رسالة من الأمير عبد الكريم الى الأمة الجزائرية والتونسية سنة 1925
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رسالة من الأمير عبد الكريم الى الأمة الجزائرية والتونسية سنة 1925
" أجدير في 10أوط سنة 1925 الموافق 26 محرم الحرام عام 1344
من الأمير عبد الكريم الى الأمة الجزائرية والتونسية ، أحييك أيتها الأمة التبيلة باسم الشعب الريفي الذي قام يناضل في سبيل حريته ، ويجاهد وراء اعلاء كلمة الله ونصرة المسلمين .
ان الشعب الريفي في جهاده المقدس قد عانى ما عاناه من آلام الحرب ومن مصائبها بدون أن تثبط همته أو تخر قواه حتى أيده الله بنصر من عنده ، فدمر دولة الاسبان الباغية وطردها من البلاد مسبولة بأذيال الذل والانكسار ، وما كادت جيوشنا المظفرة تسحق هذه الدولة اللئيمة ، ويتسنا
لشعبنا الأخذ بالمعيشة في الهدوء والسلام والانكباب على الاشتغال بأشغاله وزراعة أراضيه ، حتى قامت دولة الفرنسيين الجائرة ، وأغارت علينا الحرب ، طمعا في اكتساح بلادنا ، ونجدة لجارتنا المخذولة بدافع العصبية
الملية ، وعملا بتقاليد السياسة الأوربية القائلة بوجوب تألب الدول الافرنجية على الأمم الاسلامية .
فدولتا افرانسا واسبانيا قد اتفقتا على أمرنا اليوم مثل ما اتفقت من قبل دولة الانكليز والطليان والفرنسيس واليونان على اخواننا الأتراك واحتلوا الاستانة وأزمير وكوتاهية وبورسة ، ومقاطعات أضاليا وكيليكيا وغاليبولي وغيرهن ، وأرادوا أن يقضوا على دولتهم الاسلامية قضاء مبرما ، ولكن أبى الله الا أن يهبط آمالهم ، وينزل بهم الخسف والدمار ، فظهر البطل
التركي المقدام مصطفى كمال ، وضم شتات الأمة ، وأخذ قيادتها بيده ، وحمل على الأعداء حملته بكسر شوكتهم شر كسرة ، مستعيدا استقلال البلاد ، ومستردا للأمة حريتها المقدسة .
فلتعلما أنهما ان لم يرجعا عن غيهما ، وتخليا موطننا فسوف لن نرتد عن قتالهما حتى نذيقهما من بطشنا ونكالنا ما لم يكن لهما في الحسبان ، فكما قد سحقنا دولة اسبانيا أولا ، فسنلحق بها دولة الافرنسيس ثانيا ، منزلين بهما معا بحول الله وقوته شر الهزيمة ، ووأفضح الخذلان ، فقدرته سبحانه وتعالى التي منت على الأمة التركية الكريمة بالفوز على أعدائها العديدين ، لا يعز عليها أن تنصرنا على هاتين الدولتين الجائرتين . ان عزم أمتنا لا يكل ، وثباتها لا يتزلزل ، وهي قد صممت النية على متابعة القتال حتى
تنقذ البلاد ، ولدينا من الذخائر والآلات الحربية العصرية ما يكفينا لشن غارة الحرب واضرام نارها مدة ثلاثة سنين كاملة .
هذا ولا يتبادر الى الذهن أنا نحارب حبا في الحرب ، أو رغبة في اهراق الدماء كلا ثم كلا (فاهذه ) (1)شروط الصلح المعتدلة كل الاعتدال التي عرضت بها عليهما ، وأساسها الاعتراف باستقلالنا ، فان قبلتا بها فلهما ، وان أبتا فعليهما ، اذ على الباغي تدور الدائرة .
وأما اذاعة هاتين الدولتين رغبتهما في عقد الصلح ، فما هي الا مخاتلة ودسيسة سياسية تتوسلان بها لالقاء تبعة تلاشي عقد الصلح على عاتقنا
ولتضليل الرأي العام الاسلامي ، ومخادعة أمتيهما اللتين قد تدمرتا مما أنزلنا بهما من البطش والتنكيل بهاته الحرب ، التي أظهرنا فيها قدرتنا العظيمة ، وبأسنا الشديد ، ثم أنهما لو كانتا صادقتين في دعواهما لما كنا نرى الآن تتابع سوق الجيوش وحشدها على حدود بلادنا زيادة ، فأزيد ان من يريد الصلح لا يزيد الحرب وطيسا ، ولا يبدؤ باستعمال قنابل الغازات المخنقة ، ويرميها بالطيارات على الأسواق والمدن السلمية في الليل والنهار ، فتقتل النساء والصبيان الآمنين في مساكنهم ، ان من يريد الصلح لا يتكالب على حرق المزروعات وقتل الأنعام ، ظنا منه أن هذه الوسائل
تميتنا جوعا ، فنذعن الى الخضوع والاستسلام . ان من يفعل ذلك ، ويدعي أنه يريد الصلح ، فما هو الا كاذب ومرائي .
فياأيها المسلمون التونسيون والجزائريون ، ان الأمر الذي يشق علينا تحمله ، هو أن نرى أبناءكم يساقون قصرا الى محاربتنا ، كما أنه يشق علينا أن نرانا ملتزمين لأجل الدفاع عن استقلالنا أن نتقابل في ساحة القتال مع اخواننا في الجنس والدين ، انها حالة والله لتتنغص منها نفوسنا جميعا ،ولتتفتتمنها نفوسنا كمدا ، ألم يقل الله عز وجل ( من يقتل مسلما عامدا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدين فيها ، وغضب الله عليه ولعنه )(2) الآية .
ان أربعة أخماس الجيوش التي هي على حدودنا ، شاهرة السلاح في وجوهنا ، هم من أبنائكم أيها الاخوان ، أفما من الواجب عليهم أن ينقضوا على
على أعدائنا المشتركين المضطهدين لنا ولكم ، ويديروا سلاحهم عليهم عملا بما توصي به الحمية الاسلامية ، والغيرة الجنسية ، واتباعا للأوامر النبوية الشريفة - المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا - الحديث .
نعم ، لقد فر من الواجهة الفرنسوية ملتجئا الينا عدد غفير من أبنائكم الجنود والقواد ، وبادروا في الحين بالتطوع في جيوشنا ، وحاربوا وما
زالوا يحاربون معنا الأعداء محاربة الأسود . اني أثني باسم الأمة الريفية على هؤلاء الأبطال ، مثال الهمة والشجاعة المحمدية ، الذين سيخلد اسمهم على أمد الدهر في صفحات التاريخ ، تكريما لصنيعهم الجليل الذي لا تقابلهم عليه الأمم الاسلامية الا بكل تقدير وتبجيل ، اننا لا ننكر ذلك ، حاشا وكلا ، انما نعتقد أنه لا يجب أن يتخلف فرد من أفراد أبناء المسلمين عن الانضمام الينا ، والاتحاد معنا ، وان في هلاكنا هلاكهم ، وفي خلاصنا خلاصهم ، فلنكن عصبة واحدة ، ولنتكاتف تكاتف أجدادنا في عهد سابق الاسلام ، لمحاربة الأعداء (فتوفق)(3)بانقاذ امتنا الاسلامية من عيشة الذل والهوان ، وننال حريتنا واستقلالنا .
فدولة الفرنسيس التي تجند اليوم أبناءكم بالجبر ، وتسوقهم لمقاتلتنا بالرغم ، فان تم لها وتغلبت علينا في هاته الحرب لا سمح الله ، فهي ستجند غدا أولادنا حتما ، وتقودهم لمحاربتكم اذا أنتم عمدتم يوما ما على الانقضاض عليها تخلصا من نيرها الاستعماري الهالك ، فكفى بنا ننقسم فيما بيننا في طاعة الأعداء الذين أذلوا كبارنا ، وسلبوا ممتلكاتنا ، وهتكوا حرمة ديننا ودنيانا ، فكفى كفى ما قد حل بنا من وبال التفرقة والتهاون ، لنتعظ وننتهي من محاربة بعضنا بعضا ، ومن قتل الأخ أخاه كمن يسعى في حتف نفسه بظلفه .
أيها المسلمون الجزائريون والتونسيون ، لقد أوفدت الى عاصمتنا وفود عديدة من فاس ومكناس ومراكش وتطوان ومن غيرها من مدن المغرب
الأقصى ، ومن القطر الطرابلسي والمصري والفلسطيني والسوري والعراقي والتركي والهندي لتبلغنا ثقة الأمم الاسلامية بجمهوريتنا الريفية
، وكل هذه البلاد قد قامت بمعاضدتنا بالاسعاف المادي والمعنوي ، دليلا على علو هممهم الاسلامية الشامخة ، وعلى اخلاصهم نحونا فأثني على أعمالهم المجيدة التي ارتسمت على قلوب الريفيين بجزيل الشكر والامتنان
وأدعوكم أن تقتفوا بأثرهم المحمود ، وتوفدوا الينا وفودكم ، وتستنهضوا احياء القلوب ليعملوا في سبيل معاونة الشعب الريفي ومؤازرته في جهاده في الله حق جهاده ، رفعل لكلمته العليا ، وانقاذا للملة الحنيفية المضطهدة .
أيها المسلمون الجزائريون والتونسيون ، لقد جاءت الساعة التي تهب فيها الأمم الاسلامية كافة ، لتحطم أغلال الاستعباد ، ولتستعيد مجدها الغابر ، فهذه طرابلس الغرب ومصر وفلسطين وسوريا والعراق كلها تنقض لطرد المتسلطين عليها ، وانقاذ بلادها ، فهلا بكم أن تستفيدوا من هذه الفرصة السانحة وتنهضوا معنا نهضة الفطاحل الأشداء لتحرير بلادنا قاطبة ، ان دولة الفرنسيس البالية لم تزل من حين خروجها من الحرب العامة مهتكة
القوى ، مضعضعة الأركان ، ، فانا اذا تألبنا عليها جميعنا فستكون عاقبتها الهزيمة والتلاشي ، ولن ينقذها اذ ذاك الا اتحادها مع دولة الاسبان ولا
مع غيرها ، وان ( نفس)(4) أمتي هاتين الدولتين هما معاكستان لهما في هذه الحرب ، وان الجنود من أبناء العمال والزراع الذين أوتي بهم لمحاربتنا ، لكثيرا ما يلتجئون الينا ، ولا يريدون مقاتلتنا ، لأنهم لأنهم ضد دولتيهما الرسماليتين ، وهم يتوعدونهما بالانقلاب والثورة ان لم تعمدا الى ايقاف الحرب وتقرير الصلح .
وكما أننا نهضنا اليوم في أقصى المغرب للمجاهدة في سبيل استقلالنا ، فالأمة الصينية التي يتجاوز عدد نفوسها - 400 - مليون نسمة ، قد انقضت هي أيضا في أقصى الشرق ، وامتشقت الحسام ابتغاء تحرير نفسها ، وانقاذ وطنها المحبوب ، فلنكن نحن وأمم الشرق عصبة ، ولنوحد أعمالنا ، ولنقم قومة الفرد فنضرب على يد المتسيطرين الضربة القاضية ، ، ونطردهم من بلادنا طردا لا مرد لهم من بعده .
فيااخواننا الجزائريين والتونسيين ، فلقد آن أوان تخليص نفوسنا من نير الاستعمار الافرنسي ، فلنستفز هممنا ، ولنقم بمعاضدة بعضنا بعضا ، فنسترد مجدنا ، ونستعيداستقلالنا ، ان الدين المعاونة ، والجنة تحت ظلال السيوف .
ولننته من محاربة بعضنا بعضا ، ومن قتل الأخ اخاه دفاعا عن الأعداء .
ولتدر أبناؤنا الأسلحة التي بأيديها على اعدائنا ، وليقتلوهم بسلاحهم .
ولنكن عصبة واحدة ، لنقوى على دحض الأعداء ، وليتهيأ لنا تشكيل جمهورية ضخمة تكون أركانها جميع بلاد افريقيا الشمالية .
أزف اليكم اخواني هذه الكلمات لعل فيها (همة)(5) وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، والسلام على من اتبع طريق الهدى وسبيل الرشاد ".
في أسفل الرسالة ، يوجد على اليمين توقيع محمد بن عبد الكمريم وفي وسطها خاتم بداخله : محمد بن عبد الكريم الخطابي كان له الله
الهوامش :
الأرقام 1و3و4و5 تشير الى أن ما ورد بين قوسين غير مقروء
والرقم 2 يشير الى أن الآية القرآنية بها خطأ ، والصواب :" ومن يقتل مومنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها .." الآية .
* ملاحظة : هذه الرسالة مخطوطة نقلتها جريدة وطنية رفقة ترجمتها الى الفرنسية وهي :p 7."LIBERATION"DU21AU27JUILLET1978
من الأمير عبد الكريم الى الأمة الجزائرية والتونسية ، أحييك أيتها الأمة التبيلة باسم الشعب الريفي الذي قام يناضل في سبيل حريته ، ويجاهد وراء اعلاء كلمة الله ونصرة المسلمين .
ان الشعب الريفي في جهاده المقدس قد عانى ما عاناه من آلام الحرب ومن مصائبها بدون أن تثبط همته أو تخر قواه حتى أيده الله بنصر من عنده ، فدمر دولة الاسبان الباغية وطردها من البلاد مسبولة بأذيال الذل والانكسار ، وما كادت جيوشنا المظفرة تسحق هذه الدولة اللئيمة ، ويتسنا
لشعبنا الأخذ بالمعيشة في الهدوء والسلام والانكباب على الاشتغال بأشغاله وزراعة أراضيه ، حتى قامت دولة الفرنسيين الجائرة ، وأغارت علينا الحرب ، طمعا في اكتساح بلادنا ، ونجدة لجارتنا المخذولة بدافع العصبية
الملية ، وعملا بتقاليد السياسة الأوربية القائلة بوجوب تألب الدول الافرنجية على الأمم الاسلامية .
فدولتا افرانسا واسبانيا قد اتفقتا على أمرنا اليوم مثل ما اتفقت من قبل دولة الانكليز والطليان والفرنسيس واليونان على اخواننا الأتراك واحتلوا الاستانة وأزمير وكوتاهية وبورسة ، ومقاطعات أضاليا وكيليكيا وغاليبولي وغيرهن ، وأرادوا أن يقضوا على دولتهم الاسلامية قضاء مبرما ، ولكن أبى الله الا أن يهبط آمالهم ، وينزل بهم الخسف والدمار ، فظهر البطل
التركي المقدام مصطفى كمال ، وضم شتات الأمة ، وأخذ قيادتها بيده ، وحمل على الأعداء حملته بكسر شوكتهم شر كسرة ، مستعيدا استقلال البلاد ، ومستردا للأمة حريتها المقدسة .
فلتعلما أنهما ان لم يرجعا عن غيهما ، وتخليا موطننا فسوف لن نرتد عن قتالهما حتى نذيقهما من بطشنا ونكالنا ما لم يكن لهما في الحسبان ، فكما قد سحقنا دولة اسبانيا أولا ، فسنلحق بها دولة الافرنسيس ثانيا ، منزلين بهما معا بحول الله وقوته شر الهزيمة ، ووأفضح الخذلان ، فقدرته سبحانه وتعالى التي منت على الأمة التركية الكريمة بالفوز على أعدائها العديدين ، لا يعز عليها أن تنصرنا على هاتين الدولتين الجائرتين . ان عزم أمتنا لا يكل ، وثباتها لا يتزلزل ، وهي قد صممت النية على متابعة القتال حتى
تنقذ البلاد ، ولدينا من الذخائر والآلات الحربية العصرية ما يكفينا لشن غارة الحرب واضرام نارها مدة ثلاثة سنين كاملة .
هذا ولا يتبادر الى الذهن أنا نحارب حبا في الحرب ، أو رغبة في اهراق الدماء كلا ثم كلا (فاهذه ) (1)شروط الصلح المعتدلة كل الاعتدال التي عرضت بها عليهما ، وأساسها الاعتراف باستقلالنا ، فان قبلتا بها فلهما ، وان أبتا فعليهما ، اذ على الباغي تدور الدائرة .
وأما اذاعة هاتين الدولتين رغبتهما في عقد الصلح ، فما هي الا مخاتلة ودسيسة سياسية تتوسلان بها لالقاء تبعة تلاشي عقد الصلح على عاتقنا
ولتضليل الرأي العام الاسلامي ، ومخادعة أمتيهما اللتين قد تدمرتا مما أنزلنا بهما من البطش والتنكيل بهاته الحرب ، التي أظهرنا فيها قدرتنا العظيمة ، وبأسنا الشديد ، ثم أنهما لو كانتا صادقتين في دعواهما لما كنا نرى الآن تتابع سوق الجيوش وحشدها على حدود بلادنا زيادة ، فأزيد ان من يريد الصلح لا يزيد الحرب وطيسا ، ولا يبدؤ باستعمال قنابل الغازات المخنقة ، ويرميها بالطيارات على الأسواق والمدن السلمية في الليل والنهار ، فتقتل النساء والصبيان الآمنين في مساكنهم ، ان من يريد الصلح لا يتكالب على حرق المزروعات وقتل الأنعام ، ظنا منه أن هذه الوسائل
تميتنا جوعا ، فنذعن الى الخضوع والاستسلام . ان من يفعل ذلك ، ويدعي أنه يريد الصلح ، فما هو الا كاذب ومرائي .
فياأيها المسلمون التونسيون والجزائريون ، ان الأمر الذي يشق علينا تحمله ، هو أن نرى أبناءكم يساقون قصرا الى محاربتنا ، كما أنه يشق علينا أن نرانا ملتزمين لأجل الدفاع عن استقلالنا أن نتقابل في ساحة القتال مع اخواننا في الجنس والدين ، انها حالة والله لتتنغص منها نفوسنا جميعا ،ولتتفتتمنها نفوسنا كمدا ، ألم يقل الله عز وجل ( من يقتل مسلما عامدا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدين فيها ، وغضب الله عليه ولعنه )(2) الآية .
ان أربعة أخماس الجيوش التي هي على حدودنا ، شاهرة السلاح في وجوهنا ، هم من أبنائكم أيها الاخوان ، أفما من الواجب عليهم أن ينقضوا على
على أعدائنا المشتركين المضطهدين لنا ولكم ، ويديروا سلاحهم عليهم عملا بما توصي به الحمية الاسلامية ، والغيرة الجنسية ، واتباعا للأوامر النبوية الشريفة - المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا - الحديث .
نعم ، لقد فر من الواجهة الفرنسوية ملتجئا الينا عدد غفير من أبنائكم الجنود والقواد ، وبادروا في الحين بالتطوع في جيوشنا ، وحاربوا وما
زالوا يحاربون معنا الأعداء محاربة الأسود . اني أثني باسم الأمة الريفية على هؤلاء الأبطال ، مثال الهمة والشجاعة المحمدية ، الذين سيخلد اسمهم على أمد الدهر في صفحات التاريخ ، تكريما لصنيعهم الجليل الذي لا تقابلهم عليه الأمم الاسلامية الا بكل تقدير وتبجيل ، اننا لا ننكر ذلك ، حاشا وكلا ، انما نعتقد أنه لا يجب أن يتخلف فرد من أفراد أبناء المسلمين عن الانضمام الينا ، والاتحاد معنا ، وان في هلاكنا هلاكهم ، وفي خلاصنا خلاصهم ، فلنكن عصبة واحدة ، ولنتكاتف تكاتف أجدادنا في عهد سابق الاسلام ، لمحاربة الأعداء (فتوفق)(3)بانقاذ امتنا الاسلامية من عيشة الذل والهوان ، وننال حريتنا واستقلالنا .
فدولة الفرنسيس التي تجند اليوم أبناءكم بالجبر ، وتسوقهم لمقاتلتنا بالرغم ، فان تم لها وتغلبت علينا في هاته الحرب لا سمح الله ، فهي ستجند غدا أولادنا حتما ، وتقودهم لمحاربتكم اذا أنتم عمدتم يوما ما على الانقضاض عليها تخلصا من نيرها الاستعماري الهالك ، فكفى بنا ننقسم فيما بيننا في طاعة الأعداء الذين أذلوا كبارنا ، وسلبوا ممتلكاتنا ، وهتكوا حرمة ديننا ودنيانا ، فكفى كفى ما قد حل بنا من وبال التفرقة والتهاون ، لنتعظ وننتهي من محاربة بعضنا بعضا ، ومن قتل الأخ أخاه كمن يسعى في حتف نفسه بظلفه .
أيها المسلمون الجزائريون والتونسيون ، لقد أوفدت الى عاصمتنا وفود عديدة من فاس ومكناس ومراكش وتطوان ومن غيرها من مدن المغرب
الأقصى ، ومن القطر الطرابلسي والمصري والفلسطيني والسوري والعراقي والتركي والهندي لتبلغنا ثقة الأمم الاسلامية بجمهوريتنا الريفية
، وكل هذه البلاد قد قامت بمعاضدتنا بالاسعاف المادي والمعنوي ، دليلا على علو هممهم الاسلامية الشامخة ، وعلى اخلاصهم نحونا فأثني على أعمالهم المجيدة التي ارتسمت على قلوب الريفيين بجزيل الشكر والامتنان
وأدعوكم أن تقتفوا بأثرهم المحمود ، وتوفدوا الينا وفودكم ، وتستنهضوا احياء القلوب ليعملوا في سبيل معاونة الشعب الريفي ومؤازرته في جهاده في الله حق جهاده ، رفعل لكلمته العليا ، وانقاذا للملة الحنيفية المضطهدة .
أيها المسلمون الجزائريون والتونسيون ، لقد جاءت الساعة التي تهب فيها الأمم الاسلامية كافة ، لتحطم أغلال الاستعباد ، ولتستعيد مجدها الغابر ، فهذه طرابلس الغرب ومصر وفلسطين وسوريا والعراق كلها تنقض لطرد المتسلطين عليها ، وانقاذ بلادها ، فهلا بكم أن تستفيدوا من هذه الفرصة السانحة وتنهضوا معنا نهضة الفطاحل الأشداء لتحرير بلادنا قاطبة ، ان دولة الفرنسيس البالية لم تزل من حين خروجها من الحرب العامة مهتكة
القوى ، مضعضعة الأركان ، ، فانا اذا تألبنا عليها جميعنا فستكون عاقبتها الهزيمة والتلاشي ، ولن ينقذها اذ ذاك الا اتحادها مع دولة الاسبان ولا
مع غيرها ، وان ( نفس)(4) أمتي هاتين الدولتين هما معاكستان لهما في هذه الحرب ، وان الجنود من أبناء العمال والزراع الذين أوتي بهم لمحاربتنا ، لكثيرا ما يلتجئون الينا ، ولا يريدون مقاتلتنا ، لأنهم لأنهم ضد دولتيهما الرسماليتين ، وهم يتوعدونهما بالانقلاب والثورة ان لم تعمدا الى ايقاف الحرب وتقرير الصلح .
وكما أننا نهضنا اليوم في أقصى المغرب للمجاهدة في سبيل استقلالنا ، فالأمة الصينية التي يتجاوز عدد نفوسها - 400 - مليون نسمة ، قد انقضت هي أيضا في أقصى الشرق ، وامتشقت الحسام ابتغاء تحرير نفسها ، وانقاذ وطنها المحبوب ، فلنكن نحن وأمم الشرق عصبة ، ولنوحد أعمالنا ، ولنقم قومة الفرد فنضرب على يد المتسيطرين الضربة القاضية ، ، ونطردهم من بلادنا طردا لا مرد لهم من بعده .
فيااخواننا الجزائريين والتونسيين ، فلقد آن أوان تخليص نفوسنا من نير الاستعمار الافرنسي ، فلنستفز هممنا ، ولنقم بمعاضدة بعضنا بعضا ، فنسترد مجدنا ، ونستعيداستقلالنا ، ان الدين المعاونة ، والجنة تحت ظلال السيوف .
ولننته من محاربة بعضنا بعضا ، ومن قتل الأخ اخاه دفاعا عن الأعداء .
ولتدر أبناؤنا الأسلحة التي بأيديها على اعدائنا ، وليقتلوهم بسلاحهم .
ولنكن عصبة واحدة ، لنقوى على دحض الأعداء ، وليتهيأ لنا تشكيل جمهورية ضخمة تكون أركانها جميع بلاد افريقيا الشمالية .
أزف اليكم اخواني هذه الكلمات لعل فيها (همة)(5) وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، والسلام على من اتبع طريق الهدى وسبيل الرشاد ".
في أسفل الرسالة ، يوجد على اليمين توقيع محمد بن عبد الكمريم وفي وسطها خاتم بداخله : محمد بن عبد الكريم الخطابي كان له الله
الهوامش :
الأرقام 1و3و4و5 تشير الى أن ما ورد بين قوسين غير مقروء
والرقم 2 يشير الى أن الآية القرآنية بها خطأ ، والصواب :" ومن يقتل مومنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها .." الآية .
* ملاحظة : هذه الرسالة مخطوطة نقلتها جريدة وطنية رفقة ترجمتها الى الفرنسية وهي :p 7."LIBERATION"DU21AU27JUILLET1978
عدل سابقا من قبل العتيق في الإثنين يونيو 25, 2012 10:02 pm عدل 1 مرات
العتيق- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 1509
درجة التقدير : 6
تاريخ الميلاد : 01/01/1951
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
العمر : 73
الموقع : البريد أعلاه وكذا منتدى جبالة
رد: رسالة من الأمير عبد الكريم الى الأمة الجزائرية والتونسية سنة 1925
تحياتي وتقديري الأخ العتيق على المجهود، واعلم أن جل المساهمات في هذا الملف تستنسخ، وسيطلع عليها عدد ربما لاتتصوره، وهذا الاطلاع ، مصحوب بنقاش في حلقات تتخلله قراءات وشروح، لاستحضار عظمة هذا الرجل،وكل من سانده وانخرط معه في مشروعه.
تحياتي أخي الكريم.
تحياتي أخي الكريم.
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
يجب أن تقال
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
مواضيع مماثلة
» الأمير عبد الكريم الخطابي وحرب الريف
» رسالة إلى الأمير محمد الخطابي
» رسالة محمد حسن الوزاني الى الأمير الخطابي
» الأمير محمد عبد الكريم الخطابي
» الأمير عبد الكريم الخطابي وحرب الريف
» رسالة إلى الأمير محمد الخطابي
» رسالة محمد حسن الوزاني الى الأمير الخطابي
» الأمير محمد عبد الكريم الخطابي
» الأمير عبد الكريم الخطابي وحرب الريف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى