ابن عسكر صاحب الدوحة
صفحة 1 من اصل 1
ابن عسكر صاحب الدوحة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن عسكر
قد يقال: إن ترجمة هذا الرجل مشهورة بين بعض الكتاب والمثقفين . . . ولذلك فالحديث عنه ربما كان غير ذي فائدة كبيرة . . .
لكن الواقع هو انه بالرغم من شهرة ابن عسكر وشهرة مؤلفة « الدوحة » فإننا لا نزال نجهل عنه الكثير، والغريب في أمر ابن عسكر هو أن الغموض الذي اكتنف حياته لم يقتصر على المثقف العادي فحسب بل نرى هذا الغموض يقع فيه حتى بعض الذين يعنون بالدراسات التاريخية، والأبحاث المنهجية . . .
ولعل سبب هذا الغموض في ترجمة ابن عسكر يرجع الى عدة أسباب، منها :
1 ـإن ابن عسكر لم يخص نفسه بترجمة خاصة فهو في الدوحة فد ترجم للكثيرين لكنه لم يترجم لنفسه اللهم الا ما قد يحكيه عن نفسه عرضا في بعض التراجم .
ولا شك أن تلك الحكايات العارضة لا تعطينا صورة حقيقية عن الرجل .
2 ـ وان طموح ابن عسكر خلال حياته وحبه للشهرة والمناصب العالية كل ذلك جعله يصدم بكثير من الناس، فمن ذلك مثلا انه كان على عداوة شديدة مع أمراء بني راشد بشفشاون، وكذلك مع أبناء عمهم الشرفاء العلميين بنفس المدينة والإقليم .
3 ـ أن موقف ابن عسكر الموالي لمحمد المتوكل الذي استنجد بالملك سبستيان البرتغالي ( 1557 – 1578 ) جعل كثيرا من الكتاب لا يهتمون بترجمته، ولا يعنون بتدوين حياته . . .
4 ـ يبدو أن مزاج ابن عسكر وتصوفه جعلاه بقدر نوعا خاصا من الناس كبعض كبار الصوفية، وأصحاب الخوارق والكرامات . . .
وهذا هو الذي يفسر لنا عدوله عن ذكر المشهورين في عصره، ومنهم من كان في بلده وعلى مقربة منه، كالشيخ العلامة الأستاذ المقرئ سليمان الملولي الزجلي العماري (1) والحسن ابن عرضون، وعمر ابن عبد الوهاب العلمي، والشيخ أبي المحاسن يوسف الفاسي وغيرهم . . . ولا يبعد أن تكون لمثل هذا الصنيع ردود فعل مختلفة .
ولعل هذه الأسباب مجتمعة أو متفرقة جعلت شخصية صاحبنا يكتنفها كثير من الغموض .
اسمه ونسبه :
هو أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر بن الحسين بن مصباح الحسني المعروف بابن عسكر. فهو شريف حسنى وهدا ما أكده غير واحد بل حتى الذين عيروه وشهروا به لم ينفوا عنه النسب الحسنى الا انه هنا ينبغي أن نشير الى أن الأستاذ الدكتور محمد حجي في مقدمة نشره للدوحة زاد انه علمي مع أن ابن عسكر لا ينسب نفسه للعلميين كما أن العلميين لم ينسبوه إليهم ولعل أستاذنا الدكتور حجي ظن انه بانتسابه الى شفشاون التي تكثر بها الأسر العلمية ظن بذلك انه علمي أو ربما يكون فد انساق مع أستاذنا الحاج محمد داوود في تاريخ تطوان الذي يقول وقد ستره اشراف شفشاون لعلمه وفضله ونسبه فيهم (2)
والحقيقة أن النسب العلمي مضبوط وأسره معروفة وابن عسكر ليس من العلميين، ونقباؤهم والنسابون منهم لا يضيفون أسرة ابن عسكر الى النسب العلمي .
وعليه يبقى أن ابن عسكر شريف حسني من الشرفاء الحسنيين بأهل سريف (3) وليس من العلميين .
ومن المؤسف إن كلام ابن عسكر في النسب غير معروف الآن، لأنه قد حدد موقفه من بعض الأسر المنتسبة للشرف، ومن الذين نفى ابن عسكر شرفهم شرفاء بني راشد أمراء شفشاون (4) .
ولا شك أن ذلك جلب له بعض المشاكل وسنعرض لهذه المسألة فيما بعد .
نشأة ابن عسكر ودراسته :
نشأة ابن عسكر بمدينة شفشاون في حضن والده الفقيه القاضي، وحضن أمه الصالحة الشجاعة
عائشة بنت احمد بن عبد الله العلمية الحسنية . كانت على جانب من التقوى والصلاح، وكانت ذات شخصية قوية، وكانت تحدثه أحاديث شتى وخاصة فيما يتعلق بمستقبله هو، وحدثته يوما أن احد الصالحين أشار إليها وهي حامل به بان ما في بطنها سيكون له شان عجيب . . . !
وكانت تحدثه عن سيرة أسرتها، وعن أحوال والده وكانت أحاديثها معه تهدف الى بث روح الاعتزاز في نفسه، والى تغذية طموحه، وشحذ عزمه وإرادته . . . واستطاعت أمه في النهاية أن تخلق منه إنسانا طموحا تواقا الى المناصب العالية، والى مرافقة العلماء والصالحين، وعلية القـــوم . . . وهكذا نشأ مترجمنا في جو أسرة كريمة تطمح للوصول الى المجد عن طريق العلم والصلاح . . .
وكان هو بشفشاون في هذه الأثناء يلازم حلقات الدروس العلمية في المساجد وغيرها، ويتصل بالعلماء والفقهاء والصلحاء سواء داخل المدينة أو خارجها، بقرى الإقليم ومداشره ... وهو في الدوحة يحدثنا عن اتصاله بجملة من الشيوخ والصلحاء : كاتصاله بشفشاون بشيخ الجماعة في عصره الشيخ علي بن هارون بن المطغري ثم الفاسي فيقول : « لقيته بشفشاون وسمعته يفتي بجوار المغاربة في الأرض » )(5)وكاتصاله بالشيخ أبي العباس احمد الحداد أمام مسجد الشرفاء ( ببني فلواط ) من الأخماس العليا الذي كان يتردد على شفشاون فيلتقي به مترجمنا ويتحدث معه في التصوف وغيره . . (6)
وكاتصاله عدة مرات بالشيخ أبي قاسم بن خجو بمدشر سعادة القريب من شفشاون حيث درس عليه هناك وذكر أن شيخه هذا كان يغرس دوالي العنب بنفسه ويجعل ثمارها صدقة في سبيل الله (7) .
وهو بالإضافة الى ذلك قد لازم بعض الشيوخ ملازمة طويلة كالشيخ عبد الوارث اليلصوتي الذي لازمه مدة طويلة و استفاد منه في عدة فنون.
وهكذا نجد صاحبنا يكثر من الاتصالات بالشيوخ وبدرس عليهم ويستفيد منهم، كل ذلك وهو لا يزال في ريعان الشباب .
وهو قد اتصل خارج إقليم شفشاون في جولاته وتنقلاته بعدد من هؤلاء، وكما اتصل بالعلماء والفقهاء واستفاد منهم . . . اتصل كذلك بالصلحاء والمجاذيب
. . . وبالإجمال نشأ صاحبنا تواقا الى المجد متمتعا بغريزة قوية جدا وهي : غريزة حب الاطلاع، فهو يريد أن يعرف كل شيء، ويكثر من السؤال والاستفسار باحثا عن أسباب الأشياء وعللها، وكل ذلك ـ طبعا ـ كان بعقلية صوفية مطبوعة بالطابع العام للقرن العاشر الهجري في البلاد الإسلامية .
كتابه الدوحة :
اسم هذا الكتاب الكامل : « دوحة الناشر لمحاسن من بالمغرب من مشايخ القرن العاشر »
هذا الكتيب على ضآلة حجمه من أهم المصادر ولقد افاد منه غير واحد منذ تأليفه الى الآن والى ما شاء الله، واعتمده الكثير من المؤلفين ابتداء من القرن العاشر الهجري الى يومنا هذا وخاصة كتاب التراجم، الى درجة إن بعضه ينقل عنه كثيرا من التراجم بنصها ولا يضيف إليها شيئا كما نجده مثلا عند الحضيكي في طبقاته، وكصنيع الشيخ بن عجيبة في أزهار بستانة في كثير من الأحيان .
وبالطبع فقد اعتمد عليه كثير من المترجمين والمؤرخين حيث نقلوا عنه في أماكن متعددة : كمحمد الصغير الافراني في نزهة الحادي، واحمد الناصري في الاستقصا، والقادري في نشر المثاني، والشيخ محمد بن جعفر الكتاني في السلوة، والعباس بن إبراهيم في الإعلام، والشيخ المختار السوسي في المعسول، والأستاذ داود في تاريخ تطوان، والأستاذ ليبي بروفتسال في كتابه « مؤرخو الشرفاء » .
والحقيقة أن كتاب الدوحة احتفظ لنا بتراجم لا نجدها عند غيره وبذلك سد هذا الكتاب على َضآلة حجمه فراغا هائلا، ومن هنا جاء اعتباره مصدرا هاما عند المترجمين والمؤرخين .
وجاء في كتاب ( فهرس الفهارس ) عن الدوحة قول المؤلف: «و هي في عشر كراريس إليها المرجع في أخبار القرن العاشر من المغاربة . . . » (
وقال ليفي بروفنسال في كتاب ( مؤرخ الشرفاء ) « يعتبر كتاب دوحة الناشر من الكتب الواجب وضعها في طليعة قائمة المؤلفات المخصصة لمناقب الأولياء والصالحين . . . » (9)
وكتاب الدوحوحة طبع على الحجر بفاس سنة 1309 ه ومع مضي الزمن أصبح هذا الكتيب نادرا . وفي المدة الأخيرة ظهر كتاب « الدوحة » بالسوق : نشر وتحقيق الأستاذ محمد حجي وبعد هذا النشر والتحقيق والمقابلة على عدة نسخ، فمن ذلك : إدخال السيد المحقق « لطرة » خاطئة في صلب النص وذلك في ترجمة الشيخ عبد الوارث اليلصوتي : حيث جاء في آخر الترجمة في الصفحة السادسة من الكتاب : « توفي رحمه الله في حدود السبعة من القرن وقبره معروف بموضع يقال له بني دركول بقبيلة الأخماس العليا على مقربة من نهر ورغة وقد نيف على التسعين سنة » (10) .
فعبارة « بقبيلة الأخماس العليا » توجد بطرة الطبعة الحجرية الفاسية، وهي طرة خاطئة ومن وضع من لا خبرة له .
لكن الواقع هو انه بالرغم من شهرة ابن عسكر وشهرة مؤلفة « الدوحة » فإننا لا نزال نجهل عنه الكثير، والغريب في أمر ابن عسكر هو أن الغموض الذي اكتنف حياته لم يقتصر على المثقف العادي فحسب بل نرى هذا الغموض يقع فيه حتى بعض الذين يعنون بالدراسات التاريخية، والأبحاث المنهجية . . .
ولعل سبب هذا الغموض في ترجمة ابن عسكر يرجع الى عدة أسباب، منها :
1 ـإن ابن عسكر لم يخص نفسه بترجمة خاصة فهو في الدوحة فد ترجم للكثيرين لكنه لم يترجم لنفسه اللهم الا ما قد يحكيه عن نفسه عرضا في بعض التراجم .
ولا شك أن تلك الحكايات العارضة لا تعطينا صورة حقيقية عن الرجل .
2 ـ وان طموح ابن عسكر خلال حياته وحبه للشهرة والمناصب العالية كل ذلك جعله يصدم بكثير من الناس، فمن ذلك مثلا انه كان على عداوة شديدة مع أمراء بني راشد بشفشاون، وكذلك مع أبناء عمهم الشرفاء العلميين بنفس المدينة والإقليم .
3 ـ أن موقف ابن عسكر الموالي لمحمد المتوكل الذي استنجد بالملك سبستيان البرتغالي ( 1557 – 1578 ) جعل كثيرا من الكتاب لا يهتمون بترجمته، ولا يعنون بتدوين حياته . . .
4 ـ يبدو أن مزاج ابن عسكر وتصوفه جعلاه بقدر نوعا خاصا من الناس كبعض كبار الصوفية، وأصحاب الخوارق والكرامات . . .
وهذا هو الذي يفسر لنا عدوله عن ذكر المشهورين في عصره، ومنهم من كان في بلده وعلى مقربة منه، كالشيخ العلامة الأستاذ المقرئ سليمان الملولي الزجلي العماري (1) والحسن ابن عرضون، وعمر ابن عبد الوهاب العلمي، والشيخ أبي المحاسن يوسف الفاسي وغيرهم . . . ولا يبعد أن تكون لمثل هذا الصنيع ردود فعل مختلفة .
ولعل هذه الأسباب مجتمعة أو متفرقة جعلت شخصية صاحبنا يكتنفها كثير من الغموض .
اسمه ونسبه :
هو أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر بن الحسين بن مصباح الحسني المعروف بابن عسكر. فهو شريف حسنى وهدا ما أكده غير واحد بل حتى الذين عيروه وشهروا به لم ينفوا عنه النسب الحسنى الا انه هنا ينبغي أن نشير الى أن الأستاذ الدكتور محمد حجي في مقدمة نشره للدوحة زاد انه علمي مع أن ابن عسكر لا ينسب نفسه للعلميين كما أن العلميين لم ينسبوه إليهم ولعل أستاذنا الدكتور حجي ظن انه بانتسابه الى شفشاون التي تكثر بها الأسر العلمية ظن بذلك انه علمي أو ربما يكون فد انساق مع أستاذنا الحاج محمد داوود في تاريخ تطوان الذي يقول وقد ستره اشراف شفشاون لعلمه وفضله ونسبه فيهم (2)
والحقيقة أن النسب العلمي مضبوط وأسره معروفة وابن عسكر ليس من العلميين، ونقباؤهم والنسابون منهم لا يضيفون أسرة ابن عسكر الى النسب العلمي .
وعليه يبقى أن ابن عسكر شريف حسني من الشرفاء الحسنيين بأهل سريف (3) وليس من العلميين .
ومن المؤسف إن كلام ابن عسكر في النسب غير معروف الآن، لأنه قد حدد موقفه من بعض الأسر المنتسبة للشرف، ومن الذين نفى ابن عسكر شرفهم شرفاء بني راشد أمراء شفشاون (4) .
ولا شك أن ذلك جلب له بعض المشاكل وسنعرض لهذه المسألة فيما بعد .
نشأة ابن عسكر ودراسته :
نشأة ابن عسكر بمدينة شفشاون في حضن والده الفقيه القاضي، وحضن أمه الصالحة الشجاعة
عائشة بنت احمد بن عبد الله العلمية الحسنية . كانت على جانب من التقوى والصلاح، وكانت ذات شخصية قوية، وكانت تحدثه أحاديث شتى وخاصة فيما يتعلق بمستقبله هو، وحدثته يوما أن احد الصالحين أشار إليها وهي حامل به بان ما في بطنها سيكون له شان عجيب . . . !
وكانت تحدثه عن سيرة أسرتها، وعن أحوال والده وكانت أحاديثها معه تهدف الى بث روح الاعتزاز في نفسه، والى تغذية طموحه، وشحذ عزمه وإرادته . . . واستطاعت أمه في النهاية أن تخلق منه إنسانا طموحا تواقا الى المناصب العالية، والى مرافقة العلماء والصالحين، وعلية القـــوم . . . وهكذا نشأ مترجمنا في جو أسرة كريمة تطمح للوصول الى المجد عن طريق العلم والصلاح . . .
وكان هو بشفشاون في هذه الأثناء يلازم حلقات الدروس العلمية في المساجد وغيرها، ويتصل بالعلماء والفقهاء والصلحاء سواء داخل المدينة أو خارجها، بقرى الإقليم ومداشره ... وهو في الدوحة يحدثنا عن اتصاله بجملة من الشيوخ والصلحاء : كاتصاله بشفشاون بشيخ الجماعة في عصره الشيخ علي بن هارون بن المطغري ثم الفاسي فيقول : « لقيته بشفشاون وسمعته يفتي بجوار المغاربة في الأرض » )(5)وكاتصاله بالشيخ أبي العباس احمد الحداد أمام مسجد الشرفاء ( ببني فلواط ) من الأخماس العليا الذي كان يتردد على شفشاون فيلتقي به مترجمنا ويتحدث معه في التصوف وغيره . . (6)
وكاتصاله عدة مرات بالشيخ أبي قاسم بن خجو بمدشر سعادة القريب من شفشاون حيث درس عليه هناك وذكر أن شيخه هذا كان يغرس دوالي العنب بنفسه ويجعل ثمارها صدقة في سبيل الله (7) .
وهو بالإضافة الى ذلك قد لازم بعض الشيوخ ملازمة طويلة كالشيخ عبد الوارث اليلصوتي الذي لازمه مدة طويلة و استفاد منه في عدة فنون.
وهكذا نجد صاحبنا يكثر من الاتصالات بالشيوخ وبدرس عليهم ويستفيد منهم، كل ذلك وهو لا يزال في ريعان الشباب .
وهو قد اتصل خارج إقليم شفشاون في جولاته وتنقلاته بعدد من هؤلاء، وكما اتصل بالعلماء والفقهاء واستفاد منهم . . . اتصل كذلك بالصلحاء والمجاذيب
. . . وبالإجمال نشأ صاحبنا تواقا الى المجد متمتعا بغريزة قوية جدا وهي : غريزة حب الاطلاع، فهو يريد أن يعرف كل شيء، ويكثر من السؤال والاستفسار باحثا عن أسباب الأشياء وعللها، وكل ذلك ـ طبعا ـ كان بعقلية صوفية مطبوعة بالطابع العام للقرن العاشر الهجري في البلاد الإسلامية .
كتابه الدوحة :
اسم هذا الكتاب الكامل : « دوحة الناشر لمحاسن من بالمغرب من مشايخ القرن العاشر »
هذا الكتيب على ضآلة حجمه من أهم المصادر ولقد افاد منه غير واحد منذ تأليفه الى الآن والى ما شاء الله، واعتمده الكثير من المؤلفين ابتداء من القرن العاشر الهجري الى يومنا هذا وخاصة كتاب التراجم، الى درجة إن بعضه ينقل عنه كثيرا من التراجم بنصها ولا يضيف إليها شيئا كما نجده مثلا عند الحضيكي في طبقاته، وكصنيع الشيخ بن عجيبة في أزهار بستانة في كثير من الأحيان .
وبالطبع فقد اعتمد عليه كثير من المترجمين والمؤرخين حيث نقلوا عنه في أماكن متعددة : كمحمد الصغير الافراني في نزهة الحادي، واحمد الناصري في الاستقصا، والقادري في نشر المثاني، والشيخ محمد بن جعفر الكتاني في السلوة، والعباس بن إبراهيم في الإعلام، والشيخ المختار السوسي في المعسول، والأستاذ داود في تاريخ تطوان، والأستاذ ليبي بروفتسال في كتابه « مؤرخو الشرفاء » .
والحقيقة أن كتاب الدوحة احتفظ لنا بتراجم لا نجدها عند غيره وبذلك سد هذا الكتاب على َضآلة حجمه فراغا هائلا، ومن هنا جاء اعتباره مصدرا هاما عند المترجمين والمؤرخين .
وجاء في كتاب ( فهرس الفهارس ) عن الدوحة قول المؤلف: «و هي في عشر كراريس إليها المرجع في أخبار القرن العاشر من المغاربة . . . » (
وقال ليفي بروفنسال في كتاب ( مؤرخ الشرفاء ) « يعتبر كتاب دوحة الناشر من الكتب الواجب وضعها في طليعة قائمة المؤلفات المخصصة لمناقب الأولياء والصالحين . . . » (9)
وكتاب الدوحوحة طبع على الحجر بفاس سنة 1309 ه ومع مضي الزمن أصبح هذا الكتيب نادرا . وفي المدة الأخيرة ظهر كتاب « الدوحة » بالسوق : نشر وتحقيق الأستاذ محمد حجي وبعد هذا النشر والتحقيق والمقابلة على عدة نسخ، فمن ذلك : إدخال السيد المحقق « لطرة » خاطئة في صلب النص وذلك في ترجمة الشيخ عبد الوارث اليلصوتي : حيث جاء في آخر الترجمة في الصفحة السادسة من الكتاب : « توفي رحمه الله في حدود السبعة من القرن وقبره معروف بموضع يقال له بني دركول بقبيلة الأخماس العليا على مقربة من نهر ورغة وقد نيف على التسعين سنة » (10) .
فعبارة « بقبيلة الأخماس العليا » توجد بطرة الطبعة الحجرية الفاسية، وهي طرة خاطئة ومن وضع من لا خبرة له .
وعمد السيد المحقق وادخل هذه الطرة في نص الكتاب ظنا منه إنها من الأصل مع إنها تعليق جاهل، وهذه الطرة لا يحتمل قطعا أن يكون من المؤلف الجوالة الرحال . . . خاصة وانه يثبت أن بني دركول على نهر ورغة ، وبني دركول هذه تقع بقبيلة بني زروال و هي مدشر على مقربة من نهر ورغة كما ذكر المؤلف.
إما بني « دركول » التي بالأخماس العليا فهي فرقة وليست مدشرا بل هذه الفرقة تتوفر على عدة مداشر، ( وبني دركول الأخماس العليا ) ليست على مقربة من نهر ورغة كما هو الحال بالنسبة للمدشر الذي دفن به أبو البقاء عبد الوارث اليلصوتي بقبيله بني زروال، والزاوية اليلصوتية مشهورة بهذا المدشر وكل الذين ترجموا لعبد الوارث اليلصوتي نسبوه لقبيلة بني زروال حيث ما تزال أسرته وزاويته هناك الى اليوم .
وأكد هذا كل من عبد الرحمن الفاسي في ممتع الأسماع والمهدي الفاسي في الأسماع، ومحمد البشير الفاسي في كتابه « قبيلة بني زروال » (11) وغيرهم . . .
عليه فالمطرر ـ الذي أقحمت طرته في صلب النص ـ كان خاطئا، وكان على السيد المحقق أن ينبه على ذلك، أو على الأقل أن يشطب نهائيا على هذه الطرة، أما إقحام تلك الطرة في نص الكتاب فهذا لا معنى له بتاتا .
وما دمنا مع عبد الوارث اليصلوني هكذا : « اليصلوتي » بتأخير اللا م عن الصاد وهذا يوجد عند البعض لكن اليلصوتي هو نسبة الى ( يلصو ) الذي هو جد الأسرة ينسب الى عثمان بن عثمان ابن عفان (رضي الله عنه ) وهذه النسبة مبثوثة في كتب النسب التي تتحدث عن يلصو .
والى ( يلصو ) هذا تنتسب اليوم عدة مداشر بقبيلة الأخماس السفلى (12) و ( يلصو ) هكذا
غير واحد من المحققين، كأحمد بن عرضون في كتابه « مقنع المحتاج »، ومحمد الصادق الريسوني في كتابه « فتح العليم الخبير » واحمد بن عجيبة في « أزهار البستان » ومحمد الهبطي في « فوائده » ومحمد الصادق ابن ريسون في« موجز تاريخ شفشاون » و أحمد الرهوني في كتابه » عمدة الراوين في أخبار تطوان » وعبد الرحمن الفاسي وغيرهم . . . أثناء حديثهم عن الشيخ عبد الوارث اليلصوتي .
وحتى نسخ الدوحة غير مجمعة على على ( اليصلوتي ) الى اليصلوتي بعد صفحات .
ثم إن رسوم عقد النكاح للأسرة اليصلوتية تثبت يلصو بتقديم اللام على الصاد، وإذا كان الأستاذ المحقق قد اختار « الياصلوتي » على اليلصوتي فكان من حقه أن ينبه على ذلك على الأقل .
ومهما يكن من أمر فان الطبعة الجديدة للدوحة أصبحت منداولة، وأصبح الناس يتهافتون عليها . . . ونتمنى أن يعاد طبعها سليمة من مختلف الأخطاء، خاصة وإنها من أمهات المصادر، وليس ذلك على همة أستاذنا الدكتور محمد حجي بعزيز .
جولاته وطموحه وعداوته لأسرة بني راشد :
إذا كان ابن عسكر قد نشأ بشفشاون وقضى بها فترة شبابة متنقلا بين حلقات الدروس، ومتصلا بالفقهاء والعلماء والصلحاء . . . فان ابن عسكر ما كاد يثب عن الطوق حتى برزت مطامحه وأطماعه . . . وأصبح نشيطا في اتصالاته بالشخصيات الكبيرة سواء داخل مدينة شفشاون ـ التي كانت أهم محطة ـ للزائرين ـ بين فاس ـ بصفة خاصة ـ وبين ضريح القطب الشيخ مولاي عبد السلام ابن مشيش ـ أو بغيرها .
ولعل صاحبنا كان يطمح أن يلي بعض المناصب الدينية داخل إمارة بني راشد، الا أن طموحه هذا قوبل برفض . ويبدو انه منذ أن عزل أبوه عن منصب القضاء بشفشاون (13) لم تتحسن العلاقات بين هذه الأسرة وبين الإمارة الراشدية .
ولا شك أن الأمير محمد بن علي بن راشد كان يتتبع نشاطاته واتصالاته . . . خاصة وانه قد اتخذ من دار شيخه عبد الله الهبطي الداعية المنتقد لسلوك بني راشد . . . اتخذ من هذه الدار مدرسته وزاويته ومنتداه . . . فأصبح يتردد عليها ويلازم صاحبها . . ثم إن صاحبنا لم يقتصر في اتصاله بالسيد عبد الله الهبطي فقط، بل وسع دائرة تنقلاته واتصالاته .
ولا شك أن الأمير محمد ابن راشد تضايق من تصرفات صاحبنا، ولذلك لم يبق أمامه الا أن يغادر منطقة نفوذ بني راشد .
وفي هذه الأثناء أقام بقصر كتامة ( القصر الكبير ) القريب من الموطن الأصلي لأسرته .
وظلت أمه بشفشاون، ويبدو أن عيون الأمير محمد بن راشد كانوا يراقبون زوارها وروادها .مما جعل الأمير في نهاية الأمر يرتاب في أمرها ويأمرها بالخروج ، أو عدم الاتصال بولدها .
وكل هذه الإحداث جعلت العداوة تشتد بين أسرة بني راشد وأسرة ابن عسكر .
وكانت الأسرة الراشدية في هذا الوقت تدين بالطاعة والولاء للأسرة السعدية الحاكمة، وكانت هناك علاقة طيبة بين محمد بن راشد والسلطان محمد الشيخ السعدي الا انه بعد موت هذا الأخير وتربع خلفه « الغالب بالله » على عرش المغرب أصبحت هذه العلاقة يسودها نوع من الغموض وسوء النية في الإمارة الراشدية من جانب السلطان .
ولا شك أن صاحبنا قد اغتنم هذه الفرصة وعمل وهو بمنفاه كل ما في وسعه للاتصال بالبلاط السعدي . وفعلا نجح في هذا الاتصال وعينه عبد الله الغالب قاضيا ومفتيا بالقصر الكبير ونواحيه وهو بحصوله على هذا المنصب وبتقربه من البلاط
السعدي ارضي بعض طموحه، واستطاع في نفس الوقت أن يغيض أعداءه حكام شفشاون .
ثم شاءت الظروف أن تزداد العلاقة سوءا بين بني راشد بشفشاون وبين السلطان عبد الله الغالب بالله .
ولسنا ندري هل كان لصاحبنا دور في ذلك أم لا ؟ الا انه مهما يكن من أمر فان صاحبنا في هذه الأثناء كان ممتلئا حقدا وغيضا على حكام بني راشد بشفشاون ومن هنا لا يستبعد أن يكون صاحبنا قد ساهم في إثارة البلاط السعدي ضدهم . . . الذي قضى على إمارتهم سنة 969 ه .
ويشير ابن عسكر في الدوحة الى بعض ما المحنا إليه فيقول : « . . . وقعت بيني وبينه وحشة عظيمة ـ أي بينه وبين حاكم شفشاون محمد ابن راشد ـ أوجبت رحيلي عن بلاد شفشاون، فوافق ذلك ان قلدني السلطان الغالب بالله أبو محمد عبد الله ابن السلطان أبي عبد الله محمد الشيخ الشريف خطتي القضاء والإفتاء بمدينة قصر كتامة، وثغور الهبط فاستقررت بهما، وبقيت السيدة ـ أي الوالدة ـ بزاويتها ـ أي بضواحي شفشاون ـ وكان القائد المذكور في نفسه ريبة من جانب السلطان، فكنت إذا أرسلت أحدا ينوب عني في زيارتها يتوهم فيه انه ربما ينقل أخباره فتصل الى السلطان، فرأي انه لا يسلم من هذا الأمر الذي توهم الا برحيل السيدة من هنالك . . . » (14)
الى أن يقول : « . . . فكان من قضية ابن راشد ما هو معلوم من تسليط السلطان عليه، وإرسال الحركة إليه، وهروبه ليلا عن شفشاون، ولم يلو على شيء، ثم إزعاجه الى بلاد المشرق وموته هنالك، وتبدد وتمزق كل ممزق . . أما ولده محمد فمات مقتولا بمصر وقطع أطرافا ورمى في بئر يهودي . . . » (15)
وظل صاحبنا حاقدا على أمراء شفشاون يلتقط أخبارهم، ويترصد مساوئهم، ويذيع هفواتهم، وأخبار نكياتهم . . . ونراه في الدوحة لا يترك فرصة يتاح فيها النيل من أسرة بني راشد الا واغتنمها ويتجلى ذلك بصفة خاصة في ترجمة والدته وفي ترجمة الشيخ عبد الله الهبطي وفي ترجمة الأخوين الشيخين الريسونيين « علي وعبد الرحمن » .
وليس هذا بغريب ما دام صاحبنا قد نشأ في جو عائلي مشبع بالحقد على أسرة بني راشد التي عزلت أباه، والتي لم يخط هو عندها بما كان يطمح إليه من مناصب وعز وجاه . . .
وبعد القضاء على أسرة بني راشد، ولي صاحبنا قضاء مدينة شفشاون، الذي طالما تاقت نفسه إليه، وزادت علاقته توطدا مع السلطان عبد الله الغالب، ومع ولده محمد المتوكل، واخلص لهما إخلاصا كبيرا . وظل وفيا للمتوكل بالرغم من أن محمد المتوكل قد انهزم أمام عميه : عبد الملك واحمد عدة مرات، وأصبح طريدا وفر عنه أصدقاؤه وقواده . . . وبالرغم من كل ذلك فان مترجمنا ظل وفيا له، وراعيا معروف والده الذي قلده المناصب، ونصره على أعدائه بني راشد . . . وهكذا أعماه التفاني في الوفاء لمن أحسن إليه عن الواجب الوطني ؛ ولذلك بذل في سبيل وفائه آخر قطرة من دمه !!
وإذا كنا قد تصورنا منشأ العداوة بين أسرة ابن عسكر، وأسرة راشد فمن الجدير بالملاحظة أن نتعرض لردود فعل هذه العداوة من طرف العلميين بشفشاون بصفة عامة، ومن طرف بني راشد بصفة خاصة .
سبقت الإشارة الى أن ابن عسكر نفى انتساب بني راشد لآل البيت . . .
وبما أن الشيخ أحمد بن علي العلمي قاضي شفشاون (15) كان مولعا بوضع شجرات النسب، وبالتقييد في موضوع النسب العلمي بخاصة، فانه قد رد على ابن عسكر قائلا : « فلا يغرنك ما أشيع على السنة الناس وخصوصا المخزن من أنهم أولاد راشد مولى الإمام إدريس الأكبر، فان ذلك افتراء محض من المخذول محمد ابن عسكر السريفي ثم الشفشاوي لما سبقت له من الشقاوة والعياذ بالله . فانه مع تحققه لشرفهم كان يبغضهم وينتقصهم ويريد خلعهم من البلاد الشفشاونية ليتسع أمره بها فسولت له نفسه الإمارة أن ينتقص بنفيهم من هذا النسب الكريم فما نقص ذلك فيهم بل رجع عليه أهل النسب الكريم فما نقص ذلك فيهم بل رجع عليه أهل الهبط وأهل المعرفة من غيرهم بالنكير وعدوا ذلك من اكبر هفواته، ومن حينئذ والعياذ بالله لم يزل ينحط في مهاوي الضلال بعد أن كان يتسم بسمة الفقراء مخالطا لهم وملابسا لعظمائهم الى أن كان من رؤوس المستنجدين بالنصارى على الإسلام، وقتل والعياذ بالله معهم ومكن الله منه . . . » (16) .
ولا شك أن هذا النص يصور لنا مقدار حقد العلميين بشفشاون على ابن عسكر، وليس هذا النص الا نموذجا مما كانت تمتلئ به قلوب العلميين بشفشاون على ابن عسكر « السريفي » كما جاء في النص . . .
والأمر لا يقف عند هذا الحد بل تثبت الوثائق إن الذي تولى قطع رأس ابن عسكر بعد موته في معركة وادي المخازن هو عبد السلام بن علي بن إبراهيم ابن راشد العلمي .
حيث جاء في نفس المصدر : «. . . وكان الذي قطع رأسه سيدي عبد السلام بن علي الأصغر بن إبراهيم بن الأكبر بن موسى ابن راشد، وشاهدته قتيلا بالمعركة بعد أيام وهو مقطوع الرأس مبقور البطن ممثلا به، ملوثا . . . لشدة بغض الناس له والعياذ بالله وهذه عادة الله مع كل من آذى أهل البيت . . . (17)
وهذا من كلام الشيخ العلامة احمد بن يوسف الفاسي معقبا على النص السالف للشيـــخ احمد العلمــ ي (18) .
وهكذا يلاحظ ردود فعل العلميين والرواشد أبناء عمهم حول العداوة بينهم وبين ابن عسكر . . .
فابن عسكر قد تشفى في بني راشد بانقراض أيام عزهم وسطوتهم وبتمزقهم ونكباتهم . . . كما لاحظنا ذلك من قبل، وتشفى العلميون بشفشاون بموت ابن عسكر تلك الموتة الشنيعة .
أما بنو راشد فلقد وجد من احفادهم من تولى فصل رأس ابن عسكر عن جسده ومثل بجثته !!
ولقد خفي أمر هذه العداوة على بعض الباحثين فظن أن ابن عسكر « ستره شرفاء شفاون لنسبة فيهم »
و الحقيقة أن شرفاء شفشاون هم الذين تولوا فضح ابن عسكر والتمثيل بجثته . . . والتشهير به . . . وهكذا نرى أن هذه العداوة كانت ذات نتائج سيئة، ولله الأمر من قبل ومن بعد .
( يتبع )
وأكد هذا كل من عبد الرحمن الفاسي في ممتع الأسماع والمهدي الفاسي في الأسماع، ومحمد البشير الفاسي في كتابه « قبيلة بني زروال » (11) وغيرهم . . .
عليه فالمطرر ـ الذي أقحمت طرته في صلب النص ـ كان خاطئا، وكان على السيد المحقق أن ينبه على ذلك، أو على الأقل أن يشطب نهائيا على هذه الطرة، أما إقحام تلك الطرة في نص الكتاب فهذا لا معنى له بتاتا .
وما دمنا مع عبد الوارث اليصلوني هكذا : « اليصلوتي » بتأخير اللا م عن الصاد وهذا يوجد عند البعض لكن اليلصوتي هو نسبة الى ( يلصو ) الذي هو جد الأسرة ينسب الى عثمان بن عثمان ابن عفان (رضي الله عنه ) وهذه النسبة مبثوثة في كتب النسب التي تتحدث عن يلصو .
والى ( يلصو ) هذا تنتسب اليوم عدة مداشر بقبيلة الأخماس السفلى (12) و ( يلصو ) هكذا
غير واحد من المحققين، كأحمد بن عرضون في كتابه « مقنع المحتاج »، ومحمد الصادق الريسوني في كتابه « فتح العليم الخبير » واحمد بن عجيبة في « أزهار البستان » ومحمد الهبطي في « فوائده » ومحمد الصادق ابن ريسون في« موجز تاريخ شفشاون » و أحمد الرهوني في كتابه » عمدة الراوين في أخبار تطوان » وعبد الرحمن الفاسي وغيرهم . . . أثناء حديثهم عن الشيخ عبد الوارث اليلصوتي .
وحتى نسخ الدوحة غير مجمعة على على ( اليصلوتي ) الى اليصلوتي بعد صفحات .
ثم إن رسوم عقد النكاح للأسرة اليصلوتية تثبت يلصو بتقديم اللام على الصاد، وإذا كان الأستاذ المحقق قد اختار « الياصلوتي » على اليلصوتي فكان من حقه أن ينبه على ذلك على الأقل .
ومهما يكن من أمر فان الطبعة الجديدة للدوحة أصبحت منداولة، وأصبح الناس يتهافتون عليها . . . ونتمنى أن يعاد طبعها سليمة من مختلف الأخطاء، خاصة وإنها من أمهات المصادر، وليس ذلك على همة أستاذنا الدكتور محمد حجي بعزيز .
جولاته وطموحه وعداوته لأسرة بني راشد :
إذا كان ابن عسكر قد نشأ بشفشاون وقضى بها فترة شبابة متنقلا بين حلقات الدروس، ومتصلا بالفقهاء والعلماء والصلحاء . . . فان ابن عسكر ما كاد يثب عن الطوق حتى برزت مطامحه وأطماعه . . . وأصبح نشيطا في اتصالاته بالشخصيات الكبيرة سواء داخل مدينة شفشاون ـ التي كانت أهم محطة ـ للزائرين ـ بين فاس ـ بصفة خاصة ـ وبين ضريح القطب الشيخ مولاي عبد السلام ابن مشيش ـ أو بغيرها .
ولعل صاحبنا كان يطمح أن يلي بعض المناصب الدينية داخل إمارة بني راشد، الا أن طموحه هذا قوبل برفض . ويبدو انه منذ أن عزل أبوه عن منصب القضاء بشفشاون (13) لم تتحسن العلاقات بين هذه الأسرة وبين الإمارة الراشدية .
ولا شك أن الأمير محمد بن علي بن راشد كان يتتبع نشاطاته واتصالاته . . . خاصة وانه قد اتخذ من دار شيخه عبد الله الهبطي الداعية المنتقد لسلوك بني راشد . . . اتخذ من هذه الدار مدرسته وزاويته ومنتداه . . . فأصبح يتردد عليها ويلازم صاحبها . . ثم إن صاحبنا لم يقتصر في اتصاله بالسيد عبد الله الهبطي فقط، بل وسع دائرة تنقلاته واتصالاته .
ولا شك أن الأمير محمد ابن راشد تضايق من تصرفات صاحبنا، ولذلك لم يبق أمامه الا أن يغادر منطقة نفوذ بني راشد .
وفي هذه الأثناء أقام بقصر كتامة ( القصر الكبير ) القريب من الموطن الأصلي لأسرته .
وظلت أمه بشفشاون، ويبدو أن عيون الأمير محمد بن راشد كانوا يراقبون زوارها وروادها .مما جعل الأمير في نهاية الأمر يرتاب في أمرها ويأمرها بالخروج ، أو عدم الاتصال بولدها .
وكل هذه الإحداث جعلت العداوة تشتد بين أسرة بني راشد وأسرة ابن عسكر .
وكانت الأسرة الراشدية في هذا الوقت تدين بالطاعة والولاء للأسرة السعدية الحاكمة، وكانت هناك علاقة طيبة بين محمد بن راشد والسلطان محمد الشيخ السعدي الا انه بعد موت هذا الأخير وتربع خلفه « الغالب بالله » على عرش المغرب أصبحت هذه العلاقة يسودها نوع من الغموض وسوء النية في الإمارة الراشدية من جانب السلطان .
ولا شك أن صاحبنا قد اغتنم هذه الفرصة وعمل وهو بمنفاه كل ما في وسعه للاتصال بالبلاط السعدي . وفعلا نجح في هذا الاتصال وعينه عبد الله الغالب قاضيا ومفتيا بالقصر الكبير ونواحيه وهو بحصوله على هذا المنصب وبتقربه من البلاط
السعدي ارضي بعض طموحه، واستطاع في نفس الوقت أن يغيض أعداءه حكام شفشاون .
ثم شاءت الظروف أن تزداد العلاقة سوءا بين بني راشد بشفشاون وبين السلطان عبد الله الغالب بالله .
ولسنا ندري هل كان لصاحبنا دور في ذلك أم لا ؟ الا انه مهما يكن من أمر فان صاحبنا في هذه الأثناء كان ممتلئا حقدا وغيضا على حكام بني راشد بشفشاون ومن هنا لا يستبعد أن يكون صاحبنا قد ساهم في إثارة البلاط السعدي ضدهم . . . الذي قضى على إمارتهم سنة 969 ه .
ويشير ابن عسكر في الدوحة الى بعض ما المحنا إليه فيقول : « . . . وقعت بيني وبينه وحشة عظيمة ـ أي بينه وبين حاكم شفشاون محمد ابن راشد ـ أوجبت رحيلي عن بلاد شفشاون، فوافق ذلك ان قلدني السلطان الغالب بالله أبو محمد عبد الله ابن السلطان أبي عبد الله محمد الشيخ الشريف خطتي القضاء والإفتاء بمدينة قصر كتامة، وثغور الهبط فاستقررت بهما، وبقيت السيدة ـ أي الوالدة ـ بزاويتها ـ أي بضواحي شفشاون ـ وكان القائد المذكور في نفسه ريبة من جانب السلطان، فكنت إذا أرسلت أحدا ينوب عني في زيارتها يتوهم فيه انه ربما ينقل أخباره فتصل الى السلطان، فرأي انه لا يسلم من هذا الأمر الذي توهم الا برحيل السيدة من هنالك . . . » (14)
الى أن يقول : « . . . فكان من قضية ابن راشد ما هو معلوم من تسليط السلطان عليه، وإرسال الحركة إليه، وهروبه ليلا عن شفشاون، ولم يلو على شيء، ثم إزعاجه الى بلاد المشرق وموته هنالك، وتبدد وتمزق كل ممزق . . أما ولده محمد فمات مقتولا بمصر وقطع أطرافا ورمى في بئر يهودي . . . » (15)
وظل صاحبنا حاقدا على أمراء شفشاون يلتقط أخبارهم، ويترصد مساوئهم، ويذيع هفواتهم، وأخبار نكياتهم . . . ونراه في الدوحة لا يترك فرصة يتاح فيها النيل من أسرة بني راشد الا واغتنمها ويتجلى ذلك بصفة خاصة في ترجمة والدته وفي ترجمة الشيخ عبد الله الهبطي وفي ترجمة الأخوين الشيخين الريسونيين « علي وعبد الرحمن » .
وليس هذا بغريب ما دام صاحبنا قد نشأ في جو عائلي مشبع بالحقد على أسرة بني راشد التي عزلت أباه، والتي لم يخط هو عندها بما كان يطمح إليه من مناصب وعز وجاه . . .
وبعد القضاء على أسرة بني راشد، ولي صاحبنا قضاء مدينة شفشاون، الذي طالما تاقت نفسه إليه، وزادت علاقته توطدا مع السلطان عبد الله الغالب، ومع ولده محمد المتوكل، واخلص لهما إخلاصا كبيرا . وظل وفيا للمتوكل بالرغم من أن محمد المتوكل قد انهزم أمام عميه : عبد الملك واحمد عدة مرات، وأصبح طريدا وفر عنه أصدقاؤه وقواده . . . وبالرغم من كل ذلك فان مترجمنا ظل وفيا له، وراعيا معروف والده الذي قلده المناصب، ونصره على أعدائه بني راشد . . . وهكذا أعماه التفاني في الوفاء لمن أحسن إليه عن الواجب الوطني ؛ ولذلك بذل في سبيل وفائه آخر قطرة من دمه !!
وإذا كنا قد تصورنا منشأ العداوة بين أسرة ابن عسكر، وأسرة راشد فمن الجدير بالملاحظة أن نتعرض لردود فعل هذه العداوة من طرف العلميين بشفشاون بصفة عامة، ومن طرف بني راشد بصفة خاصة .
سبقت الإشارة الى أن ابن عسكر نفى انتساب بني راشد لآل البيت . . .
وبما أن الشيخ أحمد بن علي العلمي قاضي شفشاون (15) كان مولعا بوضع شجرات النسب، وبالتقييد في موضوع النسب العلمي بخاصة، فانه قد رد على ابن عسكر قائلا : « فلا يغرنك ما أشيع على السنة الناس وخصوصا المخزن من أنهم أولاد راشد مولى الإمام إدريس الأكبر، فان ذلك افتراء محض من المخذول محمد ابن عسكر السريفي ثم الشفشاوي لما سبقت له من الشقاوة والعياذ بالله . فانه مع تحققه لشرفهم كان يبغضهم وينتقصهم ويريد خلعهم من البلاد الشفشاونية ليتسع أمره بها فسولت له نفسه الإمارة أن ينتقص بنفيهم من هذا النسب الكريم فما نقص ذلك فيهم بل رجع عليه أهل النسب الكريم فما نقص ذلك فيهم بل رجع عليه أهل الهبط وأهل المعرفة من غيرهم بالنكير وعدوا ذلك من اكبر هفواته، ومن حينئذ والعياذ بالله لم يزل ينحط في مهاوي الضلال بعد أن كان يتسم بسمة الفقراء مخالطا لهم وملابسا لعظمائهم الى أن كان من رؤوس المستنجدين بالنصارى على الإسلام، وقتل والعياذ بالله معهم ومكن الله منه . . . » (16) .
ولا شك أن هذا النص يصور لنا مقدار حقد العلميين بشفشاون على ابن عسكر، وليس هذا النص الا نموذجا مما كانت تمتلئ به قلوب العلميين بشفشاون على ابن عسكر « السريفي » كما جاء في النص . . .
والأمر لا يقف عند هذا الحد بل تثبت الوثائق إن الذي تولى قطع رأس ابن عسكر بعد موته في معركة وادي المخازن هو عبد السلام بن علي بن إبراهيم ابن راشد العلمي .
حيث جاء في نفس المصدر : «. . . وكان الذي قطع رأسه سيدي عبد السلام بن علي الأصغر بن إبراهيم بن الأكبر بن موسى ابن راشد، وشاهدته قتيلا بالمعركة بعد أيام وهو مقطوع الرأس مبقور البطن ممثلا به، ملوثا . . . لشدة بغض الناس له والعياذ بالله وهذه عادة الله مع كل من آذى أهل البيت . . . (17)
وهذا من كلام الشيخ العلامة احمد بن يوسف الفاسي معقبا على النص السالف للشيـــخ احمد العلمــ ي (18) .
وهكذا يلاحظ ردود فعل العلميين والرواشد أبناء عمهم حول العداوة بينهم وبين ابن عسكر . . .
فابن عسكر قد تشفى في بني راشد بانقراض أيام عزهم وسطوتهم وبتمزقهم ونكباتهم . . . كما لاحظنا ذلك من قبل، وتشفى العلميون بشفشاون بموت ابن عسكر تلك الموتة الشنيعة .
أما بنو راشد فلقد وجد من احفادهم من تولى فصل رأس ابن عسكر عن جسده ومثل بجثته !!
ولقد خفي أمر هذه العداوة على بعض الباحثين فظن أن ابن عسكر « ستره شرفاء شفاون لنسبة فيهم »
و الحقيقة أن شرفاء شفشاون هم الذين تولوا فضح ابن عسكر والتمثيل بجثته . . . والتشهير به . . . وهكذا نرى أن هذه العداوة كانت ذات نتائج سيئة، ولله الأمر من قبل ومن بعد .
( يتبع )
الهوامش:
(1) انظر مقتع المحتاج في آداب الأزواج لأحمد بن عرضون الزجلي مخ . خ . ع . ر : 1026 ك .
الذي يقول فيه : أستاذ بلدنا له قصيدة في القراءات . . . ص 111 و 195 .
(2) تاريخ تطوان المجلد : 1 ص : 156 . ويحتمل أن يكون أستاذا داود قصد النسب الحسني بصفة عامة .
(3) قبيلة بشمال المغرب قرب القصر الكبير .
(4) أثبت ذلك بعض العلميين بشفشاون : مخ . خاص، ص 42 .
(5) الدوحة : ص : 40، بترجمة الشيخ على ابن هارون ( ت 951 ه / 1545 م )
(6) الدوحة : 18 ( ت 962 ه )
(7) نفس المصدر : 13
( الشيخ عبد الحي الكتاني : فهرس الفهارس : ج : 1 ص 311
(9) (مؤرخو الشرفاء ) ص : 160 . بترجمة الأستاذ عبد القادر الخلادي .
(10) الدوحة ط . الرباط نشر وتحقيق الأستاذ حجي ص : 6 . وانظر : الطبعة الفاسية الحجرية ص 5 و 6 .
(11) عنوان هذا الكتاب : ( قبيلة بني زروال ) مظاهر حياتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وهو من مطبوعات كلية الآداب بالرباط سنة 1962 .
(12) أما في ما يتعلق بيصلو ونسبه فان هدا الموضوع يحتاج الى تحرير، لان يصلو جد الأسرة اليلصونية تارة نجده : ابن عبد الله، وتارة ابن محمد ، وتارة ابن مروان والكل ابن إبان بن عثمان ولقد رد سليمان الحوادث في الرودة المقصودة على الذين ينسبون يلصو الى عبد الله بن إبان بن عثمان ـ ومنهم ابن عسكر ـ بأنهم ليس في أبناء إبان من ايمه عبد الله، ولم يزد على ذلك .
والأغرب من هذا هو أن التهامي بن رحمون في « شدور الذهب » ذكر أن أم إبان هي رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم مع إن ابن قتيبة في كتابه المعارف يقول : « كانت أم ابنان هي بنت جندب ابن عمرو الدوسي ... ويقول : بان عقب إبان كثير ... » وبهذه المناسبة انبه الى التباس يقع فيه البعض وهو عدم التفريق بين ( بني زرويل ) وبين ( بني زروال ) الأولى قرية من أخماس السفلى قرب شفشاون والثانية قبيلة كبيرة شمال فاس . وجاء الالتباس من انتقال بعض اليلصونيين من ( بني زرويل الى بني زروال) ومنهم الشيخ عبد الوارث .
فبني زرويل بها نزل ( يلصو ) حيث جعل منها داره ومستقره، وهي الموطن الأصلي للأسرة اليلصونية والنسبة إليها زرويلي، واليها ينتسب الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الحق الزرويلي شارح المدونة، وشيخ الجيل في عصره، وهو يلصوتي كذلك، واليها ينتسب الشاعر الهجاء أبو القاسم، والشاعر مصباح صاحب ( سني المهتدي . . ) وأبو عبد الله محمد بن حيون شارح الصلاة المشيشية وغيرهم .
ويثبت محمد بن عبد الله الهبطي ( ت 1001 ) في ( فوائده ) إن الأسرة اليلصونية ببني زرويل بضواحي شفشاون كان بها أكثر من 360 عالما هذا وقد انتقل بعض أبناء هذه الأسرة الى بني زروال ثم الى فاس وغيرها وما يزال معظهم بموطنهم الأصلي وتخترق أراضي بني ( زرويل ) حاليا الطريق الرئيسية بين شفشاون ووزان ـ ابتداء من مفترق الطرق على خمسةكيلومترات من شفشاون ـ حيث الطريق الشرقي يتجه الى الحسيما، والجنوب الغربي يتجه الى وزان ـ وتنتهي أراضي بني زرويل بعد ( سوق الأحد ) السفلي قيادة تنقوب عمالة شفشاون .
(13) والد صاحب الدوحة هو أبو الحسن على بن عمر ابن عسكر من قبيلة أهل سريف : وكان من الفقهاء، وتعرض للأسرة من طرف البرتغاليين الذين كانوا يحتلون طنجة وبقى في الأسر مدة الى إن أطلق سراحه، ولاه علي ابن راشد منصب القضاء بشفشاون ثم عزله بعد ذلك .
(14) الدوحة : 19 وما بعدها .
(15) نفس المصدر .
(16) مخ. خاص، ص : 42.
(17) نفس المصدر .
(18) هو ابن الشيخ أبي المحاسن يوسف الفاسي انظر ترجمته في المرآة وفي أزهار البستان
توفي أثر الفتنة التي أثارها محمد الشيخ المأمون
(1) انظر مقتع المحتاج في آداب الأزواج لأحمد بن عرضون الزجلي مخ . خ . ع . ر : 1026 ك .
الذي يقول فيه : أستاذ بلدنا له قصيدة في القراءات . . . ص 111 و 195 .
(2) تاريخ تطوان المجلد : 1 ص : 156 . ويحتمل أن يكون أستاذا داود قصد النسب الحسني بصفة عامة .
(3) قبيلة بشمال المغرب قرب القصر الكبير .
(4) أثبت ذلك بعض العلميين بشفشاون : مخ . خاص، ص 42 .
(5) الدوحة : ص : 40، بترجمة الشيخ على ابن هارون ( ت 951 ه / 1545 م )
(6) الدوحة : 18 ( ت 962 ه )
(7) نفس المصدر : 13
( الشيخ عبد الحي الكتاني : فهرس الفهارس : ج : 1 ص 311
(9) (مؤرخو الشرفاء ) ص : 160 . بترجمة الأستاذ عبد القادر الخلادي .
(10) الدوحة ط . الرباط نشر وتحقيق الأستاذ حجي ص : 6 . وانظر : الطبعة الفاسية الحجرية ص 5 و 6 .
(11) عنوان هذا الكتاب : ( قبيلة بني زروال ) مظاهر حياتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وهو من مطبوعات كلية الآداب بالرباط سنة 1962 .
(12) أما في ما يتعلق بيصلو ونسبه فان هدا الموضوع يحتاج الى تحرير، لان يصلو جد الأسرة اليلصونية تارة نجده : ابن عبد الله، وتارة ابن محمد ، وتارة ابن مروان والكل ابن إبان بن عثمان ولقد رد سليمان الحوادث في الرودة المقصودة على الذين ينسبون يلصو الى عبد الله بن إبان بن عثمان ـ ومنهم ابن عسكر ـ بأنهم ليس في أبناء إبان من ايمه عبد الله، ولم يزد على ذلك .
والأغرب من هذا هو أن التهامي بن رحمون في « شدور الذهب » ذكر أن أم إبان هي رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم مع إن ابن قتيبة في كتابه المعارف يقول : « كانت أم ابنان هي بنت جندب ابن عمرو الدوسي ... ويقول : بان عقب إبان كثير ... » وبهذه المناسبة انبه الى التباس يقع فيه البعض وهو عدم التفريق بين ( بني زرويل ) وبين ( بني زروال ) الأولى قرية من أخماس السفلى قرب شفشاون والثانية قبيلة كبيرة شمال فاس . وجاء الالتباس من انتقال بعض اليلصونيين من ( بني زرويل الى بني زروال) ومنهم الشيخ عبد الوارث .
فبني زرويل بها نزل ( يلصو ) حيث جعل منها داره ومستقره، وهي الموطن الأصلي للأسرة اليلصونية والنسبة إليها زرويلي، واليها ينتسب الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الحق الزرويلي شارح المدونة، وشيخ الجيل في عصره، وهو يلصوتي كذلك، واليها ينتسب الشاعر الهجاء أبو القاسم، والشاعر مصباح صاحب ( سني المهتدي . . ) وأبو عبد الله محمد بن حيون شارح الصلاة المشيشية وغيرهم .
ويثبت محمد بن عبد الله الهبطي ( ت 1001 ) في ( فوائده ) إن الأسرة اليلصونية ببني زرويل بضواحي شفشاون كان بها أكثر من 360 عالما هذا وقد انتقل بعض أبناء هذه الأسرة الى بني زروال ثم الى فاس وغيرها وما يزال معظهم بموطنهم الأصلي وتخترق أراضي بني ( زرويل ) حاليا الطريق الرئيسية بين شفشاون ووزان ـ ابتداء من مفترق الطرق على خمسةكيلومترات من شفشاون ـ حيث الطريق الشرقي يتجه الى الحسيما، والجنوب الغربي يتجه الى وزان ـ وتنتهي أراضي بني زرويل بعد ( سوق الأحد ) السفلي قيادة تنقوب عمالة شفشاون .
(13) والد صاحب الدوحة هو أبو الحسن على بن عمر ابن عسكر من قبيلة أهل سريف : وكان من الفقهاء، وتعرض للأسرة من طرف البرتغاليين الذين كانوا يحتلون طنجة وبقى في الأسر مدة الى إن أطلق سراحه، ولاه علي ابن راشد منصب القضاء بشفشاون ثم عزله بعد ذلك .
(14) الدوحة : 19 وما بعدها .
(15) نفس المصدر .
(16) مخ. خاص، ص : 42.
(17) نفس المصدر .
(18) هو ابن الشيخ أبي المحاسن يوسف الفاسي انظر ترجمته في المرآة وفي أزهار البستان
توفي أثر الفتنة التي أثارها محمد الشيخ المأمون
دعوة الحق
العدد 184
الزاهوية- عضو نشيط
- الجنس : عدد المساهمات : 62
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 14/12/1976
تاريخ التسجيل : 16/09/2012
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» ابن عسكر السريفي الشفشاوني
» من صاحب هذه القصيدة
» صاحب السمو الشيخ "راتب بن أجرة آل فلوس" يصل إلى مطار محفظتي ...
» إعدام الشاعر العراقي أحمد النعيمي صاحب قصيدة «نحن شعب لا يستحي»
» أعلام بني ورياكل
» من صاحب هذه القصيدة
» صاحب السمو الشيخ "راتب بن أجرة آل فلوس" يصل إلى مطار محفظتي ...
» إعدام الشاعر العراقي أحمد النعيمي صاحب قصيدة «نحن شعب لا يستحي»
» أعلام بني ورياكل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى