وهاهنا عانيت .....2

....مرت ثلاثة أشهر على اغلاق الكلية وأنا أسكن بنفس الحي بفاس دون أن أدفع مليما

واحدا لصاحب الدار، لأنني بالكاد أأجد ما أقتات به ، علما بأن السي الخميري يــــــــدق

بابي ثلاث مرات في الأسبوع يطالبني بالكراء دون جدوى ، وللاشارة فان صاحبنا كـــان

له ولد يدرس ببيروت بالجامعة الأمريكية ، فكنت اذا وقف ببابي يريد الكــــــــــراء أدخل

معه في نقاش حاد أخرج منه منتصرا باستمرار ، كنت أقـــــــــــول له :،تصورأن ابنك

وقع في نفس الاشكال وهو في الغربة رفقة زوجته وابنته ولا يجد ما يشتــري به الحليب

لارضاع الأخيرة الا بشق الأنفس ، يستمع صاحبنا كل هذا ولا يكاد يبين ، فلا ينفعه الا

الانصراق الى حين .

سجل دعوى ضد يطالب فيها بكراء 4 أشهر دون علمي ، فأستدعى من قبل المحكمة وأدلي

أمام القاضي بأعذاري ، فلا يسع الأخير الا أن يقول له : اذهب ، فماذا كنت تنتظر من طالب

توقفت حوالته ؟ هل يسرق ليؤدي لك ثمن الكراء ؟ وهكذا يخرج صاحبنا يلعن اليوم الذي

عرفني فيه.

لم يكد يمر أسبوعا على قرار المحكمة حتى خطط السي الخميري لأخذ حقه بيده ، حيث

وزع زوجته وبناته الثلاثة على أدراج الطوابق الثلاث ، متربصات قصد التدخل اذا اشتد

النزاع بين الأب وبيني ، يدقالرجل بقوة باب ( السفلي) حيث أسكن لأتنبأ بهجومه دون أن

أستعد له ماديا ، فما أن خرجت ودون أن أكمل التحية حتى ارتمى على صدري وأخذ بثيابي

وهو يسب ويلعن ، فلم أشعر الا وبناته وزوجته يحطنني من كل جانب ، ولم ينفني ســـوى

التخلص من قبضته اذ لم يكن ذلك صعبا أمام شاب في 24 من عمره مقابل رجل يربـــــو

عن الستين.

ارتميت على صخرة تزن كيلوجراما  لأحمي نفسي ، التقطتها من ساحة قبالة الدار وكدت

أصيبه بها لولا أن الله سلم .

كل ذلك وصاحب الدكان السوسي المجاور يتفرج منتشيا ، فلما رآ ى( العين حمرات ) كما

يقال باللسان الدارج تدخل لفض النزاع بقوله : آسير آوا ، ما تقد على الجبلي ، أوا سيـــر

قبل ما يهرس لك راسك . حمل الفاسي قول السوسي محمل الجد ودخل الى بيته ، ولما

أقبل ولداه وكانا مؤدبين بخلاف ابيهما اعتذرا لي  لكون أبيهما مصابا بالضغط

وعند نهاية الشهر السابع من 1973 دق بابي من جديد وحاول اغرائي بالسفر الى طنجة

وأنه يثق بي بخصوص الكراء الذي بذمتي ، انني استطيع تسديده في الوقت المناسب ، ومن

هنا تبين لي أن الذي يهمه افراغ سكناه ....



......للحديث بقية

..........مع تحيات العتيق