صحفي قيدوم ..شاهد على عصر الأمير الخطابي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
صحفي قيدوم ..شاهد على عصر الأمير الخطابي
*قيدوم الصحفيين مصطفى العلوي صاحب ورئيس تحرير " أخبار الدنيا " المغربية كتب يقول بتاريخ : 9/02/1963 :
"" الآن وقد أسلم المجاهد الخطابي الروح لباريها ، هل سيتنفس الصعداء أولئك الذين وقفوا حياتهم ونشاطهم وامكانياتهم لابقاء الأمير الخطـــــابي
بعيدا عن الوطــــــن ؟ هل سيتنفس الصعداء أولئك الذين راعهم وجـــود الخطابي حيا ، أبيا ، غير راض بحياة الذل والهوان في ظــل الاستقلال المزيف ، تحت سيطرة وسيادة رأسمال أجنبي ؟ فليتنفسوا الصعــداء ان شاءوا ، فالمجاهد الخطابي حي يرزق في قلوبنا وأفئدتنا ، فهو أول رجل حمل السلاح ، وهو أول رجل علم المغاربة البطولة والشهامة والاباء ، وهو أول رجل فضل احتمال المكاره ليطرد عن البلاد جنود الغزو الأجنبي التي جاءت لتحطم معنوياتنا القوميـة والدينيــة ، في وقت كان الأعيــــان وأصحاب البطون من الجبناء يسالمون الشياطيـــن على حساب الوطـــن
الذي لم يكونوا يعرفون له مدلولا عندما ثار المجاهد الكبير .
ان المغرب لم يفقد وحده المجاهد الأميـــر ، وانما فقـــده العالم العـــربــي والاسلامي ، فقده المجد العربي في القرن العشرين ، وسننعيه عبر الأجيال ، وستتبع اللعنات عبر الزمان أولئك الذين عملــوا على أن يبقى غــريبا ، بعيدا ، محروما من الوطن الذي عاش ليحرره .
ومنذ شهريـن ، كنت قــد نشرت له مقالا أعرب فيه عن رغبته في العودة
الى الوطن الذي لم يعد يطيق صبرا على البعاد عنـــه ، لكن المشكـل كما قــال ، كانت فيمن يباعدون بينه وبين الملك الحسن الثاني ، ويحولـــــون دون ايصال آراء الخطابي على حقيقتها اليه ، وقال عبد الكريم : "انه لا
يضمر للملك الحسن الثاني شرا ، وانه فقط يريد أن يكون ملكا من الشعب
يحميه حب الشعب " فالخطابي رجل تدرف عيناه بالدمـوع عندما يتذكــر
وطنه ، رجل قاد حركة التحرير في كل من تونس والمغرب والجزائـر ، رجل كانت تعقد في بيته اجتماعات الأركان العامة لجيش تحرير المغرب.
ألا يحمل رجل كهذا على الأعناق ، وتفـرش لـــــه الأرض بالورود مــن القاهرة الى الرباط ؟ ألا ان هذا لهو التنكر لمن كافح من أجل هذا الوطن
وبئس أمة تتنكر لمن وهب حياته لتحريرها ، سيخلد هذا التنكــر لطخـات سوداء في جبين هذا البلد ، وستطغى قدسيــة كفاح الخطابي على أمانـــي الخونة ، أعوان الاستعمار ، الذين أبعدوه ، وحالوا دون عودته الى وطنه حتى مات وفي قلبه حرقة الحنين الى أرض آبائه وأجداده(...)ما كــــان
أعز للمرحوم البطل من أن يلبس الجلباب المغربي ، والحـذاء المغربي ، ويشرب الشاي ( الأتاي ) المغربي .وما كان أعــز له من أن يسمع أخبار المغرب ، وما كان أعز له من اسداء النصح لأبناء وطنه .
دخل عليه الزعيم أحمد بن بلة في غرفة نومه بعد اعلان استقلال الجزائر ،
وقبله على جبينه مودعا ، فأمسك به المجاهد الخطابي ، وشد على ذراعه بقـــــوة وقال له :" اسمع ياأحمــد... كن رجلا ، لا تترك أعداء الوطـن يطعنونك من الخلف ، فليس اصعب على الرجل من أن يموت عن غدر "
بنفس الروح ، وبنفس هذا الشعور تبادل المجاهد حديثا طويلا مع المـــلك محمد الخامس الذي قررأن يزوره في بيته بالقاهرة ، ولكنها كانت المقابلة الأولى والأخيرة ، تقارق بعدها الرجلان ...
في يومين متتابعين بعد سنتين متتابعتن من شهر رمضان الذي يختــــاره القدر لدعوة الأرواح الطاهرة لمجاورة ربها . واذا كان موكب النور يخفر في العلياء أرواح الأبطال والمجاهديــن الى جنة النعيـــم محفوفا بصلواتنا ودعواتنا ، ودموعنا ...فان لعنات القدر ستتبـــع أعداءنا وأعــداء أمتنا ،
وعبيد أعدائنا ...وستغرقهم احتقاراتنا الى أسفل الجحيم . رحــــم الـلــــه المجاهد الكبير ، وعزاء للمغرب أجمع في بطولته التي لا تفنى "" .
المرجع :
الأمير محمد عبد الكريم الخطابي حياته وكفاحه ضد الاستعمار ( 1947 - 1963 )للباحث حسن محمد حسن البدوي نقلا عن محمد سلام أمزيان
من كتابه : الأمير عبد الكريم الخطابي ج 5 ص : 272 - 273 .
...........هدية الى الأخ الورياكلي .....مع تحيات العتيق .
"" الآن وقد أسلم المجاهد الخطابي الروح لباريها ، هل سيتنفس الصعداء أولئك الذين وقفوا حياتهم ونشاطهم وامكانياتهم لابقاء الأمير الخطـــــابي
بعيدا عن الوطــــــن ؟ هل سيتنفس الصعداء أولئك الذين راعهم وجـــود الخطابي حيا ، أبيا ، غير راض بحياة الذل والهوان في ظــل الاستقلال المزيف ، تحت سيطرة وسيادة رأسمال أجنبي ؟ فليتنفسوا الصعــداء ان شاءوا ، فالمجاهد الخطابي حي يرزق في قلوبنا وأفئدتنا ، فهو أول رجل حمل السلاح ، وهو أول رجل علم المغاربة البطولة والشهامة والاباء ، وهو أول رجل فضل احتمال المكاره ليطرد عن البلاد جنود الغزو الأجنبي التي جاءت لتحطم معنوياتنا القوميـة والدينيــة ، في وقت كان الأعيــــان وأصحاب البطون من الجبناء يسالمون الشياطيـــن على حساب الوطـــن
الذي لم يكونوا يعرفون له مدلولا عندما ثار المجاهد الكبير .
ان المغرب لم يفقد وحده المجاهد الأميـــر ، وانما فقـــده العالم العـــربــي والاسلامي ، فقده المجد العربي في القرن العشرين ، وسننعيه عبر الأجيال ، وستتبع اللعنات عبر الزمان أولئك الذين عملــوا على أن يبقى غــريبا ، بعيدا ، محروما من الوطن الذي عاش ليحرره .
ومنذ شهريـن ، كنت قــد نشرت له مقالا أعرب فيه عن رغبته في العودة
الى الوطن الذي لم يعد يطيق صبرا على البعاد عنـــه ، لكن المشكـل كما قــال ، كانت فيمن يباعدون بينه وبين الملك الحسن الثاني ، ويحولـــــون دون ايصال آراء الخطابي على حقيقتها اليه ، وقال عبد الكريم : "انه لا
يضمر للملك الحسن الثاني شرا ، وانه فقط يريد أن يكون ملكا من الشعب
يحميه حب الشعب " فالخطابي رجل تدرف عيناه بالدمـوع عندما يتذكــر
وطنه ، رجل قاد حركة التحرير في كل من تونس والمغرب والجزائـر ، رجل كانت تعقد في بيته اجتماعات الأركان العامة لجيش تحرير المغرب.
ألا يحمل رجل كهذا على الأعناق ، وتفـرش لـــــه الأرض بالورود مــن القاهرة الى الرباط ؟ ألا ان هذا لهو التنكر لمن كافح من أجل هذا الوطن
وبئس أمة تتنكر لمن وهب حياته لتحريرها ، سيخلد هذا التنكــر لطخـات سوداء في جبين هذا البلد ، وستطغى قدسيــة كفاح الخطابي على أمانـــي الخونة ، أعوان الاستعمار ، الذين أبعدوه ، وحالوا دون عودته الى وطنه حتى مات وفي قلبه حرقة الحنين الى أرض آبائه وأجداده(...)ما كــــان
أعز للمرحوم البطل من أن يلبس الجلباب المغربي ، والحـذاء المغربي ، ويشرب الشاي ( الأتاي ) المغربي .وما كان أعــز له من أن يسمع أخبار المغرب ، وما كان أعز له من اسداء النصح لأبناء وطنه .
دخل عليه الزعيم أحمد بن بلة في غرفة نومه بعد اعلان استقلال الجزائر ،
وقبله على جبينه مودعا ، فأمسك به المجاهد الخطابي ، وشد على ذراعه بقـــــوة وقال له :" اسمع ياأحمــد... كن رجلا ، لا تترك أعداء الوطـن يطعنونك من الخلف ، فليس اصعب على الرجل من أن يموت عن غدر "
بنفس الروح ، وبنفس هذا الشعور تبادل المجاهد حديثا طويلا مع المـــلك محمد الخامس الذي قررأن يزوره في بيته بالقاهرة ، ولكنها كانت المقابلة الأولى والأخيرة ، تقارق بعدها الرجلان ...
في يومين متتابعين بعد سنتين متتابعتن من شهر رمضان الذي يختــــاره القدر لدعوة الأرواح الطاهرة لمجاورة ربها . واذا كان موكب النور يخفر في العلياء أرواح الأبطال والمجاهديــن الى جنة النعيـــم محفوفا بصلواتنا ودعواتنا ، ودموعنا ...فان لعنات القدر ستتبـــع أعداءنا وأعــداء أمتنا ،
وعبيد أعدائنا ...وستغرقهم احتقاراتنا الى أسفل الجحيم . رحــــم الـلــــه المجاهد الكبير ، وعزاء للمغرب أجمع في بطولته التي لا تفنى "" .
المرجع :
الأمير محمد عبد الكريم الخطابي حياته وكفاحه ضد الاستعمار ( 1947 - 1963 )للباحث حسن محمد حسن البدوي نقلا عن محمد سلام أمزيان
من كتابه : الأمير عبد الكريم الخطابي ج 5 ص : 272 - 273 .
...........هدية الى الأخ الورياكلي .....مع تحيات العتيق .
العتيق- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 1509
درجة التقدير : 6
تاريخ الميلاد : 01/01/1951
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
العمر : 73
الموقع : البريد أعلاه وكذا منتدى جبالة
رد: صحفي قيدوم ..شاهد على عصر الأمير الخطابي
مع خالص التشكرات.وأطيب المنى، ودمت متألقا.
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
يجب أن تقال
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
مواضيع مماثلة
» مما قيل في حق الأمير الخطابي
» من الأمير الخطابي الى أهل فاس
» الأمير عبد الكريم الخطابي وحرب الريف
» " وشهد شاهد من أهلها "في حق الخطابي
» رسالة محمد حسن الوزاني الى الأمير الخطابي
» من الأمير الخطابي الى أهل فاس
» الأمير عبد الكريم الخطابي وحرب الريف
» " وشهد شاهد من أهلها "في حق الخطابي
» رسالة محمد حسن الوزاني الى الأمير الخطابي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى