تِكشبيلة تِولِيولة

تِكشبيلة تِولِيولة


بقلم هشام زليم.

"تِكشبِيلة تِوليولة…ما قتلوني ما حياوني…داك الكاس اللي عطاوني…الحرامي ما يموتشي…جات خبارو في الكوتشي…"

من منا لم ينشد هذه الأغنية عندما كان صغيرا؟ لكن هل نعلم معنى كلماتها و المأساة التي تنطوي عليها؟

أترككم مع ما أخبرنا به الأستاذ حمزة الكتاني, نجل شهيد قرطبة الأستاذ علي المنتصر الكتاني, في منتدى "الأندلس" مفسرا معاني كلمات هذه المقطوعة الشعبية:

"أذكر أن الوالد رحمه الله كان يقول لنا بأن هذه من أغاني الموريسكيين والأندلسيين المهاجرين من الأندلس، يصفون فيها مأساتهم وماعناتهم في الطريق…ومعاني ألفاظها:

طريق إشبيليا، يرجعون إليها - يعني النصارى والعلوج - ما قتلوني وما أحيوني من كثرة العذاب، فلا أنا بالحي ولا أنا بالميت من كأس الويل التي تجرعتها، ابن الحرام هذا - يعني العلج - لا يموت، وقد جاءت أخباره في الكوتشي، والكوتشي: وسيلة نقل معتمدة على حصان صغير يجر عربة…

والعجيب، أن الأطفال المغاربة، خصوصا الموريسكيي الأصل، يغنونها وهم يرقصون ويد الواحد مع يد الآخر، وهما متقابلان…"

ف "تِك شبيلة" تعني "طريق إشبيلية", و ربما المورسكيون الذين هاجروا إلى المغرب آنذاك قد غلبت على لسانهم العجمة فكانوا ينطقون القاف كافا, ثم تلقفها المغاربة جميعا بعجمتها.

"توليولها" رغم أن الأستاذ حمزة الكتاني فسرها بأن النصارى هم من سيولون إليها, إلا أني أميل إلى اعتبار الضمير عائدا إلى الأندلسيين, و هنا يصبح المعنى "تكشبيلة تولِّيو لها" "طريق إشبيلية ستعودون لها". و هذا تعبير عن حنين الأندلسيين إلى العودة إلى أرضهم بإشبيلية.

"ما قتلوني ما حياوني…ذاك الكاس اللي عطاوني" أثناء تهجير المورسكيين من الأندلس, كان بعض النصارى يجبرونهم على شرب الخمر حتى يسمحون لهم بالمرور, زيادة في احتقارهم و إذلالهم, فهم بهذا ليسوا أمواتا و ليسوا أحياءا من شدة الذل.

و الباقي كما ذكره الأستاذ حمزة.

إن استمرار هذه الأغنية بيننا إلى اليوم دليل على تجدر الأندلس في عمق ذاكرتنا الجماعية رغم مرور القرون على مأساة سقوطها. و من واجبنا الحفاظ عليها لتستمر على ألسننا و ألسن أطفالنا لعلنا بذلك نحفظ ذكرى الأندلس في وجداننا.
________________________________
منقول

كل هذه الذكريات و الالام مختزلة في هذه الارجوزة الصغيرة كنا نرددها وما زال اطفالنا دون ان نعرف ما تحمل من دلالات ؟؟
فسبحان الله العظيم

الله أكبر ....بارك الله فيك أسيدي شحال وأنا كنغنيها ونا ماعارف والو ...بالحق دبا نشرح هدشي لولادي باش يشرحوها لوالدهم.

لي كيعجبني في هاذ المنتدى كل واحد وتخصص يعني كل واحد كيحاول يعمل لي فاستطاعت ويضعها في المنتدى باش يفيد الجميع واش متفقين معاية !!!!!

أشكرك الأخت لطيفة على مداومتك على تصفحك المنتدى ، وحمدا لله لم تأخذ منك الغربة مغربيتك ... مغربية قحة نفتخر بك وبأمثالك وهن كثيرات ، وهم كثر... احترامي.

الله ياأستاذ حب الوطن من الإيمان وكيف كيقولو جبالى( مكيبدل جلدو أو كيسلخو غير الحنش ) والحمد لله على بلادنا أسي محمد حنا محسودين عليها بزاف وخصوصا مع العرب .....العرب لي هنا أو فبلادهم راه كيحسدون بزاف بالزاف .....المهم الله يسدد خطانا ويحفظ المغرب الحبيب من كل مكروه آمين يارب.

شكرا لمروركما الكريم
الاخت المحترمة elarfaoui latifa
والاستاذ المحترم سي محمد الورياكلي
جزاكما الله خيرا

أشكر الأخ أطلس على هذه المساهمة ، وأشكر بالنيابة عنك من نبش فــــــي
تاريخ المورسكيين من خلال هذه الأنشودة التي كنا جميعا نسمعها ولا زالت
تتردد على ألسنة البنات عندنا ، ولا يعيرها أحد منا أي اهتمام ، وأضم صوتي
الى تلك الشروح التي تعرب عن ترجمة مـــآسي المورسكيين ، وعلى تشبعهم
بروح العودة ان شاء الله الى بلدهم التي هي بلد المغرب أيضا بحكم فتحـــــها
على يد البطل المغربي طارق بن زياد ، وبحكم نصرة الأندلسيين أكثرمن مرة
وحكما أكثر من مرة ، مما كان له أثره في تمديد عمر الأندلس 3 قرون ونيــف
أقول ونيف ، لأن خروج المورسكيين من بلدهم لم يكن في 1492 .
واسهم بدوري بخصوص مقطع :
داك الكاس اللي اعطاوني ** ما قتلوني ما احياوني
كأس الخمرة التي حاول بها الأعداء الصليبيون الاسبان خلال محاكم التفتيش
أن يسقونيها لم تمس من عقيدتي الدينية ، ولم تقو على تغييب ذاكــــــــــرتي
الأندلسية ، ولن تغيب طريق هجرتي نحو اخوتي المغاربة، ولن تغيت طريق
عودتي الى مدينتي اشبيلية
وعليه ، فيمكن تسمية هذا النوع من المقطوعات الشعرية بالموشحــــات التي
هي امتداد لشعر المأساة والحنين ، والى شعر السجون بالأندلس ، وهو كثيــر
ويمكن ادراج نماذج منه مستقبلا بحول الله
وكملاحظة :
- سأعمل من جديد على تتبع صيغ هذه الأنشودة عند من كن يرددنها أو ما زلن .
- هذا الموضوع يفتح أمامنا الباب للبحث عن أغنيات أخرى شعبية مغربية مثل :
أغنية حسين السلاوي :
ما تسمع غير أوكي أوكي ، كمان باي باي
فالطلب موجه اليك أخي السي محمد الورياكلي، ادرج الأغنية ضمن مختاراتك
التي أتحفتنا بها ، وحاول شرحا بمفهـــــــوم المقاومة التي تؤطرها ولا شـــك
خاصة ونحن على مشارف 11 يناير تقديم وثيقة الاستقــــلال بالمغرب ، يالله
عملك همة وقدمها في ميعادها لأعضاء المنتدى ورواده مشكورا .
.......سلام من أخيكم العتيق

مرحبا استاذنا الكريم سي العتيق
وشكرا على تعليقكم المفيد