ماريا مادرياجا للاتحاد الاشتراكي:"لو انتصر الخطابي في معركته لما حكم فرانكو اسبانيا

في هذا الحوار مع المؤرخة الإسبانية الشهيرة ملريا روزا دو مادرياجا، والذي خصت به"الاتحاد الاشتراكي"،تحدثت عن شخص القائد عبد الكريم الخطابي،آماله وانتكاساته، أعداؤه وحلفاؤه،علاقته بالحداثة والعتاقة،بمدريد والرباط،في حوار شامل على هامش الندوة التي أنجزها مركز"بنسعيد آيت يدر" عن حياة الأمير.
حاورها،حمزة محفوظ.
xx تعريف مقتضب عن ماريا؟
x أنا ماريا روزا دو مادرياجا،مؤرخة أسبانية من مدينة ملقا،أنجزت معظم أبحاثي في فرنسا،وشهادتي للدكتوراة هي من جامعة السوربون بباريس،الآن أنا مقيمة في مدريد،وقد كتبت العديد من الكتب،أطروحتي أنجزتها بعنوان"اسبانيا والريف الاستعماروالمقاومة المحلية"،وقد نشرناها في كتاب،كتبت أيضا"مغاربة في خدمة فرانكو"،وكتبت الكثير من المقالات كما شاركت في العديد من الأفلام الوثائقية في مجال تخصصي.
xx ما أهم المغالطات التي وجدتها مع تاريخ عبد الكريم الخطابي عند المغاربة والإسبان؟
x هناك الكثير من الأساطير،وأحيانا تكون بنية حسنة،هم يرون أن عبد الكريم قاوم ضد الإسبان لأنه تلقى صفعة من الجنرال فرناند سيلفيستر،الحقيقة أن عبد الكريم لم يلتق هذا الجنرال،وساعة عبد الكريم كان هذا الشخص كومندون ولم يكن جنرالا.هناك أيضا الكثير من الكلام عن أن عبد الكريم كان متزعما لدولة انفصالية،لكنه في الواقع وعلى الرغم من أنه كان رئيسا لجمهورية الريف،كان يحاول الالتقاء بالسلطان مولاي يوسف،لإثارة اهتمامه حتى يدخل في مقاومة المحتل،لكن لم يستطع الوصول له،لأن الفرنسيين لم يسمحوا للسلطان بفعل ذلك، دفع ذلك الخطابي ألى التفكير بحركة تحرر المغرب انطلاقا من تحرير الريف كمرحلة أولى،كما أأكد أنه رفض الاحتفاظ بالجزائر محتلة مقابل تحرير تونس والمغرب،لأن آماله كانت عظيمة،باتجاه منطقة قوية وحداثية.
xx ماذا تعنين بحداثية،الفيلم الوثائقي الذي شاركت فيه عن حياة الأمير، كذلك تحدث عن الحداثة كتقاطع،ما معنى الحداثة فب تمثل الأمير؟
x لقد كان المغرب حينها منغلقا على ذاته،وكان ينظر إلى الأجنبي نظرة تتميز بعدم الثقة في الذات، لكن الحال عند عبد الكريم أنه أن ينظر بثقة،وكان يريد أن يستعمل الأدوات الأوروبية،وحتى طرق الاقتصاد والثقافة الحديثة،مع حذره الدائم من الهيمنة الغربية،وقد اختارأسبانيا لأنها كانت الأقرب جغرافيا لبناء تلك العلاقات،فأسس مدرسة في مليلية،تعلم القرآن واللغة العربية،إلى جانب مواد تفتح الآفاق نحو التلاميذ،وعلى الرغم من أنه كان مؤمنا، أل أنه كان يمايز بين الحقلين،وكان منفتحا جدا، على الرغم من المقاومة العنيفة التي واجهه بها التقليدانيون،وخاصة أصحاب الزوايا الصوفية التي كانت قوية حينها، عبد الكريم كان يؤمن بأن المدخل نحو الحداثة ليست أي شئ سوى أعلانه للحرب ضد الأمية.
xx كيف سيكون مآل المنطقة لو نجح عبد الكريم في معاركه؟
x صراحة لا أحد يمكنه أن يتكهن يذلك، لكن ما أأكد عليه كمؤرخة، هو أن عبد الكريم كان يعرف أنه من المستحيل أن ينجح، هو كان يرسم الطريق في المقاومة لمن سيأتي بعده، والوقائع تؤكد أن عبد الكريم انهزم سنة1926، لكن المقاومة استمرت في المنطقة حتى سنة 1927، وأأكد أنه كان يهدف لتحرير الدول المغاربية، لكنه لم يستطع،لأن فرنسا واسبانيا حاصرتاه،ولأن الرباط كانت أضعف من حجم المعركة التي كان يقودها،وتخاذلت عنه - لضعفها- ساعة احتاج الدعم.
xx يتحدث الحقوقيون عن ضرورة تعويض فرنسا وإسبانا للدول المغاربية، عما فعلته في فترة الحماية من مجازر، ما رأيك كمؤرخة؟
x لست متأكدة من أن التعويض المادي ممكنا،لأن الجرائم التي كان يقوم بها الجنود الأسبان والفرنسيين بدرجات مختلفة في المنطقة،لم يكن لها سند شعبي،بل كان جزء واسع من الشعبين ضدها،ويطالب بتحرير المستعمرات،ثم نجد صعوبة حقيقية إذا أردنا جرد تلك الجرائم.
أنا أرى أن أفضل طريقة للتعويض هي تقوية العلاقات بين إسبانا والمغرب، أن تساهم الدول المستعمرة في التنمية الاقتصادية للمغرب، كما أني أجد أنه من الإيجابي جدا توفير منح للطلبة المغاربة الذين يريدون استكمال دراستهم في الشمال، أعطي نموذجا بالدراسات التاريخية المغربية الإسبانية.
xx في فيلم تقاطعات، أن أمك قالت لك وأنت طفلة،أن" الخطابي" هو "القائد المغربي الذي لو فاز، لما حكم فرانكو اسبانيا" كمؤرخة هل تؤكدين ذلك؟
x نعم أأكده بالحرف،فالوقائع تبين لنا أن الجنود الإسبان الذين هزموا الخطابي،وكان الإسبان يسمونهم" بالجنود الأفارقة" وكانوا معروفين بتصرفاتهم الوحشية، هم الذين حملوا فرانكو ألى الحكم،لو كان هزمهم في المعركة-وقد كان انتصر عليهم في جولات-لما استطاعوا السيطرة في إسبانيا.
xx كمؤرخة كيف تقارنين بين لحظتي عبد الكريم الخطابي و"الربيع الديمقراطي"الذي زعزع أنظمة بلدان المنطقة؟
x مواجهة عبد الكريم مع الاستعمار ومواجهة الشعوب في البلدان العربية مع الاستبداد(على الرغم من الصعوبات التي تواجهها)،هما وجهان لعملة واحدة،هو تأكيد أن شعوب المنطقة تريد مصيرها بين أيديها ولا ترضى التحكم من أي طرف كان.
جريدة الاتحاد الاشتراكي- الخميس07/06/2012العدد:10.111 الصفحة الأخيرة.

*أشكرك أخي وأستاذي الكريم على هذه الالتفاتة ، فنرجوا من الله تعالى أن نكون كالنحلة نتجول بين الزهار في حديقة المعارف نرتشف منها ما لذ وطاب لنلقح به القلوب وننور به العقول ، فمحمد عبد الكريم الخطابي يستحق كل احترام وتقدير فقد استطاع أن يحرك السواكن " ويصرفق " في الوقت الذي كان الآخر " يصفق" ، وأحيلك أخي على الباب ما قبل الأخير لتطلع على نداء عبد الكريم الى جمعية علماء سوس ، لتقف على حب الرجل لدينه ووطنه ، وبغضه لعدوه مهما كانت ملته ونحلته وموقعة وجنسيته ، فرحم الله أبطالنا في مشارق المغرب ومغاربه ..وجعلنا وأبناءنا خير خلف لخير سلف ، والسلام .

.......... مع تحيات العتيق

*أشكرك أخي فتلك حقيقة لا جدال فيها ، وهناك استنتاج آخر وهو:
لو دخل الخطابي مدينة فاس لما بقي للاستعمار الفرنسي وجود بالمغرب
لكن ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن .
ولو دخل مدينة مليلية لما بقي للاستعمار الاسباني وجود بالمنطقة
لكن ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن
فكل شئ عنده سبحانه وتعالى بمقدار
والحمد لله على نعم الاسلام والاستقلال والحرية .
......... مع تحيات العتيق

تحيات العرفان والتقدير ....الأخ العتيق.