العرس الجبلي(1)
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
العرس الجبلي(1)
هذاالصيف سيكون موعدناالبلاد ان شاء الله هكذاتم الاتفاق،بيننا نحن الاخوة الذين رأيناالنورخارجها ،لكن لايهم كل الامورسيتكلف بها الوالد والاحباب المقيمين هناك.جاءالموعد وجمعنا مايلزمنافي سفرنا،بعدقطع مسافة ليست بالهينة وصلنا الى اقرب مدينة حيث اقمنا ليلة هناك وفي الصباح الباكرقام الوالد بإيقاظنا من النوم ودون اي كلام طلب منا ان نتوجه الى المغسل وارتداء الملابس بسرعة ،بعدذلك توجهنا الى محطةالحافلات حيث كان الوالديسرع الخطى وكأننا نحاول الفرار من تلك المدينة،لكن سنفهم بعد ذلك ان الامركان يتعلق بوسيلة النقل الوحيدة التي تؤمن السفرالى هناك،وكل تأخريمكنه ان يجعلك تبقى في تلك المدينة يوما آخر،انه قدركل من ارادان يتوجه الى تلك الربوع البعيدة والمعزولة،وكأن اتفاقا ابرم بين هؤلاء السكان حتى يبقى التشويق سيد الموقف ،فالتوجه اليها لايكون الا ليلا ومغادرتها لا تكون إلا كذلك.امتطينا الحافلة وبدأكل من يصعد يسلم على الآخرينوكأن كل الركاب يعرفون بعضهم البعض،وليتبين لاحقا ان الامركان كذلك،كان الصعود الى الحافلة يتم بشكل تلقائي وكأن الامر يتعلق بحافلة مدرسية لكن السبب مرده الى كون المسافرين كانوا قد حجزواتذاكرهم مساءاليوم الماضي هنا كل شئ يسير وفق وتيرة معروفة مسبقا.
اتجهت بنا الحافلة تطوي الطريق طيا تسلك منعرجات خطيرة تصعد تارة وتنزل أخرى تخفف من سرعتها حتى يخيل اليك انها ستتوقف لكن الامر كان يتعلق بقناطر ضيقة يعود تاريخها الى أزمان غابرة،لازمنا في طريقنا نهرا عظيما كنا نسيرحيث اتجاهه وكأننا نريد البحث عن منبعه وهذا ماكان يحدث لأن مناطق جبالة لاتعرفها الا الأنهاروالعيون والمنابع بعد ازيد من ساعتين بدأنا نتوغل شيئا فشيئاداخل الفجاج وبدأت قمم الجبال تبدوا كحرس طبيعي يقف في شموخ وإباء في وجه كل من تسول له نفسه الإختراق كانت رائحة غريبة تنبعث من الاشجار والنباتات التي تغطي سفوح الجبال لم نكن نألفها من قبل اللهم في الايام التي كان يزورنا فيها احد من عائلتنا القادمين من هناك،كان التعب قد أخذ منا مأخذه حتى إن أخي الصغيرنام على ذراع والدي،بينما كنت لاأزال أتابع مسير تلك الحافلة وعيناي تحملقان في كل ما وقعت عليه في جوانب الطريق،وقد ساعد على ذلك البطء الشديد الذي كانت تسير به الحافلة،فجأة توقفت الحافلة وبدأ الركاب بالنزول فاندهشت اكثر مما فرحت ،فالفرح كان مبعثه الوصول،لكن الاندهاش كان بسبب غياب اي مؤشر على الوصول،وهذا ما حصل لم يكن الامريتعلق بالوصول بقدر ما كان يتعلق بوصل الحافلة الى مكان في اعلى الجبل ،فيه عين يرتاح عندها الناس فيشربون من مائها ويرش بها محرك الحافلة ليستعيد برودته،إنها البركة ،فهذه العين التي تتواجد في رأس الجبل عكس ما هو طبيعي؟تحاك حولها مجموعة من الاحاديث والاساطير حتى إن إحداها تقول إن مجموعة من المقاومين حوصروامن طرف الغزاة في تلك المنطقة المكشوفة فذهب قائدهم يبحث عن الماء للوضوء والشرب فلم يجد شيئا ،فرجع يحمل لأصحابه خبرا سيئا فكان الاقتراح الغالب هو تسليم أنفسهم،لكن القائد كان له رأيا مخالفا وهو أن يتيممواويصلوا أولا ،لكن بعد الصلاة استداروا ليجدوا الماء ينساب من ذلك المكان،هذا ما سيحكى لنا بعد الوصول اذ سئلنا هل شربنا من عين الشريف ام لا فالشرب من تلك العين امر ضروري للتسليم لرجال البلادسارت بنا الحافلة مرة أخرى فكان منظر الغابة يغري بالمشاهدة اشجار باسقة وأخرى قصيرة وكأنها تجسد العالم الجبلي بكل تجلياته وفي إحدى المنعرجات بدت اسارير الفرح على وجه الوالد فبادرني بالقول :انظر الى اسفل .فيا لها من روعة انه منظر مذهل ،انه السوق الاسبوعي لقد بدأنا ننظر اليه من أعلى وكأننا نمتطي طائرة؟؟الناس يبدون اقزاما والبنايات تبدوا كأكوام من الحجارة ،لقد اقتربنامن السوق انه البيروا،كما كان يقول احد الركاب،السوق مكتظ بالناس،الشمس ساطعة ترسل اشعتها بشكل عمودي وكأنها تزود الناس بما كانوا محرومين منه طيلة فصل الشتاء المطير... (يتبع)
اتجهت بنا الحافلة تطوي الطريق طيا تسلك منعرجات خطيرة تصعد تارة وتنزل أخرى تخفف من سرعتها حتى يخيل اليك انها ستتوقف لكن الامر كان يتعلق بقناطر ضيقة يعود تاريخها الى أزمان غابرة،لازمنا في طريقنا نهرا عظيما كنا نسيرحيث اتجاهه وكأننا نريد البحث عن منبعه وهذا ماكان يحدث لأن مناطق جبالة لاتعرفها الا الأنهاروالعيون والمنابع بعد ازيد من ساعتين بدأنا نتوغل شيئا فشيئاداخل الفجاج وبدأت قمم الجبال تبدوا كحرس طبيعي يقف في شموخ وإباء في وجه كل من تسول له نفسه الإختراق كانت رائحة غريبة تنبعث من الاشجار والنباتات التي تغطي سفوح الجبال لم نكن نألفها من قبل اللهم في الايام التي كان يزورنا فيها احد من عائلتنا القادمين من هناك،كان التعب قد أخذ منا مأخذه حتى إن أخي الصغيرنام على ذراع والدي،بينما كنت لاأزال أتابع مسير تلك الحافلة وعيناي تحملقان في كل ما وقعت عليه في جوانب الطريق،وقد ساعد على ذلك البطء الشديد الذي كانت تسير به الحافلة،فجأة توقفت الحافلة وبدأ الركاب بالنزول فاندهشت اكثر مما فرحت ،فالفرح كان مبعثه الوصول،لكن الاندهاش كان بسبب غياب اي مؤشر على الوصول،وهذا ما حصل لم يكن الامريتعلق بالوصول بقدر ما كان يتعلق بوصل الحافلة الى مكان في اعلى الجبل ،فيه عين يرتاح عندها الناس فيشربون من مائها ويرش بها محرك الحافلة ليستعيد برودته،إنها البركة ،فهذه العين التي تتواجد في رأس الجبل عكس ما هو طبيعي؟تحاك حولها مجموعة من الاحاديث والاساطير حتى إن إحداها تقول إن مجموعة من المقاومين حوصروامن طرف الغزاة في تلك المنطقة المكشوفة فذهب قائدهم يبحث عن الماء للوضوء والشرب فلم يجد شيئا ،فرجع يحمل لأصحابه خبرا سيئا فكان الاقتراح الغالب هو تسليم أنفسهم،لكن القائد كان له رأيا مخالفا وهو أن يتيممواويصلوا أولا ،لكن بعد الصلاة استداروا ليجدوا الماء ينساب من ذلك المكان،هذا ما سيحكى لنا بعد الوصول اذ سئلنا هل شربنا من عين الشريف ام لا فالشرب من تلك العين امر ضروري للتسليم لرجال البلادسارت بنا الحافلة مرة أخرى فكان منظر الغابة يغري بالمشاهدة اشجار باسقة وأخرى قصيرة وكأنها تجسد العالم الجبلي بكل تجلياته وفي إحدى المنعرجات بدت اسارير الفرح على وجه الوالد فبادرني بالقول :انظر الى اسفل .فيا لها من روعة انه منظر مذهل ،انه السوق الاسبوعي لقد بدأنا ننظر اليه من أعلى وكأننا نمتطي طائرة؟؟الناس يبدون اقزاما والبنايات تبدوا كأكوام من الحجارة ،لقد اقتربنامن السوق انه البيروا،كما كان يقول احد الركاب،السوق مكتظ بالناس،الشمس ساطعة ترسل اشعتها بشكل عمودي وكأنها تزود الناس بما كانوا محرومين منه طيلة فصل الشتاء المطير... (يتبع)
المالولي الصنهاجي- عضو جديد
- الجنس : عدد المساهمات : 21
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 17/04/1971
تاريخ التسجيل : 15/04/2010
العمر : 53
العرس الجبلي(2)
...توقفت الحافلة وترجل منها المسافرون ،الذين كانوا يغادرونها مسرعين وكأنهم يفرون من عياء لازمهم طيلة ست ساعات كاملة،كان كل واحدمنهم يجد في انتظاره أحدمن أقاربه وبعدالسلام والتهاني يقصدون اقرب مكان ظليل لتتمة الحديث عند وقوفي بجانب الحافلة كنت أرى عالما مغايرا للعالم الذي أتيت منه،فالناس غير الناس والأرض غير الأرض ،انها المفارقات الإنسانيةالتي تحبل بها طبيعة الوجود،كان والدي قد دخل في حديث مع عمي الذي أتى في حينه وذلك بعد أن أخبره أحد الركاب ،كان الحديث يدور حول العتاب عن طول الغياب تارة ،وأحوال باقي العائلة تارة أخرى،بينما نحن كذلك إمتدت يد إلى عنقي وعند استدارتي وجدت أنه أحد أخوالي فكان يمازحني قائلا :لماذا أتيت عندنا أيها العروبي؟وكان هذا حالهم في المزاح،أمسك بيدي وسرنا نحو السوق الذي يوجد في المنحدرعندها كنت أسمع اصواتا مختلفة بين بائعي المواد الفلاحية والأدوية المضادة للحشرات وصوت الكمان الذي كان لايستبدل بغيره،إنه صوت العيطة الجبلية بمختلف مستوياتها وتجلياتها لكن القاسم المشترك بينها هوذلك النغم الذي يجعل الوجدان يتحرك ربما تحسرا على ماض ولى أو تذكرا لأحداث جميلة مرت وقد لا تعود أبدا ،كنت أمعن السمع الى صوت الكمان لكن الكلمات لم أكن ادركها ،ومن هنا كان ينتابني إحساس غريب،فكنت أتساءل في نفسي ،كيف يمكن أن تكون لكل مجموعة بشرية لباسها ولسانها بل وغناؤها؟
كان الوقت ظهرا ،عدنا إلى حيث يوجد الوالد رفقة أخي الصغير وبعض افراد العائلة،سألت خالي كيف تعرف بهذه السهولة على مكان تواجد والدي فرد علي بأن الأمر بسيط للغاية نظرا لكون هذا السوق مقسم بشكل دقيق بين سكان المداشر المختلفة والمكان الذي سيقصده والدي لايمكن أن يكون بمعزل عن مكان أهل مدشره ،كان يمازحني قائلا أنظر الى فلان إنه من عائلتك ألا يشبهك؟وانظر إلى تلك المسنة إنها جارة عمك تسكن بجوارمسكنكم في المدشروهي من يقبل النساء هناك،كان يسرد علي الكثيرمن الأسماء والأحداث المرتبطة بكل منها،اقترح علينا عمي أن نقصد مقهى عبارة عن خيمة صفت بداخلها كراسي وطاولات مهترئة،رحب بنا صاحبها ،وبعد تحديد الأكل المزمع تناوله قدم لي أنا وأخي حبات من اللوز والجوز بينما انهمك هو في تحضير الوجبة الغذائية،تناولنا ما تيسر من الأكل ونهضنا مسرعين حسب التعليمات التي قدمها لنا عمي فالوقت لايسعفنا ،أحضر بغلا سمينا وهذا هو حال البغال عندجل الناس هناك،جهزه وحمل عليه كل المقتنيات إضافة إلى أغراضنا نحن وانطلقنا من جديد...
كان الوقت ظهرا ،عدنا إلى حيث يوجد الوالد رفقة أخي الصغير وبعض افراد العائلة،سألت خالي كيف تعرف بهذه السهولة على مكان تواجد والدي فرد علي بأن الأمر بسيط للغاية نظرا لكون هذا السوق مقسم بشكل دقيق بين سكان المداشر المختلفة والمكان الذي سيقصده والدي لايمكن أن يكون بمعزل عن مكان أهل مدشره ،كان يمازحني قائلا أنظر الى فلان إنه من عائلتك ألا يشبهك؟وانظر إلى تلك المسنة إنها جارة عمك تسكن بجوارمسكنكم في المدشروهي من يقبل النساء هناك،كان يسرد علي الكثيرمن الأسماء والأحداث المرتبطة بكل منها،اقترح علينا عمي أن نقصد مقهى عبارة عن خيمة صفت بداخلها كراسي وطاولات مهترئة،رحب بنا صاحبها ،وبعد تحديد الأكل المزمع تناوله قدم لي أنا وأخي حبات من اللوز والجوز بينما انهمك هو في تحضير الوجبة الغذائية،تناولنا ما تيسر من الأكل ونهضنا مسرعين حسب التعليمات التي قدمها لنا عمي فالوقت لايسعفنا ،أحضر بغلا سمينا وهذا هو حال البغال عندجل الناس هناك،جهزه وحمل عليه كل المقتنيات إضافة إلى أغراضنا نحن وانطلقنا من جديد...
المالولي الصنهاجي- عضو جديد
- الجنس : عدد المساهمات : 21
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 17/04/1971
تاريخ التسجيل : 15/04/2010
العمر : 53
رد: العرس الجبلي(1)
رائع نحن في انتظار بقية القصة
aslim- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 56
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 17/05/1953
تاريخ التسجيل : 21/07/2009
العمر : 71
العرس الجبلي(3)
...كان تسير في الأمام قافلة مكونة من ثلاث بهائم محملة بأشياء غير التي تحملها باقي البهائم الأخرى كما كانت تسير متتابعة وكأنها قافلة تجارية تعود لعصور مضت،كنت أتساءل في قرارة نفسي لماذا تتميزهذه القافلة عن باقي البهائم التي تسير بدورها في سلسلة بديعة لكون السبيل ضيق الى درجة لايسمح السير لأكثرمن بهيمة واحدة،لكن سرعان ما تبين الأمر ،عندما أخبر أحدهم أن "البدو"سيكون عند أحد أفراد العائلة يوم الاربعاء،ولأفهم بعد ذلك أن الأمر يتعلق ببداية العرس،فكنت أسمع طيلة المسير عبارة"مرحبا بكم لعنا للفرح"فاشتد شوقي وتلهفي لأن الأمر يتعلق بتطلع طفولي لشئ يتعلق بالفرح و"الفراجة "وهذا ماجعل تعب المسير في المنحدرات والمنعرجات يتلاشى تدريجيا كلما استحضرت هذا الفرح وتاقت نفسي لملاقاته ،كنا كلما تخطينا فجا من الفجاج إلا وأظن أننا نشكل قطيعة مع السابق فتارة أجد نفسي في أعلى الجبل فتتراءى لي مناظر قل ما يشاهدها المرء حتى في الأحلام ،الماء يجري في الوادي وعلى الجوانب تمتد الاشجار الباسقة والظليلة وفي السفوح تمتد العراسي أو الحمالات وهي عبارة عن مدرجات تزرع فيها بعض الحبوب والخضر...أما عندما نحدودب نحو السفح أتطلع ببصري نحو قمم الجبال المحيطة بنا من كل جانب والشديدة الإنحدار كان يخيل إلي وكأنني في قعر جب،بما يصاحب ذلك من حالة وجدانية يختلط فيها الخوف بالإطمئنان؛بدأ الظلام يرخي سدوله على تلك الجبال العالية لكن ذلك لم يكن ليقلق راحة أحد ربما لكون الناس هناك إستأنسوا بالسير ولو في ظلمة الليل،بعد مدة غير يسيرة تهللت أسارير والدي فرحا فخاطبني قائلا: على السلامة لقد وصلنا ،وبقدر ما كانت دقات قلبي تتسارع فرحا بقدر ما كان الوجل يتسرب الى جوانحي لكوني لم أرى منبسطا أو إشارة معينة إلى وجود حياة اجتماعية كما نعيشها في مدينتنا .
كان أول ما صافناه ونحن نقترب من المدشر هو المقبرة فكانت في موضع غريب بحيث تكون أول ما يصادفه الداخل وآخر ما يبارحه المغادر وكأن للأمر دلالة ورمزية للوجودالخاص بهذه المنطقة فهو غارق في المكان الى حد الاضمحلال ومتسع في الزمان الى حد التيهان ،كان يتوسط المقبرة بناء مزخرف وسطحه مسوى بالقرمود الاخضر ،إنه ضريح أحد السادة أو الاولياء الصالحين السابقين في الزمن لا يهم من يكون بقدر ما يهم حرمة المكان ،ومن الخلف مباشرة كانت تظهر صومعة المسجد وهي تخترق الفضاء في محاولة منها لمضاهاة الجبال المحيطة،شعور غريب كان يتملكني وأنا أنظر إلى ذالك المنظر الرائع لتلك المنازل وهي تلتحم ببعضها البعض لأنها تعرف أنها على الاقل لن تبرح المكان،أو هكذا خيل إلي ؛المنازل مصطفة يتوسطها المسجد الذي بني بطراز رفيع يضاهي مساجد المدن العتيقة ،ومحاط بأشجار الجوز وهي مسربلة بخيوط الكرم(الدالية)،الظلام عم المكان ولم يعد بوسعي الإبصار اكثر مما حوالي ،كان التعب قد أخذ مني وكنت أجد صعوبة في السلام على من استقبلنا من أفراد العائلة ،وما كسر الصمت المريب الذي يعم المكان أصلا هوزغردات أرسلتها نسوة في الجانب الآخرمن المدشر إيذانا بوصول "الشوار"-تجهيز العروس-...
كان أول ما صافناه ونحن نقترب من المدشر هو المقبرة فكانت في موضع غريب بحيث تكون أول ما يصادفه الداخل وآخر ما يبارحه المغادر وكأن للأمر دلالة ورمزية للوجودالخاص بهذه المنطقة فهو غارق في المكان الى حد الاضمحلال ومتسع في الزمان الى حد التيهان ،كان يتوسط المقبرة بناء مزخرف وسطحه مسوى بالقرمود الاخضر ،إنه ضريح أحد السادة أو الاولياء الصالحين السابقين في الزمن لا يهم من يكون بقدر ما يهم حرمة المكان ،ومن الخلف مباشرة كانت تظهر صومعة المسجد وهي تخترق الفضاء في محاولة منها لمضاهاة الجبال المحيطة،شعور غريب كان يتملكني وأنا أنظر إلى ذالك المنظر الرائع لتلك المنازل وهي تلتحم ببعضها البعض لأنها تعرف أنها على الاقل لن تبرح المكان،أو هكذا خيل إلي ؛المنازل مصطفة يتوسطها المسجد الذي بني بطراز رفيع يضاهي مساجد المدن العتيقة ،ومحاط بأشجار الجوز وهي مسربلة بخيوط الكرم(الدالية)،الظلام عم المكان ولم يعد بوسعي الإبصار اكثر مما حوالي ،كان التعب قد أخذ مني وكنت أجد صعوبة في السلام على من استقبلنا من أفراد العائلة ،وما كسر الصمت المريب الذي يعم المكان أصلا هوزغردات أرسلتها نسوة في الجانب الآخرمن المدشر إيذانا بوصول "الشوار"-تجهيز العروس-...
المالولي الصنهاجي- عضو جديد
- الجنس : عدد المساهمات : 21
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 17/04/1971
تاريخ التسجيل : 15/04/2010
العمر : 53
رد: العرس الجبلي(1)
شكرا أخي اسليم على التشجيع والاهتمام،دمت منارا للمنتدى.
المالولي الصنهاجي- عضو جديد
- الجنس : عدد المساهمات : 21
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 17/04/1971
تاريخ التسجيل : 15/04/2010
العمر : 53
رد: العرس الجبلي(1)
اخي المالولي الصنهاجي، بوركت، قصة أكثر من رائعة شكرا
لك على إتاحة الفرصة لنا لنعيشها معك وننتظر منك المزيد
بارك الله فيك...
وتقبل فائق إحترامي وتقديري،،،
لك على إتاحة الفرصة لنا لنعيشها معك وننتظر منك المزيد
بارك الله فيك...
وتقبل فائق إحترامي وتقديري،،،
عدل سابقا من قبل عمرو السلاسي في الأربعاء يناير 05, 2011 12:51 pm عدل 1 مرات (السبب : غلطة إملائية)
عمرو الهزاز السلاسي- عضو جديد
- الجنس : عدد المساهمات : 26
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 14/11/1973
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 51
الموقع : جدة، إقليم الحجاز،بالمملكة العربية السعودية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى