التشاؤم والكآبة

من طرف محمد المُدني السبت يونيو 18, 2016 2:04 am

التشاؤم والكآبة

في الحياة اليومية ،يراود الإنسان إحساسات إيجابية أو سلبية،وقد يسود الشّعور بالإحساس السلبيّ وهو الاكتئاب. و يختلف كثيراً الاكتئاب عن الحزن؛ فالحزن عبارة عن شعور طبيعيّ لأيّ شخصٍ يعاني منه عند تعرضه لما ينغّص عليه الفرح وسرعان ما يزول، بينما الاكتئاب حالة نفسية تؤثّر سلباً في أنشطته اليوميّة.
ويكون الاكتئاب عادةً بنسبة أكبر عند النّساء عكس الرّجال، ويكثر أيضاً عند الشّباب عكس الأطفال والمسنين.
أعراض الاكتئاب:
- عدم وجود رغبة في عمل أيّ شيء:
- فقدان الرّغبة في ملذّات الدّنيا.
- الانطواء والعزلة وكثرة التفكير السّلبي.
- التشاؤم والنّظر إلى الأمور بمنظار أسود.
- الشّعور بالذّنب ولوم النّفس وتأنيب الضّمير.
- قلّة النّشاط الجسماني والجنسي.
- قلّة النوم أو الميل إلى النوم والرّاحة.
- قلّة الشهيّة أو الإفراط في الأكل.
أسباب الاكتئاب
-العوامل الوراثيّة والبيولوجيّة : يحصل هذا عندما يعيش الفرد في أسرة متوارث لديها الاكتئاب نتيجة نقص في المواد العصبيّة النّاقلة في مركز الدّماغ، والّتي بدورها مسؤولة عن المزاج والانفعالات والتّفكير والسّلوك.
- العوامل التربويّة : هذا العامل يعدّ من أكثر عوامل الاكتئاب خطورة؛ وذلك لأنّه ينقل الاكتئاب بطريقة غير مباشرة عن طريق مشاهدة الأطفال لآبائهم؛ فتنتقل لديهم أساليب وأنماط معيّنة مثل: التشاؤم والاكتئاب، وإساءة الظن، والحساسيّة المفرطة.
- ظروف الحياة : ليس من الممكن أن تجري الحياة على سفينة مستقرّة من دون وجود منغّصات الحياة؛ كوفاة عزيز، أو وجود مشاكل زوجيّة وأسريّة، وفقدان العمل، وتدهور الصحة، والمشاكل الماليّة، وعدم الزواج، والتّقاعد غير المخطّط له.
- الاضطرابات الشخصيّة : من أكثر الشخصيّات عرضة للإصابة بالإكتئاب، أصحاب الشخصيّة الوسواسيّة التي تعرف بالتشدّد وعدم المرونة، والشخصيّات الهستيريّة التي تغلب عليها الانفعالات وتقلّب المزاج.
- الأمراض العضويّة : مثل داء باركنسون واستعمال مضادّات الضغط وقرحة المعدة و غيرها من الأمراض
أنواع الاكتئاب:
- الضّيق الطّبيعي : فالشّعور بالاكتئاب لدى الإنسان يكون له سبب معيّن مدّته دقائق أو ساعات، وهذا النّوع لا يحتاج إلى تدخّل طبيّ، ولا يؤثّر على حياة الإنسان.
- الحزن الطبيعي : وهو شعور بالاكتئاب يعتري الشّخص عند فقدانه لشخصٍ معيّن، يزول خلال أيّام أو أسابيع، ولا يستدعي تدخّلاً طبيّاً.
- إضطراب التكيّف : هذا النّوع من الاكتئاب يحدث نتيجة حدوث حدث معيّن للمصاب، يؤدّي إلى تغيّر طبيعة حياته، ويستمر هذا النّوع لعدّة أيام وأسابيع ويستدعي علاجاً دوائيّاً أو جلسات نفسية.
- الاكتئاب الشّديد : من أخطر أنواع الاكتئاب؛ لأنه يكون مصاحباً للهوس، يمتدّ لعدّة أسابيع أو أكثر، ويؤدّي إلى حصول خللٍ في الوظائف، ويؤثّر على الذّهن مثل سماع أصواتٍ وأفكارٍ اضطهاديّة، وقد يؤدّي إلى الانتحار. ويسمّى هذا النّوع أيضاً الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
علاج الاكتئاب:
- العلاج الدّوائي: يعتبر العلاج الدّوائي آمناً على المريض بالاكتئاب ولا يؤدّي إلى الإدمان، ويستطيع المريض أخذ عقاقير مضادّة للاكتئاب، يستمر عليها ستة أشهر رغم تحسّنه، وذلك لإبقائه في حالة مزاجيّة جيّدة. وتنقسم هذه الأدوية إلى مجموعات:
-متعدّدة الحلقات (Heterocyclic AD)
-مثبّطات استرجاع السيروتونين (SSRIS)
-مثبّطات استرجاع السيروتونين والنورادرينالين (NSRIS)
-مثبّطات المونو أماين أو أكسديز (MAOI/RIMA)
-العلاج بالتّدليك الكهربائي (ECT)
العلاج النفسي:
يهدف إلى تحسين القدرة الفكريّة، والاجتماعيّة، والسّلوكيّة للمريض، وينقسم إلى عدّة أنواع:
-العلاج المعرفي: وهو علاج يقوم على استبدال المفاهيم الخاطئة لدى المصاب بالاكتئاب بأخرى أكثر إيجابيّة.
- العلاج السّلوكي: يقوم بتحويل السلوكيّات الاكتئابيّة إلى أخرى أكثر إيجابيّة.
- مدارس العلاج النفسي: مثل المدرسة التحليليّة والعقلانيّة وغيرها.
- العلاج بالطبّ البديل: ويستخدم فيه العلاج العطري كـ: الياسمين، والبرغموت، والخزامي، والورد، والبابونج أيضاً يعتبر من أهم الزّيوت العطريّة التي تساعد في التّخفيف من الاكتئاب وتهدئة الأعصاب. يمكن الاستفادة ممّا ذكر عن طريق وضع بعض القطرات من الزّيت في الحمام أو على منديل قماش و استنشاق الرّائحة.
وفي بعض الحالات يزول الاكتئاب من دون أيّ مساعدة طبيّة أو بالعلاج الدّائم، ولكن هناك البعض ممّن يعانون من آثار الاكتئاب طوال حياتهم ممّا يتطلّب خضوعهم لجلسات نفسية . -- مضاعفات الاكتئاب :
-الانتحار.
- الادمان على الكحول.
-الادمان على مواد مخدرة.
-القلق.
- أمراض قلب وامراض اخرى.
-مشاكل في العمل او في التعليم.
-مواجهات في داخل العائلة.
-صعوبات في العلاقة الزوجية.
-عزلة اجتماعية.
الوقاية من الاكتئاب:
السيطرة على التوتر. رفع من مستوى البهجة ومستوى التقدير الذاتي.
-الدعم من قبل الاصدقاء والاهل، وخاصة في فترات الازمة.
- ما يتم إستبعاده حتى يتم تشخيص الحالة على أنها نوبة إكتئاب
-تعاطي المخدرات ( الإدمان )
- تعاطي بعض أنواع من الأدوية تسبب هذه الأعراض.
-زيادة هرمون الغدة الدرقية.
- ارتباط الأعراض بفقدان عزيز.
و إذا أصيب الإنسان بفقد عزيز أو غالي فإنه يعاني طبيعياً من بعض هذه الأعراض ولكن إذا استمرت هذه الأعراض لمدة أطول من شهرين أو كانت مصحوبة بمحاولات إنتحار أو أعراض ذهانية كالهلاوس و الضلالات فإننا نقوم بتشخيص هذه الحالة على أنها إكتئاب. شخصيات مشهورة عانت من الاكتئاب : ونستون تشرشل. جورج و. بوش. هاريسون فورد. أبراهام لينكون. إسحق نيوتن. لودفيج فان بيتهوفن. نابليون بونابرت. ريتشارد نيكسون. سعاد حسني. مارلين مونرو.
وحاصل القول إن المتشائم أكثر عرضة للإصابة بحالات الاكتئاب ،كما أن الاكتئاب يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
وعليه يُستحسن:
-تجنب الفراغ والوحدة لأنهما يغذيان الاكتئاب
- ابتعد عن التشاؤم ولتكن النظرة للحياة إيجابية،أي لا تنظر للنصف الفارغ من الكأس بل للمملوء منه.
- الإيمان المطلق بأن كل ما يحدث للشخص هو لحكمة أرادها المولى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)
- عدم مقارنة الإنسان نفسه بغيره فى كل شيء لأن لديه أشياء وهبات لا يملكها آخرون وربما لو اطلع على معاناة الآخر لسُرّ بحاله
- ممارسة الرياضة لأنها تفرز هرمونات السعادة( الإندورفين)
-زيارة بين الحين والآخر مثلث : المستشفى _ القبور – السجن .
- الاكثار من تناول فاكهة الموز تحديداً فلن يضر فهو يساعد على إفراز السيروتونين.وهي أدوية طبيعية جيدة
- الابتعاد عن تناول الأدوية الكيماوية تماماً وخاصةً في المراحل الأولى من الاكتئاب.
- استشارة الطبيب النفسى في الحالات المرضية المزمنة واستخدام العقاقير التى تساعد على تجنب الأعراض السلبية
-الاكثار من الذكر والدعاء والصلاة وقراءة القران، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوة المكروب: "اللهمّ أرجو رحمتك فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كلّه لا إله إلا أنت". رواه أبو داود في سننه.
منقول من موضوع.كوم (بتصرف) :http://mawdoo3.com/%D8%A7%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%A6%D8%A7%D8%A8