مدير دار الحديث الحسنية يهاجم أصحاب الفتاوى: "المفتي ليس ترجمانا لله"

"المفتي لم ولن يكون ترجمان لله، و ليس لأحد الحق في التحدث و الترجمة عن الله، ماعدا الرسل واّلأنبياء وما عدا هذا فالفتوى تبقى رأيا ووجهة نظر قابلة للنقاش". هذا ما أكده العالم، احمد الخمليشي مدير دار الحديث الحسنية في المغرب، اليوم خلال ندوة تحث عنوان "الدين والمجتمع" بالمقر المركزي للإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالرباط.
أكد الخمليشي، خلال مداخلته على أن قضية الفتاوى مشكلة ثقافية أكثر من معرفية، إذ توارث الفرد مند القدم ثقافة أن المفتي ترجمان لله ورأيه مقدس لا يقبل النقاش ولا مجال للشك أو الطعن فيه، بينما الأمر مغاير تماما إذ أن زمن الترجمة عن الله قد ولى مع الرسل والأنبياء وختم مع خاتمهم. موضحا أن رأي المفتي رأي شخصي يحتمل الصدق كما يحتمل التكذيب كجميع وجهات النظر.
وفي السياق ذاته أشار، إلى ضرورة معالجة هذه الفتاوى، والتعامل معها على أساس رأي شخصي وليس كلاما مقدسا منزلا من عند الله، مضيفا أن من معالم الإسلام الحوار والشورى والأخذ برأي الغير، وذلك بهدف تحقيق تعايش وتواصل اجتماعي يصبو إلى بناء دولة ذات أسس متينة.
ويشار أن، الدكتور أحمد الخمليشي، شغل منصب قاض في محكمة الاستئناف ورئيس للمحكمة الإقليمية من 1960 إلى 1970م. كما شغل منصب أستاذ بكلية الحقوق بالرباط من 1971 إلى 2000. وهو الآن مدير لمؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط، وهي مؤسسة للتعليم العالي الإسلامي.
ألف الدكتور الخمليشي، عدة مجلدات منها شرح القانون الجنائي العام، شرح القانون الجنائي الخاص، شرح قانون المسطرة الجنائية، التعليق على مدونة الأحوال الشخصية، المسؤولية المدنية للأبوين على أبنائهما القاصرين، كما أنجز دراسة تمهيدية لمشروع القانون العربي الموحد في مجال رعاية الأحداث. تشريعات قضاء التحقيق في الدول العربية. وهو صاحب سلسلة "وجهة نظر" حول نقد الفكر الفقهي الإسلامي ووسائل تجديده.
ويجدر بالذكر أن، الندوة من تنظيم حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وتتشكل من محورين محور: الدين، الديمقراطية والحداثة، بمشاركة ذ.أحمد الخمليشي و ذ.محمد لمرابط و ذة. لطيفة الحياة. والمحور الثاني، محور الدين الإصلاح والعولمة وحرية الاعتقاد والمعتقد، بمشاركة ذ.محمد سبيلا وذ. أحمد العلوي و ذ.سعيد جعفر.