل على أن هذا المسجد أصبح مهجورا منذ زمان.
وهكذا نرى أن أكثر آثارنا التاريخية، مسخت عن قصد أو عن غير قصد، ثم أصبحت أثرا بعد عين، ثم لا أثرا ولا عين، والأمر لله. وأعتقد أن الكتاب يتحملون قسطا كبيرا من هذه المسؤولية بسكوتهم، وانطوائهم في قوقعتهم، ففي استطاعتهم أن يعرفوا بهذه الآثار ويحفظوها –على الأقل- في الصحف وبين طيات الكتب.
ولا ندري ما مهمة مصلحة الآثار في هذه البلاد ؟ ويجب أن نشير إلى أنه أسست بشمال المغرب على عهد موسى بن نصير، وطارق بن زياد – عدة مساجد، ولعل ذلك أيام أن كان المسلمون مرابطين بطنجة وسبتة، لفتح بلاد الاندلس، وقد كانت الوتنية ضربت أطنابها في هذه الجبال، وخيم الجهل في العقول، وانتشرت الإباحية بشكل فظيع، وأصبح الناس كالبهائم لا يردعهم عقل. ولا يزجرهم قانون : ومن بين هذه المساجد –مسجد إشرافات على بعد 35 كيلومتر من شفشاون، ومن الجامع البيضاء بنحو (60 كلم). بناه كما يقول بن عسكر في الدوحة طارق ابن زياد- أواخر القرن الأول للهجرة(3). ومنذ سنوات سقطت صومعته، وتصدعت بعض جوانبه، فأدخلت عليه وزارة الأوقاف بعض الإصلاحات، وبنت له مئذنة من الطراز الجديد، لا تتفق مع شكله القديم، فكان كمرقعة (الهداوي) فيها القديم والجديد، ومن كل شكل لون، وكنت أشرت في مقال سابق(4) إلى أنه ينبغي أن تكون هناك إدارة فنية تابعة لوزارة الأوقاف، تشرف على إصلاح الآثار القديمة من مساجد، وزوايا، وأضرحة ومقابر.. وتحافظ على شكلها القديم، صونا للفن المعماري الذي له قيمته التاريخية.
وهناك مسجد في قمة جبل، بقبيلة بني زيات على بعد نحو 70 كيلومتر من تطوان، يكاد يكون صورة طبق الأصل من الجامع البيضاء، ونعتقد أنه بني في هذا العصر، وأدخلت عليه تغيرات وإصلاحات، ويعرف بالجامع "تكطشت"، وتكطشت كلمة بربرية، قيل إنه اسم امرأة سوسية كانت تتعبد هناك، أو أقبرت بهذا المكان، وتذكر بعض المصادر أنه دفن فيه بعض أبناء عمر بن إدريس أمير تجياس.
وقد يقال : - وأي فائدة من التعرف على هذه المساجد بين قمم الجبال وقد انطمست معالمها، وانمحت آثار أكثرها؟ فالجواب أن هذه المساجد –كما قلنا في صدر هذا البحث- كانت القلاع الحصينة للإسلام، فكانت مسجدا، ورباطا، ومدرسة، وهي التي حمت لغة القرآن في هذه البلاد، وبفضلها كانت القبائل الجبلية هي أولى القبائل البربرية التي تعربت، وهي التي خرجت لنا أمثال الشيخ العربي ابن مشيش، وتلميذه الذائع الصيت أبي الحسن الشاذلي، والصوفي السني علي بن ميمون، والمصلح الداعية أبي محمد الهبطي، والعالم السلفي ابن خجو، والفقيه المشرع أبي عبد الله بن عرضون، والعالم النوازلي أبي الفارس الزياتي، والشاعر النابغة أبي الحسن مصباح الزرويلي، والقاضي الشاعر ابن صالح الزويني، والأديب المتفنن أبي حامد المساري وغيرهم كثير.
وأذكر بهذه المناسبة أني قرأت في إحدى المجلات الشرقية أنه عثر على أقدم مسجد هناك، فقامت قيامة الكتاب والباحثين، وطلعت أكثر الصحف بأبحاث ونشرات تستنطق الآثار وتستجلي الأخبار وأعتقد أن من لا يعتز بماضيه، لا يفخر بحاضره.
وكل رجاءنا أن تعير وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية اهتماما زائدا بهذه المساجد التاريخية التي أوشكت على الاندثار، وتعيد لها –على الأقل- كرامتها وقداستها – كما كانت. وكم نود أن نرى قريبا تدشين مسجد موسى بن نصير – بمناسبة مرور ثلاثة عشر قرنا على تأسيسه، وباعتباره أقدم مسجد بالمغرب بعد مسجد شاكر بمراكش(5).
(تلك آثارنا تدل علينا فانظروا بعدنا إلى الآثار)
وكل خطوة كان يخطوها ابن نصير، وقائده المظفر طارق بن زياد – تعتبر فتحا وإسلاما، وجهادا وإيمانا. بث الفقهاء والمقرئين في كل جهة ومكان، وأسس المساجد والجوامع في الحواضر والبوادي، وفي السهول، وفوق قمم الجبال .. فكانت بمثابة القلاع الحصينة للإسلام، تنطلق منها مواكب الفتح الإسلامي، وجنوده المدججون، يحملون المصحف في يد، والسيف في يد أخرى، حتى انتشر الإسلام في كل بقع الأرض وكانت من حين لآخر، ترتفع منها كلمة (لا إله إلا الله) مجلجلة، تشق عنان السماء، وتحمل إلى القلوب الإيمان والرحمة، ولم تزل تحمي الإسلام، ولغة القرآن، إلى يوم الناس هذا. ومن هذه المساجد المباركة التي أسسها ابن نصير، وحملت اسمه أحقابا من السنين – (الجامع البيضاء) ببني حسان، قبيلة حاميم المتنبئ المشهور، على بعد نحو ثلاثين (30) كيلومتر من مدينة تطوان.
وهو يتربع على ربوة عالية، قرب سوق الأربعاء، على بضع خطوات من مدشر بني عمران، ويعرف عند العامة بمسجد الملائكة تقديرا لشأنه.
وهو مسجد صغير، مربع الشكل، طوله نحو خمسة أمتار، وعلوه لا يتجاوز الأربعة أمتار، وسقفه بالقبو في نحو نصف دائرة، طول محرابه متر ونصف على 70 سنتميترا عرضا. وهو محكم البناء، بني بالجير والحصى الدقيق (الطابية) وأرضه حصباء، تبدو فيها حفر، ويقال : إن الناس كانوا يدفنون فيه أمواتهم عند الفزع، وفي معتقداتهم أن كل من أخذ منه شيئا لابد أن يصاب بسوء، ولازال يتبرك به إلى الأهل.
وقد سقط سقف مدخله، وتلاشت أبوابه، وأصاب الوجه الخارجي منه بعض تلاش. ويبدو أنه أدخلت عليه بعض الإصلاحات، عبر عصور التاريخ. وعلى مقربة منه ثلاث عيون جارية، إحداها من جهة الشرق، وتعرف "بعين التين"، ولعل هذه التسمية جاءتها من كثرة أشجار التين التي كانت هناك.
والأخرى من جهة الغرب، وتدعى "بعين الحجاج"، لنزول الحجاج بها، وربما كانوا يعتقدون بركتها.
والثالثة من جهة الجنوب وتسمى "بعين تطليجات".
وهذه العيون – على ما يبدو- كانت معدة للوضوء وتتفق جميعا في المسافة بينها وبين المسجد، بنحو كيلومتر الواحد. وظل مسجد موسى بن نصير يؤدي المهمة المتوخاة من تأسيسه، تقام فيه الصلوات الخمس، ويتلى فيه كتاب الله، إلى أن هجره الناس منذ سنوات، واقتصروا فيه على إقامة صلاة العيدين، وقد أصبح اليوم مهجورا بالمرة، تعوي فيه الذئاب، وتؤذن فوقه البوم؟! (بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه).
ومن العلماء الذين زاروا هذا المسجد التاريخي - أبو الحسن مصباح الزرويلي المتوفى (1130هـ) مر به في طريقه إلى تطوان سنة أربع وعشرين ومائة وألف هجرية (1124هـ).
ويحدثنا أبو الحسن مصباح في هذا الصدد فيقول :
(وقد رأيت مسجدا صغيرا، متقن الصنعة، على رأس كدية عالية في الهواء، في جبال بني حسان قرب مدينة تطوان، أجمع أهل ذلك البلد على أنه من عمل موسى بن نصير، وهم يسمونه مسجد موسى بن نصير، نقلوا ذلك خلفا عن سلف، رأيته سنة (1124هـ)(1).
فهذا الوصف ينطبق تماما على (الجامع البيضاء) القائم العين إلى اليوم، وها أنت ترى أنه في أوائل القرن الثاني عشر الهجري –وقد مر عليه أزيد من عشرة قرون- كان لا يزال يحمل اسم مؤسسه موسى بن نصير. وأبو الحسن مصباح –وهو العالم الثبت- لم يرد أن يسجل هذه الحقيقة التاريخية التي سترويها عنه الأجيال، وربما كان المنفرد بها - حتى تأكد من الأمر، واستنطق أهل البلد، لتكون الرواية متواترة مشهورة، فأجمعوا على أنه من عمل ابن نصير، وأنه يحمل اسمه، نقلوا ذلك خلفا عن سلف.
ويلاحظ أن هذه التسمية تنوسيت الآن وغلب عليه اسم (الجامع البيضاء) لظهوره من بعيد كالنجمة البيضاء اللامعة. والعامة تؤنث المسجد وهو مذكر.
وتحرف اسمه في بعض الوثائق(2) بالدار البيضاء، وهو خطأ منشأه إهمال الناس له كمسجد، وهجرهم إياه في أوقات العبادة، وأيام المواسم والأعياد، حتى ظنه المارة وبعض الجوار البعيدين عنه، مطلق دار هناك، وربما سموه بالدار البيضاء، وهذا يدل على أن هذا المسجد أصبح مهجورا منذ زمان.
وهكذا نرى أن أكثر آثارنا التاريخية، مسخت عن قصد أو عن غير قصد، ثم أصبحت أثرا بعد عين، ثم لا أثرا ولا عين، والأمر لله. وأعتقد أن الكتاب يتحملون قسطا كبيرا من هذه المسؤولية بسكوتهم، وانطوائهم في قوقعتهم، ففي استطاعتهم أن يعرفوا بهذه الآثار ويحفظوها –على الأقل- في الصحف وبين طيات الكتب.
ولا ندري ما مهمة مصلحة الآثار في هذه البلاد ؟ ويجب أن نشير إلى أنه أسست بشمال المغرب على عهد موسى بن نصير، وطارق بن زياد – عدة مساجد، ولعل ذلك أيام أن كان المسلمون مرابطين بطنجة وسبتة، لفتح بلاد الاندلس، وقد كانت الوتنية ضربت أطنابها في هذه الجبال، وخيم الجهل في العقول، وانتشرت الإباحية بشكل فظيع، وأصبح الناس كالبهائم لا يردعهم عقل. ولا يزجرهم قانون : ومن بين هذه المساجد –مسجد إشرافات على بعد 35 كيلومتر من شفشاون، ومن الجامع البيضاء بنحو (60 كلم). بناه كما يقول بن عسكر في الدوحة طارق ابن زياد- أواخر القرن الأول للهجرة(3). ومنذ سنوات سقطت صومعته، وتصدعت بعض جوانبه، فأدخلت عليه وزارة الأوقاف بعض الإصلاحات، وبنت له مئذنة من الطراز الجديد، لا تتفق مع شكله القديم، فكان كمرقعة (الهداوي) فيها القديم والجديد، ومن كل شكل لون، وكنت أشرت في مقال سابق(4) إلى أنه ينبغي أن تكون هناك إدارة فنية تابعة لوزارة الأوقاف، تشرف على إصلاح الآثار القديمة من مساجد، وزوايا، وأضرحة ومقابر.. وتحافظ على شكلها القديم، صونا للفن المعماري الذي له قيمته التاريخية.
وهناك مسجد في قمة جبل، بقبيلة بني زيات على بعد نحو 70 كيلومتر من تطوان، يكاد يكون صورة طبق الأصل من الجامع البيضاء، ونعتقد أنه بني في هذا العصر، وأدخلت عليه تغيرات وإصلاحات، ويعرف بالجامع "تكطشت"، وتكطشت كلمة بربرية، قيل إنه اسم امرأة سوسية كانت تتعبد هناك، أو أقبرت بهذا المكان، وتذكر بعض المصادر أنه دفن فيه بعض أبناء عمر بن إدريس أمير تجياس.
وقد يقال : - وأي فائدة من التعرف على هذه المساجد بين قمم الجبال وقد انطمست معالمها، وانمحت آثار أكثرها؟ فالجواب أن هذه المساجد –كما قلنا في صدر هذا البحث- كانت القلاع الحصينة للإسلام، فكانت مسجدا، ورباطا، ومدرسة، وهي التي حمت لغة القرآن في هذه البلاد، وبفضلها كانت القبائل الجبلية هي أولى القبائل البربرية التي تعربت، وهي التي خرجت لنا أمثال الشيخ العربي ابن مشيش، وتلميذه الذائع الصيت أبي الحسن الشاذلي، والصوفي السني علي بن ميمون، والمصلح الداعية أبي محمد الهبطي، والعالم السلفي ابن خجو، والفقيه المشرع أبي عبد الله بن عرضون، والعالم النوازلي أبي الفارس الزياتي، والشاعر النابغة أبي الحسن مصباح الزرويلي، والقاضي الشاعر ابن صالح الزويني، والأديب المتفنن أبي حامد المساري وغيرهم كثير.
وأذكر بهذه المناسبة أني قرأت في إحدى المجلات الشرقية أنه عثر على أقدم مسجد هناك، فقامت قيامة الكتاب والباحثين، وطلعت أكثر الصحف بأبحاث ونشرات تستنطق الآثار وتستجلي الأخبار وأعتقد أن من لا يعتز بماضيه، لا يفخر بحاضره.
وكل رجاءنا أن تعير وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية اهتماما زائدا بهذه المساجد التاريخية التي أوشكت على الاندثار، وتعيد لها –على الأقل- كرامتها وقداستها – كما كانت. وكم نود أن نرى قريبا تدشين مسجد موسى بن نصير – بمناسبة مرور ثلاثة عشر قرنا على تأسيسه، وباعتباره أقدم مسجد بالمغرب بعد مسجد شاكر بمراكش(5).
(تلك آثارنا تدل علينا فانظروا بعدنا إلى الآثار)
(1) انظر كتابه "سنا المهتدى.." مخطوط.
(2) كما في ظهائر التوقير والاحترام لشرفاء بني عمران التي جددها لهم السلطان المولى عبد الحفيظ.
(3) انظر دوحة الناشر ص 18 – الطبعة الحجرية.
(4) انظر "دعوة الحق" عدد خاص بمساجد المغرب ص 30.
(5) هو شاكر بن عبد الله الأزدي أحد مشاهير التابعين، دخل المغرب مع عقبة بن نافع في الفترة الأولى، وله أخبار مشهورة في أخبار رجراجة. اندثرت رسوم مسجده هذا منذ المائة الثالثة حتى أحياه السلطان محمد بن عبد الله. أنظر الاعلام لعباس بن ابراهيم ج 5 ص 132.
(2) كما في ظهائر التوقير والاحترام لشرفاء بني عمران التي جددها لهم السلطان المولى عبد الحفيظ.
(3) انظر دوحة الناشر ص 18 – الطبعة الحجرية.
(4) انظر "دعوة الحق" عدد خاص بمساجد المغرب ص 30.
(5) هو شاكر بن عبد الله الأزدي أحد مشاهير التابعين، دخل المغرب مع عقبة بن نافع في الفترة الأولى، وله أخبار مشهورة في أخبار رجراجة. اندثرت رسوم مسجده هذا منذ المائة الثالثة حتى أحياه السلطان محمد بن عبد الله. أنظر الاعلام لعباس بن ابراهيم ج 5 ص 132.
الزاهوية- عضو نشيط
- الجنس : عدد المساهمات : 62
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 14/12/1976
تاريخ التسجيل : 16/09/2012
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» موسى بن نصير
» التعريف ببني عروس
» التعريف ببني زروال
» التعريف بقبيلة الفحص
» الشرفاء الدرقاويون ببني زروال
» التعريف ببني عروس
» التعريف ببني زروال
» التعريف بقبيلة الفحص
» الشرفاء الدرقاويون ببني زروال
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى