تنامي ظاهرة البغاء ب غفساي

نشر بجريدة الصباحية عدد 259 بتاريخ 02/07/2008 ص 05
تنامي ظاهرة البغاء بمدينة غفساي، دفع بعدد كبير من الســكان، بعد انتظار دام طويلا إلى أن أعياهم الصبر، إلى الاتصال بجميع الجهات من أجل تدخل السلطات المعنية للحد من تفاقم هذه الظاهرة التي أضحت تستقطب عددا كبيرا من النساء و الفتيات المنحدرات من مناطق هامشية وأحزمة الفقر، واللواتي يعانين من البطالة. كما أن الظاهرة، حسب سكان المدينة، بدأت تستقطب نساء متزوجات ومطلقات دفعتهن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والعائلية لاحتراف الرذيلة وإرضاء هواة اللعب بالجنس اللطيف، من أجل البحث عن مصدر رزق للتعاطي للفساد. وحسب السكان دائما، فإن الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل تشتد الظاهرة بفضل الوسيطات، اللواتي يشتغلن داخل دروب وأزقة المدينة، وتشمل أيضا القاصرات، خاصة اللواتي يتابعن دراستهن بالثانوية والإعدادية قصد حصولهن على مبلغ مال صغير يكفيهن لقضاء وقت الفراغ داخل فضاءات الانترنت. كما أن بالمدينة أزقة بائسة ومنازل معروفة، مخصصة للتجارة في الرقيق الأبيض، يقطنها الفتيات العازبات برئاسة وسيطتهن، ويعمل جلهن نادلات بالمقاهي أو. وحسب استطلاع للرأي شمل عينة من الساكنة وبالاعتماد على تقنية مكروفون الرصيف، فإن جل ممارسات هاته المهنة لسن محليات، وإنما قدمن إلى المنطقة من مناطق بعيدة . من جهة أخرى، فالبغاء ليس هو الهاجس الأول والوحيد للساكنة، فانتشار الجرائم والانحراف بشكل كبير أشد وأعوص من البغاء، لدرجة أن السكان يخشون الظهور والتجول ليلا مخافة التعرض للمضايقات والاعتداءات بشتى أنواعها، خصوصا في بعض الأحياء الهامشية، بعد أن طالهم نسيان رجال الأمن، ولا علم للمؤسسات الأمنية بهم، حسب تعبير أحد السكان المتضررين. ويطالب سكان مدينة غفساي بدوريات أمنية حقيقية تحمي المواطنين، وليس بدوريات الابتزاز والترصد والاسترزاق، لأن ضعف التغطيات الأمنية، وانعدامها في الكثير من الأحيان، يؤثر سلبا على حياة الساكنة. وهذا ما يجعل الغفساويون يطرحون أكثر من علامة استفهام حول هذا الغياب التام للسلطات الأمنية والمحلية لمحاربة هاتين الظاهرتين اللتان تسيئان لسمعة مدينتهم وتهدد حياة السكان واستقرارهم.