المعلم الناجح 21-2-12
صفحة 1 من اصل 1
المعلم الناجح 21-2-12
... ليس المعلم الناحج ذاك الذي يفرض سلطته على تلاميذه ، با المعلم الناحج هو الذي يجعل تلاميذه يشعرون بهذه السلطة ، وهي تصل اليهم عن طريق استقامته ونجاعة طرقه وصحة معلوماته وسلامة طويته ، المعلم الناجح
هو الذي يكيف ذاته مع ذوات الأطفال ، لا أن يكيف ذوات أطفاله مع ذاته ، لأن الطفل سريع التعلق بمن يريه ، لكنه أيضا سريع النفور منه اذا شعر بأن معلمه يريد أن يسوقه حتما الى أن يكون أذاة طيعة تقبل ولا تدفع ، تسمع ولا تتكلم ، لذا يجب على المعلم أن يبتعد عن طرق فرض الأفكار فرضا ، فهو يعطي مثال العدالة فيكون الطفل عادلا تلقائيا ، لأن السلطة لا تعني أصلا الدعوة الى الاعجاب ، لأن الاكتفاء بحد الاعجاب من السلطة اقرار من المعلم بأنه سيصبح متجاوزا ، ومما ينصح به المربون أن لا يكونوا سلطة مطلقة على تلاميذهم ، لأنهم ان أخضعوا تلاميذهملارادتهم شعوريا أو لا شعوريا ، فهم لئن بهروهم بواسطة علمهم وغطوهم باشعاع شخصيتهم ، وداسوهم بظاهرة تفوقهم العام ، لم يخلقوا فيهم الروابط الودية التي تعتبر أساس التلقي والقبول ، وهكذا يجب على المربين أن لا ينزلوا بمستواهم حتى يكونوا في مستوى الأطفال ، وانما يجب أن يحثوا الأطفال حتى يسعوا الى الاقتراب من مستوى المربين .
وأعظم بلية تفسد على المربي مزيته التربوية شعوره بأنه مثالي فوق الخطأ والغلط والنسيان ، وأنه الأقوى والأعلم الذي لا يصل اليه التلاميذ ، وانما يجب عليه أن يشعر بأنه مثل يمكن أن يحتدى ، ومرحلة من التكوين يمكن أن تبلغ ، والتزام المعلم بمثل هذه الخلال جهاد ونضال يزيدانه تواضعا وصلابة ، ويتوجان كفاحه بالنجاح ، خاصة اذا استطاع أن يؤمن في قرارة نفسه أنه انسان شجاع نزيه مستقيم ، ويعمل على تحويل هذا الشعور الى دنيا الواقع فيستميت في عمله ، ويؤدي الخدمات لمن يستحقها ، وهكذا تحصل المنفعة للطرفين : المعلم والتلميذ ، لأن المعلم خير من يمثل الانسان الكادح الذي يبني العقول ، عقول الأطفال نواة الأفكار الأولى حول القيم الانسانية ، وليعلم السادة المربون أن أنجع ما يعلمونه للأجيال لا ما يعرفونه من معارف وعلوم ، وانما ما هم عليه من قيم وصفات وسلوك وأخلاق .
والمربي الأصيل الجدير بهذه التسمية هو الذي ينجح في اقناع من بين يديه من تلاميذ ، لأنهم قادرون على أن يكونوا هم أيضا في مستواه ، بل هم قادرون على أن يتجاوزوه ، فلا يفرض تأثيره عليهم الا بواسطة القدوة الحسنة التي يظهرها في تصرفه معهم على أسس من الثبات والثقة القوية ، فيسعى الى أن يكون ذا شخصية تشد أزر تلاميذه وتساعدهم على بلوغ أهدافهم ، وليعلم السادة المربون أنهم أثناء بناء الآخرين انما يبنون ، وأنهم أثناء تعليمهم للآخرين انما يعلمون أنفسهم ، فاتقوا الله في أنفسكم وفي ما بين أيديكم من أجيال تكونوا بحق في مستوى ما أراده لكم أمح شــــــوقي ( رحمه الله ) من سمو ورفعة ونبل عندما قال فيكم :
قم للمعلم وفه التبجيلا ** كاد المعلم أن يكون رسولا
نقل من مجلة العلم والتعليم التونسية ص 33-34 عدد 43 سنة 1980
.......................... مع تحيات العتيق
هو الذي يكيف ذاته مع ذوات الأطفال ، لا أن يكيف ذوات أطفاله مع ذاته ، لأن الطفل سريع التعلق بمن يريه ، لكنه أيضا سريع النفور منه اذا شعر بأن معلمه يريد أن يسوقه حتما الى أن يكون أذاة طيعة تقبل ولا تدفع ، تسمع ولا تتكلم ، لذا يجب على المعلم أن يبتعد عن طرق فرض الأفكار فرضا ، فهو يعطي مثال العدالة فيكون الطفل عادلا تلقائيا ، لأن السلطة لا تعني أصلا الدعوة الى الاعجاب ، لأن الاكتفاء بحد الاعجاب من السلطة اقرار من المعلم بأنه سيصبح متجاوزا ، ومما ينصح به المربون أن لا يكونوا سلطة مطلقة على تلاميذهم ، لأنهم ان أخضعوا تلاميذهملارادتهم شعوريا أو لا شعوريا ، فهم لئن بهروهم بواسطة علمهم وغطوهم باشعاع شخصيتهم ، وداسوهم بظاهرة تفوقهم العام ، لم يخلقوا فيهم الروابط الودية التي تعتبر أساس التلقي والقبول ، وهكذا يجب على المربين أن لا ينزلوا بمستواهم حتى يكونوا في مستوى الأطفال ، وانما يجب أن يحثوا الأطفال حتى يسعوا الى الاقتراب من مستوى المربين .
وأعظم بلية تفسد على المربي مزيته التربوية شعوره بأنه مثالي فوق الخطأ والغلط والنسيان ، وأنه الأقوى والأعلم الذي لا يصل اليه التلاميذ ، وانما يجب عليه أن يشعر بأنه مثل يمكن أن يحتدى ، ومرحلة من التكوين يمكن أن تبلغ ، والتزام المعلم بمثل هذه الخلال جهاد ونضال يزيدانه تواضعا وصلابة ، ويتوجان كفاحه بالنجاح ، خاصة اذا استطاع أن يؤمن في قرارة نفسه أنه انسان شجاع نزيه مستقيم ، ويعمل على تحويل هذا الشعور الى دنيا الواقع فيستميت في عمله ، ويؤدي الخدمات لمن يستحقها ، وهكذا تحصل المنفعة للطرفين : المعلم والتلميذ ، لأن المعلم خير من يمثل الانسان الكادح الذي يبني العقول ، عقول الأطفال نواة الأفكار الأولى حول القيم الانسانية ، وليعلم السادة المربون أن أنجع ما يعلمونه للأجيال لا ما يعرفونه من معارف وعلوم ، وانما ما هم عليه من قيم وصفات وسلوك وأخلاق .
والمربي الأصيل الجدير بهذه التسمية هو الذي ينجح في اقناع من بين يديه من تلاميذ ، لأنهم قادرون على أن يكونوا هم أيضا في مستواه ، بل هم قادرون على أن يتجاوزوه ، فلا يفرض تأثيره عليهم الا بواسطة القدوة الحسنة التي يظهرها في تصرفه معهم على أسس من الثبات والثقة القوية ، فيسعى الى أن يكون ذا شخصية تشد أزر تلاميذه وتساعدهم على بلوغ أهدافهم ، وليعلم السادة المربون أنهم أثناء بناء الآخرين انما يبنون ، وأنهم أثناء تعليمهم للآخرين انما يعلمون أنفسهم ، فاتقوا الله في أنفسكم وفي ما بين أيديكم من أجيال تكونوا بحق في مستوى ما أراده لكم أمح شــــــوقي ( رحمه الله ) من سمو ورفعة ونبل عندما قال فيكم :
قم للمعلم وفه التبجيلا ** كاد المعلم أن يكون رسولا
نقل من مجلة العلم والتعليم التونسية ص 33-34 عدد 43 سنة 1980
.......................... مع تحيات العتيق
العتيق- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 1509
درجة التقدير : 6
تاريخ الميلاد : 01/01/1951
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
العمر : 73
الموقع : البريد أعلاه وكذا منتدى جبالة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى