شاخ شيوخ ( بوجلود ) أيام زمان .
صفحة 1 من اصل 1
شاخ شيوخ ( بوجلود ) أيام زمان .
تحت عنوان " الكـرنفال الجبلـي " نقل مولييراس - على لسان الدرويش / الرحالة -
أحد أبرز الاحتفالات الشعبية بجبالة ( بني مسور( نموذجا ، قائلا :
" يدعى الكرنفال الذي يحييه أهالي جنوب جبالة " بــــا شيـــــخ " غير أن الأقنعــة
المستعملة تختلف عما نجده في كرنفال " الريف " ، وهو ما ينطبـــــــق أيضا على
شخوص . فلدى الريفيين يشارك 5 ممثلين من " المسخرة " ، في حين نجد لــــدى
لجبليين الأقل بدائية 10 شخوص رئيسيين و3 أو 4 ممثلين ثانويين ( كومبارس )
وهم كالتالي :
1 - بـا شيـــخ :رئيس الفرقة .
2 - زوجة باشيخ .
3 - الزنجية ، وهي الأمة التي تستخدمها أسرة با شيخ .
4 - الحمار
5 - اليهودي
6 - اليهودية
والثلاثة الأخيرة هم من أتباع باشيخ .
7 - القاضي
8 - المؤذن
9 - القائد
10 - اللص .
- العديد من المخازنية التابعين للقائد .
ولا حاجة للتذكير بأن كل هؤلاء - يقول مولييراس على لســان
الدرويش / الرحالة - بأن هؤلاء الممثلين مسلمون ذكور، وهنا (1).
* لباس باشيخ المضحك : أسمال باليـــة ، حداء مــــن أوراق
الصبار اليابسة ، قبعة من جلـــد التيس ، حدبــــــة على الظهر
، وحل على الجبين والأنف والخدين ، صوف أبيض لاصـــق
بالوجه ( اللحية ) وباليدين ، حبات البازلاء ، مسبحـــة مـــن
قواقع الحلزون مدلاة من العنق ، عصا رقيقة مـــن الحلفـــــة ،
سيور من جلد الغنم وصوفها ، وحبتـــان مــــن البادنجال بين
الفخدين ترمزان للأعضاء التناسلسة .
* الملابس التنكرية لزوجة باشيخ : عادة ما يقوم بهـــــذا
الدور غلام مخنث ، حيث يلف جسده العــــــاري بحصيرة
من الحلفة مشدودة عند الحزام بحبل من الدوم ، وفـــــوق
الحصيرة يتدلى ثوب قطني من الكتف الــــــــــى الكعبين .
ويغطي الوجه بيقطينة تستعمل كقناع ، وبها ثلاثة ثقـــوب
تشكل العينين والفم ، المحاط بعظام الزيتـــــــون كأسنان .
وتحمل زوجة باشيخ قدرا مليئة بالزفت ، كرمز لعطـــور
المرأة الجبلية .
* ويلعب دور الحمار قروي بذئ الكلام ومرح ، قـوي البنية
، يضع على جسده زربية من الأسل أو الحلفة ، وفــــــــوق
ظهره ما يشبه البردعة ، ويغطي رأسه بجمجمة حمار يابسة
، تبرز فكه وأسنانه الهائلة ، أما الأذنان فتتشكلان من أوراق
الند ( لعله يقصد الرند ) ، وتعلق عصا بمؤخرتــــــه كذيل ،
وبين ساقيه توجد هراوة قصيرة لكن ضخمة ، ذات لـــــون
أسود وحجرتان داخل كيسين تمثلان مع الهراوة الأعضـــاء
التناسلية للحمار .
* ويقوم بدور الزنجية رجل أبيض ، طليت بشرته بمسحـــوق
الفحم ، ووضعت يقطينتان تحــــــــــت أسماله مكـــان النهدين ،
وعمامة سوداء حول الرأس ، وحبات الفول كأسنان ، وزربية
قديمة فوق الكتف كلباس للحفلة .
* وعادة ما يكون اليهودي شخصا مضحكا ، يقوم بدوره رجــــل
مسلم ، ولكي يتميز عن رفاقه ، يصنع قميصا من حصيرة وسخة
، ويضع فوق رأسه طاقية سوداء ، ربط بها مــــن الجانبين ذيل
بقرة للاشارة الى خصلات شعر الاسرائليين ، وتتشكل لحيته من
شعر عنق الحمار أو البغل ، وينتعل حذاءين مثقوبين ومـــن جلد
ردئ . ويجب عليه أن يكون مستعدا دوما لتلقي الضربات القوية
على ظهره ، وأحيانا ما نراه يتدرج على الأرد بمهــــارة ويبكي
ويشتكي بلهجة غريبة ، بينما تسعى زوجته لحمايتــــه بتوسلاتها
التي لا تنتهي .
* وهذه اليهودية التي يقوم بدورها مسلم مثير للضحـــك أيضا
، تحيط جسمها بحصيرة ممزقة وتضع على رأسها منديلا مــن
القطن الأبيض ، وبسيقانها خلاخل من الجلد ، وبصـــــــدرها
يقطينتين على شكل نهدين ، ويطلى جسدها كلـــــــــه بالجير .
* ومن جهته فان القاضي يضع حول جسمه كيسا على شكل
حايك ، وفوق رأسه توجد عمامة كبيرة من القطن ، مثبتــــة
بخيوط من الدوم ، وبيده سبحة من قواقيع الحلزون ، وتحت
ابطه قطعة من الفلين ترمز الى القرآن الكريم الذي سيستعمله
لاصدار أكثر الأحكام غرابة .
* أما القائد فيطلي وجهه بالصباغة ، كي يبدو منظـــره بشعا ،
ويعكس كره الأهالي للسلطة . وهو يلعب هذا الدور المخزني
الشنيع الموكل له ، بعينيه الجاحظتين ، ولحيته الكثيفـــــــــــة
، وشواربه المنفوشة والمنتصبة كشوارب نمر هائـــج ، مستعد
للانقضاض على فريسته .وتحت ثيابه الكثيفة يبدو هذا الرجـل
الغني والبخيل في نفس الوقت ، وهو يشهر سيفه في كل وقت
وحين ، كعلامة على قوته وبطشه .ويغطي رأسه بقبعة حمراء
، كما يضع بين رجليه مجموعة من أواني المطبخ كالقدـــــور
والقصاعي والصحون ، كتلميح لسرقاته العديدة وللمآدب التي
يحضرها يوميا .
* أما المخازنية فان منظرهم يثير الرعب بسيوفهم المسلولـــة ،
ونظراتهم الحقودة ، وملابسهم التي تشبه ملابس القائد رئيسهم ،
وهم ينتظرون كلمة أو اشارة من سيدهــــــم للانقضاض على
ضحيتهم ، وفي جميع الأحوال ، فان القائد لا يفتح فمه الا لكي
يصدر أمرا بالحبس أو الجلد :
- عليكم بابعاد هذا ، وادخال ذاك الى السجن ، وسيعاقب فلان
بمائة جلدة ، وعلان بخمسين ، وعلى الفور ينقض المخازنيــة
على الشخص المعاند ، ويأخذون بتلابيبه ويرمونه في حــفرة ،
هي بمثابة سجن .
ويقام الكرنفال مرة واحدة في السنة ، خلال عيد الأضحى ويستمر
ثلاثة أيام ، ففي اليوم الأول ينتشر الممثلون بالقرية حوالي الظهر
ويمرون بكل المنازل جلبا للصدقات حيث يعيدون على أنظــــــار
السكان هزلياتهم ( البذيئة ) ، ويتقاضون كمقابل الخبز واللحــــم
والبيض والدجاج والحبوب .
ونشير الى أن جميع أفراد القرية يتبعونهم ويهتاجون كلما صدرت
عن أحد الممثلين حركات ( غاية في البذاءة ) . ولعل ما يميـــز
باشيخ الثرثار هو الحاحه الدائم على المعاشرة الجنسية ، فهو يريد
التمتع بحقوقه كزوج بالشارع وأمام الملأ، ورغم ثنيه عن رغبتــه
فانه يظل يعاكس زوجته باستمرار ، لكنه يعجز عن مـــــواقعتها
فتنظر اليه باحتقار ، ( وتبصق على قضيبه المرتخي ) وتذهب
الى القاضي ، فتحكي بألفاظ بذيئة مـــــــا حصل لها ، وسيغتنم
القاضي الفرصة معلنا طلاقها من باشيخ وزواجها منه .غير أن
باشيخ سيقترح عليه حلا يثير حفيظة أي مسلم وهو توزيع المرأة
بينهما ، حيث يحتفظ الواحد بالوجه والآخر بالظهر .
وبما أن الاتفاق لم يحصل ، فان الرجل العجوز سيأخـــذ زوجتــــه
وسيركبها بالقوة على ظهر الحمار . وفي البداية لن يبدي الحيــوان
أية مقاومة ، لكن ما أن يستقر الزوجان على ظهره حتى يهيـــــج
ويلقي بهما أرضا ويجثم فوقهما ، مصدرا نهيقا عاليا ، وضـــراطا
مزعجا . وفي خضم هذه الجلبة ، تقوم الزوجة بطلاء وجه باشيخ
بالزفت ، بذريعة تجميله وتطييبه .
في تلك الأثناء ، تجلس الزنجية بأحد الأركان وتقوم بعجن الوحـــل
وصنع بعض الحبات وكأنها تهئ الكسكس ، ولا يظل اليهــــودي
واليهودية جامدين ، فهما لا يتفاهمان في أي شئ ، وتشـــب بينهما
صراعات لا تنتهي ، ويتبادلان الضرب ، والسبب فــــي ذلك هو
عجز الرجل جنسيا .
وتشتكي اليهودية الى القاضي وهي في حالة هستيرية ، وذلك بلغة
عربية-عبرية يصعب ترجمتها :
- ياشيدي ، ليهودي ديالي نفشو ماتت
ويمثل ( بفتح الثاء) اليهودي أمام القاضي ، ويضع بين يديه كيسه
الملئ بالجلود والمسامير وهو يشكو :
- أنا نظل نخدم ، نرقع البلاغي لشيادي ، ونزبب لها ما تاكل ،
وعند الركادة ما تقنعسي اللوطو( للوطء) .
وعند سماعه لهذه التوضيحــات يجحظ القاضي بعينين رهيبتين
ويعلن الحكم التالي :
- حكمت عليك ت...عشر مرات فالليلة والا نحبسك .
فينحني اليهودي ويقول باحترام :
- قبلت ياشيدي .
وبموازاة مع هذا المشهد بالمحكمة ، هناك غير بعيد مشهد آخر
يتسم بالخلاعة والسادية ( وأنا أجد نفسي محرجا في وصفه )
( ......) فترد عليه بسخرية :
- ما الفائدة من ذلك ؟ ان نفشك ميتة .
وفي الأخير تفتح كيسا بطريقة ذكية فيضع فيه ( ...) لكنه يشعر بسعـــة
الهوة فيتراجع مرتعبا ، وهنا تصيح الحشود المتحمسة الى درجة الهديان :
- لماذا هربت ؟
فيجيب قائلا :
- ليس هذا ( ب...) بل هو بئر ، وأنا أخاف أن أغرق فيه ، وألا أخرج منه .
والآن لنستمع الى المؤذن وهو ينادي المؤمنين للصلاة ، فكل تعابيره وحركاتـــه
ستتم بالابتذال ، هكذا سيجتمع كل الأشخاص بأقنعتهم باستثناء اليهودي واليهودية
واللص لاقامة الصلاة .وسيتيمم الحمار ، ويصطف المصلون صوب القبلة وراء
القاضي الذي يقوم بدور الامام .وبدل الآيات القرآنيـــــة ، سيتلفظ بأفظع الكلمات
وأكثرها تهتكا ، موجها خطابه الى الجمهور الذي لا يتأثر بذلك ، وتمارس كل
الحركات بشكل مقلوب ، وكأن المصلين يطلبون من الله عدم قبول صلاتهم .
في نفس الوقت ، يكون اليهودي عرضة لهجوم الأطفال والرجـــال ، حيث
يتلقى وابلا من الحجارة والروث فيفر ناجيا .
أما اللص العاري الا من خرقة تستر عورته ، فان جسده يكــــون ملطخا
بالطين ، وهو لا يسعى الا لشئ واحد ، وهو سرقة الأقنعة ، وخاصــــة
قناعي اليهودي والزنجية . وسيتحقق له ما يريد ، اى أنه سيقبض عليه
وسيمثل أمام القاضي الذي سيصدر حكمه بايداعه السجن ، وهكــذا سيلقي
به المخازنية في الحفرة ، لكنه سيخرج منها بسرعة وسيقوم بتكرار فعلتــه ".
* الهامش رقم (1) :
" وهنا أود فتح قوس كبير مخصوص للنفوس العفيفة ، فأنا سأكون محـــــرجا
باشراكها في هذا العرض المتهتك والبرنوغارفي . لأن النفوس العفيفة والقلوب
الصافية ما زالت موجودة والحمد لله ، ونجدها بالخصوص لدى النســاء ، لأن
الرجال ميالون أكثر للتهتك والخلاعة ، ولذى العذراوات اللواتي يستحقن ثوب
الزفاف ، وأيضا لذذدى العاملات في الحقول وفي المدن ، وكل النساء المجدات
والشريفات ، وأخيرا لدى أمهات أطفالنا ، زوجاتنا المحترمات اللواتي يترفعـن
دوما عن سلوكاتنا وميولاتنا الخليعة نحن الرجال .
أقول قولي هذا وأدعو القارئ للغوص معي في وحل اللاأخلاق ، لأن الموضوع يفرض ذلك "
* المرجع :
المغرب المجهول ج2 اكتشاف جبالة ص 467- 471 ترجمة د.عز الدين الخطابي .
.......مع تحيات العتيق
أحد أبرز الاحتفالات الشعبية بجبالة ( بني مسور( نموذجا ، قائلا :
" يدعى الكرنفال الذي يحييه أهالي جنوب جبالة " بــــا شيـــــخ " غير أن الأقنعــة
المستعملة تختلف عما نجده في كرنفال " الريف " ، وهو ما ينطبـــــــق أيضا على
شخوص . فلدى الريفيين يشارك 5 ممثلين من " المسخرة " ، في حين نجد لــــدى
لجبليين الأقل بدائية 10 شخوص رئيسيين و3 أو 4 ممثلين ثانويين ( كومبارس )
وهم كالتالي :
1 - بـا شيـــخ :رئيس الفرقة .
2 - زوجة باشيخ .
3 - الزنجية ، وهي الأمة التي تستخدمها أسرة با شيخ .
4 - الحمار
5 - اليهودي
6 - اليهودية
والثلاثة الأخيرة هم من أتباع باشيخ .
7 - القاضي
8 - المؤذن
9 - القائد
10 - اللص .
- العديد من المخازنية التابعين للقائد .
ولا حاجة للتذكير بأن كل هؤلاء - يقول مولييراس على لســان
الدرويش / الرحالة - بأن هؤلاء الممثلين مسلمون ذكور، وهنا (1).
* لباس باشيخ المضحك : أسمال باليـــة ، حداء مــــن أوراق
الصبار اليابسة ، قبعة من جلـــد التيس ، حدبــــــة على الظهر
، وحل على الجبين والأنف والخدين ، صوف أبيض لاصـــق
بالوجه ( اللحية ) وباليدين ، حبات البازلاء ، مسبحـــة مـــن
قواقع الحلزون مدلاة من العنق ، عصا رقيقة مـــن الحلفـــــة ،
سيور من جلد الغنم وصوفها ، وحبتـــان مــــن البادنجال بين
الفخدين ترمزان للأعضاء التناسلسة .
* الملابس التنكرية لزوجة باشيخ : عادة ما يقوم بهـــــذا
الدور غلام مخنث ، حيث يلف جسده العــــــاري بحصيرة
من الحلفة مشدودة عند الحزام بحبل من الدوم ، وفـــــوق
الحصيرة يتدلى ثوب قطني من الكتف الــــــــــى الكعبين .
ويغطي الوجه بيقطينة تستعمل كقناع ، وبها ثلاثة ثقـــوب
تشكل العينين والفم ، المحاط بعظام الزيتـــــــون كأسنان .
وتحمل زوجة باشيخ قدرا مليئة بالزفت ، كرمز لعطـــور
المرأة الجبلية .
* ويلعب دور الحمار قروي بذئ الكلام ومرح ، قـوي البنية
، يضع على جسده زربية من الأسل أو الحلفة ، وفــــــــوق
ظهره ما يشبه البردعة ، ويغطي رأسه بجمجمة حمار يابسة
، تبرز فكه وأسنانه الهائلة ، أما الأذنان فتتشكلان من أوراق
الند ( لعله يقصد الرند ) ، وتعلق عصا بمؤخرتــــــه كذيل ،
وبين ساقيه توجد هراوة قصيرة لكن ضخمة ، ذات لـــــون
أسود وحجرتان داخل كيسين تمثلان مع الهراوة الأعضـــاء
التناسلية للحمار .
* ويقوم بدور الزنجية رجل أبيض ، طليت بشرته بمسحـــوق
الفحم ، ووضعت يقطينتان تحــــــــــت أسماله مكـــان النهدين ،
وعمامة سوداء حول الرأس ، وحبات الفول كأسنان ، وزربية
قديمة فوق الكتف كلباس للحفلة .
* وعادة ما يكون اليهودي شخصا مضحكا ، يقوم بدوره رجــــل
مسلم ، ولكي يتميز عن رفاقه ، يصنع قميصا من حصيرة وسخة
، ويضع فوق رأسه طاقية سوداء ، ربط بها مــــن الجانبين ذيل
بقرة للاشارة الى خصلات شعر الاسرائليين ، وتتشكل لحيته من
شعر عنق الحمار أو البغل ، وينتعل حذاءين مثقوبين ومـــن جلد
ردئ . ويجب عليه أن يكون مستعدا دوما لتلقي الضربات القوية
على ظهره ، وأحيانا ما نراه يتدرج على الأرد بمهــــارة ويبكي
ويشتكي بلهجة غريبة ، بينما تسعى زوجته لحمايتــــه بتوسلاتها
التي لا تنتهي .
* وهذه اليهودية التي يقوم بدورها مسلم مثير للضحـــك أيضا
، تحيط جسمها بحصيرة ممزقة وتضع على رأسها منديلا مــن
القطن الأبيض ، وبسيقانها خلاخل من الجلد ، وبصـــــــدرها
يقطينتين على شكل نهدين ، ويطلى جسدها كلـــــــــه بالجير .
* ومن جهته فان القاضي يضع حول جسمه كيسا على شكل
حايك ، وفوق رأسه توجد عمامة كبيرة من القطن ، مثبتــــة
بخيوط من الدوم ، وبيده سبحة من قواقيع الحلزون ، وتحت
ابطه قطعة من الفلين ترمز الى القرآن الكريم الذي سيستعمله
لاصدار أكثر الأحكام غرابة .
* أما القائد فيطلي وجهه بالصباغة ، كي يبدو منظـــره بشعا ،
ويعكس كره الأهالي للسلطة . وهو يلعب هذا الدور المخزني
الشنيع الموكل له ، بعينيه الجاحظتين ، ولحيته الكثيفـــــــــــة
، وشواربه المنفوشة والمنتصبة كشوارب نمر هائـــج ، مستعد
للانقضاض على فريسته .وتحت ثيابه الكثيفة يبدو هذا الرجـل
الغني والبخيل في نفس الوقت ، وهو يشهر سيفه في كل وقت
وحين ، كعلامة على قوته وبطشه .ويغطي رأسه بقبعة حمراء
، كما يضع بين رجليه مجموعة من أواني المطبخ كالقدـــــور
والقصاعي والصحون ، كتلميح لسرقاته العديدة وللمآدب التي
يحضرها يوميا .
* أما المخازنية فان منظرهم يثير الرعب بسيوفهم المسلولـــة ،
ونظراتهم الحقودة ، وملابسهم التي تشبه ملابس القائد رئيسهم ،
وهم ينتظرون كلمة أو اشارة من سيدهــــــم للانقضاض على
ضحيتهم ، وفي جميع الأحوال ، فان القائد لا يفتح فمه الا لكي
يصدر أمرا بالحبس أو الجلد :
- عليكم بابعاد هذا ، وادخال ذاك الى السجن ، وسيعاقب فلان
بمائة جلدة ، وعلان بخمسين ، وعلى الفور ينقض المخازنيــة
على الشخص المعاند ، ويأخذون بتلابيبه ويرمونه في حــفرة ،
هي بمثابة سجن .
ويقام الكرنفال مرة واحدة في السنة ، خلال عيد الأضحى ويستمر
ثلاثة أيام ، ففي اليوم الأول ينتشر الممثلون بالقرية حوالي الظهر
ويمرون بكل المنازل جلبا للصدقات حيث يعيدون على أنظــــــار
السكان هزلياتهم ( البذيئة ) ، ويتقاضون كمقابل الخبز واللحــــم
والبيض والدجاج والحبوب .
ونشير الى أن جميع أفراد القرية يتبعونهم ويهتاجون كلما صدرت
عن أحد الممثلين حركات ( غاية في البذاءة ) . ولعل ما يميـــز
باشيخ الثرثار هو الحاحه الدائم على المعاشرة الجنسية ، فهو يريد
التمتع بحقوقه كزوج بالشارع وأمام الملأ، ورغم ثنيه عن رغبتــه
فانه يظل يعاكس زوجته باستمرار ، لكنه يعجز عن مـــــواقعتها
فتنظر اليه باحتقار ، ( وتبصق على قضيبه المرتخي ) وتذهب
الى القاضي ، فتحكي بألفاظ بذيئة مـــــــا حصل لها ، وسيغتنم
القاضي الفرصة معلنا طلاقها من باشيخ وزواجها منه .غير أن
باشيخ سيقترح عليه حلا يثير حفيظة أي مسلم وهو توزيع المرأة
بينهما ، حيث يحتفظ الواحد بالوجه والآخر بالظهر .
وبما أن الاتفاق لم يحصل ، فان الرجل العجوز سيأخـــذ زوجتــــه
وسيركبها بالقوة على ظهر الحمار . وفي البداية لن يبدي الحيــوان
أية مقاومة ، لكن ما أن يستقر الزوجان على ظهره حتى يهيـــــج
ويلقي بهما أرضا ويجثم فوقهما ، مصدرا نهيقا عاليا ، وضـــراطا
مزعجا . وفي خضم هذه الجلبة ، تقوم الزوجة بطلاء وجه باشيخ
بالزفت ، بذريعة تجميله وتطييبه .
في تلك الأثناء ، تجلس الزنجية بأحد الأركان وتقوم بعجن الوحـــل
وصنع بعض الحبات وكأنها تهئ الكسكس ، ولا يظل اليهــــودي
واليهودية جامدين ، فهما لا يتفاهمان في أي شئ ، وتشـــب بينهما
صراعات لا تنتهي ، ويتبادلان الضرب ، والسبب فــــي ذلك هو
عجز الرجل جنسيا .
وتشتكي اليهودية الى القاضي وهي في حالة هستيرية ، وذلك بلغة
عربية-عبرية يصعب ترجمتها :
- ياشيدي ، ليهودي ديالي نفشو ماتت
ويمثل ( بفتح الثاء) اليهودي أمام القاضي ، ويضع بين يديه كيسه
الملئ بالجلود والمسامير وهو يشكو :
- أنا نظل نخدم ، نرقع البلاغي لشيادي ، ونزبب لها ما تاكل ،
وعند الركادة ما تقنعسي اللوطو( للوطء) .
وعند سماعه لهذه التوضيحــات يجحظ القاضي بعينين رهيبتين
ويعلن الحكم التالي :
- حكمت عليك ت...عشر مرات فالليلة والا نحبسك .
فينحني اليهودي ويقول باحترام :
- قبلت ياشيدي .
وبموازاة مع هذا المشهد بالمحكمة ، هناك غير بعيد مشهد آخر
يتسم بالخلاعة والسادية ( وأنا أجد نفسي محرجا في وصفه )
( ......) فترد عليه بسخرية :
- ما الفائدة من ذلك ؟ ان نفشك ميتة .
وفي الأخير تفتح كيسا بطريقة ذكية فيضع فيه ( ...) لكنه يشعر بسعـــة
الهوة فيتراجع مرتعبا ، وهنا تصيح الحشود المتحمسة الى درجة الهديان :
- لماذا هربت ؟
فيجيب قائلا :
- ليس هذا ( ب...) بل هو بئر ، وأنا أخاف أن أغرق فيه ، وألا أخرج منه .
والآن لنستمع الى المؤذن وهو ينادي المؤمنين للصلاة ، فكل تعابيره وحركاتـــه
ستتم بالابتذال ، هكذا سيجتمع كل الأشخاص بأقنعتهم باستثناء اليهودي واليهودية
واللص لاقامة الصلاة .وسيتيمم الحمار ، ويصطف المصلون صوب القبلة وراء
القاضي الذي يقوم بدور الامام .وبدل الآيات القرآنيـــــة ، سيتلفظ بأفظع الكلمات
وأكثرها تهتكا ، موجها خطابه الى الجمهور الذي لا يتأثر بذلك ، وتمارس كل
الحركات بشكل مقلوب ، وكأن المصلين يطلبون من الله عدم قبول صلاتهم .
في نفس الوقت ، يكون اليهودي عرضة لهجوم الأطفال والرجـــال ، حيث
يتلقى وابلا من الحجارة والروث فيفر ناجيا .
أما اللص العاري الا من خرقة تستر عورته ، فان جسده يكــــون ملطخا
بالطين ، وهو لا يسعى الا لشئ واحد ، وهو سرقة الأقنعة ، وخاصــــة
قناعي اليهودي والزنجية . وسيتحقق له ما يريد ، اى أنه سيقبض عليه
وسيمثل أمام القاضي الذي سيصدر حكمه بايداعه السجن ، وهكــذا سيلقي
به المخازنية في الحفرة ، لكنه سيخرج منها بسرعة وسيقوم بتكرار فعلتــه ".
* الهامش رقم (1) :
" وهنا أود فتح قوس كبير مخصوص للنفوس العفيفة ، فأنا سأكون محـــــرجا
باشراكها في هذا العرض المتهتك والبرنوغارفي . لأن النفوس العفيفة والقلوب
الصافية ما زالت موجودة والحمد لله ، ونجدها بالخصوص لدى النســاء ، لأن
الرجال ميالون أكثر للتهتك والخلاعة ، ولذى العذراوات اللواتي يستحقن ثوب
الزفاف ، وأيضا لذذدى العاملات في الحقول وفي المدن ، وكل النساء المجدات
والشريفات ، وأخيرا لدى أمهات أطفالنا ، زوجاتنا المحترمات اللواتي يترفعـن
دوما عن سلوكاتنا وميولاتنا الخليعة نحن الرجال .
أقول قولي هذا وأدعو القارئ للغوص معي في وحل اللاأخلاق ، لأن الموضوع يفرض ذلك "
* المرجع :
المغرب المجهول ج2 اكتشاف جبالة ص 467- 471 ترجمة د.عز الدين الخطابي .
.......مع تحيات العتيق
العتيق- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 1509
درجة التقدير : 6
تاريخ الميلاد : 01/01/1951
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
العمر : 73
الموقع : البريد أعلاه وكذا منتدى جبالة
مواضيع مماثلة
» حكاية الفاسي والجبلي من قبيلة بني ورياكل أيام زمان
» أبواب فاس
» بوجلود
» من اهازيج أيام الصبا
» شيوخ الزاوية الوزانية منذ التأسيس الى الآن
» أبواب فاس
» بوجلود
» من اهازيج أيام الصبا
» شيوخ الزاوية الوزانية منذ التأسيس الى الآن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى