شخصيات أدبية / ابن زنباع الشاعر الطنجي

هو ابن زنباع أو ابن بياع :
هو أبو الحسن بن زنباع الصنهاجي الأصل الطنجي المنشأأديب وطبيب وفقيه ، نسبه القلقشندي في صبح الأعشى الى أهل طنجة ، عاش في أوائل القرن الخامس وأوائل السادس ، وكان من علية الرجال في عصره ، جمع من صفات الفضل وأدوات الكمال ما قل اجتماعه في غيره ، تولى رفيع المناصب منها القضاء ، كما بلغ أعلى المراتب ، ويكفي أن يكون ممن ترجم لهم الفتح بن خاقان في كتابه قلائد العقيان .
عرف بوصف الطبيعة التي افتتن بها الغرب بعامة وطنجة بخاصة ، هذا في أيام زمان قبل أن تصاب ضواحي طنجة بداء القراع الذي أصاب كل المناطق الخضراء ، ولن لا رأي لمن تنادي.
نموذج من شعرف في وصف الطبيعة :
أبـــدت لنا الأيــــام زهـــــرة طيبــــها ** وتسربلت بنظيــــرها وقشيبها
واهتز عطف الأرض بعد خشوعــــها ** وبدت بها النعماء بعد شحوبها
وتطلعـــت فــــي عنفـــوان شبــــابــها ** من بعد ما بلغت عتي مشيبها
وقفت عليها السحــــب وقفــــة راحــم ** فبكـــت لها بعيونــــها وقلوبها
فعجبت للأزهار كيــــف تضاحكــــت ** ببكائـــها وتباشـــرت بقطوبها
وتسربلت حلــــلا تجــــــر ذيــــولــها ** من لذمها فيها وشق جيوبـــها
فلقد أجاد المــــزن فــــي انجــــــادها ** وأجاد حر الشمس في تربيبها
ما أنصف الخيــــري يمنــــع طيبـــه ** لحضــــــورها ويبيحه لمغيبها
وهــــي التي قامـــت عليـــه بدفئـــها ** وتعاهدته بـــــدرها وحليبـــها
فكأنـــــــه فــــرض عليــــه مؤقــــت ** ووجوبـــه متعلــــــق بوجوبها
وعلى سمــــاء الياسمين كــــواكـــب ** أبدت ذكاء العجز عن تغييبها
زهـــر توقـــــت ليلــــها ونهــــارها ** وتفوت شأو خسوفها وغروبها
فضلت على سر النجــــوم بأســرها ** وبسروها في الخلفتين وطيبها
فتأرجـــت أرجــــاؤها بهبــــوبــــها ** وتعانقــــت أزهـــارها بنكوبها
وتصوبت فيها فـــــــروع جــــداول ** تتصاعد الأبصار في تصويبها
تطفو وترسب في أصول ثمــــارها ** والحسن بين طفوها ورسوبـها
فكأنما هــــي موجســــات أســــاود ** تنساب مــــــن أنقابها للصوبها
أو ما ترى الأزهار؟ ما من زهرة ** الا وقــــــد ركبت فقار قضيبها
والطير قــــد خفقت على أفنانــــها ** تلقي فنــون الشدو في أسلوبــها
تشدو وتهتـــز الغصــــون كأنــــما ** حركاتـــها رقص على تطريبها
عن كتاب النبوغ المغربي للأستاذ عبد الله كنون