العروسي... صوت الجبل : العروسي عراب الطرب الجبلي
صفحة 1 من اصل 1
العروسي... صوت الجبل : العروسي عراب الطرب الجبلي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الاثنين, 18 أغسطس 2014
بعد ستة أشهر على وفاته في "عيد الحب" بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج، كان عشاق الفنان الحاج محمد العروسي أيقونة الغناء الجبلي، في الموعد المحدد لتأبينه بقلب تاونات التي عشقها وتغنى بها، في ثالث دورات المهرجان الوطني للعيطة الجبلية الذي تنظمه وزارة الثقافة بالمدينة الشاهدة على لحظات مؤثرة للاحتفاء به وتكريمه في مناسبات سابقة بمبادرة من عدة جهات إعلامية ورسمية. في الخامسة مساء الخميس 19 يونيو الماضي كانت ملحقة عمالة تاونات على موعد مع حفل تأبينه، قبالة "ساحة العمالة" التي طالما أحيى بها حفلات فنية ساهرة أطربت آلاف عشاقه بهذه المدينة القابعة بشموخ على رأس جبل، إن في "سهرات المدن" في منتصف ثمانينات القرن الماضي أو في أعياد وطنية أو في أولى دورات هذا المهرجان الذي تعاب عليه ارتجاليته، التي حظي فيها بالتكريم.
في ذاك الحفل ألقيت كلمات مؤثرة في حق الفنان المؤبن المتوفى في 14 فبراير 2014 عن عمر يناهز 80 سنة تاركا خلفه أسرة لم تجن أي نفع مادي من مسيرته الفنية الحافلة ب526 أغنية، اللهم من رخصة مأذونية سيارة أجرة كبيرة نقطة انطلاقتها من منطقة تافرانت بقلب قبيلة بني زروال، بعدما كذب الوزير نجيب بوليف، حيازته رخصة حافلة تؤمن النقل بين الدار البيضاء وشيشاوة.
وشكل هذا الحفل الذي قدمه ونشطه الإعلامي إدريس الوالي مدير جريدة "صدى تاونات" المحلية التي كان لها سبق تكريم محمد العروسي "صوت الجبل الذي خبا"، في إحدى مناسبات الاحتفاء بصدورها، (شكل) فرصة مواتية لأبنائه وأصدقائه، للتذكير بمناقبه وخصاله ومسيرته الفنية طيلة 60 سنة ضحى فيها بكل شيء دون أن يستفيد ماديا على غرار الموجة الجديدة من الفنانين الشعبيين.
الفنانة شامة الزاز وزميلها الزوبعي كانا حاضرين في هذا الحفل، إلى جانب عبد المالك الأندلسي ابن تطوان والباحث عبد الواحد الذهبي ابن منطقة بني قرة ببوعادل الذي رافق المرحوم في حله وترحاله طيلة فترة لا يستهان بها من حياته خاصة في آخر سنوات عمره، والإعلاميين إسمهان عمور والحسين العمراني. وكلهم قدموا شهادات وبدوا متأثرين لرحيله الذي ترك حرقة بقلوب عشاقه.
شرفة ابنة المرحوم القاطنة رفقة أسرته بمنزله المتواضع بحي بنسليمان الهامشي بفاس، كانت ضمن الحضور شأنها شأن ابنه الأكبر مصطفى العامل المهاجر بإسبانيا الذي أهدى المتحف المحلي كمانا لازم مساره الفني. وتتابعت الشهادات المؤثرة في حق هذا الرجل المتحدر من دوار دركول بتافرانت، حيث تربى وعانق تلك الآلة الموسيقية التي رفعته إلى مصاف نجوم الطرب الجبلي بالشمال.
كل متتبع عن كثب لمسيرة هذا الفنان العصامي، منذ دشن بداياته في ممارسة الفن الجبلي بدوار بني دركول منذ نعومة أظافره وهو ما يزال فتى يافعا قاده ولعه وعشقه للنغمة الجبلية إلى مغازلة آلة وترية من صنع يديه، يقف على براعته ويلامس عدم سعيه إلى المال أو الشهرة من وراء ما يؤديه من أغان، وهو الذي عرف بتواضعه وبساطته ودماثة خلقه وحسن تعامله مع الناس وكرمه الحاتمي.
وتحدث الباحث عبد الواحد الذهبي، عن أن الفنان محمد العروسي "مرجعية للعيطة الجبلية" و"عراب الطرب الجبلي" و"رائد الموسيقى الشعبية"، إذ يصعب الحديث عن هذا التراث الغنائي الشعبي، دون استحضار اسمه كمرجع فني مهم تربع على عرشه على مدى ستة عقود، قبل أن يسلم الروح إلى بارئها بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاءات والنجاحات التي تجاوز صداها المنطقة الشمالية.
عطاء فني غزير انطلقت شرارته، حسب عبد الواحد، في سنة 1958 تاريخ تسجيل أول قطعة له بالإذاعة الوطنية، قبل أن يثري بأغانيه ومعزوفاته الخزانة الموسيقية الوطنية فتحت في وجهه أبواب شهرة منقطعة النظير، على مصراعيها، ما يجد تفسيره في قوة أدائه لتلك الأغاني وعذوبة الألحان وعمق الكلمات المستوحاة من القاموس الجبلي القح دون رتوشات أو تأثر بباقي اللهجات المحلية.
ويستحضر هذا الباحث لحظات مهمة من بداية أيقونة الطرب الجبلي، سيرا على نفس نهج والده مولاي امحمد العروسي الدنتولي وشيخه مولاي المفضل الطريرف الذي لم يكن يتوقف عن ذكره طيلة حياته، كلما أثير الحديث عن بدايات مساره الفني والغنائي الغزير، وهو الذي كان له فضل في تلقينه الأصول والمبادئ الأولية لهذا الفن الجبلي الذي يستحيل الحديث عنه دون ذكر العروسي.
ويؤكد أن المرحوم محمد العروسي الذي وصفه في شهادته بـ"هرم غنائي بصم بقوة السجل الموسيقي الوطني"، أعطى للأغنية الجبلية الكثير وساهم بشكل غير مسبوق في تطويرها ونشرها والرقي بها إلى ما هو أفضل، مستعينا في ذلك بما ورثة عن روادها، وما استطاع تجميعه من مأثورات هذا الفن الذي تشكل الطبيعة وحب الوطن وذكر الله والرسول الكريم، إحدى أبرز تيماته الرئيسية.
ورغم رحيله إلى دار البقاء، فهذا الفنان العصامي "سيبقى حاضرا بيننا من خلال رصيد غنائي يتألف من 526 قطعة، يضم مبنى الإذاعة والتلفزيون لوحده، 200 منها" يؤكد الذهبي الذي يقول إن العروسي "أحد أبرز الأسماء التي اقترن بها هذا اللون الموسيقي، وواحد من بين الذين ساهموا بقوة في انتشاره واستمراريته، إلى جانب فنانين آخرين من قبيل أحمد الكرفطي وحاجي السريفي".
حميد الأبيض(فاس)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الاثنين, 18 أغسطس 2014
بعد ستة أشهر على وفاته في "عيد الحب" بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج، كان عشاق الفنان الحاج محمد العروسي أيقونة الغناء الجبلي، في الموعد المحدد لتأبينه بقلب تاونات التي عشقها وتغنى بها، في ثالث دورات المهرجان الوطني للعيطة الجبلية الذي تنظمه وزارة الثقافة بالمدينة الشاهدة على لحظات مؤثرة للاحتفاء به وتكريمه في مناسبات سابقة بمبادرة من عدة جهات إعلامية ورسمية. في الخامسة مساء الخميس 19 يونيو الماضي كانت ملحقة عمالة تاونات على موعد مع حفل تأبينه، قبالة "ساحة العمالة" التي طالما أحيى بها حفلات فنية ساهرة أطربت آلاف عشاقه بهذه المدينة القابعة بشموخ على رأس جبل، إن في "سهرات المدن" في منتصف ثمانينات القرن الماضي أو في أعياد وطنية أو في أولى دورات هذا المهرجان الذي تعاب عليه ارتجاليته، التي حظي فيها بالتكريم.
في ذاك الحفل ألقيت كلمات مؤثرة في حق الفنان المؤبن المتوفى في 14 فبراير 2014 عن عمر يناهز 80 سنة تاركا خلفه أسرة لم تجن أي نفع مادي من مسيرته الفنية الحافلة ب526 أغنية، اللهم من رخصة مأذونية سيارة أجرة كبيرة نقطة انطلاقتها من منطقة تافرانت بقلب قبيلة بني زروال، بعدما كذب الوزير نجيب بوليف، حيازته رخصة حافلة تؤمن النقل بين الدار البيضاء وشيشاوة.
وشكل هذا الحفل الذي قدمه ونشطه الإعلامي إدريس الوالي مدير جريدة "صدى تاونات" المحلية التي كان لها سبق تكريم محمد العروسي "صوت الجبل الذي خبا"، في إحدى مناسبات الاحتفاء بصدورها، (شكل) فرصة مواتية لأبنائه وأصدقائه، للتذكير بمناقبه وخصاله ومسيرته الفنية طيلة 60 سنة ضحى فيها بكل شيء دون أن يستفيد ماديا على غرار الموجة الجديدة من الفنانين الشعبيين.
الفنانة شامة الزاز وزميلها الزوبعي كانا حاضرين في هذا الحفل، إلى جانب عبد المالك الأندلسي ابن تطوان والباحث عبد الواحد الذهبي ابن منطقة بني قرة ببوعادل الذي رافق المرحوم في حله وترحاله طيلة فترة لا يستهان بها من حياته خاصة في آخر سنوات عمره، والإعلاميين إسمهان عمور والحسين العمراني. وكلهم قدموا شهادات وبدوا متأثرين لرحيله الذي ترك حرقة بقلوب عشاقه.
شرفة ابنة المرحوم القاطنة رفقة أسرته بمنزله المتواضع بحي بنسليمان الهامشي بفاس، كانت ضمن الحضور شأنها شأن ابنه الأكبر مصطفى العامل المهاجر بإسبانيا الذي أهدى المتحف المحلي كمانا لازم مساره الفني. وتتابعت الشهادات المؤثرة في حق هذا الرجل المتحدر من دوار دركول بتافرانت، حيث تربى وعانق تلك الآلة الموسيقية التي رفعته إلى مصاف نجوم الطرب الجبلي بالشمال.
كل متتبع عن كثب لمسيرة هذا الفنان العصامي، منذ دشن بداياته في ممارسة الفن الجبلي بدوار بني دركول منذ نعومة أظافره وهو ما يزال فتى يافعا قاده ولعه وعشقه للنغمة الجبلية إلى مغازلة آلة وترية من صنع يديه، يقف على براعته ويلامس عدم سعيه إلى المال أو الشهرة من وراء ما يؤديه من أغان، وهو الذي عرف بتواضعه وبساطته ودماثة خلقه وحسن تعامله مع الناس وكرمه الحاتمي.
وتحدث الباحث عبد الواحد الذهبي، عن أن الفنان محمد العروسي "مرجعية للعيطة الجبلية" و"عراب الطرب الجبلي" و"رائد الموسيقى الشعبية"، إذ يصعب الحديث عن هذا التراث الغنائي الشعبي، دون استحضار اسمه كمرجع فني مهم تربع على عرشه على مدى ستة عقود، قبل أن يسلم الروح إلى بارئها بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاءات والنجاحات التي تجاوز صداها المنطقة الشمالية.
عطاء فني غزير انطلقت شرارته، حسب عبد الواحد، في سنة 1958 تاريخ تسجيل أول قطعة له بالإذاعة الوطنية، قبل أن يثري بأغانيه ومعزوفاته الخزانة الموسيقية الوطنية فتحت في وجهه أبواب شهرة منقطعة النظير، على مصراعيها، ما يجد تفسيره في قوة أدائه لتلك الأغاني وعذوبة الألحان وعمق الكلمات المستوحاة من القاموس الجبلي القح دون رتوشات أو تأثر بباقي اللهجات المحلية.
ويستحضر هذا الباحث لحظات مهمة من بداية أيقونة الطرب الجبلي، سيرا على نفس نهج والده مولاي امحمد العروسي الدنتولي وشيخه مولاي المفضل الطريرف الذي لم يكن يتوقف عن ذكره طيلة حياته، كلما أثير الحديث عن بدايات مساره الفني والغنائي الغزير، وهو الذي كان له فضل في تلقينه الأصول والمبادئ الأولية لهذا الفن الجبلي الذي يستحيل الحديث عنه دون ذكر العروسي.
ويؤكد أن المرحوم محمد العروسي الذي وصفه في شهادته بـ"هرم غنائي بصم بقوة السجل الموسيقي الوطني"، أعطى للأغنية الجبلية الكثير وساهم بشكل غير مسبوق في تطويرها ونشرها والرقي بها إلى ما هو أفضل، مستعينا في ذلك بما ورثة عن روادها، وما استطاع تجميعه من مأثورات هذا الفن الذي تشكل الطبيعة وحب الوطن وذكر الله والرسول الكريم، إحدى أبرز تيماته الرئيسية.
ورغم رحيله إلى دار البقاء، فهذا الفنان العصامي "سيبقى حاضرا بيننا من خلال رصيد غنائي يتألف من 526 قطعة، يضم مبنى الإذاعة والتلفزيون لوحده، 200 منها" يؤكد الذهبي الذي يقول إن العروسي "أحد أبرز الأسماء التي اقترن بها هذا اللون الموسيقي، وواحد من بين الذين ساهموا بقوة في انتشاره واستمراريته، إلى جانب فنانين آخرين من قبيل أحمد الكرفطي وحاجي السريفي".
حميد الأبيض(فاس)
وهذه الإضافة:
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
يجب أن تقال
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
مواضيع مماثلة
» تعزية لنجم من نجوم الطرب الجبلي الفنان المختار الجنحي
» طريق الجبل
» الجبل الأقرع
» ملتقى الطرب الأندلسي
» يالجنوبي ويش أخبار الطرب والنشيد ،لحن وغناء الفنان/عباس الأحسائي
» طريق الجبل
» الجبل الأقرع
» ملتقى الطرب الأندلسي
» يالجنوبي ويش أخبار الطرب والنشيد ،لحن وغناء الفنان/عباس الأحسائي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى