مقتطفات من كتاب : رحلة الى مكناس

من طرف غريبي الإثنين يوليو 30, 2012 2:11 am

تمهيد:
رحلة الى مكناس ، هو كتاب من تأليف الانجليزي : جون وندوس كتبه سنة 1721م يصف فيه مشاهداته ومعلوماته عن المغرب ..خلال الزيارة التي رافق فيها سفير ابريطانيا الى بلاط السلطان مولاي اسماعيل للتفاوض في قضية الاسرى الانجليز بالمغرب.
والكتاب الدي ساقتطف منه بعض مشاهدات الكاتب حول مروره في طريقه الى مكناس ببعض مناطق جبالة ، هو من منشورات عمادة جامعة المولى اسماعيل - بمكناس. قام بترجمته عن الانجليزية: د زهراء اخوان وقام بمراجعته الاستادتان : نجية العلمي وفاطمة بوعبدلي استادتا اللغة الانجليزية بكلية الاداب والعلوم الانسانية بمكناس.و قدم له عميد الكلية الاستاد عبد اللطيف الشادلي.
*****************************************************************************
رحيلنا الى مكناس : ص61.
}في يوم الثلاثاء الثالت عشر من يونيو ، بدأنا رحلتنا الى مكناس .فغادرنا تطوان حوالي الساعة الخامسة عشية، وبعد السادسة بقليل أنزلنا الرحال في سهل رائع على جانب نهر يسمى واد بوصفرة- ويسمى أيضا واد بوصفيحة، وهو نفس واد مرتيل ، الا ان كل قسم منه يحمل اسماء، م داود ، تطوان.1.26- يبعد عن تطوان بستة اميال ، وهنا نزل ابن العطار وكان قد غادر المدينة قبلنا.
وفي الرابع عشر من نفس الشهر رحلنا حوالي الرابعة عشية ونصبنا خيامنا من جديد على بعد ثلاثة أميال من المنزل السابق ، في موضع يسمى دار زريوح، وقد أخد الاسم من احد الأولياء المدفونين هنا.
وقد قمنا بهاتين الرحلتين القصيرتين لتدبير امور اقامتنا والتعرف على ما سنحتاجه قبيل ابتعادنا عن تطوان.
في الخامس عشر من يونيو على الساعة الثالثة بعد الزوال غادرنا دار زريوح واجتزنا بادية جبلية وقد تابعنا المسير الى ان وصلنا مرتفعات صخرية جعلتنا نتقدم بصعوبة. وصلنا حوالي الساعة السابعة مساءا الى محطة جديدة ، حيث اقمنا خيامنا على بعد ثمانية عشر ميلا من معسكرنا السابق.
رحلنا في اليوم السادس عشر من يونيو على الساعة السادسة صباحا. فقد ايقظ السفير الحاشية وكان على الجميع ان يكون مستعدا للسفر بعد نصف ساعة. وكانت هده هي الاشارة التي اتفق عليها للاستيقاظ والاستعداد للسفر في كل المراحل المقبلة.
أخدت الحرارة تشتد، ودلك راجع لطقس البلد،وخصوصا في هدا الفصل الدي يوافق انقلاب الشمس الصيفي، كما كانت الحرارة تتزايد يوميا بفعل توغلنا نحو الداخل .وصلنا الى مخيمنا في الساعة التاسعة بعد ان قطعنا مسافة حوالي اثنى عشر ميلا.وكان هدا المعسكر قرب نهير يسمى واد الخروب- ما زال يحمل هدا الاسم الى اليوم في منطقة بني عروس-
وفي اليوم السابع عشر من نفس الشهر انطلقنا من جديد على الساعة السادسة صباحا. وحوالي الساعة العاشرة أقمنا قرب نهر همغارويل ، ودلك بعيدا عن المعسكر السابق بحوالي خمسة عشر ميلا.
التحق بنا في الطريق شخص يدعى سيدي أحمد، وهو رجل عجوز من أقرباء احدى نساء الامبراطور- يقصد مولاي اسماعيل- يحكم دواوير هده الربوع، وهي قرى الاعراب المتنقلة التي مررنا بعدد منها قبل الان.
قرى الأعراب المتنقلة:
يظهر أن سكان هده القرى يعيشون عيشة ضنكة، مساكنهم متواضعة جدا .بنيت من اخشاب يكسونها بالتبن والنسيج لتصبح على شكل خيمة. ويرحلون من مكان الى اخر طلبا للكلا والماء. تبنى هده القرى عموما على شكل حلقة. حيث يبداون بانشاء صف من البيوت المتقاربة الى أن يكونوا دائرة ، تاركين مكانا فسيحا في الوسط، يقيمون فيه منزلا يظهر أنه لشيخهم أو رئيسهم الدي يختارونه بأنفسهم، ويكون من القبيلة التي ينتمون اليها. تجبى الضرائب هنا من طرف شخص يبعثه الامبراطور ويعينه قائدا لهدا الغرض.لون أغلبية هؤلاء الأعراب داكن جدا، يعيشون بطريقة كريهة مع ماشيتهم وطيورهم. وأطفالهم يجرون عراة هنا وهناك. وهم يمتلكون ماشية سوداء كثيرة وطيبة، وهي مصدر قوتهم الاساسي كما أعتقد.
لا يعير الحكام اي اهتمام لطريقة عيش هؤلاء ولا لفقرهم الواضح حيث يسلبونهم قسما مهما من محاصيلهم.
يتبع..

من طرف غريبي الإثنين يوليو 30, 2012 2:46 am

قبائلهم:
يقدر عدد سكان سهول فاس -يقصد مملكة فاس- وحدها بثلاثمائة الف نسمة. يؤدون الغرامة وهي عبارة عن عشر ما يملكون. وتجب عليهم مند بلوغهم الخامسة عشرة....غير ان القواد لا يكتفون بدلك حيث لا يتركون فرصة دون ممارسة الظلم والنهب لتجريد الرعية من كل ما تمتلك....
طريقة رحيلهم:
عندما يقررون الرحيل الى مكان اخر ، يضعون البرادع فوق ظهور الجمال والثيران والابقار، وفوقها يجلس اطفالهم ونساؤهم داخل سلال واسعة من القصب. مغطاة بنسيج لاتقاء الشمس. ويظلون سائحين وهم على هده الحال الى ان يعثروا على المكان الدي يلائمهم. حمل الينا هؤلاء الاعراب وأهل هده الجبال في المساء كمية كبيرة من الكسكسو ومأكولات اخرى.
جبليون سياب:
على يسار الطريق القادمة من تطوان ، وعلى نفس المسافة من القصر تقريبا-يعني القصر الكبير-.تمتد جبال مرتفعة جدا وضخمة يسميها المغاربة -جبال حبيب -.أهل هده الجبال أقل ولاء من بقية سكان البلد. فعندما يعاملون معاملة حسنة يسلمون للباشا- اي باشا تطوان- الضريبة ، لكن عندما يجبرون على دلك يتجلى انتقامهم في العيث فسادا في الطرقات حيث ينهبون المسافرين وينسحبون الى جبالهم الغابوية. وبدلك يجد الباشا صعوبة في الحاق اي عقاب بهم. لدلك يكتفي بما بعثوه له عن طواعية بدل اثارة غضبهم باكراههم .

من طرف جبلي الإثنين يوليو 30, 2012 7:12 pm

أشكركم على هذا المجهود وأنتظر البقية

من طرف sahli الثلاثاء يوليو 31, 2012 2:27 am

موضوع ممتع تشكر عليه استاذي العزيز ونحن في انتظاربقية الفصول.

من طرف غريبي الجمعة أغسطس 17, 2012 2:57 am

تابع - مقتطفات من كتاب : رحلة الى مكناس ص40 - وصف تطوان.

تطوان مدينة قديمة جدا ، وكان الرومان يسمونها تطوانوم وقد اعطت اسمها لاقليم شاسع واتخدها الباشا مقرا له .وهي تقع عند شعب على البحر الابيض المتوسط فوق مرتفع حجري بين جبلين عاليين.

تبعد المدينة بحوالي ستة أميال عن البحر. فيها قلعة تشرف عليها بنيت فوق أعلى تل. في الوادي يجري سيل تستعمله سفن صغيرة يصل الى مارتين - مارتيل - وفيه يسقون وينزلون بضائعهم. توجد على طول الساحل منارات تضيئ وتعلن عن أية محاولة للنزول الى اليابس.

دور المغاربة - المنازل-:

دور تطوان جميلة جدا ، غير أن الشوارع ضيقة الى حد كبير .كما أن النوافد نادرة في هده الدور، تعوضها عندهم ثقب صغيرة يطلون منها على الخارج ، ينفد منها الضوء الى داخل المنازل، ولهاته الدور فناءات غير مغطاة مع ركائز تدعم أروقة وتحيط بداخلها درابزين خشبية مصبوغة تشبه تقريبا بعض فنادقنا.وسط الفناء ينبوع ادا كان المنزل في ملكية شخصية دات جاه.

الغرف طويلة وضيقة . وتوجد عموما اربع غرف في كل سقفية تؤدي الى أروقة ينفد منها الضوء الى كل غرفة عبر باب عريض صفاق.

كل المنازل تقريبا من طبقتين ما عدا منزل الباشا وقلة من الخاصة. سطوحها مستوية يمكن السير في عدة أماكن منها مسافة طويلة ، غير أن لسطوح المنازل التي يسكنها المسيحيون أسوارا ليبقى هؤلاء في حدود منازلهم ، دلك أن النساء المغربيات يقطن في الغرف العليا وغالبا ما يستعملن السطوح للمرور أثناء تبادل الزيارات.

جدران المنازل الداخلية والخارجية مبيضة تعكس أشعة الشمس لدرجة أنها تؤلم أعيننا ادا أدمنا النظر اليها.

طريقة البناء:

ان البناء عندهم لا يتم بنفس الطريقة التي تفعل أغلب الأمم، وهي وضع الاجر والحجارة فوق بعضها، بل يعمدون الى صنع صندوق خشبي اولا ، ويرمون فيه الملاط ثم يدكونه بقوة، ثم يسحبون الصندوق ويتركون الملاط يجف.

فقر الرعية:

هواء المدينة صحي جيد ، وهي مزدحمة، لكن سكانها فقراء، وهم أقرب الى المستعبدين. لا يمتلك الأشخاص أي شيئ الا برضى الباشا الدي يعتبر الحاكم المطلق في منطقته. ويتصرف كعاهل يتحكم في حياة وثروات شعبه فيستحود على الدور والأراضي والخيل أو اي شيئ طاب له ، ولدلك فان كل شخص اغتنى عن طريق التجارة او الصناعة يبدل كل جهده في اخفاء غناه واظهار الفقر. فادا بلغ دلك الى علم الباشا ، أمر بوضعهم في السجن حيث يتم جلدهم وتعديبهم الى ان يظهروا كل ما يمتلكون.

ملحوظة : هده الصفحات المقتطفة لا تتبع تسلسل صفحات وفصول الكتاب.-يتبع-

مقتطفات من كتاب : رحلة الى مكناس

مقتطفات من كتاب : رحلة الى مكناس

رد: مقتطفات من كتاب : رحلة الى مكناس

رد: مقتطفات من كتاب : رحلة الى مكناس

رد: مقتطفات من كتاب : رحلة الى مكناس

رد: مقتطفات من كتاب : رحلة الى مكناس