هدية الى كل أستاذ

اخترت لكم قصيدة شعرية بعنوان :" شعلة وعطاء " للشاعر السوري
غزوان حجازي زميلي في التدريس بالمغرب ، وهي من ديوانه :
"من المغرب الى الجولان ":

هـــــذا المعلــــم ثـــــروة وبنـــاء ** يكفيـــه فخـــــرا أنـه معطاء

يامنشئا ، يـــــابانيا فــي وصفــه ** تتعدد الألقــــــــاب والأسماء

بوركت شهما ان شعرت مقصرا ** فورا يضج من الضمير نداء

فاسمع اذا قال المعلــــــم ناصحا ** حكـــم تقــــــال وبلسم وشفاء

ويميت نفسا وهو يعمــــــل دائبا ** رضي الممات لتسعد الأحيـاء

أضنى المعلــــــم بعد كل جهوده ** وحشا صراع : فاقة وغــلاء

ان المعلم مثل جســــــر موصل ** يبقى لتعبر فوقـــــه الأبنـــــاء

طلابه ملكـــــوا قصورا فخمـــة ** وتزوره في كوخــــــه البأساء

كــــن للمعلــــــم شاكرا ومبجلا ** هــــذا التصرف للبنـــاة عزاء

كن للمعلــــــم كل خيـــر فاعلا ** لا بالكـــــلام فليس فيـــه رواء

ان المعلم في الحيــــــاة كشمعة ** تفنى ومنها تسطــــع الأضواء

شرف الرسالة أن يقــوم بعبئها ** ناس تمـــوت لأجلها نبـــــلاء

يفنى ليغرس بالشباب ثقافــــــة ** هذي الرسالــــــــة كلها أعباء

مرض المعلم من جمود عقولهم ** هذا عدا عمن اليـــــــه أساءوا

يعطي الفضيلة والعقـول دواءها ** داء العقــــول بلادة وغبــــــاء

من ناعم الحوار (1) بعض طعامه ** في كل درس ليس منه وقاء

ترك التنـــــزه والطعام لغيــــره ** هذا الغبــــار تنشــق وغــــذاء

آلامـــــه شتى ويعمل جاهــــــدا ** شخص المعلم شعلــــة وعطاء

يحكي كثيــــر حين يبدو صامتا ** وتجيب عنه الزفرة الخرســـاء

من لـــــوزتين تراه يشكـو دائما ** عمل المعلـــم محنــــــة وشقاء

من كثرة التصحيح قد جاء العمى ** ودنا اليه الخور والاقــــــواء

هــــــــرم المعلم قبل بدء أوانــــه ** وأتت اليه تهــــرول الضراء

يأتي المعلـــــم والطبيب يجيبــــه ** لا علــــة تبــــــدو ولا اعياء

ما للطبيب يقـــــــول داوم مجبرا ** أين النقابـــــــة ؟ انها صماء

كــــــــن للمعلم باسما ومــــداويا ** أصل التقــــدم بسمــــة واخاء

أمــــــراضه شتى ويبقى شارحا ** صــــــوت المعلم زفرة وحداء

ما هكذا يعطي المعلم درســــــه ** يعطي العلوم وقلبــــــــه وضاء

ليس الشهـــادة أن تموت مقاتلا ** بـــــل هــــؤلاء بفعلهم شهـــداء

ياواهب الأجيال زهر شبابــــه ** مني اليــــك تحيــــة وثنــــــــاء

الحوار : الطباشير

ملاحظة : حذفت الأبيات الأخيرة لأنها تتضمن تحامــــلا على الاداري
والمفتش ، تحامل لا يخلو من مبالغة ومصدره فتور العلاقة بينهما وبين
الأستاذ .

......... مع تحيات العتيق .

شكرا للأخ العتيق .وأرجو ان تكمل القصيدة رغم اني ممن يمسهم ذلك التحامل الذي أشرت اليه.فهذه شهادة للتاريخ يجب ان نثبتها بغض الطرف عن موقفنا منها.

وأنا مع اقتراح الأخ الهجوجي ، بل ألح على على أستاذنا الأخ العتيق أن يكمل نشر ما بقي من القطعة الشعرية ... مؤكد أن ما بها لا يمكن تعميمه ، والاطلاع عليه لا يعني تبنيه كلية ، إضافة إلى القول : لا للحرمان من الاطلاع ...... تحياتي الأخوين : العتيق والحجوجي.

وأنا بدوري اضم صوتي لصوت الاخوين الحجوجي والورياكلي واطلب من الاخ العتيق ان يكمل القصيدة مشكورا.فلو ان المتقدمين حذفوا من التراث الادبي والشعري ما لا يروقهم لما وصلنا الا النزر اليسير.

أشكر الاخوان على المرور ، ونزولا عند رغبتهم سأكمل القصيدة :

... عمل المعلم دعـــوة وثقافـة ** أما المفتش فالصحيح هراء

ياواهب الأجيال زهـــر شبابــه ** مني اليك تحيـــــــة وثنــاء

نعنــــى بجيل لا ادارة نبتغــــي ** ســر الادارة حيلة وريـــاء

تعطـــى الادارة للذيــــن بعقلهم ** مرض وزهو فـارغ وغبـاء

قل ما تشاء اذا أردت هجاءهم ** فكثيرهــم بعقيدتـــي بلهــــاء

تدريسهم نحكي الصراحة فاشل **وبذاك حقا يعرف المـــدراء

أهل الادارة بعضهم اخواننا ** أهل الادارة بعضهم شرفـــــاء

ملاحظة :
أستاذنا صاحب القصيدة كان مدرسا في بلده سوريا ثم التحــــق بالمغرب
كمدرس بالثانوي من باب الاعارة ، وعليه فلسنا ندري هل يقصد مفتشينا
ومديرينا أم مفتشيهم ومديريهم ، فالعهدة - كما يقال على الحاكي .

** وللاشارة فلأستاذنا قصيدة أخرى بعنوان : "المفتش المغرور"
آش نظهارلكوم ، هادي زوينا / أكبر من أختها ....

.......... مع تحيات العتيق .

أتحفنا بها اخي العزيز ولا تحرمنا منها جازاك الله خيرا

قيل بأن الناقد أديب فاشل ويقال :ان المفتش مدرس فاشل والله اعلم.

لعله كذلك لأنه اختار أن يعلم الشارفين ، والقط الشارف ما يتعلم الشطيح .

تجربتي كمفتش ربما تكون حلا وتزيل عنه الفشل ، ذلك أنني حيــن كنت

أدخل الى الفصل، أظل مع أي أستاذ الحصة كلها ، وذات يوم سألني أحد

الأساتذة وكان كفئا وذلك بقوله " انك تشهد لي بالكفاءة ومع ذلك تظــل

معي في الفصل طيلة الحصة " فكان جوابي له بما يلي : " لقد اخترت

لنفسي طريقة أراها مناسبة ، وهي أن أظل مع الأستاذ في فصله طيلــة

الحصة سواء كان كفئا أو غير كفئ ، فاذا اتصف بالحالة الأولى أجدها

فرصة لأتعلم على يديه ، لأنه يمارس العملية التعليمية التعلمية عن قرب

وما أستفيده منه ، أعممه على باقي الأساتذة ، أما اذا لم يكن كفئا فانني

أظل معه الحصة بكاملها كذلك ، لأعلمه من خلال ما أرصده من هفوات

قد لا يخلو منها غيره وهكذا " ايمانا مني بحديث رسـول الله صلى الله

عليه وسلم : كن عالما، أو متعلما، أو محبا للعلمــــاء، أو مستمعا اليهـم

ولا تكن الخامسة فتهلك ، قالوا : وما الخامسة يارسول الله ؟ قال :

ألا تكون عالما ، ولا متعلما ... وللاشـــــارة فــان " أو " الواردة في

الحديث تفيد الاشتراك التام ، بمعنى : كن عالما ومتعلما ومحبا للعلماء

ومستمعا اليهم ، والا كنت من الهالكين ، فكنت أعلم ،وأتعلم، وأحب أساتذتي

في القطاع، وأستمـع الى ملاحظاتهم، ونصائحهم (واهبالهم) أحيانا ، وأقـــــدر

الجميع ، لقد علمونا في مركز تكوين المفتشين أن الميدان هو الذي يصنـــع

المفتش وليس التكوين وحده .

فما رأيكم ؟ فهل كنت مفتشا فاشلا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

........مع تحيات العتيق .

لكل فئة مقولاتها التي ترددها للتنفيس والترويح عن نفسها .فللتلاميذ مقولاتهم حول الاساتذة.وللاساتذة مقولاتهم حول المديرين والمفتشين.وهذا لايعني ان تلك المقولات تعكس الواقع.ومن المقولات التي يروح بها الاساتذة عن انفسهم ان(المفتش مدرس فاشل)وهم لا يقصدون فشله في مهمة التفتيش بل يقصدون ان فشله في القسم هو الذي دفعه الى ترك التدريس والتوجه الى التفتيش مثله كمثل من يحاول ان يكون مبدعا أدبيا وحينما يفشل يتوجه الى نقد ابداعات الآخرين.ووجه الشبه عندهم ان مهمة المفتش هي كذلك نقد عمل الآخرين من الاساتذة الذين كان زميلا لهم من قبل.ونحن بطبيعة الحال لا نتبنى هذه المقولة على اطلاقها.فقد عرفنا مفتشين على درجة عالية من الكفاءة والاقتدار سواء حينما كانوا مدرسين او حينما اصبحوا مفتشين.وعرفنا مفتشين على قد الحال كما يقولون.وهذا هو الحال في جميع المهن .اما الحارس العام عندهم فهو جاسوس المدير والمدير هو جاسوس النيابة وهكذا.ذكرنا كل هذا كتفسير لموقف الشاعر من هذه الفئة مع احترامنا وتقديرنا لرجال الادارة والمراقبة التربوية سواء من تقاعد منهم او من ما زال ممارسا فهم وحدهم الذين يعرفون مقدارمقاساتهم و معاناتهم .وتحياتنا للجميع.ونحن ننتظر من الاخ العتيق ان يفرج مشكورا عن قصيدة الشاعر في المفتش.