بني زروال ... ﻤﺄساة القبيلة وتعاسة ساكنتها صراع يومي بين الحشيش والدرك !
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بني زروال ... ﻤﺄساة القبيلة وتعاسة ساكنتها صراع يومي بين الحشيش والدرك !
كانوا في الماضي يذهبون حيث شاءوا..،وكانوا يمشون في اﻷسواق رافعي الرؤوس، وكانت مراكز القيادات ومخافر الدرك والمحاكم تعج بهم في كل أسبوع ..لأنهم كانوا من هواة المحاكم.
أغلبهم كانوا فقراء حقا،لكنهم كانوا يتميزون بعفة النفس ويتصفون بالشهامة ويوصفون بالكرم والعطاء .
كانوا في الماضي سدنة في حفظ القرآن الكريم وعلومه الشرعية وكانت جوامعهم ومساجد قبائلهم تستضيف طلبة القرآن الكريم من كل أرجاء ومناطق البلاد ,وكانت القبيلة هي البلدة الوحيدة في المغرب التي تضاهي قبائل سوس العالمة في مجال حفظ كتاب الله الكريم وتدريس علوم الفقه والشريعة ..
كانوا في الماضي جبالا وحصونا عزا على الاستعمار إختراقها،وحينما اشتد البلاء بالبلاد أعلن رجال القبيلة ولاءهم للقائد الكبير محمد بن عبد الكريم الخطابي بعدما رأوا فيه أنه جدير بالقيادة والريادة ..فبايعوه على الجهاد ضد الاستعمارين الفرنسي واﻹسباني ,وقد فعلوا ذلك.. دون أن يعلنوا أي تمرد ضد سلطان المغرب الشرعي ﻷنهم كانوا يعلمون ﺃن عبد الكريم لا يطمح إلى السلطة بقد ما كان يسعى إلى تحرير الوطن من براثن الاستعمار بكل ﺃشكاله وجنسياته .
كانت قبائل بني زروال ثائرة بالفطرة ، لذلك إختار منها عبد الكريم قادة لجيشه, كان من ضمنهم القائد العربي ﺃحمد الصغير (جد كاتب هذه السطورمن جهة ﺃمه ) وهذا ليس مجال حديثنا اﻵن .
هذه هي قبائل بني زروال في الماضي ..فماذا عنها في الحاضر من اﻷيام ؟
قبل بضعة أشهر كتبت مقالا بعنوان "من أجل بديل مقنع لمحاربة المخدرات بمناطق الشمال"
كنت قدمت عبر سطوره مقترحات عملية للقضاء على هذا الداء الفتاك،ولو تم العمل بتلك المقترحات لعادت للقبيلة مكانتها ولعاد أهلها لحياتهم الطبيعية كما كانت بل أفضل ، لكن في هذا المغرب –لا حياة لمن تنادي- نحن نخاطب أذانا صماء ..لا تسمع إلا الضجيج والزفير ..
نعيد الآن حديثنا بطريقة مختلفة بعدما قرﺃنا ﺃرقاما مهولة تفيد بعدد المواطنين الذين لا يستطيعون زيارات اﻹدارات العمومية حتى لقضاء ﺃغراضهم بها ، وﺃنهم تركوا اﻷسواق لنسائهم وبناتهم .. وﺃن الكثيرين منهم لم يتمكنوا من سحب بطائقهم الوطنية للتعريف ، كل هذا خوفا من اعتقالهم والزج بهم في غياهب السجون بناء على مذكرات بحث صادرة في حقهم بتهمة زراعة الكيف والاتجار في المخدرات ..
وهكذا تحول رجال بني زروال إلى مجرد ضباع تهرب إلى جحورها لمجرد رؤية دركي بزيه الرسمي يجول مختالا وسط الدواوير بين نساء القبيلة وبناتها!
أي بهدلة هذه سببها – الكيف- لفحول الدوار وشبابه الذين باتوا تحت رحمة أفراد قليلين جدا من الدرك الملكي الذين أصبحوا يتجولون في الدواوير وﻜﺄنها مجرد مستعمرات تابعة لثكناتهم ،بينما نجد هؤلاء في مقابل ما يقومون به من استعراض لعضلاتهم ﺃمام نساء المداشر والدواوير لا يقدمون و لا يؤخرون شيئا ..فالحشيش موجود وتجاره الكبار معروفين جدا بينما يمارسون الغلبة على ضعاف خلق الله من المزارعين الصغار الذين لا يجدون ما ينفقون (.....) فيختبئون ﺃو يضطرون "للتفاوض" مكرهين ..
إنني ﺃتساءل في كل مرة أرى فيها أصحاب القبعات الرمادية يستعرضون عضلاتهم في المداشر وفي كثير من اﻷحيان يقتحمون بيوت البسطاء من الناس لا يراعون في نساء البلد إلا ولاذمة ..
وبهذه المناسبة ولأن الشيء بالشيء يذكر ﻔﺈنه خلال عهد النبوة وفي ذروة اشتداد كراهية فريق من قريش للنبي اﻷكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم قالت طائفة من هؤلاء ﻷبو جهل (وهو بطبيعة الحال عدو لدود للنبي و للإسلام )لماذا لا تقتحم بيت محمد فتقتله ؟ ﻔﺄجابهم أبو جهل العربي بشهامة العرب ونخوة العرب ..لا .. لن نفعل ذلك حتى لا يقال أننا "أزعجنا بنات عمنا" أو ما يشبه هذا القول ..
كان هذا رد أبو جهل على فئة من قومه ... إنه لا يريد أن يحكى عنه أنه إقتحم بيت محمد عدوه اللدود ، بل سيقال عنه أنه أقلق راحة بنات عمه ...
إنه درس قوي من أبو جهل العربي الشهم لهذه الحجافل من قوات الدرك التي تقتحم بيوت الناس نهارا وليلا ...دون مراعاة لحرمات هذه البيوت ودون احترام للنساء اللائي يقطن هذه البيوت !
وأنا أتساءل أيضا ... هل أصحاب القبعات الرمادية يفعلون ذلك ﺑﺄمر من النيابة العامة ﺃم ﺃنهم يفعلون ذلك في إطار نزهة خاصة بهم ؟
أستغرب أيضا .... حينما يتم اقتحام هذه البيوت دون أن ﻴﺄخذوا منها شيئا ظاهرا ...وبالتالي ...ﻔﺈن الكثير من اﻷسئلة تبقى معلقة وتتلوها علامات التعجب بدلا من علامات الاستفهام !
إن كاتب هذه السطور إنما يقول هذا الكلام استنادا على غيرته الشديدة على هذه المنطقة الجغرافية التي ينتمي إليها اسما ونسبا وﻤﻨﺸﺄ ... وليس له من هدف ﺁخر سوى لفت انتباة المسئولين الكبار في البلد الذين قد لا يكونون على علم بما يجري هناك من انتهاكات صارخة لحقوق اللانسان عامة وحقوق المرﺃة خاصة ,وكاتب هذه السطور لا علاقة له على اﻹطلاق من قريب ﺃو من بعيد بهذه النبتة التي ﺃفسدت كل شيء ,ﺃفسدت الاخلاق وحطمت المروءة ,وكسرت شوكة الرجال الذين ﺃصبحوا ذكورا فقط ...
ليس الهدف من الكتابة بحد ذاته هو تشجيع الزراعة الحرام بقدر ماهي صرخة لأجل احترام بيوت الناس وعدم إيذاء حرائرهم من النساء ..
إن الكيف يزرع في اﻷرض ..وبعضه يروى بالماء ...ثم يكبر هذا الكيف رويدا رويدا فيجنى (يحصد) ثم تتبعه عمليات الجمع والادخار،ثم يطحن ﺑﺄدوات تقليدية يسمع صداها من مكان بعيد ثم يتحول إلى "غبار وغبرة "ثم يعجن ..ثم ﺘﺄتي عملية التسويق ...كل هذه المراحل تطوى ..دون ﺃن ينتبه ﺃصحاب القبعات الرمادية ؟
وحتى لا نظلم ﺃحدا ﺃو نستثني أحد ﻔﺈن لهؤلاء شركاء في هذا الصمت المؤقت ... وشركاء ﺃصحاب القبعات الرمادية يمثلون – القياد- والشيوخ والمقدمين ورؤساء الدوائر وقد يصل اﻷمر إلى جهات ﺃخرى ﺃكثر نفوذا، لكي يبقى ﻷصحاب القبعات الدور اﻷساس في كل فصول هذه القصة ..
الأنكى من كل ما سبق ﺃنهم يحررون مذكرات بحث بحق أشخاص معينين، وبعد سنة ﺃو ﺃكثر يستخرجون من (القانون) شيئا فيلغون هذه المذكرات البحثية لفائدة البعض (نتوفر في ﺃرشيفنا على البعض منها) وحتى يطمئن الذين نتحدث عنهم في هذه- التغريدة – ﻔﺈننا نتحمل كامل المسئولية فيما سطر ﺃعلاه وما سيسطر ﺃدناه وما سيكتب في المستقبل ..وإننا نتحدث في هذا الموضوع بكامل الثقة والاطمئنان ,وﻨﺄمل ﺃن يسفزنا ﺃحد ....بالمتابعة ..لأن الفرصة ستكون ﺃقوى للإدلاء ﺑﺈثباتات قوية تؤكد كافة إدعاءاتنا لكننا بالمقابل ﻨﺄمل ﺃن يتم وضع حل نهائي لهذا الإشكال.. فالدولة بكامل ﺃجهزتها تعلم ﺃن الكيف يزرع ..والحشيش يسوق ..وﺃن اعتقال بعض الرؤوس بعينها وترك الباقين لا يحل مشكلة .. و ﺃنه في حالة استمرار الوضع كما هو فإننا نطلب فقط من الجهات المعنية أن تحترم حرمات البيوت إلا إذا كانت هناك تعليمات مكتوبة من طرف النيابة العامة ، وفي حالة عدم ثبوت ﺃي تهمة على من يفتش بيته ﺃن يقدم له اعتذار علني ..لأن الكثير من الوشايات قد لا تكون صحيحة ..وعلى ﺃصحاب القبعات الرمادية ﺃن يراعوا حرمات البيوت فقط ..
في المقابل على الدولة إذا أرادت حقا منع هذه الزراعة فهي تستطيع ذلك لكننا نتمسك ﺑﺈيجاد حل عادل يرضي هذه الفئة التي اتجهت لهذه الزراعة مكرهة تحت ضغط متطلبات الحياة وشضف العيش ..وأن البديل لن يكون حتما بتوزيع بضعة ﺃشجار من الزيتون على فئة محدودة من السكان ،خاصة وﺃن الكثيرين لا يملكون ﺃرضا لتشجيرها بالزيتون ..وﻨﺄمل ﺃن تفكر الحكومة برمتها في إيجاد بديل مقنع لمحاربة هذه اﻵفة الخطيرة ،وإذا فشلت الدولة في إيجاد حل فعليها ﺃن تترك هؤلاء المساكين يزرعون في ﺃرضهم ما يريدون ،،وبالتالي على هذه الحكومة /الدولة ﺃن تعطي تعليماتها لرجالها بالكف عن مضايقة الناس وإلغاء كافة مذكرات البحث الصادرة بحق اﻵﻵف من الناس ، لا أن تدع اﻷمر لمخافر الدرك يحررون هذه المذكرات ضد من شاءوا وعلى هواهم .ويرفعونها لاحقا على من يريدون ..
إن قبائل بني زروال تعيش اليوم خوفا لم ﺘﺄلفه حتى ﺃيام الحماية البغيض،وقد ينفجر الوضع لاحقا ولن تستطيع أية جهة السيطرة عليه..فهل سمعتم يا سادة ؟
جواد لزراق- عضو جديد
- الجنس : عدد المساهمات : 1
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 01/05/1978
تاريخ التسجيل : 18/11/2012
العمر : 46
رد: بني زروال ... ﻤﺄساة القبيلة وتعاسة ساكنتها صراع يومي بين الحشيش والدرك !
شكرا على هذه الإفادة
جبلي- عضو أساسي بالمنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 278
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 31/12/1966
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
العمر : 57
مواضيع مماثلة
» وثائقي عن الحشيش بمنطقة الريف
» موقع القبيلة وقراها
» صراع العقل والبطن
» التعريف بشخصيات القبيلة 21/4/11
» عبد الكريم الخطابي...من القبيلة إلى الوطن
» موقع القبيلة وقراها
» صراع العقل والبطن
» التعريف بشخصيات القبيلة 21/4/11
» عبد الكريم الخطابي...من القبيلة إلى الوطن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى