من أعلام بني ورياكل (3) : المريد الفقيه سيدي منصور أحمد بن علي اللجائي (البجائي =البوري)

من طرف محمد المُدني الإثنين يوليو 04, 2016 3:29 am

من أعلام بني ورياكل (3) :
المريد الفقيه سيدي منصور أحمد بن علي اللجائي (البجائي =البوري) مؤسس زاوية مصراتة :
هو :منصور أحمد بن علي اللجائي ،الفقيه،ابن عمة الشيخ سيدي أحمد زروق ، وأخ للا الطاهرة1 زوجة الشيخ أحمد زروق ، وخال ابن الشيخ أحمد الأكبر. بقي ملازما للزاوية بدوار البور، ومساعدا لأبي عبد الله المغراوي ، وساهرا على تربية أحمد الأكبر ابن الشيخ إلى أن غادرها بعد موت أخته للا الطاهرة ؛ ومجيء الشيخ أحمد زروق على عجل للمغرب سنة 891 هجرية ؛ فصحبه معه إلى مصراتة .
قال سيدي أحمد بن علي اللجائي للشيخ زروق في حياته:"ألا نبني هنا زاوية ونتخذ لها أوقافاً؟فقال له يا أحمد ،نحن لا تفوح رائحة مِسكِنا إلاّ بعدما نتسوس تحت التراب"2.
وبعد وفات الشيخ أحمد زروق قام خادمه أحمد بن علي اللجائي ببناء قبة على قبره وبجانبها مسجد2،وأصبح المسجد ملتقى لطلاب العلم والزهاد ومركزا لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس العلوم الشرعية.قال أبو سالم العياشي في رحلته:" وممن لقيته من أهل هذا البلد – مصراتة-صاحبنا ومحبنا في الله خديم ضريح الشيخ ومتولي زاويته سيدي أبو العباس أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد،وجده هذا أحمد هو خديم الشيخ،وهو الذي بنى المسجد الذي هو اليوم مصلى ضريح الشيخ،وتولى عمارته والقيام به ثم أولاده وأحفاده بعده"3.فهو المؤسس لزاوية مصراتة بعد موت الشيخ أحمد زروق بعشرين سنة .أي في حدود سنة 918 / 919 هجرية.
وأخذ عن الشيخ منصور أحمد بن علي اللجائي سيدي محمد بن غليون4.
وللإشارة فقد سلّم الفقيه منصور أحمد بن علي البجائي لابن الشيخ أحمد الأكبر تركته – والذي كان قد استوطن بالمغرب- وجميع المخلّف،عدا نصف الفرس فإنه قبض ثمنه قبضاً تاماً نوهو ثمانية دنانير ذهباً مشحرة،بتاريخ أوائل ذي الحجة الحرام متم عام 913هـ5.
إن الكثير من فصول سيرة الفقيه سيدي منصور أحمد بن علي البوري الورياكلي قد خفي. إذ لا تذكر الروايات التاريخية عنه الشيء الكثير، وقد تناثرت أخباره في بعض المصادر.مما يستدعي مزيد حفرٍ وتنقيب ،غير أن شهرته في المصادر التاريخية تتمثل في خدمة شيخه سيدي أحمد زروق،وبنائه لزاوية مصراتة.
....................................................
1- ولازال ضريح "للا الطاهرة" زوجة سيدي أحمد زروق وهو تحت الطريق بأمتار على يمين الداخل لدوار البور وعلى يسار الخارج منه.ولازال المكان يعرف باسم هوتة العوش بجوار بلدة باب المقيبراث.
2- الرحلة العياشية لأبي سالم العياشي:1/ 189.
3- قال صاحب الرحلة العياشية(1/187):
"ولم نبِت يوم رحيلنا من زليتن إلى أول بلدة مصراتة،ومن الغد ارتحلنا ونزلنا بزاوية الشيخ المحقق العالم العلامة العارف بالله،الدال على الله،صاحب العِلْمين،ومحقق النظرين،ومحصل المهذبين،ومرتضى الفريقين،مقتدى أهل العلم الباطن ومتبوع أهل الظاهر،وينبوع الأسرار في سائر المظاهر،قطب مغربنا،وإمام أئمتنا،سيدي أبي العباس أحمد بن أحمد زروق البرنسي الفاسي،حقق الله إلينا نسبتنا،وخلص في محبته سريرتنا،آمين.وكان نزولنا بزاويته صبيحة يوم الجمعة،وزرنا قبر الشيخ بما اقتضاه الوقت من آداب ووقار،وذل وانكسار،وصلينا الجمعة بالمسجد الجامع،وهو الذي كان الشيخ يصلي فيه".
3-الرحلة العياشية لأبي سالم العياشي:1/ 188.
4- نفسه.
5- وكان من مخلّف الشيخ زروق نصف الفرس الشهباء كبيرة السن شركة بينه وبين الحاج عبد الله بن عزازة التكبراني،مع برنوس أبيض،وجبة صوف بزر مختم مع ثوب بالغزل،وسبحة قفل كان أخذها من الشيخ سيدي أحمد بن عقبة الحضرمي اليمني/مع أربعة عشر سفراً وكتاشاً .يُنظرالرحلة العياشية لأبي سالم العياشي:1/ 188.