مأساة أندلسي يكتم دينه
صفحة 1 من اصل 1
مأساة أندلسي يكتم دينه
انه محمد بن عبد الرفيع الحسيني الأندلسي الذي يصف مأساته بعد أن تعرض لمضايقات التونسيين الذين فر اليهم مع جملة من فر من الأندلسيين من تنكيل الاسبان في القرن 16 م ، وذلك بقوله الوارد في مخطوط بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم ك 1238 :
(( قد كثر الانكار علينا معشر أشراف الأندلسيين من كثير من اخواننا في الله بهذه الديار الافريقية من التونسيين وغيرهم - حفظهم الله - بقولهم : من أين لهم الشرف وقد كانوا ببلاد الكفار دمرهم الله ..وقد اختلطوا مع النصارى ..الى غير ذلك من الكلام الذي لا نطيل به ولا أذكره هنا صونا لعرضهم وحبي فيهم ..)) ويشير الى ما تعرض اليه الندلسيين المتأخرين بالفردوس المفقود حيث (( اشتد التضييق عليهم الى الدرجة القصوى تحريقا بالنار واستعبادا للذكور والاناث وتعذيبا بمختلف الأشكال ، بحجة أنهم وان كانوا تنصروا ظاهرا فلا يبرحون مسلمين باطنا )) كما ينقل البنا هذا الندلسي وصفا بشجاعة والده في مجابهة تحديات النصارى فيقول ( وأنا ابن ستة أعوام وأقل - مع أني كنت اذ ذاك أروح لمكتب النصارى لأقرأ دينهم ثم أرجع الى بيتي فيعلمني والدي دين الاسلام ، فكنت أتعلم فيهما معا ، وسني حين حملت الى مكتبهم أربعة أعوام فأخذ والدي لوحا من عود الجوز - كأني أنظر الآن اليه - فكتب لي فيه حروف الهجاء وهو يسألني حرفا حرفا من حروف النصارى تدريبا وتقريبا ، فاذا سميت له حرفا أعجميا كتب لي حرفا عربيا فيقول لي حينئذ هكذا حروفنا حتى استوفى لي جميع حروف الهجاء في كرتين ، فلما فرغ من الكرة الأولى أوصاني أن أكتم ذلك حتى عن والدتي وعمي وأخي وجميع قرابتنا ، وأمرني ألا أخبر أحدا من الخلق ثم شدد على الوصية وصار يرسل والدتي الي فسألتني ما الذي يعلمك والدك ؟فأقول لها لا شئ ، فتقول أخبرني بذلك ولا تخف لأن عندي الخبر بما يعلمك ، فأقول لها :" أبدا ما هو يعلمني شيئا " وكذلك كان يعمل عمي وأنا أنكر أشد الانكار .. مع أن والدي رحمه الله تعالى قد ألقى نفسه للهلاك لامكان أن أخبر بذلك عنه فيحرق لا محالة ، لكن أيدنا الله سبحانه وتعالى بتأييده وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته من أظهر أعداء الدين ، وقد كان والدي رحمه الله يلقنني حينئذ ما كنت أقوله عند رؤيتي للصنام وذلك أنه قال لي : " اذا أتيت الى كنائسهم ورأيت الصنام فاقرأ في نفسك سرا قوله تعالى ياايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ، ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له ضعف الطالب والمطلوب )، وقوله تعالى : وسورة "الكافرون" وقوله تعالى : " وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما ..
عزيزا حكيما " فلما تحقق والدي رحمه الله تعالى أني أكتم أمور دين الاسلام عن الأقارب فضلا عن الأجانب أمرني أن أتكلم بافشائه لوالدتي وعمي وبعض أصحابه الأصدقاء فقط.. فلما رأى حزمي مع صغر سني فرح كثيرا غاية ، وعرفني بأصدقائه ..في دين الاسلام فاجتمعت بهم وسافرت لجتمع بالمسلمين الأخيار من جيان مدينة ابن مالك الى غرناطة والى قرطبة واشبيلية وطليطلة وغيرها أعادها الله تعالى للاسلام ، فتلخص لي من معرفتهم أني ميزت منهم سبعة رجال كانوا كلهم يحدثونني بأمور غرناطة وما كان بها في للاسلام حينئذ ، فسندي عال لكون ما تم الا واسطة واحدة بيني وبين أيام الاسلام بها .. وهكذا تحرك أجدادنا وتركوا ديارهم وأموالهم للخروج من بين أعدائهم واجتازوا الى هذه الديار التونسية ودخلوا في زقاق الأندلس المعروف بهذا الاسم وكذلك للجزائر وتطوان وفاس ومراكش وغيرها سنة 1492 م فكان العدو يرجعهم ويحتال بالكفر عليهم غصبا بتجريدهم من اللباس الاسلامي والحمامات والمعاملات الاسلامية شيئا فشيئا .. فبقينا بين أظهرهم وعدو الدين يحرق بالنار من لاحت عليه امارة الاسلام ويعذبه بأنواع العذاب حتى جاء النصر والفرج وحرق القلوب للفرار سنة 1013هجرية .. ولما شدد سلطان الأتراك احمد نجل آل عثمان على ملك فرنسا بارسال جميع المسلمين الى توركيا خاف فلبي الثالث ملك اسبانيا وقال : " ظهر لي ولأرباب العقول أن باخراج ما تبقى من المسلمين من الأندلس يصلح الفساد الناشئ بابقائهم بمملكتي ورميهم الى بلاد المسلمين أمثالهم لكونهم مسلمين "ففلبي هذا يقر بعجزه عم ازالة الدين من قلوب الأندلسيين رغم أنه كان يحرق منهم من ظهر عليه الدين في هؤلاء كان يقول الغوث سيدي أبي الغيث القشاش مراسلا : ((وسلم لي على هؤلاء الأنصار الأطهار الأخيار فانه لا يحبكم الا مؤمن ولا يبغضكم الا منافق )) يقول عبد الرفيع الحسيني متحدثا عن فليبي 3 : وأمر أيضا باخراج من كان مسجونا في كافة مملكته فأخرجه وعفا عنه وزوده وأرسله الى بلاد الاسلام سالما ، ولا يخفى أن هذا سبحان رب السموات ورب الأرض الذي أراد أمرا أن يقول له كن فيكون فيالها من اعجوبة ويالها من نعمة ما أكبرها ، فما سمع من أول الدنيا الى آخرها مثل هده الواقعة ))))))) ..........مع تحيات العتيق .
(( قد كثر الانكار علينا معشر أشراف الأندلسيين من كثير من اخواننا في الله بهذه الديار الافريقية من التونسيين وغيرهم - حفظهم الله - بقولهم : من أين لهم الشرف وقد كانوا ببلاد الكفار دمرهم الله ..وقد اختلطوا مع النصارى ..الى غير ذلك من الكلام الذي لا نطيل به ولا أذكره هنا صونا لعرضهم وحبي فيهم ..)) ويشير الى ما تعرض اليه الندلسيين المتأخرين بالفردوس المفقود حيث (( اشتد التضييق عليهم الى الدرجة القصوى تحريقا بالنار واستعبادا للذكور والاناث وتعذيبا بمختلف الأشكال ، بحجة أنهم وان كانوا تنصروا ظاهرا فلا يبرحون مسلمين باطنا )) كما ينقل البنا هذا الندلسي وصفا بشجاعة والده في مجابهة تحديات النصارى فيقول ( وأنا ابن ستة أعوام وأقل - مع أني كنت اذ ذاك أروح لمكتب النصارى لأقرأ دينهم ثم أرجع الى بيتي فيعلمني والدي دين الاسلام ، فكنت أتعلم فيهما معا ، وسني حين حملت الى مكتبهم أربعة أعوام فأخذ والدي لوحا من عود الجوز - كأني أنظر الآن اليه - فكتب لي فيه حروف الهجاء وهو يسألني حرفا حرفا من حروف النصارى تدريبا وتقريبا ، فاذا سميت له حرفا أعجميا كتب لي حرفا عربيا فيقول لي حينئذ هكذا حروفنا حتى استوفى لي جميع حروف الهجاء في كرتين ، فلما فرغ من الكرة الأولى أوصاني أن أكتم ذلك حتى عن والدتي وعمي وأخي وجميع قرابتنا ، وأمرني ألا أخبر أحدا من الخلق ثم شدد على الوصية وصار يرسل والدتي الي فسألتني ما الذي يعلمك والدك ؟فأقول لها لا شئ ، فتقول أخبرني بذلك ولا تخف لأن عندي الخبر بما يعلمك ، فأقول لها :" أبدا ما هو يعلمني شيئا " وكذلك كان يعمل عمي وأنا أنكر أشد الانكار .. مع أن والدي رحمه الله تعالى قد ألقى نفسه للهلاك لامكان أن أخبر بذلك عنه فيحرق لا محالة ، لكن أيدنا الله سبحانه وتعالى بتأييده وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته من أظهر أعداء الدين ، وقد كان والدي رحمه الله يلقنني حينئذ ما كنت أقوله عند رؤيتي للصنام وذلك أنه قال لي : " اذا أتيت الى كنائسهم ورأيت الصنام فاقرأ في نفسك سرا قوله تعالى ياايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ، ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له ضعف الطالب والمطلوب )، وقوله تعالى : وسورة "الكافرون" وقوله تعالى : " وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما ..
عزيزا حكيما " فلما تحقق والدي رحمه الله تعالى أني أكتم أمور دين الاسلام عن الأقارب فضلا عن الأجانب أمرني أن أتكلم بافشائه لوالدتي وعمي وبعض أصحابه الأصدقاء فقط.. فلما رأى حزمي مع صغر سني فرح كثيرا غاية ، وعرفني بأصدقائه ..في دين الاسلام فاجتمعت بهم وسافرت لجتمع بالمسلمين الأخيار من جيان مدينة ابن مالك الى غرناطة والى قرطبة واشبيلية وطليطلة وغيرها أعادها الله تعالى للاسلام ، فتلخص لي من معرفتهم أني ميزت منهم سبعة رجال كانوا كلهم يحدثونني بأمور غرناطة وما كان بها في للاسلام حينئذ ، فسندي عال لكون ما تم الا واسطة واحدة بيني وبين أيام الاسلام بها .. وهكذا تحرك أجدادنا وتركوا ديارهم وأموالهم للخروج من بين أعدائهم واجتازوا الى هذه الديار التونسية ودخلوا في زقاق الأندلس المعروف بهذا الاسم وكذلك للجزائر وتطوان وفاس ومراكش وغيرها سنة 1492 م فكان العدو يرجعهم ويحتال بالكفر عليهم غصبا بتجريدهم من اللباس الاسلامي والحمامات والمعاملات الاسلامية شيئا فشيئا .. فبقينا بين أظهرهم وعدو الدين يحرق بالنار من لاحت عليه امارة الاسلام ويعذبه بأنواع العذاب حتى جاء النصر والفرج وحرق القلوب للفرار سنة 1013هجرية .. ولما شدد سلطان الأتراك احمد نجل آل عثمان على ملك فرنسا بارسال جميع المسلمين الى توركيا خاف فلبي الثالث ملك اسبانيا وقال : " ظهر لي ولأرباب العقول أن باخراج ما تبقى من المسلمين من الأندلس يصلح الفساد الناشئ بابقائهم بمملكتي ورميهم الى بلاد المسلمين أمثالهم لكونهم مسلمين "ففلبي هذا يقر بعجزه عم ازالة الدين من قلوب الأندلسيين رغم أنه كان يحرق منهم من ظهر عليه الدين في هؤلاء كان يقول الغوث سيدي أبي الغيث القشاش مراسلا : ((وسلم لي على هؤلاء الأنصار الأطهار الأخيار فانه لا يحبكم الا مؤمن ولا يبغضكم الا منافق )) يقول عبد الرفيع الحسيني متحدثا عن فليبي 3 : وأمر أيضا باخراج من كان مسجونا في كافة مملكته فأخرجه وعفا عنه وزوده وأرسله الى بلاد الاسلام سالما ، ولا يخفى أن هذا سبحان رب السموات ورب الأرض الذي أراد أمرا أن يقول له كن فيكون فيالها من اعجوبة ويالها من نعمة ما أكبرها ، فما سمع من أول الدنيا الى آخرها مثل هده الواقعة ))))))) ..........مع تحيات العتيق .
العتيق- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 1509
درجة التقدير : 6
تاريخ الميلاد : 01/01/1951
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
العمر : 73
الموقع : البريد أعلاه وكذا منتدى جبالة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى