أنا يا صديقة متعب بعروبتي ..نزار قباني
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أنا يا صديقة متعب بعروبتي ..نزار قباني
أنا يا صديقة متعب بعروبتي ..
القصيدة أعتقدها ناذرة .. فلا تكاد تجدونها كاملة هكذا ...
يا تونس الخضراء جئتك عاشقاً .............. وعلى جبيني وردة وكـتــــــــاب
إني الدمشقي الذي احترف الهوى............... فأخضوضرت لغنائه الأعشاب
أحرقت من خلفي جميع مراكبي. ..............إن الهوى ان لا يكون إيـــــــــاب
أنا فوق أجفان النساء مكســــــــر............... قطعاً فعمري الموج والأخشـاب
لم أنس أسماء النساء وإنمـــــــا............. للحسن أسباب ولي أسبــــــــــــاب
يا ساكنات البحر في قرطاجــة ...............جف الشذى وتفرق الأصحـــــاب
أين اللواتي حبهن عبــــــــــــــادة .......... وغيابهن وقربهن عــــــــــــــــذاب
اللابسات قصائدي ومدامعـــــي .............عاتبتهن وما أفاد عتــــــــــــــــــاب
أحببتهن وهن ما أحببننـــــــــــــي ......... وصدقتهن ووعدهن كــــــــــــــذاب
اين الصبابات التي ضيعتها ............ ادعو رباب فلا تجيب رباب
إني لأشعر بالدوار فناهــــــــــــد........... لي يطمئن وناهد يرتــــــــــــــــاب
هل دولة العشق التي أسستهــــا ........... سقطت علي وسدت الأبــــــــــواب
تبكي الكؤوس فبعد ثغـر حبيبتي ............ حلفت بأن لا تسكر الأعنــــــــاب
أيصدني نهد تعبت برسمــــــــه ............وتخونني الأقراط والأثـــــــــــواب
ماذا جرى لممالكي وبيارقـــــــي .......... أدعو رباب فلا تجيب ربـــــــــاب
أأحاسب امرأة على نسيانهــــــا ............ ومتى استقام مع النساء حســـــاب
ما تبت عن عشقي ولا أستغفرته .............ما أسخف العشاق لو هم تابـــــوا
*********************************
قمر دمشقي يسافر في دمـــــي ............. وبلابل وسنابل وقبــــــــــــــــــاب
الفل يبدأ من دمشق بياضــــــه ................ وبعطرها تتطيب الأطيــــــــاب
والماء يبدأ من دمشق ..فحيثمـا.............. أسندت رأسك جدول ينســــــــاب
والشعر عصفور يمد جناحــــه ............فوق الشآم وشاعر جــــــــــــــــواب
والحب يبدأ من دمشق فأهلنـــــا............ عبدوا الجمال وذوبوه وذابــــــــــوا
والخيل تبدأ من دمشق مسارهـا........... وتشد للفتح الكبير ركـــــــــــــــــاب
والدهر يبدأ من دمشق وعندهــا........... تبقى اللغات وتحفظ الأنســـــــــــاب
ودمشق تعطي للعروبة شكلهـا ..............وبأرضها تتشكل الأحقـــــــــــــاب
بدأ الزفاف فمن تكون مضيفتي........... هذا المساء ومن هو العـــــــــــــراب
أأنا مغني القصر يا قرطاجـــة ........... كيف الحضور وما علي ثيــــــــــاب
ماذا أقول فمي يفتش عن فمــــي......... والمفردات حجارة وتـــــــــــــــــراب
فمآدب عربية وقصائـــــــــــــد........... همزية ووسائد وحبــــــــــــــــــــــاب
لا الكأس تنسينا مساحة حزننا............ يوماً ولا كل الشراب شــــــــــــــراب
من أين يأتي الشعر يا قرطاجة .......... والكل مات وعادت الأنصــــــــــاب
من أين يأتي الشعر؟حين نهارنا.......... قمع وحين مساؤنا ارهــــــــــــــــــاب
سرقوا أصابعنا وعطر حروفنــا.......... فبأي شيء يكتب الكتـــــــــــــــــــــاب
والحكم شرطي يسير ورائنــــا ......... سراً فنكهة خبزنا أستجــــــــــــــــــواب
والشعر رغم سياطهم وسجونهم.......... ملك وهم في بابه حجــــــــــــــــــــاب
من أين أدخل بالقصيدة يا ترى؟......... وحدائق الشعر الجميل خــــــــــــــراب
لم يبق في دار البلابل بلبـــــــل............. لا البحتري هنا... ولا زريـــــــــاب
شعراء هذا اليوم جنس ثالــــــــث...........فالقول فوضى والكلام ضبـــــــــــاب
يتكلمون من الفراغ... فما هــــــم..........عجم اذا نطقوا ولا أعـــــــــــــــــراب
اللاهثون على هوامش عمرنــــا................ سيان أن حضروا وأن هم غابوا
يتهكمون على النبيذ معتقــــــــاً........... وهم على سطح النبيذ ذبــــــــــــــــاب
الخمر تبقى أن تقادم عهدهــــا.............. خمراً وقد تتغير الأكــــــــــــــــواب
**********************************
من أين أدخل في القصيدة يا ترى؟......... والشعر فوق رؤوسنا ســــــــرداب
إن القصيدة ليس ما كتبت يـــدي .......... لكنها ما تكتب الأهـــــــــــــــــــداب
نار الكتابة أحرقت أعمارنــــــــا............ فحياتنا الكبريت والأحطــــــــــاب
ما الشعر؟ ما وجع الكتابة ؟ ما الرؤى؟... أولى ضحايانا هم الكتـــــــــــــــاب
يعطوننا الفرح الجميل .... وحظهـــم...... حظ البغايا .... ما لهن ثــــــــواب
يا تونس الخضراء هذا عالــــــــــــــم.... يثرى به الأمي والنصــــــــــــــــاب
فمن الخليج الى المحيط قبائـــــــــــل..... بطرت فلا فكــــــــــــــــر ولا آداب
في عصر زيت الكاز يطلب شاعر....... ثوباً وترفل بالحرير قحـــــــــــــاب
هل في العيون التونسية شاطــــــــئً ...... ترتاح فوق رماله الأعصــــــــــاب
أنا يا صديقة متعب بعروبتـــــــي.......... فهل العروبة لعنة وعقــــــــــــــــــاب
أمشي على ورق الخريطة خائفــــاً ...... فعلى الخريطة كلنــــــــــــــــا أغراب
أتكلم الفصحى أمام عشيرتــــــــــــي.... وأعيد ... لكن ما هناك جــــــــــــواب
لولا العباءات التي التفـــوا بهــــــــا .... ما كنت تحسب أنهم أعـــــــــــــــــراب
يتقاتلون على بقايا تمــــــــــــــــــرة... فخناجــــــر مرفوعــة وجحـــــــــــــراب
قبلاتهم عربيــــــــة ... من ذا رأى..... فيما رأى قبل لها أنيــــــــــــــــــــــــاب
************************************
يا تونس الخضراء كأسي علقـــم...... أعلى الهزيمة تشرب الأنخـــــــــــــــاب
وخريطة الوطن الكبير فضيحــة.... فحواجز ومخافر وكـــــــــــــــــــــــــــلاب
والعالم العربي أما نعجــــــــــــة .... مذبوحة أو حاكم قصــــــــــــــــــــــــــاب
والعالم العربي يرهن سيفـــــــــه....فحكاية الشرف الرفيع ســــــــــــــــــــراب
والعالم العربي يخزن النفــــــــط..... في خصيتيه وربـك الوهــــــــــــــــــــــاب
والناس قبل النفط أو من بعـــده ......مستنزفون فســــــــــــــــــــــــــادة ودواب
**************************************
يا تونس الخضراء كيف خلاصنا؟..... لم يبقى من كتب السمــاء كتــــــــــــاب
ماتت خيول بني أمية كلهــــــا....... خجلاً وظل الصرف والأعـــــــــــــــراب
فكأنما كتب التراث خرافــــــــة....... كبرى فلا عمر ولا خطـــــــــــــــــــــاب
وبيارق أبن العاص تمسح دمعها....... وعزيز مصر بالفصام مصـــــــــــــــاب
من ذا يصدق أن مصر تهودت........ فمقام سيدنا الحسيـن يبـــــــــــــــــــــــاب
ما هذه مصر ... فأن صلاتهــا ...... عبرية وإمامها كـــــــــــــــــــــــــــــــذاب
ما هذه مصر؟ فإن سماؤهـــــا.......... صغرت وأن نساءها أســــــــــــــــــلاب
أن جاء كافور فكم من حاكـــم......... قهر الشعوب وتاجه قبقــــــــــــــــــــاب
**************************************
بحرية العينين يا قرطاجــــــة........... شاخ الزمان وأنت بعد شبـــــــــــــباب
هل لي بعرض البحر نصف جزيرة...... هل للدفاتر يا ترى أعصــــــــــــــــاب
حزني بنفسجة يبللها النــــــــــــدى....... وضفاف جرحي روضة معشــــــــاب
لا تعذليني أن كشفت مواجعي.......... وجه الحقيقة ما عليه نقـــــــــــــــــــــاب
إن الجنون وراء نصف قصائـدي...... أوليس في بعض الجنون صــــــــــــواب
فتحملي غضبي الجميل فربمـــا........ ثارت على أمر السماء هضـــــــــــــاب
فأذا صرخت بوجه من أحببتهــــم..... فلكي يعيش الحب والأحبـــــــــــــــــــاب
وأذا قسوت على العروبة مــرة..... فلقد تضيق بكحلها الأهــــــــــــــــــــــداب
فلربما تجد العروبة نفسهـــــــــا...... ويضيء في قلب الظلام شهــــــــــــــــاب
ولقد تطير من العقال حمامــــة ...... ومن العباءة تطلع الأعشـــــــــــــــــــــاب
************************************
قرطاجة....قرطاجة....قرطاجة...... هل لي لصدرك رجعة ومتـــــــــــــــــاب
لا تغضبي مني إذا غلب الهـوى إنــــــ الهوى في طبعه غـــــــلاّب
فذنوب شعري كلها مغفـــورة....... والله جل جلاله التـــــــــــــــــــــــــــواب
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
يجب أن تقال
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
رد: أنا يا صديقة متعب بعروبتي ..نزار قباني
وأخرى لنفس المرحوم:
تَعِبَ الكلامُ من الكلامِ...
- 1 -
لم يبقَ عندي ما أقولُ.
لم يبقَ عندي ما أقولُ.
تعبَ الكلاَمُ من الكَلامِ...
وماتَ في أحداق أعيُننَا النخيلُ...
شَفَتايَ من خَشَبٍ...
ووجهُكِ مُرْهَقٌ
والنَهْدُ... ما عَادَت تُدَقُّ لهُ الطُبولُ!!
- 2 -
لم يبقَ عندي ما أقولُ.
الثلجُ يسقطُ في حديقتنا
ويسقطُ من مشاعِرنا...
ويسقُط من اصابعنا...
ويسقطُ في الكُؤوسِ
وفي النبيذِ...
وفي السريرِ
فأينَ هوَ البديلُ؟!
- 3 -
لم يبقَ عندي ما أقولُ.
يَبسَت شرايينُ القصيدة...
وانتهى عصرُ الرتابةِ... والصبابةِ...
وانتهى العُمرُ الجميلُ!...
- 4 -
الشِعرُ غادرني
فلا بحرٌ بسيطٌ... أو خفيفٌ... أو طويلُ...
والحب غادرني
فلا قمرٌ...
ولا وترٌ...
ولا ظِلُّ ظليلُ...
- 5 -
لم يبقَ عندي ما أقولُ.
لم يبقَ في الميدان فُرسانٌ...
ولا بقيتْ خُيُولُ...
فالجِنسُ صعبٌ...
والوصُولُ الى كُنوزِكِ مُستحيلُ!!...
والنهدُ يقتُلُني...
ويزعمُ أنه الطرفُ القتيلُ!!
والموجُ يرفعني... ويرميني... كثورٍ هائجٍ...
فلأيِّ ناحيةٍ أميلُ؟؟
ماذا سيبقى من حصانِ الحُبِّ...
لو ماتَ الصهيلُ؟؟
- 6 -
لم يبقَ شيءٌ في يدي...
هربت عصافيرُ الطفولةِ من يدي...
هربت حبيباتي...
وذاكرتي...
وأَقلامي...
وأُوراقي...
وأقفرتِ الشواطئ... والحقولُ...
- 7 -
لم يبقَ عندي ما أقولُ
طارَ الحمامُ من النوافذِ هارباً...
والريش سافرَ... والهديلُ...
ضاعت رسائلنا القديمةُ كلها...
وتناثرت أوراقُها.
وتناثرت أشواقُها.
وتناثرت كلماتها الخضراءُ في كلّ الزوايا...
فبكى الغمامُ على رسائلنا...
كما بكتِ السنابلُ...
والجداولُ...
والسُهُولُ...
- 8 -
عيناكِ تاريخانِ من كحلٍ حجازيٍ...
ومن حُزنٍ رماديٍ...
ومن قلقٍ نسائيٍ...
فكيف يكونُ، سيّدتي الرحيلُ...
إنّي أفرُّ الى أمامي دائماً...
فهل ابتعادي عنكٍ، سيدتي وصُولُ؟...
ماذا سأفعلُ كيف أفكّ سلاسِلي؟
لا الشِعرُ يجديني... ولا تُجدي الكحولُ!!...
- 9 -
لم يبقَ شيءٌ في يدي.
كلُّ البُطولاتِ انتهت...
والعنترياتُ انتهت...
ومعاركُ الإعرابِ... والصرفِ... انتهت...
لا ياسمينُ الشام يعرفُني
ولا الأنهارُ. والصفصافُ... والأهدابُ... والخدُّ الأسيلُ...
وأنا أحدِّقُ في الفراغِ...
وفي يدَيكِ...
وفي أحاسيسي...
فيغمرُني الذُهولُ...
- 10 -
أرجوُ السماحَ...
إذا جلستُ على الأريكة مُحبطاً.
ومُشتتاً...
ومُبعثراً...
أرجُو سماحكِ...
إن نسيتُ بلاغتي...
لم يبقَ من لُغَةِ الهوى إلا القليلُ!!
الثانية:
طعنوا العروبة في الظلام بخنجر
ـ 1 ـ
لا تسأليني،
يا صديقةُ، من أنا؟
ما عدتُ أعرفُ...
ـ حين أكتبُ ـ
ما أريدُ...
رحلَتْ عباءاتٌ غزلَتْ خيوطها...
وتململَتْ مني
العيون السّودُ...
لا الياسمينُ تجيئني أخبارُهُ...
أما البريدُ...
فليس ثمَّ بريدُ...
لم يبقَ في نجدٍ... مكانٌ للهوى
أو في الرصافة...
طائر غِرّيد...
ـ 2 ـ
العالم العربي...
ضيّع شِعره... وشُعوره...
والكاتب العربيّ...
بين حروفهِ... مفقودُ!!
ـ 3 ـ
الشعر، في هذا الزمان...
فضيحةٌ...
والحبُّ، في هذا الزمان...
شهيدُ...
ـ 4 ـ
ما زال للشعر القديم
نضارةٌ...
أما الجديدُ...
فما هناك جديدُ!!
لغةٌ... بلا لغةٍ...
وجوقُ ضفادعٍ...
وزوابعُ ورقيَّة
ورُعودُ
هم يذبحون الشّعر...
مثل دجاجة...
ويُزوّرون...
وما هناك شهودُ!!
ـ 5 ـ
رحلَ المغنون الكبارُ
بشعرِنا...
نُفي الفرزدقُ من عشيرتِه
وفرَّ لبيدُ!!
ـ 6 ـ
هل أصبح المنفى
بديل بيوتنا؟
وهل الحمام، مع الرحيل...
سعيدُ؟؟
ـ 7 ـ
الشعر... في المنفى الجميل...
تحرَّرَّ...
والشعر في الوطن الأصيل...
قيودُ!!...
ـ 8 ـ
هل لندن...
للشعر، آخر خيمة؟
هل ليلُ باريس...
ومدريد...
وبرلين...
ولوزان...
يُبَدِّدُ وحشتي؟
فتفيض من جسدي الجداولُ...
والقصائدُ...
والورودُ؟؟...
ـ 9 ـ
لا تسأليني...
يا صديقةُ: أين تبتدئ الدموعُ...
وأين يبتدئُ النشيدُ؟
أنا مركبٌ سكرانُ...
يُقلعُ دونَ أشرعةٍ
ويُبحرُ دون بوصلة...
ويدخلُ في بحار الله منتحراً...
ويجهلُ ما أرادَ... وما يريدُ...
ـ 10 ـ
لا تسأليني عن مخازي أمتي
ما عدتُ أعرفُ ـ حين أغضبُ ـ
ما أريدُ...
وإذا السيوف تكسرَّت أنصالها
فشجاعة الكلماتِ... ليس تُفيدُ...
ـ 11 ـ
لا تسأليني...
من هو المأمونُ... والمنصورُ؟
أو من كان مروانٌ؟
ومن كان الرشيدُ؟
أيام كان السيفُ مرفوعاً...
وكان الرأسُ مرفوعاً...
وصوتُ الله مسموعاً...
وكانت تملأ الدنيا...
الكتائبُ... والبنودُ...
واليومَ، تختجِل العروبةُ من عروبتنا...
وتختجِل الرجولة من رجولتنا...
ويختجِل التهافتُ من تهافتنا...
ويلعننا هشامٌ... والوليدُ!
ـ 12 ـ
لا تسأليني...
مرة أخرى... عن التاريخ...
فهو إشاعةٌ عربيةٌ...
وقصاصةٌ صحفيةٌ...
وروايةٌ عبثيةٌ...
لا تسألي، إن السؤال مذلةٌ...
وكذا الجواب مذلة...
نحن انقرضنا...
مثل أسماك بلا رأسٍ...
وما انقرض اليهودُ!!
ـ 13 ـ
أنا من بلادٍ...
كالطحين تناثرَتْ...
مِزَقاً...
فلا ربَّ... ولا توحيدُ...
تغزو القبائلُ بعضها بشهية كبرى...
وتفترسُ الحدودَ...
حدودُ!!!
ـ 14 ـ
أنا من بلادٍ...
نُكّست راياتها...
فكتابها التوراةُ...
والتلمودُ...
ـ 15 ـ
هل في أقاليم العروبة كلها...
رجل سويُّ العقلِ...
يجرؤُ أن يقول أنا سعيدُ؟؟
ـ 16 ـ
لا تسأليني أنا؟
أنا ذلك الهندي... قد سرقوا مزارعه...
وقد سرقوا ثقافته...
وقد سرقوا حضارته...
فلا بقيت عظام منه...
أو بقيت جلودُ!!...
ـ 17 ـ
أنيابُ أمريكا
تغوصُ بلحمنا...
والحسُّ في أعماقنا مفقودُ...
ـ 18 ـ
نتقبلُ (الفيتو)...
ونلثَمُ كفَّها...
ومتى يثور على السياط عبيدُ؟؟
ـ 19 ـ
والآن جاؤوا من وراء البحر...
حتى يشربوا بترولنا...
ويبدّدوا أموالنا...
ويلوِّثوا أفكارنا...
ويُصدِّروا عهراً إلى أولادنا...
وكأننا عرب هنودُ!!
ـ 20 ـ
لا تسأليني. فالسؤال إهانة.
نيرانُ إسرائيل تحرق أهلنا...
وبلادنا، وتراثنا الباقي...
ونحنُ جليدُ!!
ـ 21 ـ
لا تسأليني، يا صديقةُ، ما أرى.
فالليلُ أعمى...
والصباحُ بعيدُ...
طعنوا العروبة في الظلام بخنجرٍ
فإذا هم... بين اليهودِ يهودُ!!
لندن 1 نيسان (أبريل) 97
تَعِبَ الكلامُ من الكلامِ...
- 1 -
لم يبقَ عندي ما أقولُ.
لم يبقَ عندي ما أقولُ.
تعبَ الكلاَمُ من الكَلامِ...
وماتَ في أحداق أعيُننَا النخيلُ...
شَفَتايَ من خَشَبٍ...
ووجهُكِ مُرْهَقٌ
والنَهْدُ... ما عَادَت تُدَقُّ لهُ الطُبولُ!!
- 2 -
لم يبقَ عندي ما أقولُ.
الثلجُ يسقطُ في حديقتنا
ويسقطُ من مشاعِرنا...
ويسقُط من اصابعنا...
ويسقطُ في الكُؤوسِ
وفي النبيذِ...
وفي السريرِ
فأينَ هوَ البديلُ؟!
- 3 -
لم يبقَ عندي ما أقولُ.
يَبسَت شرايينُ القصيدة...
وانتهى عصرُ الرتابةِ... والصبابةِ...
وانتهى العُمرُ الجميلُ!...
- 4 -
الشِعرُ غادرني
فلا بحرٌ بسيطٌ... أو خفيفٌ... أو طويلُ...
والحب غادرني
فلا قمرٌ...
ولا وترٌ...
ولا ظِلُّ ظليلُ...
- 5 -
لم يبقَ عندي ما أقولُ.
لم يبقَ في الميدان فُرسانٌ...
ولا بقيتْ خُيُولُ...
فالجِنسُ صعبٌ...
والوصُولُ الى كُنوزِكِ مُستحيلُ!!...
والنهدُ يقتُلُني...
ويزعمُ أنه الطرفُ القتيلُ!!
والموجُ يرفعني... ويرميني... كثورٍ هائجٍ...
فلأيِّ ناحيةٍ أميلُ؟؟
ماذا سيبقى من حصانِ الحُبِّ...
لو ماتَ الصهيلُ؟؟
- 6 -
لم يبقَ شيءٌ في يدي...
هربت عصافيرُ الطفولةِ من يدي...
هربت حبيباتي...
وذاكرتي...
وأَقلامي...
وأُوراقي...
وأقفرتِ الشواطئ... والحقولُ...
- 7 -
لم يبقَ عندي ما أقولُ
طارَ الحمامُ من النوافذِ هارباً...
والريش سافرَ... والهديلُ...
ضاعت رسائلنا القديمةُ كلها...
وتناثرت أوراقُها.
وتناثرت أشواقُها.
وتناثرت كلماتها الخضراءُ في كلّ الزوايا...
فبكى الغمامُ على رسائلنا...
كما بكتِ السنابلُ...
والجداولُ...
والسُهُولُ...
- 8 -
عيناكِ تاريخانِ من كحلٍ حجازيٍ...
ومن حُزنٍ رماديٍ...
ومن قلقٍ نسائيٍ...
فكيف يكونُ، سيّدتي الرحيلُ...
إنّي أفرُّ الى أمامي دائماً...
فهل ابتعادي عنكٍ، سيدتي وصُولُ؟...
ماذا سأفعلُ كيف أفكّ سلاسِلي؟
لا الشِعرُ يجديني... ولا تُجدي الكحولُ!!...
- 9 -
لم يبقَ شيءٌ في يدي.
كلُّ البُطولاتِ انتهت...
والعنترياتُ انتهت...
ومعاركُ الإعرابِ... والصرفِ... انتهت...
لا ياسمينُ الشام يعرفُني
ولا الأنهارُ. والصفصافُ... والأهدابُ... والخدُّ الأسيلُ...
وأنا أحدِّقُ في الفراغِ...
وفي يدَيكِ...
وفي أحاسيسي...
فيغمرُني الذُهولُ...
- 10 -
أرجوُ السماحَ...
إذا جلستُ على الأريكة مُحبطاً.
ومُشتتاً...
ومُبعثراً...
أرجُو سماحكِ...
إن نسيتُ بلاغتي...
لم يبقَ من لُغَةِ الهوى إلا القليلُ!!
الثانية:
طعنوا العروبة في الظلام بخنجر
ـ 1 ـ
لا تسأليني،
يا صديقةُ، من أنا؟
ما عدتُ أعرفُ...
ـ حين أكتبُ ـ
ما أريدُ...
رحلَتْ عباءاتٌ غزلَتْ خيوطها...
وتململَتْ مني
العيون السّودُ...
لا الياسمينُ تجيئني أخبارُهُ...
أما البريدُ...
فليس ثمَّ بريدُ...
لم يبقَ في نجدٍ... مكانٌ للهوى
أو في الرصافة...
طائر غِرّيد...
ـ 2 ـ
العالم العربي...
ضيّع شِعره... وشُعوره...
والكاتب العربيّ...
بين حروفهِ... مفقودُ!!
ـ 3 ـ
الشعر، في هذا الزمان...
فضيحةٌ...
والحبُّ، في هذا الزمان...
شهيدُ...
ـ 4 ـ
ما زال للشعر القديم
نضارةٌ...
أما الجديدُ...
فما هناك جديدُ!!
لغةٌ... بلا لغةٍ...
وجوقُ ضفادعٍ...
وزوابعُ ورقيَّة
ورُعودُ
هم يذبحون الشّعر...
مثل دجاجة...
ويُزوّرون...
وما هناك شهودُ!!
ـ 5 ـ
رحلَ المغنون الكبارُ
بشعرِنا...
نُفي الفرزدقُ من عشيرتِه
وفرَّ لبيدُ!!
ـ 6 ـ
هل أصبح المنفى
بديل بيوتنا؟
وهل الحمام، مع الرحيل...
سعيدُ؟؟
ـ 7 ـ
الشعر... في المنفى الجميل...
تحرَّرَّ...
والشعر في الوطن الأصيل...
قيودُ!!...
ـ 8 ـ
هل لندن...
للشعر، آخر خيمة؟
هل ليلُ باريس...
ومدريد...
وبرلين...
ولوزان...
يُبَدِّدُ وحشتي؟
فتفيض من جسدي الجداولُ...
والقصائدُ...
والورودُ؟؟...
ـ 9 ـ
لا تسأليني...
يا صديقةُ: أين تبتدئ الدموعُ...
وأين يبتدئُ النشيدُ؟
أنا مركبٌ سكرانُ...
يُقلعُ دونَ أشرعةٍ
ويُبحرُ دون بوصلة...
ويدخلُ في بحار الله منتحراً...
ويجهلُ ما أرادَ... وما يريدُ...
ـ 10 ـ
لا تسأليني عن مخازي أمتي
ما عدتُ أعرفُ ـ حين أغضبُ ـ
ما أريدُ...
وإذا السيوف تكسرَّت أنصالها
فشجاعة الكلماتِ... ليس تُفيدُ...
ـ 11 ـ
لا تسأليني...
من هو المأمونُ... والمنصورُ؟
أو من كان مروانٌ؟
ومن كان الرشيدُ؟
أيام كان السيفُ مرفوعاً...
وكان الرأسُ مرفوعاً...
وصوتُ الله مسموعاً...
وكانت تملأ الدنيا...
الكتائبُ... والبنودُ...
واليومَ، تختجِل العروبةُ من عروبتنا...
وتختجِل الرجولة من رجولتنا...
ويختجِل التهافتُ من تهافتنا...
ويلعننا هشامٌ... والوليدُ!
ـ 12 ـ
لا تسأليني...
مرة أخرى... عن التاريخ...
فهو إشاعةٌ عربيةٌ...
وقصاصةٌ صحفيةٌ...
وروايةٌ عبثيةٌ...
لا تسألي، إن السؤال مذلةٌ...
وكذا الجواب مذلة...
نحن انقرضنا...
مثل أسماك بلا رأسٍ...
وما انقرض اليهودُ!!
ـ 13 ـ
أنا من بلادٍ...
كالطحين تناثرَتْ...
مِزَقاً...
فلا ربَّ... ولا توحيدُ...
تغزو القبائلُ بعضها بشهية كبرى...
وتفترسُ الحدودَ...
حدودُ!!!
ـ 14 ـ
أنا من بلادٍ...
نُكّست راياتها...
فكتابها التوراةُ...
والتلمودُ...
ـ 15 ـ
هل في أقاليم العروبة كلها...
رجل سويُّ العقلِ...
يجرؤُ أن يقول أنا سعيدُ؟؟
ـ 16 ـ
لا تسأليني أنا؟
أنا ذلك الهندي... قد سرقوا مزارعه...
وقد سرقوا ثقافته...
وقد سرقوا حضارته...
فلا بقيت عظام منه...
أو بقيت جلودُ!!...
ـ 17 ـ
أنيابُ أمريكا
تغوصُ بلحمنا...
والحسُّ في أعماقنا مفقودُ...
ـ 18 ـ
نتقبلُ (الفيتو)...
ونلثَمُ كفَّها...
ومتى يثور على السياط عبيدُ؟؟
ـ 19 ـ
والآن جاؤوا من وراء البحر...
حتى يشربوا بترولنا...
ويبدّدوا أموالنا...
ويلوِّثوا أفكارنا...
ويُصدِّروا عهراً إلى أولادنا...
وكأننا عرب هنودُ!!
ـ 20 ـ
لا تسأليني. فالسؤال إهانة.
نيرانُ إسرائيل تحرق أهلنا...
وبلادنا، وتراثنا الباقي...
ونحنُ جليدُ!!
ـ 21 ـ
لا تسأليني، يا صديقةُ، ما أرى.
فالليلُ أعمى...
والصباحُ بعيدُ...
طعنوا العروبة في الظلام بخنجرٍ
فإذا هم... بين اليهودِ يهودُ!!
لندن 1 نيسان (أبريل) 97
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
يجب أن تقال
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
رد: أنا يا صديقة متعب بعروبتي ..نزار قباني
ما اروع ما نقلته لنا من حلو الكلام ..شعر قباني الدي كان سكينا في قلب القبليين الجدد ،شعر أسقط اوراق التوت عن الحكام الطغاة الدين صادروا حقوق الشعوب وتطلعاتهم الى الديمقراطية والحياة الكريمة..كما كان شوكة في حلق الفئات الظلامية التي كانت ولا تزال ترى الحاضر والمستقبل بعين الماضي..
غريبي- عضو أساسي بالمنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 298
درجة التقدير : 1
تاريخ الميلاد : 02/05/1963
تاريخ التسجيل : 05/06/2012
العمر : 61
رد: أنا يا صديقة متعب بعروبتي ..نزار قباني
وما أحوجنا لأمثاله من شعراء ومثقفين في زماننا الساقط هذا.....
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
يجب أن تقال
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى