التوافق الجنسي ومسألة الكفاءة بين الزوجين
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
التوافق الجنسي ومسألة الكفاءة بين الزوجين
اشكالية التوافق الجنسي بين الزوجين ومسألة الكفاءة | |
| إذ أصبح من الملاحظ في كثير من المجتمعات العربية والأسوية تزويج ابن الستين عاماً من ابنة الخامسة عشرة من عمرها .. مستدلين على زواجهم بزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- من عائشة رضي الله عنها .. فهل هذا جائز؟ الجواب: الحمد لله رب العالمين. من الكفاءة التي يجب مراعاتها الكفاءة والتقارب في السن بين الزوجين .. وأعني بذلك الكفاءة الجنسية .. إذ لا ينبغي أن يُزوّج ابن الستين بنت الخامسة عشر عاماً كما يحصل ذلك في كثير من المجتمعات العربية والأسوية مستغلين فقر وحاجة وجهل بعض العوائل .. لأن الضرر حينئذٍ ـ وكذلك الإعضال ـ محقق للمرأة ولا بد .. حيث في الوقت الذي ينطفئ فيه الرجل جنسياً وينتهي عطاؤه تكون المرأة في أقوى مراحل عطائها .. ويكون مثلها مثل من تُزوَّج من عنِّين؛ لا يقدر على الوصال .. فتتشوف الرجال .. وتستشرف النظر إليهم بالحرام .. وهذا لا يجوز .. لما فيه من ضرر وإضرار، والله تعالى يقول:{ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً }البقرة:231. وفي الحديث فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:" لا ضرر، ولا ضرار ". ولو عملنا بأدلة قاعدة " سد الذرائع "، لسددنا الطريق على مثل هكذا زواج، ولا بد! ومما يحسن الاستدلال به في هذا الشأن ما أخرجه الترمذي في السنن، تحت باب " تُزَوَّجُ المرأةُ مثلُها في السِّنِّ "، عن بُريدة، قال:" خطَبَ أبو بكرٍ، وعمر رضي الله عنهما فاطمة، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:" إنها صغيرة، فخطبها عليٌّ فزوَّجها مِنه "[1]. وقوله -صلى الله عليه وسلم-:" إنها صغيرة "؛ أي إنها صغيرة عليكما قياساً لعمركما .. وأبو بكر وعمر هما، هما .. بينما عليٌّ -رضي الله عنه- سنه مكافئ ومتقارب من سنها " فزوَّجها مِنه ". فإن قيل: كيف نفسّر إذاً زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- من عائشة رضي الله عنها ..؟ أقول: قد كثر الاستدلال بزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- من عائشة رضي الله عنها على ما لا ينبغي ولا يجوز الاستدلال عليه .. فأيّنا كالنبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه .. مَن يجرؤ أن يزعم أن رجولته وفحولته كرجولة وفحولة النبي -صلى الله عليه وسلم- .. فالنبي -صلى الله عليه وسلم- له المثل الأعلى في جميع خصال وخصائص الإنسان .. بما في ذلك خاصية الرجولة والفحولة .. فقد روى البخاري في صحيحه بسنده عن أنس بن مالك:" أن نبيَّ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة، وله يومئذٍ تسع نسوة ". الله أكبر .. تبارَك اللهُ أحسنُ الخالِقين .. فمن من الرجال يُطيق ذلك .. حتى يحسن أن يُشبه نفسه بالنبي -صلى الله عليه وسلم- .. ويقيس نفسه على النبي -صلى الله عليه وسلم-؟! وفي رواية ـ عند البخاري أيضاً ـ: عن قتادة قال: حدَّثنا أنَس بن مالك قال:" كان النبيُّ يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار، وهنَّ إحدَى عشرةَ " قال: قلت لأنس: أوَكان يُطيقه؟ قال:" كنا نتحدَّثُ أنه أُعطيَ قوَّة ثلاثينَ ". فليتأمَّل عجائز هذا الزمان الذين لا يستحون؛ فيقيسون أنفسهم على النبي -صلى الله عليه وسلم- .. وإذا ما قيل للرجل: كيف تُزوج وليتك من رجل يزيدها خمسين عاماً .. سرعان ما يبادرك القول والاستدلال بزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- من عائشة .. ساء ما يقولون .. وما يفهمون .. فبئس الفهم فهمهم .. وبئس القول قولهم! تقول أُمّنا؛ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:" كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُقبّل وهو صائم، ويُباشر وهو صائم، ولكنه كان أملَك لإرْبِه " متفق عليه. وفي رواية، قالت:" وأيكم كان أملَك لإرْبه من رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ". وفي صحيح ابن خزيمة، عن الأسود، قال: انطلقت أنا ومسروق إلى أم المؤمنين نسألها عن المباشرة ـ أي في الصيام ـ فاستحيينا، قال: قلت: جئنا نسأل حاجةً فاستَحْيَيْنا. فقالت: ما هي؟ سلا عما بدا لكما. قال: قلنا: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُباشِر وهو صائم؟ قالت:" قد كان يفعل، ولكنه كان أملَكَ لإرْبِه منكم "[2]. وفي صحيح البخاري، قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:" لا تواصلوا " ـ أي في الصيام؛ فيوصَل الليل بالنهار من غير إفطار ـ قالوا: فإنَّك تواصل يا رسول الله. قال: لست كأحدٍ مِنْكم ـ وفي رواية: إني لستُ مِثلكم ـ إنِّي أُطعَم وأُسقَى ". وفي رواية:" إنيِّ لستُ كهيئتكم، إني أبيتُ لي مُطعِمٌ يُطعمني، وساقٍ يسقين ". وفي رواية:" وأيكم مثلي؛ إنِّي أبيتُ يُطعمني ربي ويَسقين ". وكل هذه الروايات عند البخاري في صحيحه. وبالتالي لا يجوز أن يُقاس أقوى الرجال .. وفي عِز رجولتهم وشبابهم .. على قوة النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وهو في آخر أيامه وعهده من دنيانا .. فضلاً عن أن يُقاس العجايز وكبيري السن .. وأيما قياس من هذا القبيل أعده انتقاصاً من قدْر ورجولة النبي -صلى الله عليه وسلم- .. وأيما امرئ يقيس نفسه على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويريد من قياسه الانتقاص من قدْر وجناب النبي -صلى الله عليه وسلم- .. وأعرف ذلك منه .. والذي نفسي بيده لا أتردد لحظة من تكفيره بعينه، والحكم عليه بالردة. إضافة إلى هذا الذي تقدم يُقال كذلك: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يملك الكمال في جميع خصائص وصفات الكفاءة المطلوبة بين الزوجين .. وهو ما يزيل مطلق الأثر لما يُقال عن الفارق في العمر بين الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه .. وبين أمّنا؛ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها .. وهذا ليس لأحدٍ بعده .. وبالتالي لا يجوز لأحدٍ أن يقيس نفسه وزواجه على نفس النبي -صلى الله عليه وسلم- وزواجه -صلى الله عليه وسلم- من عائشة رضي الله عنها. فإن قِيل: هل يُقال هذا الذي تقدم أعلاه إذا ما تزوّج صغيرٌ من كبيرة، وكان الفارق في العمر بينهما كبير، إلى درجة تكون المرأة فيها فوق سن الإنجاب ..؟ أقول: إن كانت زوجته الوحيدة، وفي نيته أن لا يعدد عليها، وظرفه لا يسمح له بالتعدد، نعم يُكرَه للصغير أن يتزوج من كبيرة قد دخلت سن اليأس، وتجاوزت سن الإنجاب، وقد ترقى الكراهة إلى درجة التحريم بحسب الضرر والحرج المترتب على هكذا زواج .. فقد جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إنّي أصبتُ امرأة ذات حسَبٍ وجمال، وإنها لا تلِد، أفأتزوجها؟ قال -صلى الله عليه وسلم-:" لا ". ثم أتاه الثانية، فنهاه، ثم أتاه الثالثة فقال:" تزوّجوا الودودَ الولودَ فإنِّي مكاثِر بكم الأمم يومَ القيامة "[3]. هذا إذا كانت لا تلد فقط ـ وهي ذات حسب وجمال ـ فكيف إذا كانت مع كونها لا تلِد لا تُحصّن زوجها من الوقوع في الفتن للفارق الكبير بينهما في السن ـ والتي كثرت في هذا الزمان، وأحاطت بالرجال والنساء سواء إحاطة السوار بالمعصم ـ وهو في المقابل لا يجد أمامه إلا إياها .. ولا يقدر على الزواج من غيرها .. لا شك حينئذٍ أن الكراهة تتغلظ، وقد ترقى إلى درجة التحريم. لكن إن كان من ذوي التعدد أو في نيته أن يُعدّد، والظروف تسمح له أن يُعدد، فأضافها إلى جملة نسائه .. أرجو أن لا يكون في ذلك حرج إن شاء الله .. ولا يُقال في هذا الموضِع ما قلناه بحق الصغيرة عندما تتزوج من كبير يفوقها عشرات السنين؛ لأن البنت ـ في الوصف المتقدم ـ فاقدة لمطلق الخيارات .. مقصورة على عجوزها .. لا خيار لها غيره .. بينما الرجل في مثالنا السابق له خيارات عدة؛ له ـ إن شاء ـ أن يتزوج ثلاث نساء إضافة إلى تلك المرأة الكبيرة في السن التي تزوجها .. إضافة إلى خيار الطلاق لو شاء، والله تعالى أعلم. [1] صحيح سنن النسائي: 3020. [2] رواه ابن خزيمة في صحيحه: 1998. قال الشيخ ناصر في التخريج: إسناده صحيح. [3] صحيح سنن أبي داود: 1805. |
الفرضي- عضو جديد
- الجنس : عدد المساهمات : 29
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 13/07/1963
تاريخ التسجيل : 18/12/2012
العمر : 61
رد: التوافق الجنسي ومسألة الكفاءة بين الزوجين
لا داعي لكل هذه الاستدلالات الدينية فزواج المسن من الصغيرة هو ضد قوانين الطبيعة بغض الطرف عما تورده النصوص او ما يراد استنتاجه منها.وزواج النبي (ص)من عائشة حالة من الحالات التي خص بها صلى الله عليه وسلم ولا يصح القياس عليها.
الزاهوية- عضو نشيط
- الجنس : عدد المساهمات : 62
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 14/12/1976
تاريخ التسجيل : 16/09/2012
العمر : 47
رد: التوافق الجنسي ومسألة الكفاءة بين الزوجين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد إنقلبت الآية واختلط الحابل بالنابل ، وهذا سببه الفقر وعدم العمل وارتفاع القدرة الشرائية في العالم .....وغلاء المهور وهاذ الشيء سبب العزوف عن الزواج أو عكس الأمور !!!! فنجد مثلا شاب في الثلاثين يتقدم لإمرأة في الخميسين وعندما تقول أنا أكبر منك يجيبها ولماذا النبي عليه الصلاة والسلام تزوج بخديجة تكبره........والعكس بالنسبة للرجل يتقدم للفتاة في عمر أحفاد وعندما يسأل تكون الإجابة ولماذا النبي صلى الله عليه وسلام .......فصلوات الله عليه حالة خاصة لاينبغي لنا أن ندخل في هاذه القدسية .....المقدسة .
أما حالتهم سببها كما قلت من قبل الفقر ....فتجد العجوز يشتري بماله بنية صغيرة
وتجد الشاب يبيع شببابه لإمرأة في عمر أمه مقابل شيء يعرفه هو جيداً......
وفي كلتا الحالتين تكون ( السفقة خاصرة ) لأنها مجرد بيع وشراء ......أين هو الحب
أين هو التجاوب مع الطرفين أين هو الإحساس أين هي المودة والرحمة التي تكون بين الأزواج أين هي المتعة الحقيقية المنبعثة من القلب إل القلب .....ولهاذا تكثر الخيانة بين الأزواج والإنتحار والطلاق والتفكك الأسري فحذاري ....حذاري ...من هذه السفقة ......
ودمتم بخير وسلام .
تحياتي.
لقد إنقلبت الآية واختلط الحابل بالنابل ، وهذا سببه الفقر وعدم العمل وارتفاع القدرة الشرائية في العالم .....وغلاء المهور وهاذ الشيء سبب العزوف عن الزواج أو عكس الأمور !!!! فنجد مثلا شاب في الثلاثين يتقدم لإمرأة في الخميسين وعندما تقول أنا أكبر منك يجيبها ولماذا النبي عليه الصلاة والسلام تزوج بخديجة تكبره........والعكس بالنسبة للرجل يتقدم للفتاة في عمر أحفاد وعندما يسأل تكون الإجابة ولماذا النبي صلى الله عليه وسلام .......فصلوات الله عليه حالة خاصة لاينبغي لنا أن ندخل في هاذه القدسية .....المقدسة .
أما حالتهم سببها كما قلت من قبل الفقر ....فتجد العجوز يشتري بماله بنية صغيرة
وتجد الشاب يبيع شببابه لإمرأة في عمر أمه مقابل شيء يعرفه هو جيداً......
وفي كلتا الحالتين تكون ( السفقة خاصرة ) لأنها مجرد بيع وشراء ......أين هو الحب
أين هو التجاوب مع الطرفين أين هو الإحساس أين هي المودة والرحمة التي تكون بين الأزواج أين هي المتعة الحقيقية المنبعثة من القلب إل القلب .....ولهاذا تكثر الخيانة بين الأزواج والإنتحار والطلاق والتفكك الأسري فحذاري ....حذاري ...من هذه السفقة ......
ودمتم بخير وسلام .
تحياتي.
elarfaoui latifa- عضو أساسي بالمنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 97
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 10/06/1965
تاريخ التسجيل : 27/12/2012
العمر : 59
مواضيع مماثلة
» فارق العمر بين الزوجين
» تأجيل امتحانات الكفاءة المهنية .........
» الإسلام ومسألة الحكم وذلك الجدل الذي لا ينتهي حول كتاب علي عبدالرازق
» سن التفاهم بين الزوجين
» هدية الى الزوجين عند انفرادهما
» تأجيل امتحانات الكفاءة المهنية .........
» الإسلام ومسألة الحكم وذلك الجدل الذي لا ينتهي حول كتاب علي عبدالرازق
» سن التفاهم بين الزوجين
» هدية الى الزوجين عند انفرادهما
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى