من الأمير الخطابي الى أهل فاس
صفحة 1 من اصل 1
من الأمير الخطابي الى أهل فاس
*وجه المجاهد الأمير الخطابي وهو على مشارف فاس " قرية بوعادل "
رسالة الى أهل فاس جاء فيها :
" من عبد الكريم خادم المسلمين ، المجاهد في سبيل الاستقلال ، الى أهل
فاس ، كبير وصغير ، خصوصا ذوي العقول منهم ، وأصحاب التأثيـــر .
انكم أيها الاخوان لا تجهلون ما قمنا به في هذه الأيام من جليل الأعــمال ، والتضحية في سبيل استقلال بلادنا تحت الراية الاسلامية . فقد آن الــوقت الذي يجب أن يقوم فيه المغرب من سباته العميق ، ويتمتع باستقلاله كسائر الدول .
ولما كانت خطتنا شريفة المبدأ ، وليس وراءها مطامع ولا غاية سافلـــة ، أردنا أن نعلمكم اياها ، لتكونوا على بينة مما يلقيه على مسامعكم الأعداء ، من أننا قوم همج ، خرجنا من بلادنا قصد السلب والنهب .
حاشا لله ، ما نحن الا قوم ألقى الله في قلوبنا عاطفة الوطنية الشريفــــة ، ونصرنا على أعدائنا رغم كثرة عددهم ، وتفوق استعدادهم .
اننا لا نضمر لفرنسا عداء ولا ضغينة ، بل غاية ما نريد منها ،هــــــو أن تتركنا أحرارا في بلادنا ، نتمتع باستقلالنا . فقد طالما سفك أبناؤها دماءنا ، واستولوا على أموالنا ، وخربوا وحدتنا بتقسيم بلادنا ،وأخذوا أراضينا ،
وسامونا أنواع الذل والهوان ، بدعوى ادخال المدنية لبلادنــا ، وحمايتنا .
والدليل على هذا ، ان جميع القبائل التي ناديناها، مالت لدعوتنا وآرائنا ، اننا أخذنا على عاتقنا القيام بتحرير البلاد ، وانتشالها من مخالب الاستعباد
والاستعمار ، وقد أعددنا لذلك ما يلزم من خيل مسومة ، ورجال أشـداء ، لا يخافون الموت ، وبنادق متعددة الطلقات ، ومدافع تقـــذف المفرقعات ، مما يضمن لنا النجاح .
ولكن ليس اتكالنا على ذلك ، بل اعتمادنا على الله الذي ينصر المظلــوم ، حيث ان دعوته ليس بينها وبين الله حجاب ، ولولا هذه العناية لما نصرنا الله على دولتين قويتين ، ألا وهما : فرنسا واسبانيا ، تعــــــد الأولى فـي الصف الأول ، والثانية في الصف الثاني بين الدول .
واننا نعلمكم بأننا لا يلحقنا بأس ولا ملل من طول الجهاد ، ولا ننثني أمام ( بياض في الأصل ) الى أن يموت كل رجل من الرجــــال في الريف . وخصوصا أن الفكـــــــر الأورباوي الحــــر ، وفي طليعتـــه الأحرار من الفرنساويين يؤيدوننا في مطالبنا ، ويعترفون بخطتنا .
وعليه ، فقد وجب أن تعينونا ، وتمدوا لنا يد المساعدة ، لأنكم لا تجهلون أن تنظيم المقاومة الوطنية ، هو قوام الجهاد الصحيح في سبيل التحرير .
اننا لا نطلب منكم مساعدة مادية ، لأننا نعلم علم اليقين بأنكم مطوقــــون بسلاسل الأسر والاستعباد ، بل غاية ما نطلب منكم هو الاعانة الأدبية ، بأن تفهموا الرأي العام ، سبيل خطتنا الشريفة ، وما نريد من تحريـــــر البلاد ، والتمتع بالحرية والاستقلال تحت ظل الشريعــــة السمحاء ، وأن
تفهموا أيضا أنه ما دامت فرنسا في البلاد ، فلا حرية ولا مساواة ، بـــل
الاستعمار والاستعباد والاسترقاق ، ورب البيت أدرى بالذي فيه .
فهذه نتائج قد علمتموها وجربتموها منذ أعوام .
وفي الختام ، أطلب من المولى أن يوفق شعبنا الى الاتحاد والاخلاص في العمل سرا وعلانية ، الى أن يخفق فوق بلادنا علم الاستقلال ، مشفـــوعا بالحرية والعدل والمساواة والسلام .
عن اذن سيدي امحمد أخي سيد عبد الكريم خادم المسلمين " .
* هذه الرسالة بعث بها الزعيم البطل محمد بن عبد الكريم الى أهل فاس
وأشرف على توزيعها أخوه ورفيقه في الكفاح الزعيم محمد بن عبد الكريم ، وهي تعطي فكرة واضحة عن الأهداف النبيلة التي كان يتوخاها البطل بن عبد الكريم من حربــــــه التحريرية ، وهي تحرير البــلاد المغربية ، وانعتاقها من ربقة المستعمر الأجنبي ، وبناء الاستقلال في ظل الشريعــة الاسلامية ، وتحقيق الحرية والعدالة والمساواة لأبناء هذا الشعب المغربي
كما تؤكد أنه
" لا اصلاح في عهد الاستعمار ، ولا حريــة مع وجـــود المستعمرين "
المرجع : جريدة " الوداد" الخطية ( كان يشرف على تحريرها سعيد حجي ) ، عدد 52 بتاريخ 8 يناير 1929 م .
...........مع تحيات العتيق .
رسالة الى أهل فاس جاء فيها :
" من عبد الكريم خادم المسلمين ، المجاهد في سبيل الاستقلال ، الى أهل
فاس ، كبير وصغير ، خصوصا ذوي العقول منهم ، وأصحاب التأثيـــر .
انكم أيها الاخوان لا تجهلون ما قمنا به في هذه الأيام من جليل الأعــمال ، والتضحية في سبيل استقلال بلادنا تحت الراية الاسلامية . فقد آن الــوقت الذي يجب أن يقوم فيه المغرب من سباته العميق ، ويتمتع باستقلاله كسائر الدول .
ولما كانت خطتنا شريفة المبدأ ، وليس وراءها مطامع ولا غاية سافلـــة ، أردنا أن نعلمكم اياها ، لتكونوا على بينة مما يلقيه على مسامعكم الأعداء ، من أننا قوم همج ، خرجنا من بلادنا قصد السلب والنهب .
حاشا لله ، ما نحن الا قوم ألقى الله في قلوبنا عاطفة الوطنية الشريفــــة ، ونصرنا على أعدائنا رغم كثرة عددهم ، وتفوق استعدادهم .
اننا لا نضمر لفرنسا عداء ولا ضغينة ، بل غاية ما نريد منها ،هــــــو أن تتركنا أحرارا في بلادنا ، نتمتع باستقلالنا . فقد طالما سفك أبناؤها دماءنا ، واستولوا على أموالنا ، وخربوا وحدتنا بتقسيم بلادنا ،وأخذوا أراضينا ،
وسامونا أنواع الذل والهوان ، بدعوى ادخال المدنية لبلادنــا ، وحمايتنا .
والدليل على هذا ، ان جميع القبائل التي ناديناها، مالت لدعوتنا وآرائنا ، اننا أخذنا على عاتقنا القيام بتحرير البلاد ، وانتشالها من مخالب الاستعباد
والاستعمار ، وقد أعددنا لذلك ما يلزم من خيل مسومة ، ورجال أشـداء ، لا يخافون الموت ، وبنادق متعددة الطلقات ، ومدافع تقـــذف المفرقعات ، مما يضمن لنا النجاح .
ولكن ليس اتكالنا على ذلك ، بل اعتمادنا على الله الذي ينصر المظلــوم ، حيث ان دعوته ليس بينها وبين الله حجاب ، ولولا هذه العناية لما نصرنا الله على دولتين قويتين ، ألا وهما : فرنسا واسبانيا ، تعــــــد الأولى فـي الصف الأول ، والثانية في الصف الثاني بين الدول .
واننا نعلمكم بأننا لا يلحقنا بأس ولا ملل من طول الجهاد ، ولا ننثني أمام ( بياض في الأصل ) الى أن يموت كل رجل من الرجــــال في الريف . وخصوصا أن الفكـــــــر الأورباوي الحــــر ، وفي طليعتـــه الأحرار من الفرنساويين يؤيدوننا في مطالبنا ، ويعترفون بخطتنا .
وعليه ، فقد وجب أن تعينونا ، وتمدوا لنا يد المساعدة ، لأنكم لا تجهلون أن تنظيم المقاومة الوطنية ، هو قوام الجهاد الصحيح في سبيل التحرير .
اننا لا نطلب منكم مساعدة مادية ، لأننا نعلم علم اليقين بأنكم مطوقــــون بسلاسل الأسر والاستعباد ، بل غاية ما نطلب منكم هو الاعانة الأدبية ، بأن تفهموا الرأي العام ، سبيل خطتنا الشريفة ، وما نريد من تحريـــــر البلاد ، والتمتع بالحرية والاستقلال تحت ظل الشريعــــة السمحاء ، وأن
تفهموا أيضا أنه ما دامت فرنسا في البلاد ، فلا حرية ولا مساواة ، بـــل
الاستعمار والاستعباد والاسترقاق ، ورب البيت أدرى بالذي فيه .
فهذه نتائج قد علمتموها وجربتموها منذ أعوام .
وفي الختام ، أطلب من المولى أن يوفق شعبنا الى الاتحاد والاخلاص في العمل سرا وعلانية ، الى أن يخفق فوق بلادنا علم الاستقلال ، مشفـــوعا بالحرية والعدل والمساواة والسلام .
عن اذن سيدي امحمد أخي سيد عبد الكريم خادم المسلمين " .
* هذه الرسالة بعث بها الزعيم البطل محمد بن عبد الكريم الى أهل فاس
وأشرف على توزيعها أخوه ورفيقه في الكفاح الزعيم محمد بن عبد الكريم ، وهي تعطي فكرة واضحة عن الأهداف النبيلة التي كان يتوخاها البطل بن عبد الكريم من حربــــــه التحريرية ، وهي تحرير البــلاد المغربية ، وانعتاقها من ربقة المستعمر الأجنبي ، وبناء الاستقلال في ظل الشريعــة الاسلامية ، وتحقيق الحرية والعدالة والمساواة لأبناء هذا الشعب المغربي
كما تؤكد أنه
" لا اصلاح في عهد الاستعمار ، ولا حريــة مع وجـــود المستعمرين "
المرجع : جريدة " الوداد" الخطية ( كان يشرف على تحريرها سعيد حجي ) ، عدد 52 بتاريخ 8 يناير 1929 م .
...........مع تحيات العتيق .
العتيق- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 1509
درجة التقدير : 6
تاريخ الميلاد : 01/01/1951
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
العمر : 73
الموقع : البريد أعلاه وكذا منتدى جبالة
مواضيع مماثلة
» مما قيل في حق الأمير الخطابي
» نداء الأمير الخطابي الى مغاربة اكس ليبان
» الأمير عبد الكريم الخطابي وحرب الريف
» الأمير عبد الكريم الخطابي وحرب الريف
» صحفي قيدوم ..شاهد على عصر الأمير الخطابي
» نداء الأمير الخطابي الى مغاربة اكس ليبان
» الأمير عبد الكريم الخطابي وحرب الريف
» الأمير عبد الكريم الخطابي وحرب الريف
» صحفي قيدوم ..شاهد على عصر الأمير الخطابي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى