الاحتلال الصليبي لسبتة

حاول المسلمون استرداد مدينة سبتة من البرتغاليين بعد عجز هؤلاء عن احتلال مدينة طنجة وهزيمتهم عام 1420م ولم يتمكنوا من ذلك ، وفي عام 1476م حاول السلطان المغربي محمد الشيخ استردادها وفشل أيضا ، وفي مارس 1480م أطلقت اسبانيا يد البرتغال في الموانئ المغربية ومنها سبتة وفي الفترة التي بدأت فيها قوة العثمانيين بالظهور في البحر الأبيض المتوسط ، ووصول نفوذهم الى الجزائر وتلمسان عام 1518م ووقوفهم في وجه الأطماع البرتغالية والاسبانية في شمال افريقيا ، واشتداد المقاومة المغربية للوجود البرتغالي في ثغورهم بدأت بعض الأصوات البرتغالية ترتفع مطالبة بضرورة الجلاء عن هذه الثغور أو بعضها ، والانصراف الى العالم الجديد ( امريكا ) مع الاصرار على الاحتفاظ بمدينة سبتة ، وكان رأي وزير المالية البرتغالي آنذاك " بناء حصون وقلاع جديدة ، لا التخلي عن الحصون القديمة ، واللجوء الى النصارى في أوربا كلها اضافة الى البابوية لدعم الحاميات البرتغالية في الثغور المغربية
وفي عام 1475م زار الملك البرتغالي " دون سيبستيان " مدينة سبتة لأنه كان يريد متابعة الحرب ضد المسلمين في شمال افريقيا بهدف توجيه ضربة جديدة الى الاسلام ، وليقف بنفسه على الأوضاع في هذه الثغور ، وطلب من خاله " فيليب الثاني " ملك اسبانيا مساعدته ، فأمده ب7000 جندي من الاسبان والايطاليين ومن الفاتيكان والألمان،فضلا عــن وقوف
بعض الخونة الى جانبه من أمثال " عبد اللــــــه المتوكل "الطامــع بحكم المغرب والذي كان قد توجه اليه مستنجدا بــــه ضد عمــه ملك المغـــرب " مولاي عبد الملك"والتقى الجيشان : المغربي بقيادة مولاي عبد الملك المريض المحمول على محفة وسط الجيش ، والى جانبه أخوه المنصور ، والبرتغالي بقيادة الملك " دون سيبستيان " المدعم من اسبانيا والفاتكان وغيرهما من دول أوربا في 4 عوشت 1578م .ودارت المعركة التي تعرف في تاريخ المغرب ب" معركة وادي المخازن" حيث انتصرت القلة المؤمنة على الكثرة الكافرة ، وكان من القتلى : الملك البرتغالي نفسه ، ومعه المتوكل الخائن . ، المصدر السابق / مجلة الأمة القطرية .
.........................مع تحيات العتيق